موسكو تدعو المعارضة الأوكرانية إلى التخلي عن التهديدات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: دعت روسيا الاثنين المعارضة الاوكرانية الى التخلي عن "التهديدات" و"الانذارات" لافساح المجال امام اوكرانيا للخروج من "الازمة العميقة" التي تشهدها منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ننتظر ان تتخلى المعارضة في اوكرانيا عن التهديدات والانذارات، وان تكثف الحوار مع السلطات، لكي تتمكن البلاد من الخروج من الازمة العميقة مع البقاء في الاطار الدستوري". واضافت الوزارة ان "روسيا قلقة جدا ازاء رغبة قوات المعارضة الاوكرانية في العمل من اجل تدهور الوضع بشكل اضافي في البلاد"، مذكرة خصوصا بان احد قادة المعارضة دعا علنًا الاوكرانيين الى تنظيم تظاهرات امام مقار الادارات المحلية في المناطق.
واكد البيان "ذلك يتناقض بشكل مباشر مع تصريحات المعارضة التي تؤكد التزامها بالديموقراطية والقيم الاوروبية". واضاف ان هذه الاجراءات "الاستفزازية اتخذت بعيد الاتصالات التي جرت في الاونة الاخيرة في ميونيخ بين قادة المعارضة وممثلي دول غربية".
وكانت الازمة بدأت في اوكرانيا في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر مع تغيير مفاجئ في موقف الرئيس فيكتور يانوكوفتيش الذي عدل عن توقيع اتفاقات شراكة مع الاتحاد الاوروبي من اجل التقارب مع روسيا. ويحتل متظاهرون وسط كييف منذ تغيير موقف السلطات.
الاتحاد الاوروبي يحضر خطة مساعدة بالتعاون مع واشنطن
من جهتها اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في مقابلة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال الاثنين ان الاتحاد يحضر مع الولايات المتحدة برنامج مساعدة ماليا لاوكرانيا. وقالت اشتون للصحيفة، على هامش مؤتمر ميونيخ حول الامن، ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة "يضعان خطة لمعرفة ما يمكن ان نقوم به اعتبارًا من الان في مختلف قطاعات الاقتصاد من اجل تحسين الامور".
واشتون، التي تزور كييف هذا الاسبوع، لم توضح قيمة المساعدة، لكنها قالت ان "الارقام لن تكون متواضعة". واضافت ان المساعدة لن تكون مؤلفة فقط من المال. واشارت الى احتمال تقديم "ضمانات" مالية ومساعدات للاستثمار او حتى دعم العملة الاوكرانية لضمان استقرارها.
وفي كانون الاول/ديسمبر قدر رئيس الوزراء الاوكراني ميكولا ازاروف قبل تقديم استقالته، المساعدة المالية التي تحتاجها بلاده من الاتحاد الاوروبي بحوالى 20 مليار يورو. واوضح ان هذه المساعدة يمكن ان تكون "مساهمة من الاتحاد الاوروبي في استثمارات او مشاريع مشتركة تفيد الطرفين". ولاقت هذه الفكرة تاييدا من وارسو.
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك "بدلًا من العقوبات، من الاكثر اهمية اليوم تامين مساعدة لاوكرانيا، بما يشمل المساعدة المالية". والخميس الماضي وفي ختام اجتماع في بروكسل مع تاسك، اكد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان الاتحاد الاوروبي يبقى ملتزمًا "بمواصلة مساعدته" لاوكرانيا، لا سيما عبر قروض البنك الاوروبي للاستثمار، وتقديم مساعدة تقنية او تطبيق عرض مساعدة مالية شاملة.
من جهته دعا عضو وفد البرلمان الاوروبي، الذي زار كييف من 28 الى 30 كانون الثاني/يناير، النائب الاوروبي المحافظ البولندي باول كوال الى وضع "خطة مارشال" من اجل اوكرانيا. وقال كوال عند عودته من اوكرانيا "احث القادة الاوروبيين على التفكير بخطة مارشال. ان الامر لا يتعلق بمجرد نقل اموال، وانما يجب تقديم دفع واضح وقوي، يعطي الامل للمتظاهرين الاوكرانيين". ومنذ رفض الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفتيش في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر توقيع اتفاقات شراكة مع الاتحاد الاوروبي من اجل التقارب مع روسيا، تغرق البلاد في ازمة عميقة اثر موجة احتجاجات كبرى.
الرئيس يستأنف نشاطه
الى ذلك يستأنف الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الاثنين نشاطه بعد استراحة قصيرة بسبب المرض في وجه معارضة انتعشت بفضل دعم الغرب، بينما لا يرتسم حل قريب لاطول ازمة تتخبط فيها البلاد. وبعد توقفه عن العمل اربعة ايام يعود الرئيس الى مكتبه، بينما حلت احدى المشاكل، التي اسهبت وسائل الاعلام في التطرق اليها برحيل المعارض دميترو بولاتوف الى الخارج بعدما روى انه خطف وتعرّض للتعذيب على ايدي مجهولين.
ودميترو بولاتوف من قياديي حركة احتجاج اوتوميدان، التي تتظاهر بالسيارات، وقد نظم تظاهرات مثيرة عدة امام منزل الرئيس قرب كييف، وروى مساء الجمعة ان مجهولين خطفوه في 22 كانون الثاني/يناير وعذبوه مدة اسبوع قبل ان يتركوه في غابة. لكن لدى عودته اعلنت الشرطة انها تنوي ايداعه قيد الاقامة الجبرية بصفته "مشتبهًا فيه لقيامه بتنظيم اضطرابات كبيرة"، وفي حين بثت شاشات تلفزيون العالم صور وجهه الملطخ بالدم، شكك وزير الخارجية الاوكراني ليونيد كوجارا في خطورة جروحه.
لكن بولاتوف اصبح رمز "القمع المخفي"، الذي يطال عشرات الناشطين المعارضين، الذي يشتبهون - من دون التمكن من اثبات ذلك بادلة - في ان يكون العنف من فعل عناصر تنشط سرا لحساب السلطات. وردا على مساءلة نظرائه على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ حول حالة بولاتوف، حاول الوزير كوجارا في اول الامر التقليل من اهمية المشكلة، لكنه امام استنكار وسائل الاعلام الاجتماعي والخارج، غيّر لهجته، مؤكدا ان بامكانه ان يرحل الى الخارج لتلقي العلاج.
ذلك ما تم مساء الاحد، اذ وصل بولاتوف الى فيلنيوس بعد توقفه في ريغا، ونقل في سيارة اسعاف الى مستشفى في ليتوانيا من دون الادلاء بتصريح لوسائل الاعلام. والان وقد سويت قضية بولاتوف، يستعيد الرئيس يانوكوفيتش، الذي يواجه منذ اكثر من شهرين اخطر ازمة تشهدها اوكرانيا منذ استقلالها، زمام الامور امام معارضة ما زالت معبأة.
وقد حاز قيادوها دعمًا حازمًا - على الاقل شفهيًا - من مسؤولين كبار اميركيين وفرنسيين على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ. وفي مخاطبة امام ستين الفا من انصار المعارضة تجمعوا الاحد في وسط كييف - وهو عدد كبير نظرًا إلى البرد والتعب الذي حل بالناس- اعلن قياديا حركة الاحتجاج فيتالي كليتشكو وارسيني يتسينيوك انهما اغتنما الفرصة لمطالبة متحدثيهما الغربيين بمساعدة ملموسة: وساطة دولية ومساعدة مالية.
واوضحا ان الوساطة ستسمح "بتفادي الاختلاف في تاويل" المباحثات مع يانوكوفيتش. واكدا انهما حصلا على ضمانات من الغربيين بمنح البلاد التي تكاد تفلس، مساعدة مالية اذا اقتضى الامر. وقال يتسينيوك "انهم مستعدون لذلك".