أكثر من 120 قتيلًا والصحف ترفض الرؤية الحكومية
شعب السودان يريد إسقاط البشير!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأت سلسلة الجمعة، التي يخشاها كل رئيس عربي، في السودان بجمعة الشهداء، التي خرج فيها السودانيون اليوم، بعد مقتل نحو 120 متظاهرًا الأربعاء، كانوا يحتجون على رفع الدعم عن المحروقات، وتحولوا إلى المطالبة بإسقاط نظام عمر البشير.
إيلاف من بيروت: استخدمت الشرطة السودانية الجمعة الغازات المسيلة للدموع لتفريق الاف المتظاهرين الذين نزلوا الى شوارع الخرطوم وضواحيها في اليوم الخامس من موجة احتجاجات على رفع الدعم عن الوقود اوقعت عشرات القتلى (التفاصيل)
وخرجت التظاهرات في مدن سودانية عدة اليوم الجمعة احتجاجًا على استخدام العنف ضد محتجين على الأوضاع الاقتصادية والغلاء، فيما وضعت القوات الأمنية في حالة من التأهب. وأطلق نشطاء على الفعاليات اسم "جمعة الشهداء"، في إشارة إلى مقتل العشرات خلال التظاهرات التي اندلعت في الخرطوم ومدن عدة منتصف الأسبوع الماضي. وقالت منظمتان حكوميتان إن عدد القتلى بلغ خمسين شخصا، فيما قالت مصادر طبية إن عددهم يفوق 120 شخصًا.
واعلنت وزارة الداخلية السودانية مساء الجمعة ان 600 شخص اعتقلوا لتورطهم في التظاهرات المناهضة للحكومة التي تهز البلاد.(التفاصيل)
انتهاك للحق في الحياة
عبرت منظمة المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام ومنظمة العفو الدولية عن قلقهما البالغ من ورود معلومات عن القتل العمد في السودان. وقالت منظمة العفو الدولية: "اطلاق النار بهدف القتل من خلال التصويب، خصوصًا على الراس والصدر، انتهاك فاضح للحق في الحياة، وعلى السودان ان يتوقف على الفور عن هذا القمع العنيف".
ودعت السفارة الأميركية في الخرطوم كافة الأطراف إلى التحلي بالهدوء. وجاء في بيان اصدرته السفارة نشر باللغة العربية: "ندعو كافة الأطراف إلى عدم اللجوء للعنف، واحترام الحريات المدنية، والحق في التجمع السلمي". وقالت السفارة إنها تلقت تقارير مؤسفة عن إصابات خطيرة وهجوم على ممتلكات خلال مظاهرات تحولت إلى أعمال عنف، "وفي هذه الفترة الصعبة، من الضروري للجميع التزام الحذر وضبط النفس وإفساح المجال أمام المفاوضات الهادئة".
انتشار حكومي
وقال مراسل سكاي نيوز عربية إن قوات الشرطة انتشرت في الأماكن الحيوية من العاصمة السودانية معززة بقوات مكافحة الشغب، فيما اتهم نشطاء قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين. وتمركز الجنود في محيط بعض المباني العامة، بينها شركة الكهرباء، بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية،
كما يحرس الجنود الحكوميون محطات الوقود، التي لا تزال مفتوحة بعدما امتدت أمامها طوابير طويلة من عشرات السيارات. وكانت هذه المحطات احد اهداف هجمات "الخارجين عن القانون الذين احرقوا بعضها وتسببوا باضرار لاخرى"، بحسب رواية التلفزيون السوداني.
ويطالب المتظاهرون بإلغاء قرار الحكومة رفع دع عن أسعار المحروقات، لكن المطالب تطورت إلى دعوة بعض النشطاء إلى إسقاط الرئيس عمر البشير، بعد القمع الأمني ومقتل العشرات. ودخلت مدن أخرى دائرة الاحتجاجات، ومنها مدن الأبيض وود مدني وكوستي وحلفا الجديدة.
وقف وتوقف صحف
واعلنت قناة العربية التلفزيونية الجمعة ان السلطات السودانية قررت اغلاق مكتبها في الخرطوم احتجاجا على طريقة تغطيتها للتظاهرات التي تجري في السودان منذ ايام (التفاصيل)
فيما قال نشطاء معارضون للبشير إن الشرطة بدأت حملة اعتقالات منذ الصباح الباكر في مناطق عدة. وأكدت تقارير صحفية أن خمس صحف سودانية يومية لم تصدر أمس، لأسباب مختلفة.
فقد أوقفت السلطات الأمنية صحيفتي السوداني والأيام من دون إبداء الأسباب, وقررت صحيفة الجريدة عدم الصدور رفضًا لقرار سلطات الأمن بمنعها من تغطية الاحتجاجات إلا وفق الرؤية الرسمية، ولم تصدر صحيفتا القرار وألوان بعدما تعذر وصول العاملين فيها لمقار عملهم بسبب انتشار الاحتجاجات.
ونقلت صحفية الشرق الأوسط عن بعض ناشري ومحرري الصحف الموقوفة قولهم إن منعهم من الصدور "أكرم لهم من التعامل بحسب رؤية الأجهزة الأمنية". ويعتزم صحافيون سودانيون الإضراب عن العمل بسبب الرقابة المفروضة عليهم من قبل أجهزة الأمن.
وهتف المتظاهرون شعارات درجت في موجات الربيع العربي بمصر وتونس وليبيا واليمن، مثل "حرية حرية" و"الشعب يريد اسقاط النظام"، مستعيدين بذلك روح الاحتجاج العربية التي سادت منذ منتصف العام 2010.
حتى سقوط النظام
ودعت المعارضة السودانية البشير إلى التنحي لتفادي الفوضى، ولتجنب مآل مشابه لمآل رؤساء آخرين، أجبرتهم شعوبهم على الرضوخ لمطالبها، وترك السلطة. وكانت مجموعة تطلق على نفسها تحالف شباب الثورة السودانية، وتشارك في الاحتجاجات، طلبت استمرار الانتفاضة وتنحي الرئيس والحكومة الفاسدة.
ودعا حزب الامة، بزعامة رئيس الوزراء الاسبق الصادق المهدي، في بيان اعضاءه الى المشاركة في التظاهرات وحض الشعب السوداني الى تكثيف الاحتجاجات.
وقال قياديون في احزاب المعارضة السودانية إن السلطات الامنية منعتهم في أم درمان أمس الخميس من عقد اجتماع في دار الزعيم، أي منزل إسماعيل الأزهري، أول رئيس وزراء للسودان عقب الاستقلال. ونقلت جريد الرياض السعودية عن كمال عمر، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يتزعمه حسن الترابي، قوله إن السلطات تجنح للكبت السياسي وتمنع الاحزاب من ممارسة نشاطها السياسي. وشدد عمر على أهمية دور الاحزاب في توجيه الشارعالسوداني وضبطه، مدِيناً تعامل السلطات مع التظاهرات بالعنف المفرط واطلاق الرصاص الحي. وأكد انها ثورة شعبية لن تقف إلى أن يسقط النظام.
غير مسبوقة
وبحسب تقرير عن وكالة الصحافة الفرنسية، تستمر الحكومة السودانية في لزوم الصمت بشان حركة الاحتجاج غير المسبوقة في اتساعها، منذ تولي الرئيس عمر البشير الحكم في العام 1989، حتى وإن حذر والي الخرطوم عبر التلفزيون من ان الشرطة ستتصدى لأي مساس بالامن أو الاملاك أو الاشخاص.
ويشهد السودان منذ العام 2012 تظاهرات بين الحين والاخر، ترفع شعارات إقتصادية واجتماعية ضد النظام، لكن من دون ان تجتذب الحشود الضخمة كما حدث في بعض دول المنطقة التي اطيح ببعض قادتها في السنوات الاخيرة. فقد وقعت تظاهرات عنيفة ضد نظام البشير في العام 2012 بعد اعلان اجراءات تقشف، منها زيادة الضرائب وزيادة سعر النفط. وتظاهرات الأربعاء كانت أكثر حشدًا والأشد قمعًا حتى الآن. وقال مراقبون إن هذا الحكومة السودانية توسلت هذا القمع العنيف لوأد أي حركة شعبية متأثرة بالربيع العربي في مهدها.
واشنطن تنتقد "القمع الوحشي"
انتقدت الولايات المتحدة الجمعة "القمع الوحشي" و"غير المتناسب" للتظاهرات المناهضة للحكومة في السودان التي قتل خلالها عشرات الاشخاص. (التفاصيل)