التقطت منذ ثلاث سنوات وانتشرت فجأة مع مشاركتها في سوتشي
صور عارية لمتزلجة لبنانيّة تهزّ الرأي العام وتقسمه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل أيّام كان معظم اللبنانيين غير مهتمين بمن يمثّل لبنان في الأولمبياد الشتوي في سوتشي ولا يعرفون جاكي شمعون، وفجأة باتت مصدر اهتمامهم وشغلهم الشاغل على مواقع التواصل الاجتماعي ليس لمتابعة ومعرفة كفاءتها في رياضة التزلج بل لمشاهدة صورها عارية على الثلج.
بيروت : مع انطلاق الألعاب الأولمبيّة في سوتشي التي يشارك فيها لبنان ببعثة ضمّت ألكسندر مخباط بطل لبنان في تزلج التعرّج القصير والطويل وجاكي شمعون بطلة لبنان في تزلج التعرج القصير، إنتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي شكلٍ مبالغ به صور وفيديو لجاكي شمعون وزميلتها شيرين نجيم، تظهران فيها عارياتا الصدر أثناء تصوير حملة دعائيّة لتشجيع السياحة في لبنان لنشرها في إحدى الروزنامات المتخصّصة بالرياضة، وتعود إلى أكثر من ثلاث سنوات.
صدرا شمعون ونجيم العاريان كانا كفيلان بتحريك الرأي العام اللبناني وإلهائه عن المحكمة الدوليّة، والأمن المتزعزع، والأوضاع الاقتصاديّة المتردّية، وزواج القاصرات، وتعنيف وقتلالنساء، وانقسم روّاد مواقع التواصل الإجتماعي بين مؤيدين ومعارضين لما قامتا به.
المعارضون : العري ليس من ثقافتنا
فالمعارضون حمّلوهما مسؤولية تشويه صورة لبنان، معتبرين أن ما قامتا به فضيحة لا تتوافق مع العادات والتقاليد اللبنانيّة، ورأى البعض أن التعرّي لأي سبب كان هو استغلال رخيص لجسد المرأة ولا يجوز على أي إمرأة عمومًا ولبنانيّة خصوصًا التفريط بنفسها وبشرفها مهما كانت الأهداف.
ورفض هؤلاء التحجّج بالإرهاب لتبرير التعري والخروج عن العادات والتقاليد التي ما زال كثير من اللبنانيين يتمسّكون بها ويحافظون عليها، مندّدين بهذه الأفكار التي تضرب في صلب المجتمع اللبناني وتشتّت شبابه.
المؤيدون : العريّ أفضل من الإرهاب
في المقابل، وجد المؤيدون والداعمون لجاكي وشيرين، أنّ ما قامتا به أفضل من الإرهاب المتنقّل الذي نعيشه اليوم في لبنان، والتفجيرات التي تقتل الأبرياء وتدمّر الوطن، مفضّلين رؤية العريّ على اللحى الطويلة التي تدلّ على التطرّف.
وطالب هؤلاء الجميع بدعم جاكي شمعون في الألعاب الأولمبيّة في سوتشي بدل انتقادها، وانتقدوا الإزدواجيّة التي يعاني منها المجتمع اللبناني الذي يقف صامتًا أمام المشكلات التي تواجهه سواء سياسية أو أمنية أو اقتصاديّة، ويرضى بكل المخالفات التي يمارسها حكّامه ويقبل استغباءه من قبل زعمائه ورجال الدين، بينما يرفع الصوت عاليًا أمام من يعكس صورًا جميلة ومنفتحة عن لبنان.
بينما وجد البعض أن الوقت لم يكن مناسبًا لتسليط الضوء على هذه الصور وانتقاد شمعون، بل كان الأجدر دعمها في الأولمبياد تمامًا كما حصل مع المنتخب اللبناني لكرة القدم حين تورّط بفضيحة الرشاوى ومرّرت المسألة ريثما ينتهي لبنان من مشاركته في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم.
القصّة وما فيها
يشار إلى أن تنفيذ الروزنامة وضعها بطل سابق في التزلج، وشاركت فيها بطلات تزلج من مختلف أنحاء العالم وهي تهدف الى الترويج لهذه الرياضة في مختلف دول العالم ومنها لبنان، وشاركت فيها جاكي شمعون، والمتزلجة شيرين نجيم التي سبق أن سمّتها اللجنة الأولمبية لتمثيل لبنان في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية السابقة في فانكوفر في كندا، وظهر في الصور كلّ من المتزلجين اللبنانيين ميشال صاليبا وجميل مهنا. وهذه المعلومات موجودة على الموقع الرسمي لأولمبياد سوتشي الذي عرّف العالم على كلّ الرياضيين المشاركين في الاولمبياد وبمن فيهم جاكي شمعون، إضافة إلى ذلك، فإن الصور لم تكن مخصّصة للنشر على مواقع الانترنت أو في لبنان وإنّما على الروزنامة السويسريّة الرياضيّة فقط.
