تساؤلات فعلية حول مدى فاعلية الاجراءات الأمنية المتخذة
سوتشي المحصنة من الإرهاب تهدد بإفساد روح الألعاب الأولمبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الاجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات الروسية لمواجهة تهديدات الإرهاب الواضحة قبيل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي تهدد بقتل الروح الرياضية ومنع الحضور والمشاركين من الاستمتاع بأحداثها.
يتم الاستعداد لألعاب سوتشي الأولمبية الشتوية وسط اجراءات أمنية غير مسبوقة، قد تجعل من هذه التجربة التي تحدث كل أربع سنوات مصدرًا للإنزعاج والتوتر، بدلًا من البهجة والحماسة للجماهير والرياضيين على حد سواء.ففي يوم 7 كانون الثاني (يناير)، استفاق سكان سوتشي الروسية على هدية غريبة من حكومتهم، فالنظام الأمني الخاص دخل حيز التنفيذ صباح ذلك اليوم، استعدادًا لدورة الالعاب الاولمبية التي ستعقد في سوتشي الشهر المقبل.
فقد تم تعيين أكثر من 30.000 من رجال الشرطة وقوات وزارة الداخلية، أي ما يعادل 10 بالمئة من سكان المدينة، حول سوتشي وضواحيها بهدف حراستها وتأمين حركة الدخول والخروج منها خلال الشهرين المقبلين على أمل منع وقوع هجوم إرهابي خلال دورة الألعاب.
لشهرين كاملين
هذه الإجراءات قد تنجح في مكافحة أي عمل إرهابي، لكن من خلال اغلاق المدينة، أظهرت الدولة أن الإرهابيين تمكنوا بالفعل من تعكير مزاج الاولمبياد، وبث روح الخوف بدلًا من روح الحماسة بين الناس.
"من المؤكد أن الجو ليس احتفاليًا هنا"، كما يقول فلاديمير كيماييف، وهو رجل أعمال وناشط بيئي في المدينة، مشيرًا إلى أن سوتشي معزولة عن الحياة وهذا الامر دفع بالكثيرين إلى إغلاق متاجرهم حتى نهاية الالعاب، عندما يرفع النظام الأمني.
الألعاب الأولمبية تستمر من 7 إلى 23 شباط (فبراير)، لكن المرسوم الصادر عن الكرملين الذي فرض الاحتياطات الأولمبية ينص على أن تستمر الاجراءات الامنية لفترة أطول بشهرين، أي من 7 كانون الثاني (يناير) وحتى 21 آذار (مارس).
في التاريخ الأولمبي الحديث، يعتبر تقييد الحركة داخل وحول سوتشي أمرًا غير مسبوق، فأي مواطن يخطط لقيادة سيارته للوصول إلى مركز إقامة الألعاب أو حتى لزيارة المدينة سيضطر إلى ترك سيارته خارج المنطقة العازلة الهائلة التي اقيمت حول المدينة وضواحيها.
قلعة محاصرة
أما داخل سوتشي، فيعمل المسؤولون على تطبيق إجراءات أمنية صارمة، إذ تم منح الشرطة الحق في إجراء عمليات البحث الفورية، ومصادرة الأسلحة النارية والذخيرة المرخصة قانونيًا، طوال مدة النظام الأمني المفروض. كما تم حظر بيع قائمة طويلة من المواد السامة أو المسكرة في سوتشي خلال هذه الفترة، بما في ذلك على وجه التحديد سم الأفعى، كحول الميثيل ومشتقات نبات الكافا، وفقًا للمرسوم الذي صدر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن الخبراء منقسمون بشأن ما اذا كانت مثل هذه التدابير فعالة في ردع الإرهابيين.
تقول يوليا يوزيك، الخبيرة في دراسة أساليب الانتحاريين، إن هذه المجموعات حصلت على أكثر من ست سنوات لإعداد هجوم ضد أولمبياد سوتشي، أي منذ فوز المدينة بحق استضافة دورة الالعاب في العام 2007. وأضافت: "العديد منهم ينتظرون هذه اللحظة لضرب بوتين في مقتل، وقد اعدوا خلايا نائمة في المدينة منذ وقت طويل استعدادًا لذلك".
ومع ذلك، فإن الإجراءات الأمنية المشددة ستساعد على الأقل في جعل سوتشي هدفًا صعبًا، كما يقول بافل باييف، الخبير في شؤون المنطقة في معهد أبحاث السلام أوسلو. أضاف: "لكن هذا الأمان سيكون له ثمن كبير، وهو راحة الرياضيين والمشجعين، فالأوضاع الأمنية والإجراءات في سوتشي ستشعرهم وكأنهم في قلعة محاصرة وليس في مدينة ألعاب ممتعة".