انتقد رد روحاني على مكالمة أوباما دون أفعال ملموسة
قائد الحرس الثوري الإيراني: لا يمكن تناسي عدوان باتصال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انتقد قائد الحرس الثوري الإيراني الاثنين الاتصال الهاتفي التاريخي، الذي جرى أخيرًا بين الرئيس الإيراني ونظيره الأميركي ، ورأى أنه كان حريًا على روحاني رفض تلقي المكالمة، كما رفض سابقًا لقاء أوباما، بانتظار أفعال ملموسة.
طهران: وجّه قائد الحرس الثوري الإيراني الاثنين أول تحذير لمسؤول كبير في النظام إلى الرئيس حسن روحاني، واصفًا اتصاله الهاتفي التاريخي مع نظيره الأميركي باراك أوباما بـ"الخطأ التكتيكي".
هذا الانتقاد يعد ايضًا خروجا على رغبات روحاني والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي، اللذين طلبا من قادة جيش النخبة في النظام الابتعاد عن السياسة.
وقال قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري لموقع "تسنيم نيوز" الاخباري في اول انتقاد علني لهذا الاتصال التاريخي ان "الرئيس (روحاني) تبنى موقفا حازما وملائما خلال زيارته (نيويورك)، وكما رفض لقاء اوباما كان حريًا به ان يرفض ايضا التحدث اليه عبر الهاتف، وان ينتظر افعالا ملموسة من جانب الحكومة الاميركية".
يمكن إصلاحها
واعتبر "ان الحكومة يمكن ان ترتكب اخطاء تكتيكية مثل الاتصال الهاتفي، لكن ذلك يمكن اصلاحه". وتابع "اذا لاحظنا اخطاء لدى المسؤولين فان القوات الثورية ستوجّه التحذيرات الضرورية"، بدون مزيد من التوضيحات. هذا الاتصال الذي تم الجمعة في نيويورك بين الرئيسين الايراني والاميركي هو الاول بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية العام 1980.
اضافة الى هذا الاتصال التاريخي، ضم اجتماع غير مسبوق الخميس في نيويورك وزراء خارجية مجموعة الدول الست الكبرى بما فيها الولايات المتحدة ونظيرهم الايراني. وقد اعلنوا على اثره استئناف المفاوضات حول برنامج ايران النووي في15 و16 تشرين الاول/اكتوبر في جنيف.
ويشتبه الغربيون واسرائيل في اخفاء ايران مآرب عسكرية تحت غطاء برنامجها النووي المدني، الامر الذي تنفيه طهران. وتواجه ايران منذ 2006 عقوبات فرضتها الامم المتحدة، ثم عززتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في 2012 بفرض حظر نفطي ومالي.
ومن على منصة الامم المتحدة اكد روحاني ان بلاده لا تشكل "اي تهديد" كما كرر التأكيد ان الجمهورية الاسلامية تعتزم استخدام الطاقة النووية "لغايات سلمية بحتة". لكنه رفض التخلي عن "حقوق" ايران، لاسيما في تخصيب اليورانيوم على اراضيها. وطالب الغربيون من ناحيتهم بـ"افعال" من جانب الايرانيين قبل العمل على رفع العقوبات.
واعتبر جعفري انه للرد على "النية الطيبة" التي ابدتها ايران خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، على الولايات المتحدة ان "ترفع كل العقوبات ضد الامة الايرانية، وترفع القيود عن الاصول الايرانية المجمدة في الولايات المتحدة وان توقف عدوانها على ايران وتوافق على البرنامج النووي الايراني".
العدوان لا تمحوه ابتسامة أوباما
وقال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الجنرال امير علي حاجي زاده من جهته عبر الموقع الالكتروني للحرس الثوري انه "لا يمكن نسيان عدوان الولايات المتحدة عبر اتصال وابتسامة (لاوباما)". واضاف ان هذا العدوان "يستمر منذ نصف قرن وحتى لو كانوا يريدون تغييره لا اعتقد ان هذا الامر سيحصل سريعا".
في المقابل، اعلن وزير الدفاع الايراني حسين دهقان تاييده لقرار روحاني، معتبرا ان الاتصال الهاتفي يؤشر الى "قوة وعظمة" ايران. واعلن روحاني قبل زيارته لنيويورك وخلالها ان "لديه كامل السلطة" في موضوع المفاوضات النووية مع الدول الغربية، اضافة الى دعم المرشد الاعلى الذي له الكلمة الفصل في الملفات الاستراتيجية. الا انه لم يصدر بعد اي تعليق من قبل المرشد الاعلى بشأن الاتصال بين الرئيسين الايراني والاميركي.
وفي 17 ايلول/سبتمبر اكد اية الله خامنئي انه "من غير الضروري ان يتدخل (جيش النخبة) في المجال السياسي". وقبل ذلك طلب الرئيس روحاني من الحرس الثوري "البقاء في منأى من التيارات السياسية" لانه "فوق النزاعات والألاعيب السياسية".
وقد لاقت زيارة روحاني لنيويورك ترحيبًا واسعًا في ايران والخارج، حتى وان تظاهر نحو ستين شابا من التيار الاسلامي المتشدد عند مدخل مطار طهران لدى عودته من نيويورك السبت، منتقدين اياه بسبب الاتصال الهاتفي باوباما على وقع هتافات "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل".