أخبار

استقالة البابا بنديكتوس 16 قرار شجاع

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الفاتيكان: الاعلان التاريخي للبابا بنديكتوس السادس عشر عن استقالته قبل سنة، يعتبر اليوم تنازلا ادى الى تجديد للكنيسة بداوه البابا فرنسيس، مع قيام عدد من المراقبين باعادة تقويم حبرية البابا الالماني.

وقال الاب اليسوعي فيديريكو لومباردي المتحدث باسم بنديكتوس السادس عشر في تصريح لاذاعة الفاتيكان، ان "الاستقالة كانت خطوة كبيرة في الادارة الفاتيكانية نجم عنها تأثير كبير على حياة الكنيسة". فقد بات في استطاعة اي بابا آخر أن يستقيل، اذا ما شعر بالعجز عن مواجهة التحديات التي تطرحها كنيسة تضم 1,2 مليار شخص. وقد يعمد الى هذه الخطوة البابا فرنسيس او اي من البابوات الذين سيخلفونه، حتى لو ان من المفترض ان تبقى تلك الخطوة استثنائية، كما يقول الخبراء في الشؤون الفاتيكانية. وبايعاز على الارجح من البابا الالماني العجوز، لم يعلن الثلاثاء عن اي احتفال في اصغر دولة في العالم. الا ان البابا فرنسيس كتب تغريدة اتخذت شكل تحية جاء فيها "ادعوكم جميعا الى الصلاة معي من اجل قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، الرجل الذي يتحلى بشجاعة كبيرة وتواضع جم". ورحب عدد كبير من المعلقين الثلاثاء بالقرار "الحكيم" و"النبيل" ليوزف راتسينغر، في نهاية حبريته غير الشعبية والمضطربة التي استمرت ثماني سنوات وشهدت فضائح في الكنيسة واخطاء في التواصل بينه وبين الادارة الفاتيكانية. واعتبرت اذاعة الفاتيكان ان الكنيسة "اكتشفت الشخصية الحقيقية لبنديكتوس السادس عشر بعد هذه الخطوة، وهي الشخصية العطوفة الرقيقة". وقال المتحدث السابق باسمه ان البابا المعتزل الذي يبلغ السادسة والثمانين من عمره يعيش في عزلة في دير ماتر ايكليزيا القديم على هضبة الفاتيكان. فهو يقرأ ويصلي ويكتب ويستقبل اصدقاء. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، ذكر الكاردينال الفرنسي بول بورا "لم يكن حضوره كبيرا الى هذا الحد إلا منذ اعلن استقالته التي محت صورته غير الحقيقية في خلال سنة"، مشيرا ايضا الى ان "الجميع" في الادارة الفاتيكانية "مطمئون الان" الى واقع وجود بابوين في وقت واحد. واضاف هذا المراقب الدقيق في الادارة الفاتيكانية "في خلال سنة انتقلنا في الفاتيكان من الذهول المشوب بنوع من النقمة الى اقرار ما حدث بامتنان". ويعتبر الخبير الفاتيكاني ماركو توساتي ان "العمل الذي لم يفهمه كثيرون ويقدرونه للبابا بنديكتوس السادس عشر من اجل تطهير الكنيسة من الداخل ومن اعضائها الضعفاء وغير الأكفاء، اتاح لها ان تقدم نفسها اللعام بمظهر جديد". وقد تصدى بنديكتوس السادس عشر بقوة لمسألة التحرش بالاطفال والوصولية والفوضى، فمهد الطريق للبابا فرنسيس والثورة الحنونة التي يقودها"، كما يقول توساتي. واتاحت حبرية راتسينغر كما يقول توساتي لموقع سيسموغرافو "ولادة مرحلة حقيقية لما بعد فويتيلا" تجسدها حبرية البابا فرنسيس. ف "العملاق" البولندي طبع بشخصيته القوية الكنيسة طوال 27 عاما، لكنه انهى حبريته تاركا كنيسة ملوثة بعدد لا يحصى من الفضائح ولاسيما التحرش بالاطفال. وفي كتاب صدر حديثا في فرنسا بعنوان "الرجل الذي لم يشأ ان يكون بابا" (البان ميشال)، رسم الخبير الفاتيكاني نيكولا ديات صورة لبنديكتوس السادس عشر بدا فيها رجلا متواضعا ومتطلبا تعرض لخيانة المحيطين به وخصوصا من خلال فضيحة تسريب وثائق "فاتيليكس". وكتب "اذا كان ثمة بابا اضطر الى مواجهة الحقارة والخسة المهينة والضغائن الصغيرة في داخل الكنيسة وخارجها، فهو بالتاكيد البابا بنديكتوس السادس عشر" ويثبت نيكولا ديات ان بعض الكرادلة لم يوافقوا على حبريته التي كان يجب الا تكون الا انتقالية برأيهم، وان البعض الاخر كان يناور ويحوك الدسائس تمهيدا لخلافته". والكاردينال ترشيسيو برتوني امين سر الدولة الذي يظهره الكتاب على انه في نظر بنديكتوس السادس عشر صديق الاوقات الصعبة، كان الرجل الذي يتعين التخلص منه في نظر كثيرين في الادارة الفاتيكانية، بسبب اخطائه وعدم كفائته الدبلوماسية. وقال برتوني الثلاثاء لصحيفة جورنالي ان "بنديكتوس السادس عشر اتخذ قراره قبل فترة. وحدثني عنه في منتصف 2012. كان يشعر بثقل السنين، خصوصا ان قيادة كنيسة بطرس ومواجهة تحديات الزمن الحاضر، تتطلب صلابة الجسد وقوة الروح".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف