طهران بعثت عناصر لمخابراتها للتحقيق مع الرهائن السبع
"خلق" تتهم بغداد: مختطفونا نقلوا الى سجن يديره نجل المالكي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن: اتهمت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة السلطات العراقية بنقل رهائنها الذين تحتجزهم منذ بداية الشهر الحالي الى سجن في المنطقة الخضراء وسط بغداد يخضع لإدارة احمد نجل رئيس الوزراء نوري المالكي، مؤكدة وصول عناصر للمخابرات الايرانية الى العراق للمشاركة في التحقيق مع الرهائن الذين يواصل عناصر المنظمة بمختلف دول العالم اضرابا عن الطعام للمطالبة باطلاقهم.
نقل الرهائن الى سجن الشرف
قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان رهائن منظمته مجاهدي خلق الذين تحتجزهم السلطات العراقية منذ الاول من الشهر الحالي قد نقلوا الى سجن الشرف في بغداد الذي يخضع لسيطرة أحمد نجل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
واشار المجلس في بيان صحافي من مقره في باريس تسلمته "إيلاف" الاثنين ان الرهائن السبع الذين يواصلون اضرابا عن الطعام قد تم نقلهم بأمر من احمد المالكي الى هذا السجن لمنع تسرب معلوماتي الى خارج هذا السجن المخصص للسجناء المتهمين بالارهاب.
واوضح المجلس ان هذا السجن تابع لرئاسة الوزراء "وبسبب سرية التحقيقات والتعذيب الذي يرتكب فيه خاصة تصفية الحسابات مع المعارضين احيلت ادارة السجن لاحمد المالكي الذي هو مسؤول المكتب الخاص لرئيس الوزراء أيضا"، على حد قوله.
واضاف "ان احمد المالكي هو المسؤول عن الملفات والأجهزة الأمنية والسجون الخاصة وكذلك أمن المنطقة الخضراء وأي دخول وخروج الى هذا المكان كما تصدر عنه جميع بطاقات الدخول الى هذه المنطقة حتى بطاقات الوزراء في حكومة المالكي".
وقال المجلس ان ملف الرهائن السبع هو الان بيد فالح الفياض مستشار الامن الوطني العراقي وعدد من عناصر قوة القدس الايرانية ورجال وزارة المخابرات الايرانية الذين قابلوا الرهائن بالتنسيق مع فالح الفياض.
واوضح ان هناك أفرادا من السفارة الايرانية ورجال قوة القدس مسموح لهم بزيارة هذا السجن أيضا ولذلك قامت السفارة بتعيين مترجم في السجن من العربية الى الفارسية وبالعكس لهذا الغرض.
واوضح ان هناك في السجن كاميرات مراقبة عديدة للسيطرة على السجناء حيث تراقب جميع الحركات داخل هذا السجن التابع للواء بغداد (لواء 56) المعروف بلواء المالكي وهو تشكيل عسكري يعمل مباشرة تحت أوامره ومساعديه فيما يتولى قيادته المباشرة فاروق الاعرجي مدير المكتب العسكري للمالكي.
طهران ترسل مخابراتها للتحقيق
وفي هذا الوقت فقد دخل الإضراب عن الطعام في مخيم ليبرتي لعناصر منظمة مجاهدي خلق بالقرب من مطار بغداد الدولي يومه الثلاثين احتجاجاً على هجوم القوات العراقية على مخيم اشرف للمنظمة شمال شرق بغداد في الاول من الشهر الحالي وقتل 52 من سكانه.
وابلغ مسؤول في المجلس الوطني الايراني "إيلاف" الاثنين انه بعد مرور 30 يوماً من الاضراب فان عددا من المضربين - حيث طلبهم الملح هو الافراج السريع عن الرهائن وعودتهم الى المخيم- يعيشون حالة صحية متدهورة.
واشار الى ان المضربين يطالبون ايضا بانتشار القوات ذات القبعات الزرقاء التابعة للأمم المتحدة في مخيم ليبرتي وتوفير المستلزمات الأمنية وتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق بشأن "الكارثة الانسانية التي وقعت في الأول من ايلول / سبتمبر واحالة المسؤولين عنها على المحكمة".
واضاف ان أبناء الجالية الايرانية في كل من مدن جنيف وبرلين ولندن واتاوا يواصلون اضرابهم ايضا في حين قام ايرانيون آخرون في كثير من مدن العالم بما فيها واشنطن ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجلس (أمريكا) وباريس (فرنسا) واستكهولم ويوتوبوري (السويد) واسلو (النرويج) ولاهاي (هولندا) وكوبنهاغن (الدنيمارك) وفيينا (النمسا) وبروكسل (بلجيكا) وملبورن (استراليا) وبوخارست (رومانيا) باقامة اعتصامات وتظاهرات دعما لسكان ليبرتي ومطالبهم.
