قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عين تمر: تتوافد حافلات وسيارات تحمل على متنها عائلات نزحت من الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار العراقية نحو نقطة تفتيش للجيش عند مدخل محافظة كربلاء حيث تأمل في ايجاد ملاذ آمن بعيدا عن المعارك في هاتين المدينتين. وانتشرت آليات الجيش العراقي وجنوده وعناصر من الشرطة عند نقطة التفتيش في قضاء عين تمر، والتي بدت وكأنها نقطة مرور حدودية بين بلدين، تفرض إجراءات أمنية مشددة خوفًا من تسلل مقاتلين متطرفين إلى كربلاء التي تضم مرقد الإمام الحسين، ثالث الائمة لدى الشيعة الاثني عشرة. ومن بين هؤلاء النازحين الذي بلغ عددهم اكثر من 300 شخص، حسين عليوي (38 عاما) الذي يعمل في احد مطاعم الرمادي (100 كلم غرب بغداد) ووصل للتو إلى قضاء عين تمر (40 كلم جنوب الفلوجة) مع 22 شخصا آخر أغلبهم نساء واطفال من عائلته، بينهم زوجته وستة من ابنائه. ويقول عليوي لوكالة فرانس برس "لم يبق امامنا سوى الهرب خوفًا على اطفالنا ونسائنا من القتل جراء اطلاق النار المتكرر وأصوات قذائف الهاون في الرمادي" الواقعة على بعد 100 كلم غرب بغداد.ويضيف متحدثا بصوت مرتجف وهو يحمل طفلته "المدينة تعاني الآن من انعدام في الأمن، ومن نقص في الوقود والكهرباء، وقد اغلقت اغلب محالها التجارية ابوابها".واحتشدت نساء واطفال من عائلة عليوي بدا عليهم الخوف والتعب قرب شاحنة كبيرة استعدادا للانتقال إلى منزل احد اقاربهم في وسط القضاء ذات الغالبية الشيعية.وتمكن مقاتلو "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المعروف اختصارًا باسم "داعش"، من السيطرة على الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وعلى بعض مناطق الرمادي السبت الماضي بعدما استغلوا إخلاء قوات الشرطة لمراكزها في المدينتين وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضين لفض اعتصام سني مناهض للحكومة.وقتل عشرات المدنيين في اشتباكات تدور منذ نحو اسبوع في مدينة الرمادي التي تحاول القوات الأمنية استعادة السيطرة على كامل مناطقها، وفي محيط الفلوجة التي تعرضت بعض مناطقها لقصف من قبل الجيش، وباتت تستعد لهجوم عسكري يهدف إلى إعادتها لكنف الدولة. وهذه اسوأ اعمال عنف تشهدها محافظة الأنبار السنية التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم، منذ سنوات.وهي المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف التي تلت اجتياح العام 2003 والتي تحمل طابعا مذهبيًا بين السنة والشيعة الذين خاضوا نزاعا مباشر بين عامي 2006 و2008 قتل فيه الالاف.وقال شعلان كاظم المفوض في قوى الامن عند نقطة التفتيش ذاتها في القضاء انه "منذ اربعة ايام وعائلات من الفلوجة والرمادي تتوافد إلى عين تمر"، مضيفا "جميعها تشكي الظروف الصعبة ومعاناتها هناك". ويقول مخلف عباس (76 عاما) الذي غادر منزله في حي الرسالة في الفلوجة حيث يعيش منذ اكثر من خمسين سنة "هربنا وتركنا ما نملك لانقاذ حياتنا".ويضيف "هناك قناصون من القاعدة يختبأون على سطوح المباني ويقتلون كل الناس، الجندي والمدني بدون استثناء".بدوره، يقول فالح عيدان (55 عاما) الموظف في وزارة الزراعة "المدينة اصبحت ساقطة بيد تنظيم القاعدة، ولا مدارس تعمل ولا دوائر حكومية، وقد اغلقت المحال التجارية ابوابها"، مؤكدا ان اهالي الفلوجة يعيشون خوفا كبيرا و"بعضهم بات يسكن منازل بسيطة جدا هنا لكنهم يشعرون بانها قصور الان".وتشكل سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة الفلوجة حدثا استثنائيا نظرا إلى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت معركتين شرستين ضد القوات الاميركية في العام 2004.وكان الهجوم الاميركي الاول الذي هدف إلى اخضاع التمرد السني في المدينة، شهد فشلا ذريعا، ما حول الفلوجة سريعا إلى ملجأ لتنظيم القاعدة وحلفائه الذين تمكنوا من السيطرة وفرض امر واقع فيها.وقتل في المعركة الثانية حوإلى الفي مدني اضافة إلى 140 جنديا اميركيا، في ما وصف بانها المعركة الاقسى التي خاضتها القوات الاميركية منذ حرب فيتنام.وقال رائد المشهداني قائممقام قضاء عين تمر لفرانس برس انه "منذ اليوم الاول للازمة التي حدثت في محافظة الانبار اتخذنا اجراءات لاستقبال العائلات النازحة ووصل عددها حتى يوم (امس) الاثنين إلى اكثر من 60 عائلة اغلبها من الفلوجة". واكد ان الادارة المحلية في عين تمر قدمت بالتعاون مع منظمة الهلال الاحمر العراقي والمنظمة الدولية للهجرة مساعدات للعائلات النازحة وارسلت ايضا مساعدات بينها مواد غذائية ووقود إلى الرمادي .وذكر المشهداني بان قضاء عين تمر استقبل اكثر من 400 عائلة من محافظة الانبار غالبيتها اتت من مدينة الفلوجة خلال معركتي العام 2004.وامام مكتبة عامة في وسط قضاء عين تمر، احتشد عدد كبير من النازحين لتسجيل اسماء افراد عائلاتهم واستلام المساعدات التي توزع باشراف مسؤولين عن منظمات انسانية بينهم "المنظمة الدولية للهجرة"، وبحضور مسؤولين محليين.وقال عباس رزاق من اهالي الفلوجة والذي وصل عين تمر منذ اربعة ايام مع زوجته واطفاله الاربعة "نشعر كاننا وسط اهلنا واخوتنا".واضاف "كلنا اهل هنا، ولا فرق بين سنة وشيعة".