الفلسطينيون يرفضون مطلب إسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رام الله: يرفض الفلسطينيون مطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاعتراف باسرائيل ك"دولة يهودية" معتبرين ان ذلك سيجعل السلام مستحيلا بدلا من ان يجتث جذور الصراع. ووراء هذا الجدل، تتصادم نسختان للتاريخ: النكبة الفلسطينية التي ادت الى تهجير 760 الف فلسطيني عند اقامة دولة اسرائيل عام 1948 والرواية الاسرائيلية عن "استقلال اسرائيل".
وندد نتانياهو الاحد في الاجتماع الاسبوعي لحكومته بقرار منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) تأجيل افتتاح معرض في باريس حول روابط اليهود باسرائيل بناء على طلب من 22 دولة عربية.
وقال نتانياهو في الاجتماع الاسبوعي لحكومته "تم شرح هذه الخطوة بان هذا المعرض يضر بالمفاوضات (الاسرائيلية-الفلسطينية). لكن المفاوضات المبنية على الوقائع والحقيقة لا يمكن أن تتضرر". واضاف "ما يضر بالمفاوضات هو الاستدعاء التلقائي لسفراء إسرائيل في دول معينة حول أمور عبثية، بينما تمر الخروقات التي ترتكبها السلطة الفلسطينية مرور الكرام".
وكان من المفترض ان يقام المعرض في المقر الباريسي لليونيسكو وينظم بالتعاون مع مركز سيمون فيزنتال تحت عنوان "الناس، الكتاب، الارض: علاقة 3500 سنة للشعب اليهودي مع الارض المقدسة".
وقالت اليونيسكو في بيان انها "تلقت رسالة من 22 دولة عضو في المجموعة العربية عبرت عن قلقها ازاء الوقع السلبي المحتمل للمعرض على عملية السلام والمفاوضات الجارية في الشرق الاوسط". وكرر نتانياهو الخميس امام الصحافيين الاجانب في القدس بان السبب الاساسي للنزاع مع الفلسطينيين هو رفضهم الاعتراف باسرائيل "دولة للشعب اليهودي".
ويرفض المسؤولون الفلسطينيون ما يعتبرونه تنازلا عن احد اقدس ذكرياتهم وهي النكبة مؤكدين بانهم اعترفوا باسرائيل عام 1993 من اجل التوصل الى اتفاق سلام "ينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967". وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب القاه الجمعة خلال اجتماع الدورة العشرين للجنة القدس في مراكش "اكدنا ومن حيث المبدأ رفضنا القاطع لمطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية".
وبحسب عباس فانه "بجانب أننا لا نقبل ابدا المس بحقوق اللاجئين التي كفلها القانون والقرارات الدولية وحقوق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل فاننا وبالاساس نرفض محاولة شطب روايتنا التاريخية ومحو ذاكرتنا الجمعية ومحاولة تزييف التاريخ باغتيال حقائقه الراسخة".
وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اعرب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن امله بان يقوم "نتانياهو بتقديم اعتذاره للشعب الفلسطيني عن تدمير 418 قرية فلسطينية عام 1948". واكد المفاوض الفلسطيني نبيل شعث الخميس ان وزير الخارجية الاميركية جون كيري "يأتي ذهابا وايابا لنقاش مسألتين فقط لم تكونا ابدا على جدول اعمالنا: يهودية اسرائيل وغور الاردن".
واعتبر انه "من وجهة النظر الاسرائيلية فان الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة يهودية يساوي الغاء حق العودة او اي حل لمشكلة اللاجئين بناء على القرار 194". وتساءل شعث "هل تعتقدون ان هناك اي مسؤول فلسطيني بكامل قواه العقلية يستطيع قبول ذلك؟ ام ان الهدف هو ان يجعل من المستحيل ان يقوم اي مسؤول فلسطيني باتفاق سلام مع اسرائيل".
ومن ناحيته، عبر الصحافي جدعون ليفني في صحيفة هارتس اليسارية عن "الاعراض التقليدية لمرض اضطراب الوسواس القهري في المطالب المستمرة لاسرائيل لان يعترف بها الفلسطينيون كدولة يهودية".
ويشير ليفي "لا احد يعرف ماهية الدولة اليهودية بالضبط ولا ماهية طابعها اليهودي ولكن يتم فعل كل شيء للوصول الى هدف تحقق منذ زمن بعيد".