شمعون تطلب وقف تداول الصور ودعمها
وبعد البلبلة التي أحدثتها صور المتزلجة اللبنانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كتبت الأخيرة على صفحتها عبر الـ"فايسبوك": "أريد فقط أن أوضح لكلّ من علّق وتداول الصور التي ظهرت عبر شبكة الإنترنت في لبنان، لقد قمت بالتقاط هذه الصور من أجل روزنامة نمسوية تُظهر رياضيين محترفين على صفحاتها في فصل الشتاء، وهي تعود إلى 3 أعوام مضت".
وأضافت: "الصور الأساسية التي التقطت ليست كالصور التي يتم تداولها حاليًا عبر شبكات التواصل الإجتماعي. الفيديو والصور التي ترونها الآن هي جزء من صناعة الصور وإعدادها، ولم يكن من المفترض أن تصبح في متناول الجمهور".
وتابعت: "على أي حال، أريد أن أعتذر إليكم جميعًا، فأنا أعلم أن لبنان بلد محافظ وهذه ليست الصورة التي تعكس ثقافتنا، وأتفهم تمامًا إن كنتم ترغبون في انتقادي أو إنتقاد الصور، أما الآن وأنا في دورة الألعاب الأولمبية، كل ما أستطيع أن أطلبه هو التوقف عن نشر الصور وتداولها، ما سيساعدني حقًا في التركيز على ما هو أهم: تدريبي وسباقي".
لا أندم على التعرّي
إلى ذلك، دافعت شمعون، (23 سنة)، عن خيارها بالتعرّي من أجل جلسة تصوير مخصّصة لإنتاج الروزنامة السنوية تروّج للرياضات الشتوية منذ ثلاث سنوات، في مقابلة على موقع خصّصته شبكة "أن.بي.سي" الأميركية لتغطية الألعاب الأولمبية في سوتشي.
ووصفت شمعون التجربة خلال التصوير بـ"الغريبة والإيجابية، خصوصًا أنني كنت عارية وكان هناك أشخاص كثيرون أعرفهم يشاهدون التصوير".
وأشارت جاكي التي تشارك ضمن بعثة لبنان في الألعاب الشتوية إلى أنها لا تندم على ما قامت به، على الرغم من أن انتشار صورها عبر الإنترنت قد لا يقدّم صورة مثالية عنها، وقالت : "لكني لا آبه للأمر، لقد استمتعت بالتجربة وأحب تلك الصور".
وعن جرأتها في التعري في بلد محافظ كلبنان، أجابت أن الأمر لم يكن سهلًا، لافتة إلى أنها قامت بالتصوير على مرتفعات فاريا، في مساحة وصفتها بالحرّة.
كرامي يطلب التحقيق في الصور
من جهة أخرى، ونتيجة لتفاعل اللبنانيين مع هذه القصّة، طلب وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال فيصل كرامي، خلال اتصاله برئيس اللجنة الأولمبيّة اللبنانيّة، جان همام، إجراء التحقيقات اللازمة بعدما ورد في وسائل الإعلام والمنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي من صور فوتوغرافية وفيديو تتعلّق بشمعون التي تمثل لبنان حاليًا في الألعاب الأولمبية في سوتشي، بأقصى سرعة وصولًا إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات بحقّها بما لا يضرّ بسمعة لبنان ومشاركاته الدولية.
مصدر في إتحاد التزلج من سوتشي: لن نعاقب شمعون
في المقابل، تساءل مصدر في الاتحاد اللبناني للتزلج عن سبب التوقيت في نشر الصور على الإنترنت بعد مرور ثلاثة أعوام على التصوير الذي جرى في منطقة عيون السيمان في حضور والديها، وإن كان الهدف قطع الطريق على تحقيق لبنان أي نتيجة في هذا المضمار، بعدما نجحت شمعون بالتأهل لهذا الاستحقاق الرياضي العالمي نتيجة الجهد الكبير الذي قامت به.
وأكد المصدر الموجود حاليًا في مدينة سوتشي الروسية حيث تقام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية أن الاتحاد لا يحقّ له أن يتدخّل بهذه المسألة لأنها تتعلٌّق بالحرّية الشخصية لكلّ فرد، وبالتالي لن يفرض عليها أيّ عقوبات إتحادية مثل الإيقاف أو إستبعادها عن الأولمبياد.
وتخوف المصدر الإتحادي أن ينعكس هذا الأمر سلبًا على نفسيتها ومعنوياتها، ولا سيما إنها تخضع حاليًا لتمارين مكثفة في سوتشي تمهيدًا لمشاركتها في مسابقة التزلج بدءًا من 17 شباط الجاري.