الشيخ عمر بكري لـ(إيلاف): لا جهاديين في لبنان
هل يكون الأسير أمير جبهة النصرة في لبنان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
استبعد الشيخ السلفي عمر بكري فستق تعيين جبهة النصرة أحمد الأسير أميرًا لها في لبنان، إلا أنه لن يمانع إن أصاب الأمر لما يتمتع به الأسير من شعبية في الأوساط السنية، بحسبه، منتقدًا في الوقت نفسه اعتذار الأسير الأخير وتبريره لما فعل لأن "الجهاد لا يحتاج تبريرًا".
هيثم الطبش من بيروت: تكثُر على الساحة اللبنانية تسميات الحركات الجهادية التي باتت تتّسم في الآونة الأخيرة بنشاط ملحوظ، لا سيما في ملف التفجيرات المتنقلة. وأول معرفة للبنانيين بهذه الحركات كان في حرب نهر البارد التي خاضها الجيش مع "فتح الإسلام" وبعدها كرّت السبحة.
"جند الشام"، "عصبة الأنصار"، "تنظيم القاعدة"، "جبهة النصرة"، "داعش"، "حركة أحمد الأسير" و"كتائب عبدالله عزام"... كلها تسميات لمجموعات تصف نفسها بالجهادية الإسلامية، ولكن من دون أهداف محددة.
إذ لم تعلن أية جهة من بين هذه الجهات رغبتها في إقامة الدولة الإسلامية في لبنان أو في اعتماد الشريعة نظامًا ومنهاجًا للحكم في البلد التعدّدي. وقبل أيام انتشرت في بيروت رواية مُتناقلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مفادها أن "جبهة النصرة" تعتزم تسمية الشيخ أحمد الأسير أميرًا لها في لبنان، فما هي صحة هذا الخبر؟ وإلى ماذا يستند؟.
شعبية الأسير
"إيلاف" سألت الشيخ عمر بكري فستق، المعروف بانتمائه إلى التيار السلفي الجهادي، عن الأمر، فقال "استبعد الأمر، لكن إذا كان هناك هذا التوجّه، فأحمد الأسير له شعبية في الأوساط السنية، وسيكون له تأثير في الساحة، إن تولى أمر جبهة النصرة في لبنان، ولكن أهداف الجبهة في لبنان مختلفة عن أهداف أحمد الأسير، في النهاية الإنسان قد يتصرف تحت الضغط بشكل قد يختلف عمّا كان عليه في السابق".
وردًا على سؤال عن تحركات الأسير، وما إذا كان هناك أي اتصال معه، أجاب: "لم يكن الشيخ أحمد الأسير موفقًا في شريطه الأخير، لأنه أعلن أنه ما زال رافعًا راية الدولة اللبنانية، وأنه ليس عدوًا للجيش اللبناني، هذه أمور جعلت الكثير من التيارات السلفية الجهادية تنفصل عنه، وبالتالي فإن كلامه يعني أنه ليس له مكان الآن على الساحة، وأنه أصبح ضعيفًا".
وتابع بكري: "الأسير كان قائدًا لسنة لبنان، ولو كان موجودًا في طرابلس أو في عين الحلوة أو في سوريا، لكان خرج بأشرطة قوية وبكلام فيه معنى الشجاعة والاستمرارية، ما صدر منه أخيرًا هو اعتذار عمّا بدر منه، وتبرير لموقفه أمام الشعب اللبناني، بينما الجهادي في سبيل الله لا يحتاج تبريرًا، بل يعلن مواقفه تقربًا من الله".
لا جهاديين في لبنان
ورأى بكري أن لا جهاديين في لبنان. وقال "كسلفي جهادي أدرك تمامًا أن ليس في لبنان فكر جهادي قاعدي بالمعنى الذي أحمله أنا أو بالمعنى التكفيري الوهابي، الذي يتكلم عنه الأمين العام لحزب الله، لا يوجد في لبنان ارهابيون أو تكفيريون. هناك شيء اسمه لبنانيون سنة ولبنانيون شيعة".
وتابع "كخبير في الجماعات الإسلامية، لا أرى حتى الآن حركات جهادية بارزة في لبنان على الساحة، هناك مسرحيات تظهر على الإعلام، مثل جبهة النصرة، التي لم أجد لها أدبيات مكتوبة ولا أهدافًا معلنة، ولا نعرف مَن هي إمارتها، ولا من هم مسؤولوها، وهي بالتالي مستحدثة، ومطالبها لا تتماهى مع تنظيم القاعدة أو مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وأشار بكري إلى أن هذه الحركات قد لا تكون مترابطة في ما بينها. وتابع "جبهة النصرة في سوريا قد لا يعرفون مَن هم جبهة النصرة في لبنان، فهي إما فصيل داخلي، مثل كتائب عبدالله عزام، أو أنها لم تخرج إلى العلن، بشكل صريح واضح، إلا عبر فايسبوك".
وكرر أنه يستبعد "أن تكون في لبنان جبهة نصرة أو دولة إسلامية مثلما هي الحال في العراق والشام، تابعة لتنظيم القاعدة، بسبب طبيعة الشعب اللبناني، فاللبناني السني طبيعته ليست جهادية قتالية، كما هي في مثل هذه التنظيمات".
جماعات أخرى
عند سؤاله عن الحركات الإسلامية المتواجدة في مخيم عين الحلوة ومدى مساهمتها في تأسيس واقع جهادي في لبنان، قال بكري "الذي أعرفه أن عصبة الأنصار وجماعة جند الشام والجماعات الفصائلية الفلسطينية أسماء نسمعها في الإعلام. أما عصبة الأنصار فهي تنفي علاقتها بأية جهة، وهي على تواصل مع مخابرات الجيش على الحدود، وتعتبر نفسها فلسطينية، لا شأن لها بالشأن اللبناني الداخلي، وجند الشام مجموعة على تواصل مع بعض السياسيين، وأعمالها لا تزيد على أعمال أمن في المخيمات، وهم محاصرون داخل المخيم".
وشدد على أن اللبنانيين لديهم ميول وطنية، وكذلك الفلسطينيين في لبنان، وللطرفين علاقات وطنية غير العلاقات الإسلامية، ومن الصعب الجمع بين المتناقضات. أضاف بكري "أنا كخبير في شؤون الجماعات الجهادية أعتقد أن ليس في لبنان تفكير جهادي، بل هناك أمراء محاور وتيارات تحمل السلاح موالية لتيار المستقبل أو موالية للسنية اللبنانية، وهم في النهاية تيارات وطنيةتعطي الولاء للدولة، وهي ليست حركات جهادية".