الوفد الحكومي السوري "لم يصغ" الى ورقة المعارضة حول هيئة الحكم الانتقالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جنيف: قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات جنيف-2، "لم يصغ" الى الورقة التي قدمتها المعارضة اليوم الثلاثاء حول هيئة الحكم الانتقالي في سوريا، خلال الجلسة المشتركة باشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.
واشار في المقابل الى ان الوفد الحكومي قدم تقريرا عن "المجازر" التي ارتكبها مقاتلو المعارضة. وقال المقداد ان "المعارضة قد القت بهذا البيان الذي لم نصغ اليه لانه اتى خارج جدول الاعمال الذي كنا نعتقد انه يجب ان يناقش ويقر كما هو في ورقة جنيف".
واضاف ان المعارضة "اساءت استخدام جدول الاعمال، وبدأت النقاش في الحكومة الانتقالية، في ما يشكل تعارضا مع الاولويات التي حددها بيان جنيف-1" الذي تم التوصل اليه في حزيران/يونيو 2012، في مؤتمر غاب عنه الاطراف السوريون.
وينص الاتفاق على بنود عدة ابرزها "وقف العنف بكل اشكاله" وتشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات واسعة، دون التطرق لمصير الرئيس بشار الاسد.
ويشكل ترتيب الاولويات نقطة الخلاف الرئيسية بين طرفي التفاوض، اذ يطالب النظام بالاتفاق على "مكافحة الارهاب" قبل الانتقال الى بنود اخرى، في حين تشدد المعارضة على ضرورة البحث في هيئة الحكم الانتقالية التي ستتولى كامل الصلاحيات.
وقدم وفد المعارضة اليوم تصوره ل"عملية انتقال سياسي" تلحظ تشكيل هذه الهيئة بصلاحيات تنفيذية كاملة تتناول وقف العنف واصلاح المؤسسات والجيش وصولا الى اجراء انتخابات، من دون ذكر مصير الرئيس الاسد.
وكان الابراهيمي حث الطرفين في مذكرة على بحث الموضوعين بالتوازي. وردا على سؤال اليوم عن هذا الطرح، قال المقداد ان "هذه الفكرة هي فكرة وهمية ولا يمكن ان تقود الى اي تفاهم. النهج الحقيقي في معالجة المشاكل والمسائل المطروحة في ورقة جنيف هي كما وردت في ورقة جنيف"، وان "اي ابتعاد عن هذا التسلسل هو وصفة لقتل مؤتمر جنيف".
اضاف "نحن منفتحون على مناقشة محددة وفقا لورقة جنيف والتسلسل الذي ورد فيها". واوضح المقداد ان الوفد الحكومي "بدأ مباشرة بالحديث عن تهديد الارهاب، مشددا على الحاجة الى وقفه"، وقدم في الجلسة "ردا على الاكاذيب التي ساقها الائتلاف يوم امس".
وكان الوفد الحكومي طالب الابراهيمي خلال الجلسة المشتركة الثلاثاء بادانة مقتل اكثر من 40 شخصا في قرية معان العلوية في ريف حماة، في هجوم اتهمت دمشق عناصر من جبهة النصرة المتطرفة بالوقوف خلفه.
وقال اعضاء في الوفد المعارض امس ان الضحايا ليسوا من المدنيين، بل مقاتلين من الطرفين قضوا خلال معارك عسكرية. وقال المقداد ان ما قدمه الوفد الحكومي اليوم يعرض "عشرات المجازر (التي) تمت من قبل المجموعات الارهابية"، وهي الصفة التي يطلقها النظام على المقاتلين المعارضين.
وأتت هذه التصريحات وسط حراك دبلوماسي لنائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الذي التقى الابراهيمي صباح اليوم، ومن المقرر ان يلتقي رئيس الوفد الحكومي السوري وليد المعلم عصر اليوم، وذلك عشية لقاء ثلاثي مع الابراهيمي ومساعدة وزير الخارجية الاميركي ويندي شيرمان.
وقال المقداد "سنعقد اليوم اجتماعا مع رئيس الوفد الروسي. سنتحدث الى الروس، نناقش افكارنا". وردا على سؤال عن احتمال عقد اجتماع مشترك بين الروس والاميركيين، قال ان هذه الفكرة "لم تقدم لنا". واضاف "الموقف الاميركي معروف، وموقفنا نحن معروف، والموقف الروسي اكثر من معروف. سوف لن نحكم على نتائج هذا الاجتماع (غدا) لانه اجتماع يخص موقف هذه الاطراف الثلاثة".
وكانت روسيا حليفة النظام السوري، والولايات المتحدة الداعمة للمعارضة، المبادرتين للدعوة قبل اشهر لعقد جنيف-2 سعيا للتوصل الى حل للازمة السورية المستمرة منذ منتصف آذار (مارس) 2011.