أعلن خطة لإنهاء الأزمة تعيد الإعمار وتدمج العشائر بالشرطة
المالكي: ضباط عراقيون سابقون وأجانب يقودون معارك الأنبار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضباطًا في الجيش العراقي السابق مختصين بعمليات التصنيع الحربي وآخرين من دول خارجية بقيادة معارك محافظة الأنبار الغربية مع تنظيم داعش ضد القوات العراقية معلناً عن اطلاق خطة خلال يومين لتحصين المحافظة سياسيًا وعسكريًا وامنيًا واجتماعيًا وادماج ابناء العشائر في قوات الشرطة للمحافظة على الامن ومواجهة المسلحين هناك.
لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاربعاء خلال كلمته الاسبوعية إلى العراقيين وتابعتها "إيلاف" إن تطور الأوضاع في محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد) وملاحقة القوات العراقية للإرهابيين ومسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" هناك وسيطرتها التي بدأت تتسع على المناطق التي كان يهيمن عليها المسلحون الذين يتخذون السكان دروعًا بشرية، تتطلب حسم الامور في المحافظة من اجل اعادة السكان إلى اماكن سكناهم وبدء عمليات الإعمار فيها.
لكنه أشار إلى أنّ الأوضاع في مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) مازالت تتطلب الحسم وهي المدينة التي تعرض اهلها لاكثر من مرة إلى الضرر والتشرد في مناطق خارجها داخل وخارج المحافظة. وشدد على أنّ سلطاته عازمة على اعادتهم إلى مناطق سكناهم والتمييز بين الاحياء المدنية وبين المناطق التي تحولت إلى مصانع للتفخيخ وصنع الاسلحة ومنطلق لعمليات المسلحين.
وهدد المالكي بتدمير أي منزل أو منشأة أو ادارة تنطلق منها النار على المدنيين أو أفراد القوات المسلحة، وقال إن في الفلوجة (يقطنها حوالي نصف مليون نسمة) أصبحت فيها هناك مناطق للتصنيع العسكري حيث يعمل في الحي العسكري بالمدينة ضباط من جيش النظام السابق خبراء في التصنيع الحربي، ومعهم ضباط من دول أخرى لم يسمِها يعملون على تصنيع المفخخات وادوات التفجير الاخرى والانطلاق منها في تنفيذ العمليات المسلحة.
واضاف أن هذا الحي سيبقى هدفاً للاجهزة الامنية لانه أصبح فارغاً من السكان المدنيين ويقطنه حاليًا المجرمون والقتلة وحدهم.. وقال "نحن بصدد تطهير الجيوب المسلحة في الفلوجة وحيث تبرز الحاجة ملحة لخطة حكومية لاعادة الحياة الطبيعية لاهل الأنبار".
وأشار المالكي إلى أنّ حكومته بصدد اعلان خطة خلال اليومين المقبلين اساسها حكومة الأنبار المحلية والعشائر التي وقفت ضد داعش وإرهاب المسلحين وتصدت له مقدمة التضحيات ثم الحكومة المركزية التي ستقوم باعادة الإعمار في المحافظة من خلال الخطة التي ستنفذ بمشاركة جميع الوزارات وكل ابناء الأنبار "لاعادة الزخم الامني للمحافظة وتطهيرها من القتلة القادمين من الخارج ومعهم الذين احتضنوهم ووفروا لهم ملاذات آمنة حيث أن هؤلاء لايستحقون غير العقاب لأنهم ومن خلالهم تقوم داعش والقاعدة بتنفيذ جرائمهما ضد العراقيين".
وشدد المالكي على أنّ اعادة الإعمار وبناء المدارس والمستشفيات والادارات التي تعرضت لتخريب الإرهابيين هي مهمة عاجلة مع إعادة بناء أجهزة الشرطة من خلال ضم ابناء العشائر التي قاتلت الإرهاب إلى تشكيلاتها وتسليحها لتكون قادرة على مواجهة الإرهابيين.
واضاف أن احداث الأنبار افرزت بين المؤمنين بوحدة العراق وبين من يعارضها لأن دخول مسلحي داعش إلى الأنبار تم من خلال مخطط خارجي... وكذلك افرزت بين الإرهاب وحاضناته وبين المواطنين المخلصين الرافضين لذلك.. اضافة إلى الفرز بين الجادين بابقاء الأنبار مرتبطة بأرض العراق وبين من يريدون ربطها بجهات سياسية خارجية.
وقال إن الأنبار وبحكم موقعها ومساحتها الشاسعة (تعادل ثلث مساحة العراق كله) ومجاورتها لاكثر من دولة (الاردن وسوريا والسعودية) تتطلب اتخاذ اجراءات عاجلة لحماية الحدود الدولية للعراق لمنع عودة الإرهاب.
وشدد على ضرورة بذل المزيد من الاهتمام بالمحافظة موضحاً أن الخطة المزمع انطلاقها تستهدف تحصينها سياسياً وامنيًا واجتماعيًا وخدميًا لتكون قوية في مواجهة كل التحديات التي قد تواجهها مجددًا، داعيًا المواطنين إلى التفاعل مع الخطة ودعمها من اجل اعادة الامور إلى طبيعتها في المحافظة.
وتأتي كلمة المالكي هذه عن أزمة الأنبار في وقت أعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة اليوم أن عدد النازحين من محافظة الأنبار حيث يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة على مدينة الفلوجة وعلى اجزاء من مدينة الرمادي عاصمتها قد بلغ حوالي 300 الف شخص.
واوضحت المفوضية في بيان انه "على مدار الاسابيع الستة الماضية نزح نحو 300 الف عراقي من نحو 50 الف عائلة" من الأنبار بسبب احداث الفلوجة والرمادي.. وأشارت إلى أنّ "النازحين يقيمون في المدارس والمساجد وابنية عامة أخرى ويحتاجون بشكل عاجل" إلى مساعدات انسانية حيث تقدر الحكومة العراقية قيمة هذه المساعدات بنحو 35 مليون دولار. وهذا العدد من النازحين هو الأسوأ في البلاد منذ الصراع الطائفي فيها بين عامي 2006 و2008.
ومنذ بداية العام الحالي، يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة من رجال العشائر مع مسلحين من تنظيم "داعش" على الفلوجة وعلى اجزاء من الرمادي المجاورة حيث تشكل سيطرة التنظيمات المسلحة على مدينة الفلوجة حدثاً استثنائياً نظرًا إلى الرمزية الخاصة التي تطبع المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية عام 2004.
وكان الهجوم الاميركي الاول الذي هدف إلى اخضاع مسلحي المدينة، شهد فشلاً ذريعاً حول الفلوجة، التي تحولتسريعًا إلى ملجأ لتنظيم القاعدة وحلفائه الذين تمكنوا من السيطرة وفرض امر واقع فيها.. بينما قتل في المعركة الثانية حوالى الفي مدني اضافة إلى 140 جنديًا اميركيًا في ما وصف بانها المعركة الاقسى التي خاضتها القوات الاميركية منذ حرب فيتنام في ستينات القرن الماضي.