أخبار

بعد خسارة الحزب في انتخابات برلمان إقليم كردستان

زوجة طالباني تناقض توقعات خلافته وتتخلى عن مسؤوليتها الحزبية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أعلنت هيرو أحمد عقيلة الرئيس العراقي جلال طالباني تخليها عن مسؤوليتها في حزبهما، وذلك بعد يومين على إعلان خسارته في انتخابات برلمان إقليم كردستان، مطيحة بذلك توقعات بطموحاتها لخلافة طالباني في رئاسة العراق، وزعامة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

لندن: أعلنت زوجة الرئيس العراقي جلال طالباني هيرو ابراهيم احمد، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني مسؤولة المركز الأول لتنظيمات مدينة السليمانية مقر الحزب تخليها عن منصبها. وقالت أحمد في بيان صحافي إنها قبلت هذا المنصب في وقت كان الحزب والسليمانية في مرحلة صعبة والكثير من أعضاء الحزب كانوا مترددين في قبول هذه المسؤولية. وأضافت أنها تأسف لعدم قدرتها خلال عملها في مركز تنظيمات الاتحاد على إرضائهم، وقالت إنها لذلك قررت الاستقالة داعية مسؤولي تنظيمات حزب إلى اتخاذ خطوة مماثلة.

ومن جهته، أبلغ مصدر كردي مطلع "إيلاف" أن قرار هيرو هذا، قد أطاح بطموحات كانت تتردد عن رغبتها في خلافة زوجها في رئاسة العراق وزعامة الحزب. وأشار إلى انه يبدو أن هيرو وبسبب هزيمة حزبها في انتحابات برلمان كردستان التي جرت في محافظات الاقليم الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك، في 21 من الشهر الحالي، ولطول فترة علاج زوجها من جلطة دماغية وتلقيه العلاج في ألمانيا منذ اواخر العام الحالي، شعرت بأن هذين التطورين قد أغلقا عليها الطريق لتحقيق طموحاتها. وأوضح ان قرار هيرو قد أفسح المجال للتنافس على زعامة الحزب لشخصيات نافذة أخرى عاصرت تأسيس الحزب ونشاطاته وتحتفظ بعلاقات جيده مع قياداته وقواعده وخاصة نائبي طالباني في القيادة برهم صالح وكوسرت رسول.

هيرو رافقت طالباني أيام الكفاح للحصول على حقوق الشعب الكردي
وهيرو ابراهيم احمد، هي سيدة العراق الأولى حاليا وابنة القيادي السياسي والكاتب والشاعر الكردي المعروف إبراهيم احمد. وقد ولدت في مدينة السليمانية بكردستان العراق عام 1948 وأكملت الدراسة الابتدائية بين كركوك وبغداد ثم عادت إلى السليمانية لإكمال الدراسة الإعدادية ودرست سنتين في طهران وتخرجت من قسم علم النفس من كلية التربية في جامعة المستنصرية في بغداد أما اسمها "هيرو" فيعني باللغة الكردية : وردة الختمية.
وقد تتلمذت منذ نعومة أظفارها على يد والدها إبراهيم أحمد، مبادئ الفكر القومي الكردي ثم اقترنت في السبعينيات بجلال طالباني فخاضت معارك الحصول عى حقوق الشعب الكردي في العراق، وعانت مع شريك حياتها ألوان التشرد والحرمان والمطاردة والغربة، ثم تقاسمت معه المسؤوليات في تأمين متطلبات أبناء شعبها وأسرهم من اعضاء الحزب، ومواكبة وسائل الإعلام لتغطية الأحداث والأخبار، فكانت أول امرأة تسجل ألاحداث في الخطوط الأولى وخنادق البيشمركة وهي تحمل على أكتافها كاميرا فيديو لتصوير معارك البيشمركة في الجبال ومع الأيام أصبحت تملك اكبر أرشيف لأيام الكفاح الكردي المسلح.
وتعلمت من رحلتها الطويلة والحياة القاسية فخلقت منها المرأة الحديدية في كردستان.

وبعد أن أصبحت سيدة العراق الأولى منذ عام 2006 تابعت العمل في تقديم الخدمات المختلفة لشعبها الكردي في مجال المرأة، والطفل، والنشاطات الإعلامية، وفي الحقول الإنسانية، والمؤتمرات الدولية، وتوجت أعمالها ونشاطاتها حين منحت من قبل منظمة اتحاد رُسل السلام العالمية لقب "سفيرة السلام".
وقد غدت صاحبة أكثر مشروع في الصحافة الحرة، والقنوات التلفزيونية مثل (خاك)، و(كرد سات)، وخدماتها التي قدمتها للأطفال بإيجاد منظمة للأطفال في كردستان، وإصدارها مجلة (به بوله - الفراشة) وغيرها.

حزب طالباني ثالثا في الانتخابات
وبحسب النتائج شبه النهائية، التي أعلنتها المفوضية العراقية العليا للانتخابات السبت الماضي بعد فرز 95 بالمئة من اوراق الاقتراع، فقد نال الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني على 719 الف صوت بينما نالت حركة "غوران" اكثر من 446 الف صوت في حين حل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ثالثا وحصل على 323 الف صوت وهي المرة الاولى التي يجد فيها الحزب نفسه في هذا المركز خلف حركة التغيير"غوران" التي كان ينتمي اعضائها إلى حزب طالباني ثم انشقوا عنه قبل سنوات. ونال حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني اصوات اكثر من 178 الف ناخب وحل في المركز الرابع بينما نال حزب الجماعة الاسلامية الكردستانية في العراق اصوات اكثر من 113 الف ناخب.
واثر ذلك، فقد أقر حزب طالباني بخسارته للانتخابات واصفا النتائج بأنها لا تليق بتاريخه النضالي، فيما أكدت قيادته تحمّلها لمسؤولية هذه النتائج امام أعضاء وأنصار الحزب، وقالت إنها ستحقق في اسبابها وإعادة النظر في آليات العمل والإدارة والبرامج ومستلزمات العمل والمهام والمسؤوليات داخل تشكيلات الحزب.
وقال الحزب في بيان صحافي إن مكتبه السياسي بحث هذه النتائج ووقف عند النتائج الأولية واكد انها "مبعث قلق للاتحاد وليست مفرحة، ولا تليق بتاريخ وموقع ونضال الاتحاد لكنه سيأخذ النتائج الأولية كرسالة مؤكداً انه يتحمل المسؤولية الكاملة امام الرفاق ومخلصي الاتحاد الوطني كما سيقوم بالتحقيق في الأسباب المتعددة والمسببة لتلك النتائج بالتشاور مع المجلس القيادي والكوادر المتقدمة والمختصين من اصدقاء الاتحاد الوطني وسيقوم باعادة النظر في آليات العمل والادارة والبرامج ومستلزمات العمل والمهام والمسؤوليات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني". كما شدد المكتب السياسي على ان الاتحاد الوطني الكردستاني يحترم ارادة شعب كردستان وسيلتزم بها في اشارة إلى قبوله بالنتائج النهائية للانتخابات.
يذكر أن أول انتخابات لبرلمان إقليم كردستان كانت قد جرت في 19 أيار(مايو) عام 1992 وتقاسم كل من حزبي بارزاني وطالباني مقاعد البرلمان بنسبة 50% لكل منهما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف