غريم القذافي قاد محاولة انقلابية وعلّق البرلمان والحكومة
قيادة الجيش الليبي تدعو حفتر إلى الاستسلام طوعًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دعت قيادة الجيش الليبي، اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى الاستسلام الطوعي للسلطات، بعدما أعلن الجمعة عبر وسائل الإعلام تعليق البرلمان والحكومة الليبية.
نصر المجالي: قال رئيس أركان الجيش الليبي عبد السلام العبيدي إن "العسكريين الذين سمحوا لأنفسهم بالانجرار إلى المواجهة السياسية ستتم معاقبتهم وفقًا للقانون العسكري". وشدّد اللواء العبيدي على أن الجيش يسيطر بشكل كامل على جميع الوحدات والمنشآت العسكرية في البلاد.
وكان القائد السابق للقوات البرية الليبية اللواء خليفة بلقاسم حفتر أعلن يوم الجمعة تجميد العمل بالمؤتمر الوطني والحكومة الليبية والإعلان الدستوري. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن حفتر قوله "ما نقوم به في ليبيا ليس انقلابًا، إنما تصحيح للثورة".
وكانت أنباء ترددت عبر مواقع إعلامية عربية حول قيام حفتر بتحرك عسكري أعلن فيه إيقاف عمل المؤتمر الوطني. كما انتشر فيديو على اليوتيوب يشرح فيه حفتر طبيعة هذا التحرك، الذي لا يمكن وصفه، حسب تعبيره، بالانقلاب العسكري، وإنما هو استجابة لمطلب شعبي، شغل الشارع الليبي منذ أسابيع، متمثل في إيقاف تمديد عمل المؤتمر الوطني.
محاولة انقلاب
يأتي بيان حفتر بعد يوم واحد فقط من إعلان رئيس الأركان الليبي إحباط محاولة انقلاب واعتقال مجموعة من الضباط. وقد تردد اسم اللواء حفتر على أنه كان يقود مجموعة الضباط هذه. وكان المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام في ليبيا عمر حميدان، من جانبه، تبرأ من إعلان حفتر. وأشار في حديث لـ(راديو سوا) إلى أنه لم يتم القبض على حفتر على الرغم من إصدار رئيس الوزراء أمرًا باعتقاله.
ونقل الراديو الأميركي الناطق بالعربية عن الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عليّة العلاني قوله إن تصريحات حفتر ستدفع المسؤولين في ليبيا إلى إعلان خارطة طريق على غرار ما حصل في تونس. وأضاف العلاني أن محاولة حفتر لم تحظ بأي تأييد اجتماعي في ليبيا.
حرب تشاد والأسر
يذكر أن خليفة حفتر قاد الحرب الليبية في تشاد، وبعدما طلب من القذافي الدعم المتوافر آنذاك لم ينفذ الطلب خوفًًا من أن يرجع حفتر منتصرًا ويستولي على حكم ليبيا.
وتم أسر حفتر مع مئات الجنود الليبيين في معركة وادي الدوم يوم 22 مارس/ آذار 1987، وبعد الأسر انشق هو وبعض من رفاقه من الضباط على القذافي في سجون تشاد، وأفرج عليهم، وغادروا إلى أميركا ليكوّنوا جيشًا وطنيًا معارضًا.
ومن سجون تشاد بدأ اللواء حفتر يبتعد عن نظام القذافي حتى قرر في أواخر 1987 ومجموعة من الضباط وضباط صف وجنود ومجندين الانخراط في صفوف الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا المعارضة، وأعلنوا في 21 يونيو/ حزيران 1988 عن إنشاء الجيش الوطني الليبي كجناح عسكري تابع لها تحت قيادة حفتر.
وسرعان ما انتهى أمر الجيش الوطني الليبي، ورحّلت أعضاؤه بمروحيّات أميركية إلى داخل الولايات المتحدة، حيث أقام، واستمر معارضًا لنظام القذافي هناك مدّة 20 عامًا. وعاد اللواء حفتر من منفاه في مارس/ آذار 2011 لينضمّ إلى ثورة 17 فبراير/ شباط وكان متواجدًا في بنغازي قبل دخول رتل القذافي في 19-3-2011.
يشار في الختام، إلى أنه خلال إعادة تشكيل الجيش الوطني الليبي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، توافق نحو 150 من الضباط وضباط الصف على تسمية خليفة حفتر رئيسًا لأركان الجيش، معتبرين أنّه الأحقّ في المنصب نظرًا إلى "أقدميته وخبرته وتقديرًا لجهوده من أجل الثورة"، لكنه لم يتسلم مثل هذا المنصب في ظل الفوضى الليبية.
تصويت الخارج
إلى ذلك، بدأ الليبيون في الخارج السبت ولمدة خمسة أيام، التصويت لانتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع دستور البلاد. وقالت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إن الليبيين في الخارج سيدلون بأصواتهم في 19 من المراكز الانتخابية.
وأضافت اللجنة أنه تم تشكيل لجان للإشراف على هذه العملية بالتعاون مع منظمات دولية ومراقبين. ومن المقرر أن تجري الانتخابات الخميس المقبل داخل ليبيا.