أخبار

التأسيسي التونسي يصوّت الثلاثاء على منح الثقة لحكومة جمعة

المرزوقي: المصادقة على الدستور انتصار لكن الطريق طويل

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رأى الرئيس التونسي أن المصادقة على الدستور تمثل "انتصارًا" للشعب التونسي، لكن "الطريق ما زال طويلًا. في وقت يستعد المجلس التأسيسي الثلاثاء للتصويت على منح الثقة لحكومة مستقلة برئاسة المهندس مهدي جمعة.

تونس: وقع رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان في تونس الاثنين الدستور الجديد للبلاد، الذي صادق عليه المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) بغالبية ساحقة ليلة الأحد - الاثنين، وذلك بعد مضي ثلاث سنوات على اندلاع "الثورة" في تونس مهد "الربيع العربي".

وتم التوقيع على الدستور، الذي يشتمل على "توطئة" (ديباجة) و149 فصلًا، خلال جلسة عامة استثنائية انعقدت في مقر المجلس الوطني التأسيسي، وحضرها ممثلو دول وبرلمانات أجنبية. وتولى التوقيع على الدستور كل من رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الحكومة المستقيلة، التي تقودها حركة النهضة الاسلامية، علي العريض.

انتصار على الدكتاتورية
قبل توقيع الدستور، قال الرئيس التونسي، في خطاب توجّه به إلى أعضاء البرلمان، إن المصادقة على هذا النص تمثل "انتصارًا" لتونس وللشعب التونسي على "الدكتاتورية"، في إشارة إلى نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الذي أطاحت به "ثورة" 14 كانون الثاني/يناير 2011.

أضاف المرزوقي "هذا يوم اكتمال انتصارنا على الدكتاتورية المقيتة التي أطحنا بها.. وهذا اليوم هو تواصل لانتصارنا على الإرهاب، الذي حاول عبر اغتيال شهيدي الشعب.. شكري بلعيد ومحمد البراهمي إيقاف مسلسل التحرّر الفكري والسياسي، الذي يجسده دستورنا الذي نحتفل به".

وفي 2013 قتل مسلحون المعارض اليساري البارز شكري بلعيد، المعروف بانتقاده الشديد لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة، ومحمد البراهمي النائب المعارض في المجلس التأسيسي، وحوالى 20 من عناصر الأمن والجيش، في عمليات نسبتهما وزارة الداخلية إلى جماعة "أنصار الشريعة في تونس"، التي صنفتها تونس والولايات المتحدة تنظيمًا "إرهابيًا". وفجّرت هذه العمليات أزمة سياسية حادة في تونس.

تابع المرزوقي "هذا الدستور خطوة على الطريق.. الطريق مازال طويلًا.. مازال أمام العقل الجماعي، الذي كتب هذا النص، أمام الإرادة الجماعية التي فرضته، الكثير والكثير من العمل، لتصبح قيم الدستور جزءًا من ثقافتنا العامة والفردية، ولتصبح مؤسساته الديمقراطية جزءًا من تقاليد راسخة لا يهمّها مجيء زيد ورحيل عمرو".

وذكر الرئيس التونسي بأنّ بلاده التي وجدت نفسها "أحيانا بين فكي كماشة الإرهاب والفوضى"، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تمكنت من "تجنب ويلات العنف وعدم الاستقرار". وسينشر الدستور بعد توقيعه في الجريدة الرسمية للبلاد، على أن يدخل حيز التنفيذ تدريجيًا في انتظار انتخاب برلمان ورئيس جديدين.

تونس منذ سقوط بن علي
ابرز المحطات في تاريخ تونس منذ سقوط الرئيس زين العابدين بن علي بعد ثورة اطلقت "الربيع العربي":
- 2011
- كانون الثاني/يناير

14: بن علي يفر الى السعودية بعد حكم دام 23 عامًا بلا منازع. طرد بن علي من السلطة خلال ثورة شعبية اندلعت على اثر احراق البائع المتجول الشاب محمد البوعزيزي نفسه في سيدي بوزيد (وسط غرب) بعد تعرّضه لعدد من الاهانات من طرف الشرطة.

في اليوم التالي، اعلن المجلس الدستوري "الشغور الدائم" لمنصب الرئاسة، وعيّن وفق احكام دستور 1959 رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع رئيسًا بالوكالة، بينما كانت البلاد تشهد عمليات نهب واتلاف وتعرّض لممتلكات عائلتي بن علي وزوجته ليلى طرابلسي.

24: الجيش يعلن انه "ضامن الثورة".

26: صدور مذكرة توقيف دولية بحق بن علي وزوجته.

27: رئيس الوزراء محمد الغنوشي يشكل حكومة انتقالية من دون الشخصيات الرئيسة التابعة للنظام السابق.

- شباط/فبراير
25: تظاهر اكثر من 100 الف شخص في تونس ضد الحكومة وللمطالبة بانتخاب مجلس تأسيسي لوضع دستور جديد لتونس. صدامات مع الشرطة واحراق مراكز شرطة وتخريبها.

27: الباجي قائد السبسي يخلف الغنوشي.

- آذار/مارس
01: حزب النهضة الاسلامي، الذي كان رئيسه راشد الغنوشي، قد عاد من المنفى في اواخر كانون الثاني/يناير، يصبح حزبًا قانونيا.
09: حل حزب بن علي، التجمع الدستوري الديمقراطي.

- تموز/يوليو
28: محاكمة غيابية ثالثة لبن علي الذي صدرت عليه احكام بالسجن لـ66 عامًا.

- تشرين الاول/اكتوبر
- 23: اول انتخابات حرة في البلاد تنتهي بفوز إسلاميي حزب النهضة بـ89 مقعدا من اصل 217 في المجلس التشريعي.

- كانون الاول/ديسمبر
12: المجلس التأسيسي ينتخب المنصف المرزوقي المعارض الشرس لبن علي رئيسًا للجمهورية التونسية غداة مصادقته على القانون التأسيسي للتنظيم الموقت للسلطة العامة في تونس لادارة السلطات حتى اعتماد دستور نهائي وتنظيم انتخابات عامة.

- 2012

26 اذار/مارس
حركة النهضة تعلن عدولها عن تطبيق الشريعة في الدستور الجديد.

12-11 حزيران/يونيو
هجمات على مدن عدة سقط خلالها قتيل ومئات الجرحى، شنتها عناصر من التيار السلفي ومشاغبون بعدما خرب سلفيون مفترضون معرضًا للفنون التشكيلية بمبرر انه مخالف للاسلام.

14 ايلول/سبتمبر
مئات المتظاهرين الاسلاميين يهاجمون سفارة الولايات المتحدة في تونس بعد بث مقتطفات من شريط معاد للاسلام على الانترنت. سقط اربعة قتلى من المهاجمين وعشرات الجرحى.

5 تشرين الاول/اكتوبر
الشرطة تطلق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين في سيدي بوزيد، وقمع العديد من التظاهرات ضد الفقر وانقطاع الماء والتأخر في دفع الاجور.

18 تشرين الاول/اكتوبر
مقتل منسق حزب نداء تونس المعارض في تطاوين (جنوب).

27 تشرين الثاني/نوفمبر- الاول من كانون الاول/ديسمبر
300 جريح في صدامات في سليانة جنوب غرب تونس.

2013

13 كانون الثاني/يناير
الجيش ينتشر في بن قردان (جنوب) بعد اسبوع من المواجهات بين متظاهرين والشرطة.

6 شباط/فبراير
اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد بالرصاص في العاصمة التونسية. ادى ذلك الى تظاهرات احتجاج عنيفة في عدد من المدن والى ازمة سياسية افضت الى استقالة الحكومة وتعيين رئيس جديد للوزراء علي العريض الذي ينتمي الى حزب النهضة.

25 تموز/يوليو
اغتيال المعارض القومي اليساري محمد البراهمي امام منزله بالقرب من تونس، ما يغرق البلاد بازمة سياسية جديدة.

2 آب/اغسطس
الجيش يشن عملية جوية وبحرية واسعة ضد جماعة مسلحة في جبل الشعانبي.

في 27، اتهمت الحكومة حركة انصار الشريعة الجهادية بالارتباط بتنظيم القاعدة والوقوف وراء اغتيال المعارضين. كما يتهم الحركة بالوقوف وراء خلية مسلحة يطاردها الجيش منذ كانون الاول/ديسمبر على الحدود مع الجزائر.

12 كانون الاول/ديسمبر
بعد اسابيع من المفاوضات من دون نتيجة، اتفقت حركة النهضة وأبرز أحزاب المعارضة خلال اجتماع برعاية المركزية النقابية القوية، على ترشيح مصطفى الفيلالي (92 عاما) لرئاسة الحكومة المقبلة.

رفض الفيلالي تولي المنصب.

14 كانون الاول/ديسمبر
رشحت أحزاب سياسية تونسية السبت مهدي جمعة (51 عاما) وزير الصناعة في الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة الاسلامية ، لرئاسة حكومة كفاءات مستقلة ستقود البلاد حتى إجراء انتخابات عامة.

- 2014

3 كانون الثاني/يناير
اطلق المجلس التأسيسي الذي يشكل فيه الاسلاميون غالبية عملية تبني الدستور الذي املت الطبقة السياسية ان يتم اقراره قبل 14 كانون الثاني/يناير ذكرى سقوط بن علي.

9 كانون الثاني/يناير
مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الامن في قصرين (وسط الغرب) التي تشهد منطقتها صدامات منذ يومين. تصاعدت التظاهرات والاضرابات منذ الخريف.

10 كانون الثاني/يناير
تكليف مهدي جمعة تشكيل حكومة مستقلين غداة استقالة علي العريض التي تؤدي الى رحيل طوعي لحزب النهضة عن السلطة.

26 كانون الثاني/يناير
جمعة يعلن انه قدم حكومة المستقلين التي شكلها الى الرئيس المرزوقي. ويفترض ان تحصل هذه الحكومة على ثقة البرلمان.

27 كانون الثاني/يناير
القادة التونسيون يوقعون الدستور الذي اقر قبل يوم بغالبية ساحقة في المجلس التأسيسي الوطني.

وليل الأحد الاثنين صوّت مئتان من أصل 216 نائبًا، شاركوا في عملية الاقتراع، بـ"نعم" على الدستور، في حين صوّت ضده 12 نائبًا، وامتنع أربعة نواب عن التصويت. وهذا الدستور هو الثاني في تاريخ تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956. وإثر الإطاحة في مطلع 2011 بنظام الرئيس السابق بن علي، علقت تونس العمل بالدستور الأول الذي صدر سنة 1959.

البرلمان يصوّت الثلاثاء على منح الثقة
إلى ذلك، يصوّت المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) في تونس الثلاثاء على منح الثقة لحكومة مستقلة برئاسة المهندس مهدي جمعة، يفترض أن تحل محل الحكومة المستقيلة، التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، وتسيّر البلاد حتى إجراء انتخابات عامة.

وقالت النائبة كريمة سويد مساعدة رئيس المجلس التأسيسي المكلفة الإعلام على حسابها في "تويتر" إن المجلس سيعقد الثلاثاء بداية من الساعة 11:00 (10:00 ت غ) جلسة عامة، سيتم خلالها تقديم تشكيلة حكومة مهدي جمعة، على أن يتم "بعد الظهر" التصويت على منح الثقة لهذه لحكومة.

وليلة الأحد، قدم جمعة (52 عامًا) إلى الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي تشكيلة حكومة غير متحزبة، تضم 21 وزيرًا و7 كتاب دولة (وزراء دولة). وأبقى مهدي جمعة في حكومته على لطفي بن جدو (49 عامًا) وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة، رغم اعتراض أحزاب من المعارضة. وتتهم هذه الأحزاب لطفي بن جدو بـ"التقصير" في حماية النائب المعارض محمد البراهمي، الذي قتله مسلحون في 25 تموز/يوليو 2013، في عملية نسبتها وزارة الداخلية إلى "تكفيريين". وتقول هذه الأحزاب إن وزارة الداخلية كانت على علم بأن حياة البراهمي مهددة، إلا أنها لم تتخذ أية إجراءات لحمايته.

وفي 12 تموز/يوليو 2013 تلقت الداخلية التونسية من وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) "مراسلة"، حذرت فيها الوكالة من احتمال استهداف البراهمي. ودفع بن جدو بأن معاونيه لم يعلموه بالمراسلة الأميركية، التي سرّبها موظفون في وزارته إلى حقوقيين ووسائل إعلام، إلا بعد اغتيال البراهمي.

ولكي تحظى حكومة مهدي جمعة بثقة المجلس التأسيسي، يتعيّن أن تصوّت لها "الغالبية المطلقة" من النواب (109 نواب من إجمالي 217)، وذلك بحسب "التنظيم (القانون) للسلط العمومية" الصادر في نهاية 2011. وكان الرئيس التونسي كلف في 10 كانون الثاني/يناير 2014، مهدي جمعة بتشكيل حكومة مستقلين، ستحل محل الحكومة المستقيلة، التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، وذلك وفقًا لبنود "خارطة طريق"، طرحتها المركزية النقابية القوية لإخراج البلاد من أزمة سياسية حادة.

واندلعت الأزمة إثر اغتيال المعارض محمد البراهمي، وهو نائب في المجلس التأسيسي (البرلمان) يوم 25 تموز/يوليو 2013، وقتل 8 عناصر من الجيش يوم 29 تموز/يوليو 2013 في عمليتين نسبتهما وزارة الداخلية إلى جماعة "أنصار الشريعة في تونس"، التي صنفتها تونس والولايات المتحدة الأميركية تنظيمًا "إرهابيًا".

وكانت 9 أحزاب سياسية (بينها حركة النهضة) من أصل 19 حزبًا شاركت يوم 14 كانون الأول/ديسمبر 2013 في "الجلسة العامة للحوار الوطني"، الذي ترعاه المركزية النقابية، صوّتت على ترشيح مهدي جمعة لرئاسة حكومة مستقلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف