الشرطة الاوكرانية تبعد المتظاهرين عن وسط كييف وسقوط قتلى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف: استعادت قوات مكافحة الشغب الاوكرانية مدعومة بمدرعة قسما من وسط كييف على اثر معركة عنيفة مع المتظاهرين، بعد شهرين على مواجهة اسفرت عن سقوط اوائل القتلى. فقد قتل خمسة من ناشطي المعارضة واصيب 300 بجروح الاربعاء في المواجهات العنيفة في كييف بين متظاهرين وقوات الامن، كما اعلن مساء الاربعاء مركز الاسعاف الطبي الذي اقامته المعارضة.
وقال منسق المركز الطبي اوليغ موسيي لاذاعة هرومادسك الموالية للمعارضة "احصينا حتى الان خمسة قتلى. واصيب حوالى 300 شخص اليوم منذ منتصف الليل". وذكر موقع اوكرانسكا برافدا ان اربعة من الاشخاص الخمسة الذين قتلوا اصيبوا بالرصاص.
وشنت قوات حفظ النظام قرابة الساعة 6,00 تغ هجوما على المتظاهرين المتحصنين خلف حواجز اقاموها على مستوى شارع غروشيفسكي القريب من مقري الحكومة والبرلمان والذي يشهد منذ الاحد صدامات عنيفة في كييف.
وبعد تدمير الحواجز جزئيا بدأت الشرطة تنسحب لكن اعمال العنف استمرت وتكثفت. والقى المتظاهرون زجاجات حارقة على قوات الامن التي ردت باطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية. وقدر عدد المحتجين وقوات الامن بعدة مئات من كل جانب.
وسجل عناصر في وحدات مكافحة الشغب تقدما على الارض في وقت نقلت سيارات الاسعاف الجرحى. وتعرض المتظاهرون الذين سقطوا ارضا للضرب العنيف بالهراوات وللركل. واستقبل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مدة ثلاث ساعات قادة المعارضة ومنهم الملاكم السابق فيتالي كليتشكو، من دون ان يصدر اي اعلان في ختام هذا الاجتماع الذي كان الهدف منه وقف اعمال العنف.
واعلنت الولايات المتحدة اول العقوبات من خلال سحب تاشيرات مسؤولين اوكرانيين. ودانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "تصعيد العنف" واعربت عن القلق "الشديد" بعد مقتل متظاهرين.
واكدت النيابة الاوكرانية مقتل متظاهرين بالرصاص في وسط المدينة حيث دارت المواجهات. واكدت المعارضة ان متظاهرا توفي امس بعدما سقط الاحد من ارتفاع يزيد عن عشرة امتار من مبنى عند مدخل ملعب دينامو القريب من مكان المواجهات الاربعاء.
واعلنت احزاب زعماء المعارضة ارسيني ياتسينيوك واولغ تياغنيكوك والملاكم السابق فيتالي كليتشكو "اربع رصاصات في الراس والعنق لاحد القتلى لا يعتبر دفاعا عن النفس بل اطلاق نار متعمد على مواطنين سلميين".
واضافوا ان "كل ما سيحل بالبلاد وسلامة وامن كل مواطن ومقتل متظاهرين سيكون من مسؤولية (الرئيس) فيكتور يانوكوفيتش الذي تجاهل طوال شهرين مطالب شرعية وسبب التصعيد". وقالت المعارضة المسجونة لوليا تيموشينكو ان فيكتور يانوكوفيتش "لم يعد رئيسا بل اصبح قاتلا"، وذلك في رسالة نقلها مقربون منها.
ويسود توتر شديد منذ الاحد كييف حيث تتواصل المواجهات بواسطة الزجاجات الحارقة والرصاص المطاط والقنابل الصوتية. وبحسب وزارة الداخلية قبل هجوم الاربعاء اصيب 200 شخص على الاقل بجروح.
وتحدث مندوب للمعارضة من جانبه عن 1400 جريح في الايام الاخيرة، من دون ان يكون متاحا التحقق من هذا الرقم. وافادت مصادر طبية ان شخصا على الاقل بترت يده وان العديد فقدوا البصر. واكد الناشط المعارض ايغور لوتسينكو ان مجهولين خطفوه وضربوه واحتجزوه ل15 ساعة قبل الافراج عنه في غابة.
واضاف انه خطف مع ناشط اخر لا يزال مصيره مجهولا حتى الان. وقد جرى الهجوم بعد ان هدد رئيس الوزراء الاوكراني ميكولا ازاروف مساء الثلاثاء باستخدام القوة ضد مرتكبي "اعمال الاستفزاز". وقال "في حال لم تتوقف الاستفزازات فلن يكون امام السلطات من خيار سوى اللجوء الى القوة في اطار القانون لضمان امن الناس".
وكان يشير الى القانون المثير للجدل الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الثلاثاء ويشدد العقوبات ضد المتظاهرين المؤيدين لاوروبا الذين يتحدون السلطات في شوارع كييف. وبعد شهرين من الاحتجاجات في شوارع كييف حرك تبني هذه القوانين مجددا التعبئة في اوكرانيا.
والاحد اعقبت اعمال عنف تظاهرة ضمت الاحد 200 الف شخص للاحتجاج على هذه القوانين. وتلقت السلطات الاوكرانية دعم موسكو التي انتقدت وضعا "يخرج عن السيطرة". كما وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اصابع الاتهام الى الاوروبيين الذين يقدمون دعما "غير مناسب" للمعارضة.
واتهم الاوروبيون السلطات الاوكرانية بالتسبب في تصعيد التوتر من خلال تبني قوانين قمعية بحق المحتجين. وشارك في التظاهرات مئات الاف الاشخاص منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بعد ان غير الرئيس يانوكوفيتش موقفه واختار عدم توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي واجرى تقاربا مع روسيا.