أخبار

باريس: المشكلة تطال كل أوروبا وقد ترتد علينا وبالًا

ظاهرة "الجهاديين" الأجانب تتفاقم متجاوزة قدرة الأوروبيين على ردعها

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تتفاقم ظاهرة توجّه شبان أوروبيين إلى سوريا من أجل "الجهاد" يومًا بعد يوم، لتثير قلق السلطات الأوروبية ومخاوفها من ارتداد هؤلاء إليها بعد انتهاء مهماتهم الخارجية، إلى درجة أن أوروبا باتت تشعر بعجز عن ردع الإرهاب مع ازدياد هؤلاء "الجهاديين".

باريس: تشعر السلطات الفرنسية بالقلق حيال تزايد أعداد الشبان الفرنسيين، الذين يذهبون إلى سوريا "للجهاد"، وبعضهم قصّر، في ظاهرة تشمل بدرجات متفاوتة "كل دول أوروبا"، كما يرى وزير الداخلية.

وقال الوزير مانويل فالس الأحد "هذه الظاهرة تثير قلقي، وهي كلمة أضعف من وصف شعوري"، مضيفًا "إنها تمثل بالنسبة إليّ أكبر خطر ستكون علينا مواجهته في السنوات المقبلة"، معترفًا بأن "هذه الظاهرة ربما تكون قد تجاوزتنا، نحن الفرنسيين والأوروبيين، نظرًا إلى حجمها".

خارج السيطرة
وفيما كان عدد الفرنسيين أو المقيمين في فرنسا، الذين انضموا إلى صفوف الجهاديين في أفغانستان أو في مالي أو الصومال، ضئيلًا جدًا، أحصت الأجهزة الفرنسية نحو 700 يشاركون بدرجة أو بأخرى في النزاع الدائر في سوريا، كما أشار الوزير. وصرح الوزير، في البرنامج الأسبوعي "اللقاء الكبير"، الذي يبث تلفزيونيًا وإذاعيًا، إن هذه الظاهرة "تسارعت" في الأسابيع الأخيرة، حيث توجّه 12 قاصرًا إلى سوريا أو حاولوا ذلك.

وأعلنت نيابة تولوز (جنوب غرب) الجمعة أنها أخطرت دائرة مكافحة الإرهاب في نيابة باريس بحالة شابين في الخامسة عشر توجّها إلى تركيا من أجل المشاركة في القتال في سوريا. وأعلن مانويل فالس أن "الشابين ربما ليسا في سوريا، وربما يكونا في تركيا، ونحن نعمل بالتواصل مع أسرتيهما على استعادتهما".

وقال والد أحد الشابين، وهما طالبان في مدرسة ثانوية في تولوز، إنهما غادرا فرنسا في السادس من كانون الثاني/يناير، وهما الآن في سوريا "مع مقاتلي القاعدة". وصرح الأب لصحيفة "لا ديبيش دو ميدي" الإقليمية: "ابني تعرّض لغسل دماغ على الانترنت منذ بداية كانون الأول/ديسمبر".

تجنيد الكتروني
وأكد مانويل فالس الأحد أن "حالات التجنيد هذه لا تجري في المساجد، وإنما غالبًا عبر الانترنت". واعتبر الوزير أن هذه الحالات يمكن أن تفسر بعوامل عدة. وأضاف "يمكن التوجّه الى سوريا بسهولة نسبية، ثم إن هذه المعركة تبدو عادلة بما أن القوى الكبرى كلها تدين تصرفات نظام بشار الأسد، وأخيرًا لأن هناك بالتأكيد حالة إحباط لدى جزء من الشباب".

وشدد الوزير على أن "هذه الظاهرة تطال كل دول أوروبا" وكذلك "أستراليا وكندا والولايات المتحدة، وبالتأكيد وبحجم أكبر دول المغرب العربي". كانت بلجيكا أول دولة في أوروبا تبدي علنًا في مطلع 2013 قلقها من تزايد عدد رعاياها، الذين يتوجّهون إلى سوريا، وبعضهم قصّر. وفي مطلع الأسبوع الحالي، قدر وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز عدد هؤلاء بـ"أكثر من 200"، قتل منهم "أكثر من 20". وأكد أن "معظمهم ينتمون إلى المجموعات الأكثر تطرفًا، بما فيها الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وكان وزير الداخلية الفرنسي حذر في مطلع كانون الأول/ديسمبر مع نظيرته البلجيكية جويل ميلكيه من قيام منظمات قريبة من تنظيم القاعدة في سوريا بتجنيد الشباب الأوروبي، مقدّرًا عدد هؤلاء بما بين 1500 وألفين مقابل نحو 600 فقط قبل ستة أشهر.

ارتداد قاتل
وقال فالس "بعيدًا عن مصير هؤلاء الرجال والقصّر، الذين يتوجّهون إلى سوريا، فإن الخطر الذي يهدد مصالحنا هو عودتهم"، موضحًا "هؤلاء الأشخاص يؤكدون رغبتهم في القتال مع تنظيمات جهادية. وعودتهم ستشكل مشكلة دقيقة جدًا". وكانت المفوضية الأوروبية قدمت الأربعاء عشر توصيات لتعزيز مكافحة التشدد والتصدي لعمليات التجنيد التي تقوم بها تنظيمات متطرفة في أوروبا.

وقالت مفوضة الشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم "لا يوجد بلد في منأى"، معلنة رغبتها في بدء النقاش اعتبارًا من الأسبوع المقبل خلال اجتماع وزراء الداخلية، المقرر عقده في 24 من الشهر الجاري في أثينا.

وأوصت مالمستروم خاصة بتعاون أكبر مع المجتمع المدني والقطاع الخاص من أجل "التصدي للدعاية على الانترنت"، واقترحت إعداد خطاب مضاد للأفكار المتطرفة وحملات توعية في المدارس ودعم التائبين والأسر التي ترى أنها يمكن أن تكون "أداة قوية في مواجهة التطرف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف