أخبار

النباتيون وأنصار الرفق بالحيوان هاجموه بعنف

باحث ألماني: آكلو اللحم أشد رأفة بالحيوانات من النباتيين

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تصاعد الجدل حول دور النباتيين في قتل الحيوانات، بسبب مقال كتبه خبير تغذية ألماني، قال فيه إن النباتيين يسببون موت حيوانات عددها أكثر25 مرة من حيوانات المراعي التي يلتهمها الإنسان. اضطر فيلكس اولشيفسكي، الباحث في شؤون التغذية الألماني، إلى وقف موقعه "التغذية والصحة المستديمة"، وموقعه الشخصي على فايسبوك أيضًا، بعد أن تلقى ملايين الرسائل الإلكترونية الغاضبة، والشاتمة المتوعدة، بسبب مقالة قال فيها إن النباتيين ليسوا أكثر رأفة بالحيوان من أكلة اللحوم.لايختلف اثنان، وهذا اثبتته الدراسات الطبية، على أن المتغذين على النباتات يعيشون أفضل وأطول مما يعيشه المتغذون على اللحوم، وعلى اللحوم الحمراء منها على وجه الخصوص.كما لا يختلف العلماء على أن البقرة أكثر ضررًا على البيئة من الـ "توفو"، لكن لا يختلف الكثيرون على أن التغذية على النباتات تضر بالبيئة أيضًا. ومشكلة اولشيفسكي هو أنه اتهم النباتيين، ومعظمهم من أنصار الرفق بالحيوانات، بقتل الحيوانات. نصف مليون حيوانوكتب اولشيفسكي في موقعه: "على من لا يأكل اللحم بسبب حبه للحيوانات، أن يعرف أن زراعة المحاصيل الزراعية ثم حصادها يؤدي إلى قتل عدد كبير من الحيوانات البرية، ومعظمها من اللبائن، والخطأ الأكبر الذي يرتكبه العديد من النباتيين هو اعتقادهم بأن لا حيوانات تموت من خلال اعتمادهم على النباتات في التغذية، في حين أن أكل كيلوغرام من البروتين النباتي يؤدي إلى موت حيوانات يزيد عددها 25 مرة عمّا عليه الحال عند أكل كيلو لحم واحد من الحيوانات المتربية في المراعي".يثبت تقرير جمعية الرفق بالحيوان الاتحادية أن 500 ألف حيوان يموت سنويًا خلال عمليات الحصاد بالماكنات الضخمة. بينها 90 ألفاً من صغار الغزلان، وأعداد أكبر من القوارض واللبائن الصغيرة. مع ملاحظة أن الحشرات والحيوانات الأخرى لم تدرج في هذه الإحصائية.وتشير احصائيات "وورلد ووتش" إلى أن زراعة البنجر في آسيا واميركا اللاتينية، بهدف انتاج الوقود البيولوجي، تخرب مساحات شاسعة من الأرض، وتطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون. وألحقت زراعة الصويا والتوفو في الغابات المطرية في الامازون ضررًا كبيرًا بالغابات سعيًا وراء الأرباح. وتصدر البرازيل 70 مليون طن سنويًا من هذه المواد، وتسبب زراعتها بإطلاق كميات هائلة من غاز ثاني أوكسيد الكربون.
الميثان وثاني أكسيد الكربونليس اولشيفسكي مولعًا بالـ"ستيك"، لكنه يقول إن الاعتماد على الغذاء النباتي فقط لن ينقذ العالم. فزراعة المحاصيل الزراعية لا يقل ضررًا عن تربية الحيوانات في المراعي. وإذ تعتمد الحيوانات في المراعي على العشب، تؤدي الزراعة المكثفة إلى فقدان الأرض عناصرها الأولية، وتأتي بالتالي على حساب البيئة أيضًا. ويستشهد اولشيفسكي بنتائج دراسات تثبت انه من الطبيعي أن الزراعة أقل ضررًا على البيئة من تربية الحيوانات.في دراسة أعدها كورت شميدنغر، من جامعة فييينا في العام 2012، جاء أن انتاج لحم البقر في الاسطبلات وصل إلى عنق الزجاجة أيضًا. فتربية البقر في الاسطبلات يعني أيضًا زراعة مساحات شاسعة بالعلف، واستخدام أسمدة، ومضادات حيوية....إلخ ويحمل معه مضار تلويث الأرض والمياه الجوفية.مع ذلك، تبقى المواد النباتية أرحم بالبيئة من المنتجات الحيوانية لأن إنتاج كيلوغرام واحد من لحم البقر، أي ما يصلنا منه على مائدة الطعام كـ"ستيك"، يلحق ضررًا بالبيئة يعادل ضرر سيارة تمشي مسافة 1600 كم. وعندما وضع شميدنغر وزملاؤه مادة توفو النباتية الصينية في ميزانهم البيئي، توصلوا إلى أن انتاج كيلوغرام واحد من التوفو لا يطلق غاز الميثان، لكنه يطلق 3,8 كغم من غاز ثاني أوكسيد الكربون، يعادل ما يقطعه الإنسان بسيارة متوسطة الحجم مسافة 19 كم. وهنا حسب العلماء أيضًا كميات الأسمدة المستخدمة، وعمليات الحصاد والنقل ومن ثم الحضير والانتاج. 8 ملايين نباتي ألمانيانتقد اولشيفسكي الحملة التي شنّها عليه النباتيون، الذين تقدر جمعية النباتيين الألمان عددهم بثمانية ملايين، قائلًا: "لم اعتقد أن قلوب النباتيين مليئة بكل هذه العدوانية والحقد". وأضاف: "المثل يقول عند البطون تعمى العيون"، وهذا ما حصل مع منتقديه، لأنهم لم يلحظوا عبارة حيوانات المراعي التي استخدمها، لأنه قصد بالذات الحيوانات التي تربى في المرعى، وليس الحيوانات التي تربى بالاسطبلات.قال: "لم أقل إن التغذية على اللحم أفضل من التغذية على النباتات، ولكنني قلت إن علينا أن نقبل حقيقة أننا نؤذي الحيوانات، وإن أكلنا النباتات فقط، فحتى المتغذون على الفواكه فقط يضرون بالبيئة، لأن بذور هذه النباتات تستقر في غالب الأحيان في المزابل كي يجري لاحقًا حرقها، أو تذهب مع الغائط إلى المجاري".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف