أخبار

مفتي اعتصامات المحتجين يتهم المالكي بإبادة السنة

الصدر يعيد هيكلة تياره دينيًا واجتماعيًا بعيدًا عن السياسيين

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعد يومين من إعلانه المفاجئ اعتزال العمل السياسي، بدأ زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر بإعادة هيكلة تياره ومهامه اجتماعيًا ودينيًا بعيدًا عن السياسيين، حيث قرر حلّ كتلة الأحرار الصدرية.. فيما اتهم الأب الروحي للاعتصامات الاحتجاجية في المحافظات العراقية الشيخ عبد الملك السعدي رئيس الوزراء نوري المالكي بمحاولة تصفية السنة.

أسامة مهدي: في سلسلة بيانات أصدرها الصدر من مقره في النجف (160 كم جنوب بغداد) الاثنين، فقد أعلن عن توزيع مهام تياره في الشؤون الدينية والاجتماعية على شخصيات دينية يثق بها، بينما لم يكلف أيًا من سياسيي التيار، سواء من النواب أو الوزراء أو أعضاء مجالس الحكومات المحلية، بها.

مناح إنسانية وأخلاقية
فقد أعطى الصدر تعليماته لأتباعه بتخصيص خطب الجمعة للجانب الديني والأخلاقي وحاجات المجتمع، مشددًا على أن تكون هذه الخطب "موحدة تكاملية أخلاقية دينية لأجل المصلحة العامة وحاجات المجتمع". وطالب خطباء الجمعة بالابتعاد عن كل ما فيه مضرّة، وبأن يتخذوا في كل ذلك الاحتياط، وبأن يرجعوا إليه في كل ذلك.

وأشار إلى أن المركزين الرئيسين التابعين له في النجف وبغداد سيتوليان الاهتمام "بشؤون شهداء المقاومة الشريفة وعوائلهم من النواحي الإنسانية والثقافية والاجتماعية، لما لذلك من أهمية عظمى"، كما قال.

كما أعلن الصدر عن قوائم بأسماء من يتولى مسؤولية الأمور الإدارية والتنظيمية لمفاصل التيار الصدري الداخلية. وأشار إلى أن مهمة شؤون إدارة المكتب الرئيس للشهيد الصدر وعملية تطبيق النظام سيتولاها فاضل الموسوي والشيخ علي سميسم والشيخ كريم المحمداوي، وهم من قادة التيار الرئيسيين.

وأوضح أن إدارة صلاة الجمعة المركزية في الكوفة ومدينة الصدر في بغداد قد أنيطت بكل من: هادي الدينياوي والشيخ ناصر الساعدي ومهند الموسوي وعلي الطالقاني.. فيما كلف بإدارة مركز الشهيدين الصدرين للخدمة الاجتماعية والإنسانية والثقافية كلًا من الشيخ محمد العبودي وكاظم محمد ووليد خالد، وأناط مهمة إدارة شؤون جامع فاطمة الزهراء الكبير في النجف بالشيخ علي العقيلي.

إضافة إلى ذلك، فقد قرر الصدر حل كتلة الأحرار الصدرية، وإغلاق الهيئات الاجتماعية والاقتصادية في محافظات العراق كافة، إلى جانب توقيف عمل ممثلي الصدر في النجف والمحافظات. يأتي هذا في وقت تعد فيه الكتلتان الوزارية والنيابية للتيار الصدري لعقد اجتماع في وقت لاحق اليوم لاتخاذ قرارات وصفت بالحاسمة. من جهتها أعلنت كتلة الأحرار النيابية عن انسحاب واستقالة 18 نائبًا صدريًا من مجلس النواب.

وكان الصدر أصدر السبت الماضي، عقب إعلانه اعتزال العمل السياسي وعدم اعترافه بنوابه ووزرائه في الحكومة، أصدر أمرًا بإغلاق المكاتب التابعة للتيار، والبالغ عددها 19 مؤسسة، وعدم السماح لأحد بتمثيلها أو التحدث باسمها، فضلًا عن عدم تدخلها في الأمور السياسية، مؤكدًا أن أية كتلة أو منصب لم تعد تمثله، سواء داخل الحكومة أو البرلمان.

اتهام للمالكي بتصفية السنة
هذا واتهم الأب الروحي للاعتصامات الاحتجاجية في المحافظات العراقية السنية الشمالية والغربية الشيخ عبد الملك السعدي رئيس الوزراء نوري المالكي بالسعي إلى تصفية مكوّن معيّن من مكونات العراق، في إشارة إلى السنة.

وقال السعدي، في بيان اليوم، إثر مقتل شقيقه في القصف المدفعي للقوات العراقية على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار الغربية (110 كم غرب بغداد) إنه "من منطلق عزم رئيس الوزراء وأعوانه ظلم الشعب العراقي وتصفية مُكوِّن من مُكوِّنات العراق بشكل سافر وعلني، ما لا يخفى على كل إنسان شريف عراقي أو غيره، فقد تجاوز عدوانه من قصف البيوت على أهلها وقتل الأطفال والنساء - تحت ذريعة مطاردة القاعدة أو داعش - تجاوز عدوانه هذا إلى قصف المساجد وقتل العلماء في مناطق الأنبار، ولم ينجُ جامع الرمادي الكبير، الذي يطلق عليه (جامع الشيخ عبد الملك السعدي) ومكتبته العامرة من هذا القصف الوحشي العدواني".

أضاف أن القصف العشوائي قد أودى بحياة أمين مكتبة الجامع الشيخ خليل إبراهيم الندا الكبيسي، البالغ من العمر 73 عامًا، "وهو ممن تربى في أكناف المدرسة الدينية وتحت رعايتنا، فأينعت ثماره، وظهر أثرها في ملازمته للمكتبة لعقود عدة، إذ كانت مأوى للشباب، الذين تربوا تحت الرعاية الإسلامية الروحية من قبل الشهيد، الذي أبى الله جل شأنه إلا أن يختاره ويأخذه شهيدًا مكافأة له على ما قدمه من خدمة للشباب، الذين انتشروا في أماكن كثيرة من عراقنا الحبيب، وقد ظهر أثر تربيته عليهم وعلى أماكنهم". وأشار إلى أنه قتل خلال القصف أيضًا الشيوخ أحمد خزعل التميمي وثامر طه الرفاعي وفيصل المرعاوي.

المطلك للمالكي: أوقف القصف
من جهته طالب النائب عن القائمة العراقية حامد المطلك رئيس الوزراء نوري بإعطاء أوامره لوقف القصف العشوائي على مدن محافظة الأنبار، كبادرة حسن نية للإيفاء بوعوده، التي أطلقها أخيرًا، عند زيارته للمحافظة.

وقال المطلك إن العراقيين استبشروا خيرًا بوعود رئيس الحكومة بحل أزمة محافظة الأنبار، وتحقيق مطالب أبنائها "لذا عليه اليوم إثبات حسن النية بوقف القصف العشوائي على مدن محافظة الأنبار، والذي يذهب ضحيتها الأبرياء، وتقديم العون السريع إلى المهجرين والنازحين، وإعادتهم إلى مساكنهم"، بحسب ما قال في بيان صحافي اليوم.

وأضاف أن ما يريده العراقيون وأبناء المحافظات، والأنبار خصوصًا، هو أن تكون هذه الوعود حقيقية وجادة وصادقة، وألا تكون كسابقاتها. وقال "نعتقد أن الكرة اليوم في ملعب رئيس الحكومة، لذا عليه الإيفاء بوعوده، وفي مقدمها إيقاف مأساة النزوح والتهجير وهدم الدور".

ودعا الحكومة إلى القيام بمسؤولياتها الوطنية والإنسانية والقانونية تجاه ما يجري في محافظات العراق من تهجير وحرق البيوت وتفجير المساجد، وخصوصًا ما يجري اليوم في محافظة ديالى من قبل الخارجين عن القانون. وكانت الأمم المتحدة أعلنت في الأسبوع الماضي أن المعارك الدائرة في محافظة الأنبار منذ الأول من العام الحالي قد أدت إلى نزوح 300 ألف من مواطني الأنبار توجّهوا إلى محافظات شمالية ومجاورة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف