أخبار

تنديد أميركي بخطوة تزيد التوتر في المنطقة

رسائل محمد جواد ظريف من ضريح عماد مغنية

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حين وضع محمد جواد ظريف إكليل الورود على ضريح عماد مغنية، أرسل رسائل متعددة للأطراف اللبنانية المختلفة، وللدول الاقليمية المعنية بالوضع في لبنان وسوريا.

كانت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كما كل زيارة قد يقوم بها وزير خارجية دولة إقليمية، معنية بالشأن اللبناني، غير أن ما أزاح عنها سمة "العادي" كان تكريم ظريف لعماد مغنية، أحد كوادر حزب الله الذي اغتيل في سوريا في العام 2008، واضعًا على قبره إكليلًا من الورود، ما اعتبرته الولايات المتحدة سببًا محتملًا لتصعيد حالة التوتر في الشرق الأوسط.

رسائل عديدة

ولا تأتي خطوة ظريف من عبث، كما يقول مراقبون، بل يحملونها أبعادًا سياسية مختلفة، خصوصًا أنها تأتي بعد تقارب أميركي إيراني.

وقال المحلل الإيراني وحيد صادقي شيرازي إن خطوة ظريف تحمل ثلاث رسائل إيرانية تجاه الأوضاع المضطربة في لبنان والمنطقة، أولها التركيز على ما سينتج من مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده هذا الشهر، بعدما رفضت المعارضة مشاركة إيران على الرغم من السعي الإيراني الحثيث لإنجاح المؤتمر، وثانيها حصولها قبل أيام من افتتاح المحكمة الخاصة بلبنان جلساتها في ملف اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري، المتهم في عملية اغتياله حزب الله المدعوم من إيران والنظام السوري، وثالثها قرب موعد انتخابات الرئاسة في لبنان، والحديث عن حكومة جديدة، يرفض أخصام حزب الله مشاركته فيها قبل انسحابه من سوريا.

بوجه المحكمة

وفي ضوء هذه الرسائل الثلاث، يقول المراقبون إن إيران أرادت توظيف المسألة في تأكيد دعمها الكلي لحليفها حزب الله، في لبنان وفي سوريا، خصوصًا أن ظريف اكتفى خلال الزيارة بالاجتماعات الرسمية، والاجتماع بأقطاب قوى 8 آذار، والقريبين منهم، كالوسطي وليد جنبلاط، مستبعدًا قيادات قوى 14آذار، التي تمثل شريحة واسعة من اللبنانيين.

وقال المراقبون إن وقوف ظريف على ضريح مغنية وقوف بوجه المحكمة الدولية، وكل ما سيصدر عنها، خصوصًا أن كل التسريبات عن المحكمة حتى الآن تحشر اسم مغنية في مخطط اغتيال الحريري، من خلال تواصله مع صهره وخليفته مصطفى بدر الدين، القيادي في حزب الله، والمطلوب، إلى خمسة قياديين آخرين من حزب الله، بتهمة التخطيط للاغتيال وتنفيذه. وعلى الرغم من زيارة ظريف للرئيس المكلف تمام سلام، الذي ترجم دعمًا إيرانيًا له في مسيرته المتعثرة لتأليف حكومة منذ 9 اشهر، إلا أن الرسائل من ضريح مغنية كفيلة بإفهام الجميع أن لا تراجع إيرانيا عن دعم حزب الله، في لبنان وفي سوريا.

تنديد أميركي

وكانت كايتلن هايدن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، قالت في بيان إن الولايات المتحدة تندد بقرار ظريف "وضع إكليل من الورود على قبر المسؤول عن أعمال إرهابية فظيعة أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص بينهم أميركيون"، قائلةً إن العنف البربري الذي قام به مغنيّة، والذي يستمر حزب الله بالقيام به في المنطقة بدعم مالي ومادي من إيران، أسفر عن نتائج قاتلة ومزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة.

أضافت: "ينطوي قرار تكريم ذكرى من شارك في أعمال مشينة، ويواصل التنظيم الذي ينتمي إليه دعم الإرهاب في مناطق مختلفة في العالم، على رسالة سيئة ومن شأنه تصعيد التوتر في الشرق الأوسط".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف