استكمال تنفيذ وصية المرأة الحديدية بدفنها في المستشفى الملكي
تاتشر بجوار زوجها ومعارضون يديرون ظهورهم للنعش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعدما أقيمت لها جنازة فخمة كانت هي بنفسها أعدت تفاصيلها، استكمل أمس تنفيذ آخر وصايا مارغريت تاتشر عبر دفنها إلى جانب زوجها في المستشفى الملكي الذيقضت فيه آخر عمرها، ولحقها معارضوها بلافتاتهم إلى هناك متهمين إياها بسرقة الشعب.
على وقع موسيقى الحداد، وقف 12 متقاعدًا من حرس الشرف بمعاطفهم القرمزية وقبعاتهم المثلثة لاستقبال رفات رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، فيما أدار معارضون ظهورهم للنعش، حاملين لافتات تعارض حكمها، وتتهمها بسرقة الشعب.
على الرغم من الإرث السياسي الكبير، الذي خلفته تاتشر وراءها، والذي تختلف تقويماته بين سلبية وإيجابية وبين مؤيدين ومعارضين لها، إلا أنها آثرت قطع الجدل بكتابة بسيطة على شاهد قبرها، لم تحمل أية عبارة أو صفة، واقتصرت على نقش بسيط "مارغريت تاتشر 1925- 2013".
استكمال الوصية
دفنت عائلة تاتشر رفات امرأتها الحديدية أمس السبت في المستشفى الملكي في تشيلسي، إلى جانب زوجها دينيس وفقًا لوصيتها. وبحضور عدد من أحبائها ومستشاريها، سار نعش البلوط، الذي يحوي رفاتها بين 12 متقاعدًا من حراس الشرف في تشيلسي ليستقر إلى جانب زوجها، كما طلبت في الجنازة التي نظمتها لنفسها قبل وفاتها.
قبل ذلك بوقت قصير، حضرت عائلة تاتشر، بما في ذلك أولادها السير مارك وكارول تاتشر، صلاة قصيرة في كنيسة المستشفى الملكي ألقاها القس ريتشارد يتنغتون، ثم وضعوا الزهور الحمراء على رفاتها، متأملين بهدوء للحظات قصيرة.
كارول، التي أخفت عينيها وراء نظارات شمسية كبيرة، شوهدت وهي تحاول أن تخفف عن سينثيا كراوفورد، مساعدة تاتشر الشخصية لأكثر من 30 عامًا، وكانت الأكثر حزنًا على رحيل رئيسة الوزراء السابقة. أما اللورد باول منبايز ووتر، السكرتير الخاص السابق للسيدة تاتشر واللورد بيل، مستشارها السياسي السابق، فكانا أيضًا من بين المشيّعين، جنبًا إلى جنب مع سكرتيرها الخاص مارك رثينغتون، وستيف تيبينغ، شريك السير مارك التجاري، هابيل هادن، شريك اللورد بيل التجاري، اللواء بيتر كوري، نائب حاكم المستشفى الملكي وزوجته أنجيلا.
صلاة أخيرة
أقيمت الصلاة الأخيرة في كنيسة جميع القديسين في مستوصف مارغريت تاتشر في المستشفى، الذي افتتحته عام 2009، فأنشدت الجوقة أغنية الماوري التقليدية وداعًا، في لفتة تقدير لروابط تاتشر العائلية في نيوزيلندا، حيث ولد ونشأ السير توماس والد زوجها دينيس. وقال اللورد بيل: "لقد كانت الصلاة الأخيرة مؤثرة للغاية. هذه الأغنية كانت المفضلة لدى دينيس، وألقيت بشكل جميل جدًا".
تاتشر، التي اعتبرت رئيسة الوزراء الأطول حكمًا في القرن العشرين، نسجت علاقات قوية مع أقوى الشخصيات السياسية والاجتماعية العالمية، لكن تقاعدها ومرضها لم يمنعاها من بناء علاقة قوية مع مستشفى تشيلسي الملكي خلال السنوات العشر الأخيرة من حياتها، فاختارت أن يكون مثواها الأخير.
توفيت تاتشر عن 87 عامًا في الثامن من نيسان/إبريل، بعدما خططت بدقة لجنازتها، التي بلغت تكلفتها نحو عشرة ملايين جنيه إسترليني، وهو ما أثار استياء كثيرين، رفضوا الإسراف على مظاهر الحزن على رئيسة وزراء، اتهموها بسرقة الشعب للإنفاق على الأثرياء، ولقبّوها بـ "الساحرة الشريرة".
من حديد إلى رماد
وكانت تاتشر أعربت عن رغبتها في إحراق جثتها، فتحوّلت المرأة الحديدية إلى رماد داخل عربة تدفعها ستة خيول سوداء، إلى مستشفى تشيلسي الملكي. لكن مظاهر الحزن لم تبد على بعض ممن وقفوا خارجًا، وأداروا ظهورهم للجنازة حاملين لافتات معارضة.
يشار إلى أن تاتشر انتقلت إلى مثواها الأخير تزامنًا مع إنتاج شريط فيديو مصوّر يشيد بإنجازاتها. الفيلم الذي حمل عنوان "عزيزتنا ماغي"، ومدته عشر دقائق، يبدأ بشهادة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي أشاد بأول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بلاده قائلًا: "كانت قائدة عظيمة، رئيسة وزراء عظيمة، وبريطانية محافظة عظيمة".
وأضاف: "كانت لديها قناعات بسيطة جدًا: لا تنفق المال الذي لم تكسبه، الحكومة ليست مسؤولة عن خلق الوظائف، بل الأعمال. المال النظيف والدفاع القوي يصنعان الدولة. هذه القناعات شكلت حياتها وسياسات حكومتها. لقد غيّرت بريطانيا نحو الأفضل".
من جهته، قال جورج أوزبورن، مستشار تاتشر إنها "أطلقت العنان لثورة ريادية في الأعمال مكنت الملايين من الناس من امتلاك منازلهم الخاصة وإقامة مشاريعهم الخاصة، وتملك أسهمها في الشركات". أما السير رثينغتون فودّع تاتشر قائلًا: "بريطانيا اليوم هي إلى حد كبير بريطانيا تاتشر".