قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يرى الغرب أن المبادرات الإيجابية التي تصدر عن الرئيس الإيراني يجب أن تخضع للاختبار والتعامل معها بجدية، بينما تريد إسرائيل مواصلة اتباع النهج المتشدد مع طهران خشية حصولها في أي لحظة على القنبلة النووية.القدس: يرى محللون أن اسرائيل قد تجد نفسها في حالة عزلة في مواجهة المجتمع الدولي في دعوتها لانتهاج خط متشدد حيال البرنامج النووي الايراني، بينما يحاول الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الوصول الى الغرب عبر تقديم نفسه كمعتدل.واكد روحاني الثلاثاء على طبيعة البرنامج النووي الايراني السلمية في خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة قائلاً إن "الاسلحة النووية.. لا مكان لها في عقيدة الدفاع الايرانية".وحاولت اسرائيل التنديد بالخطاب حيث وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "بالتهكمي"، و"المليء بالخبث". وبحسب نتانياهو، فإن "هذه هي تحديدًا استراتيجية ايران التي تقوم على الكلام وكسب الوقت والتحرك في الوقت نفسه من اجل تطوير قدرتها على امتلاك الاسلحة النووية".ولكن المبادرات الدبلوماسية من طرف روحاني التي تناقض تماماً تصريحات سلفه محمود احمدي نجاد العدائية تثبت أنها تحدٍّ كبير لنتانياهو.وكتب المعلق حيمي شاليف في صحيفة هارتس "للسنوات الثماني الاخيرة، كانت جهود اسرائيل في اقناع العالم.. بمواجهة طموحات ايران النووية تعتمد على.. ناكر المحرقة احمدي نجاد".وتابع "كان احمدي نجاد.. نقطة الحديث الاولى لاسرائيل واداتها الدعائية الاستراتيجية". ويؤكد البروفسور اوزي رابي، المتخصص في شؤون ايران في جامعة تل ابيب، أن رسالة روحاني تشكل "تحدياً دبلوماسيًا حقيقيًا بالنسبة لاسرائيل".وقال رابي لوكالة فرانس برس: "في المرة الاخيرة التي كان نتانياهو فيها في الامم المتحدة، كان من الاسهل لاسرائيل الحديث عن ايران. لست متأكدًا من أن الصراخ.. هو افضل ما يمكن أن تقوم به اسرائيل (حاليًا)".وقام نتانياهو العام الماضي برسم خط احمر امام الجمعية العامة للامم المتحدة على رسم كرتوني يظهر قنبلة، مؤكدًا أنه يتوجب على المجتمع الدولي أن يتصرف لمنع ايران من استخدام برنامجها النووي لصنع سلاح ذري، وهو ما تنفيه طهران.وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت الاكثر توزيعاً أنه هذه المرة عندما سيلقي نتانياهو بخطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في الاول من تشرين الاول/اكتوبر المقبل فإنه سيسعى للتقليل من الاختلافات بين روحاني وسلفه احمدي نجاد.واضافت: "سيقول نتانياهو أنه مثل احمدي نجاد، روحاني ملتزم بهدف تدمير دولة اسرائيل ومهاجمة العالم الغربي بأكمله". ويتفق رابي مع ذلك مشيرًا الى أن "اسرائيل تسعى للتأكد من أن الجميع يعلم أن عملية السحر الايراني مجرد تكتيك- وهذا لا يعني أن هنالك تغييرًا حقيقيًا".وازداد قلق اسرائيل الاثنين عندما اعلن مسؤولون أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيشارك في مشاورات حول الملف النووي لطهران في حضور نظيره الايراني محمد جواد ظريف في مقر الامم المتحدة في 26 من ايلول/سبتمبر في لقاء غير مسبوق.واوضحت ايميلي لانداو من معهد جامعة تل ابيب للدراسة الامنية أن "نتانياهو.. لن يكون في غرفة المفاوضات لهذا فإنه يحاول تذكير الولايات المتحدة بحقيقة أنه لا يوجد دليل على التغيير".ويؤكد الدكتور راز زيمييت من معهد جامعة تل ابيب للدراسات الايرانية أن الدولة العبرية تتخوف من أن يقوم الاجتماع بتقويض جهودها لزيادة الضغوطات على ايران. وقال زيميت لوكالة فرانس برس: "الحكومة ورئيس الوزراء يواجهان صعوبات في اقناع المجتمع الدولي بمعاملة ايران بالطريقة التي عاملها بها من قبل".واضاف: "في الغرب، ينظرون الى روحاني بشكل مختلف تمامًا عن احمدي نجاد. إنهم محقون ولكن.. روحاني لم يأتِ بعرض حول حل المسألة النووية وأي اتفاق بين ايران والغرب..قد يعزل اسرائيل".وذكرت صحيفة معاريف الاحد أن واشنطن "تعمل وراء الكواليس لتهدئة مخاوف اسرائيل وقالت بإنه سيتم الحكم على الرئيس الايراني من افعاله". لكنّ المحللين حذروا من أن ما يقوم به روحاني مع التطورات في الشرق الاوسط قد يطغى على احتجاجات اسرائيل.وقال زيميت: "قررت كل من الادارتين الاميركية والايرانية أن هنالك فرصة سانحة للحديث". وكجزء من جهوده لتلميع صورة الجمهورية الاسلامية، اصطحب روحاني معه برلمانياً ايرانياً يهودياً، بحسب وسائل الاعلام الايرانية. وعلى عكس ما كان يفعل سلفه محمود احمدي نجاد الذي نفى وجود المحرقة، دان الرئيس الايراني الثلاثاء في مقابلة مع محطة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية "الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود".وحول ذلك علّق رابي "لا اظن أن الولايات المتحدة بيديها شيء، فإن روحاني هو نجم الامم المتحدة".وبحسب رابي، "قد يقوم الايرانيون بوقف موقت لتخصيب اليورانيوم ولكن على المدى الطويل فان ايران ستنتصر في خطتها النووية".وتعلم ايران أن الولايات المتحدة قد تكون بحاجة لمساعدتها في مناطق اخرى مثل سوريا. وقال رابي: "لهذا أتوا بمبادرة جديدة" للحديث مع الغرب، مشيرًا الى أن ايران "تستفيد من الازمة في سوريا".ولكن لاندوا اختلفت معه مشيرة الى أن السبب الحقيقي لما تقوم به ايران هو ضغط العقوبات الغربية.وقالت: "نحن لا نرى أن ايران ستغيّر مسارها في ما يتعلق بالقضية النووية.. (بينما) الولايات المتحدة تريد رؤية خطوات ملموسة حقيقية من ايران".