أخبار

لقاء جديد للخصوم وسط تكثف المعارك في جنوب السودان

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اديس ابابا: التقى ممثلو حكومة جنوب السودان والمتمردين مساء الاحد في اديس ابابا قبل بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين حول وقف لاطلاق النار، فيما تكثفت المعارك، بحسب ما افادت مصادر رسمية.

في الخرطوم اعلنت الاذاعة السودانية الرسمية (راديو ام درمان) في رسالة قصيرة بثتها عبر الهواتف النقالة ان الرئيس السوداني عمر البشير "يتوجه الى جوبا غدا للقاء (رئيس جنوب السودان) سلفا كير وبحث الازمة في الجنوب". وكان مقررا بدء المباحثات المباشرة بين ممثلي الرئيس سلفا كير وخصمه نائب الرئيس السابق رياك مشار اللذين تتواجه قواتهما منذ 15 كانون الاول/ديسمبر، في الساعة 11,00 ت غ في العاصمة الاثيوبية بعد افتتاحها رسميا السبت وفق اديس ابابا. وافاد دبلوماسيون ان اسباب الارجاء "تتعلق بالبروتوكول" غير مستبعدين ارجاء افتتاحها حتى صباح الاثنين.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري طالب من القدس مساء السبت بمفاوضات "جدية" لا تشكل "وسيلة لكسب الوقت او مخطط" لكسب السيطرة عسكريا.

وتهدف هذه المفاوضات التي تجري في اديس ابابا الى انهاء المواجهات العنيفة المستمرة منذ ثلاثة اسابيع في جنوب السودان، والتي خلفت الاف القتلى، واجبرت نحو مئتي الف من السكان على النزوح بين الجيش الموالي للرئيس سلفا كير وقوات منشقة تابعة لميليشيات اتنية بزعامة نائب الرئيس السابق رياك مشار.

واعرب الوسطاء الاحد عن خشيتهم من فشل المفاوضات. واعلن عن حصول معارك عنيفة ليل السبت الاحد في العاصمة جوبا، فيما اندلعت مواجهات اضافية في مختلف انحاء البلاد. وما زالت هناك خلافات حول افراج حكومة سلفا كير عن قياديين موالين للتمرد.

وكرر وزير الاعلام في حكومة جنوب السودان مايكل ماكويي الاحد اتهامه مشار بالقيام بمحاولة "انقلاب"، ورفض فكرة الافراج عن قادة المتمردين الاسرى، كما طلبت منه الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) في "بادرة حسن نية". ودعا الاتحاد الاوروبي الى "الاسراع في الافراج عن كل القادة السياسيين المعتقلين في جوبا".

وقال ماكويي "طلبوا منا الافراج عن المتمردين، لكنه سيتعين على كل متمرد وقع بين ايدينا ان يرد على السؤال الآتي: لماذا شهر السلاح ضد حكومة منتخبة ديموقراطيا؟". وافاد المتحدث باسم الحكومة الاثيوبية غيتاتشو رضا ان ايغاد طلبت من حكومة جنوب السودان الافراج عن 11 معتقلا، معظمهم من المسؤولين الرفيعين السابقين في الحكومة. كما اقترحت من بين الحلول المطروحة نقلهم الى سلطة ايغاد.

وطالبت الولايات المتحدة جوبا "بالافراج فورا عن المعتقلين السياسيين" كي يشاركوا في المفاوضات. واندلعت المعارك في جنوب السودان في 15 كانون الاول/ديسمبر حين اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بتدبير محاولة انقلاب ضده، لكن مشار نفى ذلك، واتهم بدوره الرئيس بشن بحملة تصفية ضد خصومه، وعلاوة على العداوة السياسية تباعد بين الرجلين عداوة قبلية بين الدينكا، التي ينتمي اليها كير والنوير قبيلة مشار.

وادى النزاع في حيز كبير من هذا البلد، الذي استقل في 2011، ويضم حوالى 11 مليون نسمة، الى مقتل الالاف، واجبار ما يقارب الـ200 الف شخص على الفرار من منازلهم بحسب الامم المتحدة. وفي العاصمة جوبا سمعت ليل السبت الاحد عيارات اسلحة رشاشة وثقيلة لساعات عدة في حي جنوب المدينة، حيث القصر الرئاسي ومعظم الوزارات وفق مراسل فرانس برس.

وشوهد سكان من جوبا الاحد وهم يفرون الى الجنوب عبر الحدود الاوغندية. ووفق الامم المتحدة فإن عشرات الاف الاشخاص طلبوا اللجوء الى مقار قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة. وافاد الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير ان قوات الجيش السوداني "تتقدم" الى بنتيو كبرى مدن ولاية الوحدة الاستراتيجية الغنية بالنفط في شمال البلاد، والتي يسيطر عليها المتمردون.

كما تحدث عن حصول مواجهات في حقل نفطي قرب ملكال في ولاية النيل الاعلى في الشمال، وكذلك في ولاية جونقلي في الوسط حيث ما زالت القوات الحكومية تحاول استعادة السيطرة على كبرى مدنها بور. وافاد المتحدث ان الجنود الحكوميين لا يبعدون اكثر من 15 كلم الاحد عن المدينة التي تقع على بعد 200 كلم شمال جوبا. وصرح "انها مسألة وقت. قواتنا تتقدم الى بور" الاستراتيجية التي تبادل المعسكران السيطرة عليها ثلاث مرات منذ بدء المواجهات.

غير ان المتحدث اقر بان الجيش شهد حالتي انشقاق. ففي مدينة يي جنوب جوبا انشقت وحدة من الجيش، وانضمت الى التمرد مخلفة عددا من الاليات العسكرية. كما سجلت حالة مشابهة في ولاية غرب الاستوائية في جنوب شرق البلاد، والتي بقيت حتى الان في منأى نسبي من المعارك.

لكن اغير اكد ان "الحكومة تسيطر على معظم اقسام البلاد"، مكررا ان "الوضع تحت السيطرة". وتابع "نقول بكل ثقة للرأي العام ان جنوب السودان بات مستقرا نسبيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف