قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
توقعت معطيات بحث أميركي سقوط رأس النظام في بيونغ يانغ عبر اغتياله، محذرة من عواقب وخيمة تنذر باندلاع مواجهة عسكرية بين الصين من جهة والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهة أخرى، فضلاً عن تفشي كارثة إنسانية تهدد حياة ملايين المواطنين، وأوصى البحث واشنطن وسيول باتخاذ التدابير الاستباقية.القاهرة: أفادت معطيات نشرها مركز الأبحاث الأميركي "راند" (RAND Corporation) أن سقوط النظام في كوريا الشمالية بات مسألة وقت، وفي الوقت الذي سيتخلص فيه العالم حينئذ من احد أضلاع محور الشر، سينطوي سقوط رأس نظام بيونغ يانغ على عواقب كارثية، تشي بتشرد الملايين من أبناء هذا الشعب، ومواجهة عسكرية حتمية بين الولايات المتحدة والصين، ويرى معد البحث الأميركي المحلل السياسي "بروس بينت"، انه حال سقوط نظام كوريا الشمالية ستسعى توأمتها الجنوبية بمشاركة حليفتها الولايات المتحدة إلى توحيد الجزيرتين الكوريتين.
خطة لاغتيال الديكتاتور كيم يونغ اونواعتمد البحث الذي يبلغ قوامه 300 صفحة على تسريب معلومات سرية، تؤكد أن عناصر داخل مؤسسة كوريا الشمالية العسكرية، تخطط منذ فترة ليست بالقليلة لاغتيال الديكتاتور كيم غونغ اون، فعندما يدور الحديث عن كوريا الشمالية، تلوح في الأفق صورة غونغ اون، إذ تعتبره العديد من الدوائر السياسية في كوريا الشمالية وخارجها الديكتاتور القمعي الأكثر خطراً على شعبه وعلى العالم بشكل عام، وبات هذا الرجل مسيطراً على ما يربو من 25 مليون نسمة في بلاده، كما انه يحكم بلاده بيد من حديد، فهو ابن لعائلة تقود حزب العمال في كوريا الشمالية منذ ما يربو على ستة عقودويتساءل البحث الأميركي: ما مصير شعب كوريا الشمالية، إذا سقط نظام كيم يونغ اون بشكل مفاجئ وربما غير متوقع؟ فرغم أن أكثرية المراقبين يرون مبالغة وخيال في هذا التوقع، إلا انه بموجب الدراسة الأميركية، فإن هناك العديد من الأسباب التي تشي باقتراب سقوط نظام كوريا الشمالية، إن لم يكن بعد شهور فبعد سنوات قليلة جداً، وربما ينجم عن هذا السقوط أجواء متفائلة بين كافة الأوساط السياسية في مختلف دول العالم، لا سيما أن محور الشر سيتضاءل، حينما يفقد ضلعاً رئيسياً، إلا انه على النقيض من ذلك ينطوي التقرير الأميركي على نتائج سلبية ليست بالقليلة، نتيجة لسقوط النظام الديكتاتوري، الذي يدور الحديث عنه.
سقوط الحكومة خلال أشهر وربما سنوات قليلةويؤكد المحلل العسكري الأميركي بروس بينت معد التقرير، أن كوريا الشمالية باتت دولة ضعيفة، وان قواها خلال الآونة الأخيرة خارت تماماً، فالحكومة الحالية ستسقط خلال أشهر أو سنوات قليلة جداً، ما يترتب عليه كارثة إنسانية خطيرة وعواقب أخرى وخيمة، وتسود التقديرات بأنه في هذه الحالة ستقرر كوريا الجنوبية بمساعدة ودعم من الولايات المتحدة التدخل في الأزمة، والعمل على اتحاد شبه الجزيرة الكورية لتصبح دولة واحدة، وهى الخطوة التي أعربت الكوريتان في وقت سابق عن تأييدهما لخروجه إلى حيز التنفيذ.ورغم فرص الاتحاد بين الكوريتين التوأمتين، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يعتمد على سقوط نظام التوأمة الشمالية، كما أن كوريا الجنوبية وكذلك الولايات المتحدة ليستا مؤهلتين حالياً وربما بعد فترة، للتدخل في أزمة كوريا الشمالية إذا سقط نظامها، فتدخل واشنطن وسيول غير المرتّب في الأزمة الوشيكة بكوريا الشمالية، سيقود حتماً إلى زعزعة المنطقة التي يدور الحديث عنها، وكذلك لا يستبعد اندلاع حرب واسعة متعددة الأطراف.احد سيناريوهات الكوارث المرتقبة في كوريا الشمالية، هو سقوط أو اغتيال كيم غونغ اون، وتؤكد التقديرات انه حينئذ فإن القيادة المخضرمة في الدولة ستخوض صراعاً من اجل الحفاظ على مستقبل الدولة، الذي يعد في الوقت عينه مستقبلاً لتلك القيادة، وفي المقابل ستحاول دوائر أخرى في كوريا الشمالية اقتناص السلطة. المشكلة انه لن يتوافر لأي من الفصيلين المتناحرين حينئذ الموارد اللازمة للشعب، كالغذاء والأدوية على سبيل المثال من اجل إدارة البلاد، ومن المحتمل أن تنتهز أجهزة الدولة والجيش حالة الفوضى، للسطو على موارد الغذاء القليلة، التي يمتلكها المواطنون في هذا البلد.
خطر المجاعة يهدد ملايين المواطنين وحذرت وثائق البحث الأميركي من تفشي كارثة إنسانية، تنطوي تبعاتها على عواقب وخيمة، ستزيد في حدتها عن فيروس المجاعة الذي نهش مواطني كوريا الشمالية منتصف تسعينيات القرن الماضي، إذ أسفرت تلك المجاعة عن وفاة مئات الآلاف، وربما ملايين المواطنين. وفي سياق السيناريو المتوقع في كوريا الشمالية ستعاني الأرقام عينها من خطر الموت جراء المجاعة، لكن معظمهم سيحاول الخلاص من ضائقته، حينما يلجأ إلى الصين أو كوريا الجنوبية لطلب الغذاء أو الإيواء، ولن تكترث الدولتان الأخيرتان بطبيعة الحال بطوابير لاجئي كوريا الشمالية التي تقف على حدوديهما.لن تكترث الصين ليس فقط بلاجئي كوريا الشمالية، وإنما لن تهتم كذلك بالقوات الأميركية التي ترابض على حدودها، ومن المتوقع وفقاً للبحث الأميركي نشوب حرب مستعرة بين الصين من جهة وبين الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية من جهة أخرى، فالصين التي تعتبر من أقوى حلفاء كوريا الشمالية اليوم، لن تتردد عن الرغبة في الاستحواذ على موارد حليفة الأمس حال سقوط نظامها، ما يقود إلى تصعيد عسكري كبير في المنطقة، كما أن عدم تدخل الغرب للحيلولة دون اندلاع المواجهة العسكرية التي يدور الحديث عنها، سيؤدي إلى هيمنة الصين على جارتها الجائعة، ولن يكون ذلك إلا بمساعدة دوائر سياسية وكذلك عسكرية في كوريا الشمالية.ويوصي البحث بضرورة التباحث مع الصين حول السيناريوهات المتوقعة في كوريا الشمالية قبل سحب البساط من أسفل أقدام ديكتاتور كوريا الشمالية. كما يحدد البحث الأميركي ثلاثة خطوط محتملة، يمكن من خلالها اقتراب الجنود الصينيين من دخول أراضي كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن الخط الأقرب سيكون على بعد 50 كيلومتراً فقط من حدود الصين.
إعدام المعتقلين السياسيين واللجوء للدمار الشاملوحتى إذا لم تنشب مواجهة مسلحة مع الصين، فسيعترض جيش كوريا الشمالية بطبيعة الحال على أي تدخل أجنبي في بلاده، وسوف ترافق ردود أفعاله على أي تدخل أجنبي عمليات عسكرية، واندلاع أعمال عنف واسعة النطاق، وأنشطة إجرامية غير مسبوقة، بالإضافة إلى أن بقايا نظام كيم، ستعمد إلى استغلال الأوضاع المتردية في البلاد، للهجوم على كوريا الجنوبية، إلا أن هجومها لن يكون تقليدياً، ومن المحتمل أن تعتمد في هذا الهجوم على أسلحة دمار شامل، فضلاً عن أن الولايات المتحدة واليابان لن تكونا بعيدتين عن الخطر القادم من كوريا الشمالية، إذ انه من غير المستبعد أن تتعرض الدولتين لهجمات إرهابية غير مسبوقة.من الآن ينبغي على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اتخاذ الحيطة والحذر قبل السقوط في الكارثة المرتقبة بحسب البحث الأميركي، وفي المقام الأول يجب التعاطي مع مستودعات أسلحة بيونغ يانغ غير التقليدية، لا سيما أن تلك الأسلحة توجد في مواقع لا يعلم أي من أجهزة العالم مكانها، لذلك لابد من تعاون واشنطن وسيول وربما بكين، وبذل كل ما هو ممكن وبسرعة فائقة للسيطرة على مواقع أسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية، خاصة أن حكومة بكين تتطلع حالياً إلى السيطرة بمفردها على سلاح بيونغ يانغ الفتّاك.إلى ذلك يشير سيناريو آخر إلى انه في أعقاب سقوط نظام كيم غونغ اون، ستتجه أنظار فلول النظام إلى المعتقلات التي تعج بالسجناء السياسيين في معظمهم، وحال التدخل الأجنبي ستلجأ السلطات في كوريا الشمالية إلى تنفيذ عملية إعدام شاملة بحق كافة المعتقلين، للحيلولة دون الأخذ بشهادتهم بعد ذلك أمام المحكمة الدولية عند التحقيق في اتهامات جرائم الحرب، التي ستواجهها حتماً تلك السلطات، لذلك يوصي البحث بضرورة السيطرة الفورية على معتقلات كوريا الشمالية حال سقوط وشيك لنظام بيونغ يانغ، كما انه في هذه المعتقلات ستتمكن واشنطن وسيول من العثور على شخصية يمكنها بناء نظام جديد.