وطالب المسؤول الايراني المعارض بتدخل فوري من قبل أميركا والأمم المتحدة لاطلاق سراح الرهائن .. واوضح انه في مقابل ذلك تحاول سلطات طهران وبغداد وفي سيناريو مشترك وبضخهم جملة من المعلومات المختلقة والمضللة أن يوهموا الولايات المتحدة والأمم المتحدة بأن الرهائن ليسوا في العراق وانه قد تم نقلهم منذ البداية الى ايران وذلك بهدف تخفيف الضغط الدولي عن الحكومة العراقية وابعادها عن اي تبعات سياسية وحقوقية.
ويقيم اكثر من ثلاثة الاف عضو في منظمة مجاهدي خلق حاليا في معسكر ليبرتي قرب مطار بغداد بعد نقلهم من مخيم اشرف حيث فقد اثر الاشخاص السبعة اثر الهجوم الذي تعرض له هذا المخيم في الاول من الشهر الحالي وادى الى مقتل 52 فردا من عناصر المنظمة.
مخاوف دولية على مصير المعارضين الايرانيين
ويدور جدل ومخاوف تتجاوز حدود العراق الى المجتمع الدولي حول مصير الرهائن السبع الذين اختفوا اثر هجوم القوات العراقية على مخيمهم بشمال شرق بغداد في الاول من الشهر الحالي لكن المالكي ينكر وجودهم لدى سلطاته اصلا بينما نفت السفارة الاميركية لقاءهم وسط تحذيرات للامم المتحدة من تسليمهم الى السلطات الايرانية.
وقد نفت السفارة الاميركية في بغداد زيارة وفد اميركي للرهائن السبع وقالت السفارة في بيان صحافي "ان الولايات المتحدة لا تزال تشعر بقلق بالغ حيال مصير هؤلاء الافراد، كما تشعر أيضاً بالقلق إزاء سلامة اعضاء المنظمة المتبقين في معسكر الحرية (ليبرتي) في العراق".
واوضحت " نحن ملتزمون أيضاً بتيسير تنفيذ عملية نقل آمنة ودائمة للمقيمين في معسكر الحرية الى خارج العراق في اسرع وقت ممكن".
وفي بغداد وصف المالكي اتهامات مجاهدي خلق لقواته باحتجاز عناصرها السبعة كرهائن بأنها اكاذيب مختلقة، وقال "إننا إذ ننفي ذلك جملة وتفصيلا فإننا نؤكد عدم قيام القوات العراقية بأي عمل ضد عناصر هذه المنظمة سواءً في معسكر العراق الجديد (أشرف) أو غيره".
ومن جانبها دعت المفوضية العليا للاجئين والمفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الحكومة العراقية الى تقديم معلومات عن الرهائن السبع والسماح للمفوضية بزيارتهم.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمينغ للصحافيين في جنيف "وفقا لمعلوماتنا يعتقل هؤلاء الاشخاص في مكان ما في العراق وقد يتم ابعادهم الى ايران ما يشكل انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية، والمعارضون السبعة معروفون لدى مفوضية اللاجئين بانهم قدموا طلب لجوء وتريد المفوضية لقاءهم".
كما طالبت الحكومة العراقية بتحديد مكان وجودهم وضمان سلامتهم والتحقق من انه لن يتم ابعادهم الى ايران.
من جهته دعا روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الحكومة العراقية الى بذل كل ما في وسعها لتوضيح وضع هولاء الاشخاص وضمان سلامتهم وتجنب ابعادهم الى ايران".
وشدد بالقول "اذا خطفوا فعلا يجب بذل كافة الجهود لاطلاق سراحهم".
وايضا حذرت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون من "الخطر الكبير" في تسليم بغداد لطهران الرهائن السبع ودعت الى الافراج عنهم.
وقالت آشتون "لدينا من الاسباب ما يدعو الى الاعتقاد بان سبعة على الاقل من سكان معسكر اشرف في العراق معتقلون قرب بغداد وهناك خطر كبير في ان يسلموا الى ايران". واضافت "اشعر بالقلق بشأن مصير هؤلاء الاشخاص".
يذكر ان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان قد سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالاقامة في معسكر اشرف (80 كلم شمال شرق بغداد) بهدف مساندته في حربه ضد ايران التي دارت بين عامي 1980- و1988.
وجرد معسكر اشرف من اسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003 وتولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر قبل ان يتسلم العراقيون هذه المهمة عام 2010 ومنذ ذلك الوقت تسعى الحكومة العراقية التي تحتفظ بعلاقات قوية مع ايران الى ترحيلهم.
وقد تم ترحيل ثلاثة الاف معارض ايراني من مخيم اشرف الى مخيم ليبرتي اواخر العام الماضي وبقي نحو مائة في معسكر اشرف لحين تسوية مسألة ممتلكاتهم الا ان 52 منهم قتلوا في هجوم القوات العراقية على اشرف في الاول من الشهر الحالي ثم تم ترحيل 42 المتبقين الى ليبرتي فيما فقد اثر السبعة الاخرين.