أخبار

الأخضر الإبراهيمي يعتصم بالصمت

الجولة الثانية من مفاوضات جنيف بلغت "الطريق المسدود"

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وصلت الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2 بين وفدي النظام والمعارضة السوريين الى "الطريق المسدود" دون تحقيق اي تقدم، بحسب ما اجمع الطرفان، في حين اعتصم الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي المشرف على المفاوضات، بالصمت.

جنيف: لم تتمكن راعيتا المفاوضات موسكو وواشنطن من احداث اختراق في المفاوضات، غداة اعلان الابراهيمي انهما وعدتا بالمساعدة في حلحلة العقد بين الوفدين اللذين جلسا مرتين فقط في غرفة واحدة منذ بدء الجولة الاثنين.

ولم يتضح ما اذا كانت الجولة الثانية التي كان من المقرر ان تختتم الجمعة، قد انتهت عمليا، او ان لقاءات قد تعقد السبت.

وعقد الابراهيمي الجمعة جلسة مع الوفد الحكومي في الساعة العاشرة صباحا (التاسعة تغ)، تلتها جلسة مع وفد المعارضة.

وقال عضو الوفد المعارض لؤي صافي اثر الجلسة "وصلنا الى هذا الطريق المسدود. ارجو الا يكون السد جدارا سميكا، لكن عثرة او عقبة يمكن ان نتجاوزها".

اضاف "المفاوضات تعثرت. هذا ليس سرا. وصلنا الى نقطة لا يمكن تخطيها الا بوجود فريق آخر يريد ان يتعاطى مع الحل السياسي".

من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد "اعرب عن اسفنا العميق ان هذه الجولة لم تحقق اي تقدم".

اضاف "نحن جئنا الى مؤتمر جنيف تنفيذا للموقف السوري المعلن من التوصل الى حل سياسي للازمة التي تشهدها سوريا"، ولكن "للاسف الطرف الآخر جاء باجندة مختلفة. جاء بأجندة غير واقعية وهي ذات بند واحد تتعامل بشكل انتقائي مع وثيقة جنيف" الصادرة في حزيران/يونيو 2012.

ويشكل بيان جنيف-1 اساس المفاوضات التي عقدت جلستها الاولى من الايام الاخيرة من كانون الثاني/يناير. وينص البيان الذي تم التوصل اليه في غياب الطرفين السوريين، على بنود عدة ابرزها "وقف العنف بكل اشكاله" وتشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات واسعة.

ولم يتفق الوفدان على جدول اعمال المفاوضات، وسط خلافات حول الاولويات بين "مكافحة الارهاب" بحسب مطلب النظام، و"هيئة الحكم الانتقالي" بحسب ما تريد المعارضة.

واكد المقداد ان "الطرف الآخر لا يعترف بوجود ارهاب" في سوريا، مجددا التأكيد ان الوفد الحكومي "على استعداد لمناقشة كل القضايا الاخرى على جدول الاعمال بما في ذلك الحكومة الانتقالية، بعد الانتهاء من موضوع الارهاب".

وقال صافي "نحن خطونا خطوة وناقشنا وقدمنا اوراقا لما هو مصدر الارهاب ومصدر العنف" في اشارة الى النظام.

اضاف "حاولنا في هذه الجولة بكل ما نستطيع تقديم تصور متكامل للعملية السياسية الانتقالية والحل السياسي"، في اشارة الى ورقة "هيئة الحكم الانتقالي" التي قدمتها المعارضة، ولا تأتي على ذكر الرئيس بشار الاسد.

اضاف "لم نسمع الى الآن اي رد ايجابي من النظام" على الورقة.

وقال مسؤول اميركي كبير رافضا كشف اسمه "نعتقد ان على روسيا مسؤولية الضغط على النظام السوري لمقاربة هذه المحادثات بجدية".

وحمل المسؤول الاميركي الوفد الحكومي مسؤولية تعثر المفاوضات، وذلك لاصراره على بحث ملف "مكافحة الارهاب" والاتفاق عليه قبل الانتقال الى اي بند آخر، في حين تطالب المعارضة ببحث مسألة تشكيل "هيئة حكم انتقالية" بصلاحيات كاملة.

واضاف ان "الولايات المتحدة ترغب في حصول تقدم اكبر، وان يأتي النظام الى طاولة التفاوض مع جدية اكبر".

وألغى الابراهيمي مؤتمره الصحافي الذي عادة ما يعقده على اثر الجلسات.

وكان الموفد الدولي اعلن الخميس وعد موسكو وواشنطن بالعمل على حلحلة العقد اثر لقاء مشترك مع مساعدة وزير الخارجية الاميركي وندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف.

والتقت شيرمان الوفد المعارض، بينما التقى غاتيلوف رئيس الوفد الحكومي وليد المعلم مرتين.

وكان دبلوماسي غربي قال الخميس ان آفاق التفاوض تبدو "قاتمة"، وانها وصلت الى "طريق مسدود"، مشيرا الى ان الجمعة "سيكون اختبارا كبيرا لمعرفة ما اذا كان هذا المسار سيمضي قدما ام لا".

وردا على سؤال عن احتمال عقد لقاء خماسي يضم الوفدين والابراهيمي وممثلي موسكو وواشنطن، قال المقداد الجمعة ان "وثيقة جنيف يجب ان يتم الالتزام بها من قبل المبادرين الى عقد هذا المؤتمر"، وان اي مفاوضات "يجب ان تكون بين الجانبين السويين فقط" بمشاركة الابراهيمي.

ودعا صافي الدول المعنية لا سيما روسيا حليفة النظام، والولايات المتحدة الداعمة للمعارضة، الى "ممارسة ما تستطيع من اجل الدفع بالحل السياسي الى الامام".

وكان الابراهيمي قال الخميس ان "الفشل يحدق دائما في وجوهنا... في ما خص الامم المتحدة، لن نترك حجرا واحدا من دون تحريكه اذا كان ثمة امكانية للتقدم. وفي حال عدم وجود هذه الامكانية، سنقول ذلك".

ويعكس تعثر المفاوضات صعوبة التوصل الى قاسم مشترك بين طرفين يخوضان في نزاع مدمر اوقع في حوالى ثلاث سنوات اكثر من 136 الف قتيل وهدم البنى التحتية وهجر الملايين.

ميدانيا، فر اكثر من 2700 شخص من سكان منطقة القلمون الجبلية شمال دمشق الى بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، بسبب الغارات الجوية والمعارك على بلدة يبرود ومحيطها، على ما اعلنت المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة.

ومن نيويورك، اعتبرت منسقة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الخميس ان اجلاء المدنيين من حمص (وسط سوريا) ليس تقدما كافيا، مطالبة مجلس الامن الدولي باعطاء عمال الاغاثة "الوسائل المطلوبة للقيام بعملهم"، معتبرة ان اجلاء ما يقارب 1400 مدني من حمص يمثل "نجاحا بالنظر الى الظروف البالغة الصعوبة" لكن لا يزال هناك 250 الف شخص عالقين بسبب المعارك في سوريا ولا تصلهم اي مساعدات.

ووجه المقداد الجمعة انتقادات الى اموس، معتبرا ان بعض تصريحاتها "غير مقبولة"، وانها لا تقر "بوجود ارهابيين" في سوريا يعيقون وصول المساعدات.

وكانت عواصم غربية طالبت دمشق الخميس بضمان الافراج عن عشرات الذكور تراوح اعمارهم بين 16 و55 عاما، اوقفوا بعد خروجهم من الاحياء المحاصرة في حمص خلال هذا الاسبوع.

وخرج حتى الآن اكثر من 1400 شخص من الاحياء المحاصرة منذ حزيران/يونيو 2012، من اصل حوالى ثلاثة الاف.

وقتل 33 شخصا على الاقل الجمعة في تفجير سيارة مفخخة امام مسجد في بلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في جنوب سوريا وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح المرصد ان هذا التفجير الذي استهدف بلدة اليادودة في محافظة درعا اسفر عن 33 قتيلا بينهم 12 مقاتلا معارضا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف