السلطات الأوكرانية تشكك في فرص التوصل إلى حل سلمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف: شكك وزير الداخلية الاوكراني فيتالي زاخارتشنكو السبت في فرص التوصل الى حل سلمي للازمة بعد عودة التوتر الى كييف، حيث اسفرت المواجهات عن ثلاثة قتلى على الاقل هذا الاسبوع. وقد اشاعت هذه التصريحات اجواء تشاؤم في اوكرانيا غداة الاعلان عن تنازلات من جانب الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، الذي يتعرض لضغوط متزايدة، سواء من الاتحاد الاوروبي او من مؤيديه.
والحصيلة الرسمية لمواجهات الاسبوع ارتفعت السبت الى ثلاثة قتلى بعد وفاة رجل في الخامسة والاربعين من عمره في المستشفى. وقال حزب سفوبودا المعارض ان هذا الرجل اصيب بالرصاص في صدره الاربعاء. اما المعارضة فتتحدث عن ستة قتلى.
واكد زاخارتشنكو الذي تعد استقالته من ابرز مطالب المحتجين، ان المعارضة فقدت السيطرة على المتظاهرين الذين يخزنون الاسلحة كما قال. الا ان رينات اخميتوف اغنى رجل في اوكرانيا، والمقرب من الرئيس، تحدث عن تصدعات في الحزب الحاكم، ووصف اللجوء الى استخدام القوة بأنه "غير مقبول".
وشدد هذا المليارديرعلى القول "لا يمكن الا ان يكون هناك حل للازمة السياسية، حل سلمي". وهو يتحدر مثل فيكتور يانوكوفيتش من مدينة دونيتسك الصناعية شرق البلاد الناطق باللغة الروسية، والذي اعتبر فترة طويلة ابرز ممولي حزب المناطق. وبعد حوالى يومين من عودة الهدوء، تصاعدت من جديد حدة التوتر ليل الجمعة السبت في شارع غروشفسكي، الذي شهد اعمال حرب عصابات هذا الاسبوع.
وقد القى المتظاهرون زجاجات مولوتوف وحجارة على عناصر شرطة مكافحة الشغب، الذين ردوا بالقاء قنابل صوتية واطلاق الرصاص المطاط. وبقيت حدة التوتر مرتفعة السبت، حتى لو ان الاشتباكات قد تراجعت، وتم اخماد الحرائق في المكان. ولم يقنع المتظاهرين المستنفرين منذ اكثر من شهرين، اعلان فيكتور يانوكوفيتش عن تعديل وزاري في الاسبوع المقبل وعن تعديلات للقوانين الجديدة التي تقيد حركة الاحتجاج.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال متظاهر امضى الليلة في مواجهة عناصر الشرطة في شارع غروشفسكي "نقوم بكل ما في وسعنا حتى نطيح السلطة". وقال متظاهر آخر يدعى فيتالي "لم اعد اثق بالسلطة. الجميع خائفون، لكن ليست لدينا خيارات اخرى". وقد تبادلت السلطات والمعارضة التهم بالاستفزاز والتحريض بعد الاعلان عن العثور على جثة شرطي، من دون ربط مقتله بالاحتجاجات، وسجن 12 متظاهرا فترة شهرين.
وفي خارج كييف، نزل آلاف المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الحكام الذين عينهم الرئيس في معظم مناطق الغرب الناطقة باللغة الاوكرانية، والتي تطالب بالانضمام الى اوروبا. وسيتعامل فيكتور يانوكوفيتش ايضا مع نشاط دبلوماسي كثيف للاتحاد الاوروبي الذي طالب السبت بـ "خطوات ملموسة" للعودة الى الهدوء.
وسيشكل الوضع في اوكرانيا محور لقاء السبت في وارسو بين رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي والرئيس البولندي برونيسلاو كوموروفسكي. ومن المتوقع ان تزور وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون كييف في 30 و31 كانون الثاني/يناير.
وحتى ذلك الحين، ستعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا التي يتهمها الاوروبيون باستخدام نفوذها لاقناع كييف بالتخلي عن اتفاق للتبادل الحر مع بروكسل، وهذا القرار هو الذي تسبب في الاحتجاجات الحالية.
وبعد لقاء الجمعة مع المفوض الاوروبي للتوسيع ستيفن فولي اعلن فيكتور يانوكوفيتش مجموعة من التنازلات التي احدثت مفاجأة غداة مفاوضات مع المعارضة لم تؤد الى اي نتيجة. واعلن ان الحكومة التي تطالب المعارضة باستقالتها سيجري تعديلها خلال جلسة استثنائية للبرلمان الثلاثاء.
واوضح يانوكوفيتش انه ينوي الافراج عن جميع المتظاهرين المعتقلين وتعديل القوانين المثيرة للخلاف التي اقرت في الاسبوع الماضي، وكان الهدف منها تشديد العقوبات، التي قد تصل الى حد السجن ضد المتظاهرين. وبعد توقيع هذه القوانين، اشتدت حركة الاحتجاج، التي ولدت في تشرين الثاني/نوفمبر، على اثر تغيير السلطة موقفها ورفضها توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي وتفضيلها روسيا.
وقال الملاكم السابق المعارض فيتالي كليتشكو ان "تغيير الحكومة لا يكفي، يجب تغيير قواعد اللعبة"، معربا عن استعداده لاجراء محادثات جديدة مع السلطة.