أخبار

الجماعة توعدت بمزيد من الهجمات وحذرت السيسي

"بيت المقدس"... تنظيم إرهابي على خطى القاعدة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


يشكل تنظيم "بيت المقدس"، الذي تبنى الهجمات العنيفة التي وقعت في مصر مؤخرًا، خطرًا كبيرًا على الاستقرار في البلاد. وتكثر التحليلات حول جذور هذه الجماعة وأهدافها، خاصة بعد انضمام عدد من الشباب إليها.
القاهرة: يعتقد محللون أن جماعة انصار "بيت المقدس" التي أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة هجمات قاتلة في مصر، أصبحت اكبر خطر يهدد الاستقرار في البلاد، التي تعصف بها اضطرابات سياسية منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي مطلع تموز (يوليو) الفائت.واعلنت الجماعة التي تتحرك من سيناء مسؤوليتها عن اكثر الهجمات قوة وتأثيرًا خلال الاسبوعين الماضيين.
هجمات ووعودوتضمنت تلك الهجمات الهجوم بسيارة مفخخة على مديرية أمن القاهرة، واسقاط طائرة مروحية عسكرية بصاروخ في سيناء، واغتيال لواء كبير في الداخلية في وضح النهار في العاصمة القاهرة.وتوعدت هذه الجماعة بمزيد من الهجمات وحذرت في بيان بأن "القصاص قادم"، مخاطبة وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي الذي من المتوقع أن يترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة بعدما قاد عملية عزل مرسي اول رئيس منتخب ديمقراطيًا في تاريخ البلاد. على خطى القاعدةويقول دافيد بارنيت، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية مقرها الولايات المتحدة، إن هجمات التنظيم جعلت "السلطات المصرية تبدو وكأنّها تطارد اشباحاً".ويضيف بارنيت لوكالة فرانس برس "أنه التنظيم المسلح الرئيسي الذي لديه القدرة لمفاقمة حالة عدم الاستقرار في البلاد".ويقول محللون ان بيت المقدس يستلهم خطى تنظيم القاعدة.لكنّ مسؤولاً امنيًا مصرياً قال إن بيت المقدس "منبثق من جماعة الاخوان المسلمين"، التي ينتمي اليها مرسي، الذي عزله الجيش في الثالث من تموز (يوليو) الفائت.ويعتقد أن تنظيم بيت المقدس جرى تكوينه بشكل مبدئي اثر الاطاحة بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في العام 2011، بمقاتلين اغلبهم من بدو سيناء. لكن الخبراء يقولون إن الاشهر الماضية شهدت انضمام آخرين من مدن دلتا النيل والقاهرة.ويحيط الغموض بتكوين "بيت المقدس" ومصادر تمويله، ولكن عُرف اثنان من قياداته هما شادي المنيعي المنتمي الى قبيلة السواركة في سيناء وهو لا يزال قيد الملاحقة، والآخر ابو اسامة المصري والذي لا تتوافر عنه معلومات واضحة.ويُعتقد أن عددًا كبيرًا من الجهاديين الذين هربوا خلال عملية اقتحام السجون اثناء الثورة على مبارك انضموا للجماعة.ويستخدم "بيت المقدس" كثيرًا من مقاطع الفيديو الخاصة بزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري المصري الاصل والمولد.ويعتقد الباحث بارنيت أن "صلات بيت المقدس بالاخوان ضعيفة، وما هو اكثر مدعاة للقلق أن يكون بيت المقدس اكثر من مجرد تنظيم مستلهم من القاعدة".ويقول الباحث اسماعيل الاسكندراني، المتخصص في شؤون سيناء، إن "بيت المقدس يحرص على اظهار وجود تلك العلاقة مع القاعدة ولو فكريًا على الاقل. هم يحاولون صنع سمعة اقوى لهم". تحولات في الأهدافواوضح ماثيو جودي، الخبير في شؤون المتشددين الاسلاميين، أنه حين جرى تأسيس "بيت المقدس" كان "الهدف الرئيسي حينها مهاجمة اسرائيل ومنع التعاون بين مصر واسرائيل عبر تخريب خطوط الغاز".والجمعة، تبنت الجماعة شن هجوم بصاروخ على مدينة ايلات الاسرائيلية.ويقول الخبير ماثيو إنه "في الثالث من تموز (يوليو) - يوم الاطاحة بمرسي - اصدرت الجماعة فتوى تعلن تكفير الجيش المصري. ومن هنا، تحولت من مجموعة جهادية ضد اسرائيل لمجموعة تناصب الجيش المصري العداء". وخلال الاشهر القليلة الماضية، بدأ بيت المقدس في تنفيذ هجمات في قلب القاهرة والدلتا، بعد اشهر من سلسلة هجمات في سيناء خلفت اكثر من مئة قتيل في صفوف الامن.وبدأ مسلسل العنف بعيدًا عن سيناء بمحاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم في الخامس من ايلول (سبتمبر) الماضي.لكن الهجوم الاكثر دموية جاء في وقت مبكر من صباح 24 كانون الاول (ديسمبر) حين استهدفت سيارة انتحارية مديرية امن الدقهلية، مخلفة 15 قتيلاً معظمهم من رجال الشرطة.وفي اكثر الهجمات تعقيدًا، تبنى "بيت المقدس" اسقاط طائرة مروحية عسكرية في سيناء مخلفة خمسة جنود قتلى، ذلك في يوم الذكرى الثالثة لانطلاق التظاهرات التي افضت الى الاطاحة بالرئيس حسني مبارك.ويقول الخبير بارنيت: "الهجمات تكشف أن هناك مقاتلين ذوي خبرة عالية لدى التنظيم. بعضهم لديه خبرة قتالية كبيرة". عزل مرسيويقول الباحث اسماعيل الاسكندراني "يمكننا القول إن بعض الجهاديين الذين حاربوا من قبل في افغانستان والبوسنة ومؤخرًا سوريا انضموا الى بيت المقدس".ويضيف الاسكندراني أن بيت المقدس تحصل على اسلحة من ليبيا والسودان مستفيداً من حالة الانفلات الامني التي ضربت مصر عقب الاطاحة بمبارك العام 2011.ويعتقد خبراء أن انصار بيت المقدس تؤمن باستخدام القوة والعنف سبيلاً للوصول للحكم.ويقول بارنيت: "الاطاحة بمرسي كان مؤشرًا رئيسيًا لهم أن طريق الحكم يأتي عبر العنف وليس عبر العملية الديمقراطية".وتقول جماعة الاخوان المسلمين إنها نبذت العنف منذ عقود، معلنة التزامها بسلمية تظاهراتها منذ الاطاحة بمرسي.وادى عزل مرسي الى استقطاب حاد في مصر وسط عاصفة من العنف السياسي خلفت اكثر من 1400 قتيل، بحسب منظمة العفو الدولية.لكن اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية المصري قال لفرانس برس إن السلطات "القت القبض على اعضاء في الجماعة اعترفوا أن بيت المقدس ينتمي للاخوان المسلمين"، وانكر شفيق أن هناك تطورًا في هجمات الجماعة مؤخرًا.من جانبه، يقول الخبير بارنيت "السلطات المصرية منغمسة بشدة في معركتها ضد الاخوان لدرجة أنهم فقدوا على ما يبدو القدرة على رؤية الخطر الحقيقي من حولهم"، مضيفًا: "الحقيقة أن هناك خطرًا حقيقيًا يتمثل في قدرة بيت المقدس على تنفيذ هجماته".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف