أخبار

تفجير حطّم واجهة مقر الصحيفة وهيئة التحرير تستنجد بالسلطات

تظاهرات وعبوات ضد نشر صحيفة عراقية كاريكاتيرًا لخامنئي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

استغرب مواطنون عراقيون خروج تظاهرات احتجاج بوسط بغداد ضد نشر صحيفة عراقية كاريكاتيرًا للمرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي اعتبر مسيئًا له وعدم خروجها في طهران من قبل إيرانيين... فيما انفجرت عبوة ناسفة حطمت واجهة مبنى الصحيفة وتم العثور على اثنتين أخريين.

لندن: خرج اليوم عشرات من انصار جماعة "عصائب أهل الحق" المقربة من النظام الإيراني في تظاهرة بساحة الفردوس ببغداد احتجاجًا على نشر صحيفة "الصباح الجديد" البغدادية اليومية كاريكاتيرًا للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، ضمن ملف اسبوعي عن الذكرى 35 للثورة الإيرانية، اعتبر مسيئًا له.

واحتج المتظاهرون على ما اسموه تطاولات على رموز المرجعيات الدينية، ما رفعوا لافتات وشعارات لما قالوا إنه تطاول من الجريدة على خامنئي، مؤكدين أن المرجعيات الدينية خط احمر لا يمكن المساس به، كما ابلغ مصدر اعلامي "إيلاف".

وتعتبر جماعة عصائب اهل الحق المنشقة عن التيار الصدري ويترأسها الشيخ قيس الخزعلي صنيعة إيرانية تؤمن بولاية الفقيه وتأتمر في العراق بأوامر السلطات الإيرانية وتوجيهاتها ودخلت خلال الاشهر الاخيرة في خضم تبادل اتهامات مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي أكد براءته منها ومن تصرفاتها.

ثلاث عبوات ناسفة

وضمن الضجة التي أثارها الكاريكاتير ومعارضة انصار ولاية الفقيه في العراق له، فقد تم العثور على ثلاث عبوات ناسفة استهدفت تفجير مقر الصحيفة التي تلقت هيئة تحريرها تهديدات بالانتقام استدعت مطالبة السلطات العراقية بحمايتها. فقد استهدفت عبوة ناسفة اليوم البوابة الامامية لمبنى صحيفة الصباح الجديد الواقع في حي الوزيرية وسط بغداد، فيما تم تفكيك عبوتين ناسفتين أخريين.

وقال رئيس تحرير الصحيفة اسماعيل زاير إن مجهولين زرعوا 3 عبوات ناسفة عند البوابة الامامية لمبنى صحيفته تمكن خبراء المتفجرات من تفكيك عبوتين منها، فيما انفجرت العبوة الثالثة مسببة تحطم واجهة المبنى وزجاج النوافذ من دون وقوع اصابات بين العاملين في الصحيفة.

وأضاف: "سبق وأن تلقينا تهديدات من جهات غير معروفة باستهدافنا شخصياً ورسام الجريدة والعاملين فيها على خلفية نشر ملحق عن الثورة الإيرانية تحدثنا فيه بايجابية عن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي".

وقال "اننا لم نقصد الاساءة إلى مرشد الثورة الإيرانية، لكن احد اللاجئين العراقيين في السويد فبرك الامر واعطى صورة غير واقعية لما نشرناه في الملحق عن الثورة الإيرانية وجعل من هذا الموضوع المنشور اساءة إلى رموز الثورة الإيرانية وبشكل خاص السيد الخامنئي"، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء.

الصحيفة تتهم متطرفين بحملة ترهيب ضدها

كماتتهم هيئة تحرير الصحيفة مَن اسمتهم بمتطرفين بشن حملة هجوم وتهديدات لكادرها الاعلامي، وقدمت اعتذارًا عن نشر الرسم مؤكدة رفضها لحملة التهديدات هذه أو تخليها عن حرية الرأي والتعبير.

وأكدت هيئة تحرير الصباح الجديد أنها تتعرض لحملة تحريضية واسعة النطاق على خلفية نشرها بورتريهاً لخامنئي، وقالت في بيان تلقته "إيلاف" إن "الصباح الجديد اعتادت على نشر بورتريهات فنية لكبار القادة السياسيين والدينيين العراقيين وغير العراقيين ضمن ملحق زاد الذي تنشره الجريدة كل أسبوع".

وأضافت أن" الصباح الجديد تتعرض منذ يومين لحملة تحريض واتهامات غير مسؤولة من طرف بعض الجماعات الدينية المتطرفة على خلفية نشرها ما يعتقد أنه إساءة للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي وهو أمر يتعلق، في الواقع برسمة بورتريه فنية، وليس كاريكاتيراً، ضمن ملف كبير عن الثورة الإيرانية في ذكراها الخامسة والثلاثين".

وتتعرض الصحيفة منذ ايام لهجمة شرسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي من متعاطفين مع إيران من قوى وأحزاب شيعية عراقية تهدد كادرها بالويل والثبور لما اعتبر اساءة للمرشد الإيراني، كما هدد النائب زهير الاعرجي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي خلال تصريح متلفز بمقاضاة الصحيفة في اجراء من المفترض أن تقوم به السفارة الإيرانية اذا ارادت ذلك وليس نائباً عراقياً.

وأضافت هيئة تحرير الصحيفة قائلة إنه "برغم ثقتنا بأن ما نشرناه لم يقصد منه توجيه أية إساءة للسيد الخامنئي الذي نقدر ونحترم مكانته الإنسانية والدينية الكبيرة، فقد بادرت هيئة تحرير الجريدة إلى الاتصال بالسفارة الإيرانية في اليوم التالي لشرح الموقف وإزالة هذا اللبس".

وأشارت إلى أنّ الصحيفة نشرت افتتاحية على صفحتها الأولى تؤكد فيها "موقفها القائم على المهنية والضوابط الأخلاقية التي تمنع الإساءة لأي فرد أو جماعة ناهيكم عن المساس بالمرجعيات الدينية".

وقالت إن"بعض الجماعات المتطرفة نشرت البيانات التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف ودعت إلى التظاهر ضد الصحيفة في ممارسة بغيضة تؤلب وتشجع على الأفعال العدوانية السافرة ضد الصحيفة والعاملين فيها".

وشددت على رفضها لتشويه ما نشرته موضحة أن"مثل هذه التصرفات غير المسؤولة تعيد إلى الأذهان تسيد الميليشيات لن تخيفنا ولن تدفعنا للتخلي عن حرية الرأي والتعبير التي هي من أبرز مكاسب التغيير الذي شهدته بلادنا بعد رحيل نظام البعث المقبور".

هيئة تحرير الصحيفة تدعو السلطات لحمايتها

وحملت هيئة تحرير الصحيفة الأطراف المحرضة "المسؤولية القانونية عن سلامة الصحيفة والعاملين فيها".. ودعت الجهات الحكومية المعنية إلى ضرورة اتخاذ ما يلزم من الإجراءات في هذا الصدد.

وكان رئيس تحرير الصباح الجديد إسماعيل زاير كتب مقالاً على الموقع الالكتروني للجريدة بعنوان "تنويه واعتذار"، أشار فيه إلى أنّ مخرجي ملحق زاد "ومن دون قصد عمدوا إلى وضع رسم السيد المرشد خامنئي وقمنا في اليوم اللاحق بإزالة اللوحة، بل سحب الملحق بكامله من الموقع حتى لا يساء استخدامه أو فهمه من قبل أي مغرض وبما يجرح هيبة المرشد السيد خامنئي". وقال: "أجرينا اتصالات مكثفة وحميمة مع الأخوة في سفارة الجمهورية الإسلامية في بغداد أمس وأوضحنا موقفنا وأبلغناهم أن الصحيفة لن تسمح بالإساءة لرموز الشعب الإيراني وأننا سنوضح اعتذارنا عبر افتتاحية خاصة بالصحيفة تنشر اليوم على الصفحة الأولى".

وشددت هيئة تحرير الصباح الجديد على أن جميع العاملين في مؤسستها ملتزمون بالخط الوطني والأخلاقي السليم وانهم لم يفكروا ولن يفكروا في مس احاسيس أي فرد أو جماعة، "ناهيكم عن فكرة المساس بالمرجعيات الدينية المحترمة التي نكن لها كل التقدير والتبجيل".

وقدم زاير الإعتذار بإسمه وباسم هيئة التحرير "عن اللبس غير المقصود الذي حمله الملحق المخصص اولاً واخيراً لتكريم ثورة الشعب الإيراني الشقيق". وقال: "مع ذلك فيتوجب الاعتذار باسمي وباسم هيئة التحرير عن اللبس غير المقصود الذي حمله الملحق المخصص أولاً وأخيرًا لتكريم ثورة الشعب الإيراني الشقيق".

ولم توضح الصحيفة طبيعة أو انتماءات الجهات التي تقود حملة التحريض ضدها، كما لم تتمكن "إيلاف" من الحصول على الرسم الذي اثار الضجة ضد الصحيفة رغم اتصالاتها بهيئة التحرير التي كانت رفعته في وقت سابق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف