أصداء

حديث التغييرات الوزارية في مصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كل شيء في مصر يسير بلا منطق ولا فلسفة، مرة تصدر مراسيم بإضافة محافظات جديدة، وأخرى بإلغاء وزارات وإنشاء وزارات جديدة. أما فيما يتعلق بالتغيير الوزاري المقبل، فلا يملك مصدر رسمي مهما كان مقربا من السلطة معلومات عن الحكومة الجديدة، كما أن ما تطرحه الصحافة يظل مجرد توقعات تعبر عن اراء أصحابها، حتى رئيس الوزراء نفسه لا يعرف إذا كان باقيا في السلطة أم سيرحل، فلا احد لديه الخبر اليقين عن التعديل المرتقب اللهم إلا إذا كان الرئيس مبارك شخصيا قد أبلغه به وبتفاصيله.


لقد عرف عن الشعب المصري الفذلكة، والحديث في أي شيء، وكأنه عالم بتفاصيله، فالكل يتحدث عن تغيير وزاري شامل، بعد إقالة وزير النقل محمد لطفي منصور في أعقاب حادث قطار العياط، وقد زادت التوقعات بقرب حدوث التغيير الوزاري بعد لقاء الرئيس مبارك مع المهندس سامح فهمي وزير البترول الأسبوع الماضي في قصر الرئاسة، ولم يدلِ الرجل بأي تصريحات فارتفعت التكهنات بأنه قد يرأس الحكومة المقبلة، على الرغم من أن توقعات سابقة قالت إنه سيخرج من الحكومة في أقرب تغيير وزاري.


لا احد بالتالي بمكانه التبوء بهذا التغيير المرتقب إلا مع بدء استقبال رئيس الوزراء للمرشحين قبل أداء اليمين الدستورية بساعات أو أيام. يحضرني هنا فيلم "معالي الوزير" للمخرج سمير سيف والراحل احمد زكي، وهو يحاكي صورة التخبط في عملية اختيار الوزراء، ففي الفيلم يتم اختيار رأفت رستم كي يكون وزيرا عن طريق الخطأ لمجرد تشابه اسمه مع اسم أستاذ جامعي مرموق كان مرشحا للمنصب، وينجح مدير مكتب رئيس الوزراء في إقناعه بقبول رأفت رستم حفاظا على مصداقيته أمام الرئيس، ويؤدي هذا الشخص الخطأ اليمين الدستورية، وينجح في البقاء في منصبه لفترة طويلة إلى أن تطارده الكوابيس المتلاحقة، وتصبح مرضاً يلازمه وهو ما ينعكس على أفعاله وتصرفاته.


ويبدو أن الصحف تريد أن تحقق سبقا صحفياً بعيد المنال في ظل السرية الكاملة التي تحاط باختيار الوزراء من قبل النظام الحاكم، وفي نفس الوقت تعكس رغبة شعبية في التغيير، على الرغم من أن هذا التغيير في الغالب يأتي بعيدا كل البعد عن طموحات الجماهير، فلا يعرف الشعب المغلوب على أمره: لماذا ذهب فلان وجاء علان؟ في الفترة الأخيرة، على سبيل المثال أُقيل وزير الموارد المائية محمود أبو زيد بالرغم من كفاءة الرجل وعين نصر علام بدلاً منه بدون أسباب مُعلنة.


فالوزارة حين تستقيل أو تقال فإن ذلك يحدث بدون مقدمات وفي غمضة عين، وليس ما جرى لحكومة الجنزوري ببعيد، فقد أقال الرئيس الحكومة بشكل مفاجيء عام تسعة وتسعين، ولم تجتمع لتقديم خطاب الاستقالة لتشرح فيه الأسباب للرأي العام، وإنما أرسلت رئاسة الجمهورية مندوباً لمجلس الوزراء ليتسلم خطاب الاستقالة ويسلمه إلى الرئيس، وغادر الجنزوري إلى منزله دون أن يتفوه بكلمة. وعلى الرغم من مرور عشر سنوات لا يعرف الشعب لماذا استقالت هذه الحكومة التي كان يحظى رئيسها بقبول لدي الشعب، بعدها تم تعيين حكومة جديدة برئاسة عاطف عبيد وزير قطاع الأعمال العام في ذلك الحين الذي يصفه البعض بأنه أسوأ رئيس وزراء عرفته مصر في العقد الأخير.


ومنذ عدة سنوات انتقل ممدوح البلتاجي من وزارة السياحة إلى وزارة الإعلام خلفا لصفوت الشريف بعد طول انتظار، ولم يستمر البلتاجي في منصبه سوى سبعة عشر شهرا من يوليو ألفين وأربعة حتى ديسمبر ألفين وخمسة بالرغم من النجاحات التي حققها حين كان يرأس الهيئة العامة للاستعلامات، بعدها فوجئنا بوزير الشباب والرياضة انس الفقي يأخذ مكان البلتاجي، والأخير يأخذ مكان الفقي، وبعد اشهر ألغيت وزارة الشباب وحل محلها الجهاز القومي للشباب والرياضة. ما السر في هذا؟ الوقائع توضح أن إنشاء وزارات جديدة لا يخضع لمعايير ولا يعكس فلسفة، ففي عام أربعة وتسعين أنشئت وزارة السكان وتم فصل إدارة السكان عن وزارة الصحة، وعين ماهر مهران وزيرا للسكان، وبعد عامين وتحديدا في عام ستة وتسعين ألغيت وزارة السكان، لتعود مرة أخرى إلى وزارة الصحة وظل ملف السكان من اختصاص وزارة الصحة حتى مارس ألفين وتسعة، حين قرر الرئيس مبارك إنشاء وزارة للأسرة والسكان، وإسنادها للسفيرة مشيرة خطاب، ومنذ ذلك الحين لم تتسلم الوزارة ميزانيتها إلا قبل أيام قليلة.


هذا الوضع يدل على أن التغيير يأتي فجأة أو صدفة أو مجاملة، وأنه لا توجد مؤسسات تشارك في قرار اختيار الوزراء، فقط جهات رقابية عليا تقدم تقارير حول المرشحين وهذه التقارير قد ترمى في سلة المهملات عند اتخاذ قرار تعيين الوزراء.


بعد كل هذه الأمثلة التي توضح الأسلوب العقيم لاختيار الوزراء واستبعادهم في مصر المحروسة، فإن الفوضى تؤكد الاختيار بعيدا عن المنطق. ومع ذلك يتكلم الشعب كثيراً عن التغيير الوزاري، وهو غير مدرك أن ذلك ليس من شأنه، وأن التغيير لا يعبر عن الأمل في الخروج من أزمات مصر المتفاقمة، بل عن المزاج العام لمؤسسة الرئاسة، فالرئيس مبارك يريد التأكيد على أنه ليس هناك من يطلع على ما في عقله، فهو وحده صانع القرار.


إعلامي مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جمهورية مصرعشوائية
المصرى افندى -

ياعم تونى ما تصلى ع النبى انت بتتكلم عن اختيار عشوائى للوزرا وسايب الراس الكبيرة احنا بلدنا من ساعة انقلاب اخوان البلاوى على الملك و الدستور عيشونا فى عشوائية مفروضة فى كل المجالات ليسوقونا مثل الحمير خلف مبادئهم الهدامة وليسرقونا بدونحساب ولا عقاب لما رئيس الجمهورية نفسه كان اختياره دائما عشوائيا من اختيار لجمال عبد الناصر بعد انقلابه على نجيب و بعده اختيار عشوائى للسادات و بعده اختيار عشوائى لمبارك لصداقة جيهان السادات مع سوزان مبارك لاشتراكهما فى دم انجليزى وارد من ممرضتين او مساعدات ممرضات انجليزيات تزوجهما والداهما عندمادرسوا الطب بانجلترابلدنا اتعشوئت من اتنين وحمسين ياتونى واصبحت بجدارة جمهوريةمصر العشوائية فى كل المجالات من تعليم ودين وسياسة وصحة و انجازات للخلف و اصفار متصاعدة بكل المجالات -- عمرك سمعت عن بلد يقعد فيها حاكم يحكم من 1981 بقانون طوارىء وماسك فى الكرسى زى الغرا -- لا حل للعشوائية الا بتغيير الدستور والمفاهيم وفك التحالف الجهنمى بين الدولة و الاسلام الدينى ,Jوفتح المجال على مصراعيه لاختيار رئيس غير عشوائى كما تختار كل شعوب العالم الحر رؤسائها على عينك يا تاجر ومن غير كده ستبقى مصر جمهورية مصر العشوائية

الى المصري افندي
ايهاب -

التغيير من الرأس الى القاع قادم لان مصر تعيش حالة من التردي في كل المجالات وكانت هناك فرصة ذهبية امام الرئيس مبارك لنقل مصر الى مصاف الدول المتقدمة طوال ثمانية وعشرين عاما فلم ننشغل بحروب وتمتعت مصر بالاستقرار كان يمكن ان تتحول مصر الى دولة صناعية نووية تفرض احترامها على الجميع لكن للاسف دول صغيرة قزمية تناطح مصر ورضيت مصر بهذا الدور لذلك فالطوفان قادم لا محالة خلال سنتيت على الاكثر اتوقع لننا لن نرى هذه الوجوه الكئيبة التي عششت في ذاكرتنا ثلاثة عقود وان غدا لناظره قريب

واه مصراه
القعقاع -

ياأستاذ فؤاد ما بني على باطل فهو باطل ، لأن مصر الآن هي في طور تأسيس أركان الملكية يعني مملكة مصر، وهذا ليس عيب ، فهي على غرار معظم الدول العربية ، كل السلطات في يد واحدة ، الحاكم هو الآمر الناهي يعين من يريد ويقيل من يريد بلا حسيب ولا رقيب ، الحكومات في واد والشعوب في واد والبرلمنات هي فقط متاحف للفرجة وللراحة والنوم والدساتير غير قابلة للتطبيق والمؤسسات الحكومية عبارة عن مصالح في خدمة الحاكم وعائلته ، لا فرق بين هذا الوزير وذاك مادامت الديمقراطية عبارة عن حلم بالنسبة لكل العرب وكابوس لبعض الحكام العرب . لن يتغير بؤسنا ولا عذابنا ، سوف تزداد البطالة وتتسع الهوة بين أغنياء وفقراء المجتمع مدام الرجل الغير المناسب في المكان الغير المناسب وأقرأ الفاتحة على مملكة مصر الجديدة مصر الغربة وليس العروبة ، مصر الخنوع وليس مصر العبور .

الى المصري افندي
ايهاب -

التغيير من الرأس الى القاع قادم لان مصر تعيش حالة من التردي في كل المجالات وكانت هناك فرصة ذهبية امام الرئيس مبارك لنقل مصر الى مصاف الدول المتقدمة طوال ثمانية وعشرين عاما فلم ننشغل بحروب وتمتعت مصر بالاستقرار كان يمكن ان تتحول مصر الى دولة صناعية نووية تفرض احترامها على الجميع لكن للاسف دول صغيرة قزمية تناطح مصر ورضيت مصر بهذا الدور لذلك فالطوفان قادم لا محالة خلال سنتيت على الاكثر اتوقع لننا لن نرى هذه الوجوه الكئيبة التي عششت في ذاكرتنا ثلاثة عقود وان غدا لناظره قريب

سيب الشعب يتكلم
محمد الحامد -

مقال جريئ ويشخص الحالة العشوائية ولكن اعتقد بان الاخطاء المبنية على أسس خاطئة تجر خلفها اخطاء أخرى وتستمر العشوائية ولكن اتوقع بان قول الله تعال (لن يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) تنطبق على كل شي غير سوي سواء في مصر او الدول العربية الاخرى اما بالنسبة لما ورد في المقال & ;ومع ذلك يتكلم الشعب كثيراً عن التغيير الوزاري، وهو غير مدرك أن ذلك ليس من شأنه، & ;يا فؤاد الكلام ببلاش وسيب الشعب يتكلم ماالشعب العربي كله بيتكلم من سنين طويلة عن الوحدة العربية وتحرير فلسطين وما فيش غير كلام ... الحمد لله انهم ممنعوش الكلام حتى لو كان مجرد احلام وطموحات بعيدة المنالتحياتي لك ... مقال رائع

هي دي مصر يا عبلة
ابودانه -

ياعم فؤاد التوني هو سبب تراجع مصر ايه غير المحسوبية والعشوائية في اختيار الوزراء خد مثلا وزير الثقافة قاعد في هذا المنصب عشان بيختار ملابس الهانم وقبله وزير التعليم الطبيب كان بيعالج اقارب الرئيس وهلم جرا يعني خربانه خربانه وعايز اقول ان الي بيختار الوزراء دي الوقت البيه الصغير باستثناء الدفاع والخارجيه والداخلية واهو احنا عايشين والدكتور كمال ابو المجد امبارح بيقول فيه ناس في مصر عايشة عيشة الكلاب والفقر اذا دخل من الباب الكفر بيقول له خدني معاك والجرايم الكثيرة في مصر حاليا على اتفه الاسباب وماعدش حد يثق في حد لا الشعب يثق في الحكومة ولا الناس بتثق في بعضها يعني الشعب على حافة الهاوية وربنا يستر

سيب الشعب يتكلم
محمد الحامد -

مقال جريئ ويشخص الحالة العشوائية ولكن اعتقد بان الاخطاء المبنية على أسس خاطئة تجر خلفها اخطاء أخرى وتستمر العشوائية ولكن اتوقع بان قول الله تعال (لن يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) تنطبق على كل شي غير سوي سواء في مصر او الدول العربية الاخرى اما بالنسبة لما ورد في المقال & ;ومع ذلك يتكلم الشعب كثيراً عن التغيير الوزاري، وهو غير مدرك أن ذلك ليس من شأنه، & ;يا فؤاد الكلام ببلاش وسيب الشعب يتكلم ماالشعب العربي كله بيتكلم من سنين طويلة عن الوحدة العربية وتحرير فلسطين وما فيش غير كلام ... الحمد لله انهم ممنعوش الكلام حتى لو كان مجرد احلام وطموحات بعيدة المنالتحياتي لك ... مقال رائع

من يهن يسهل الهوان ع
مراقب -

كل مصائب الشعوب العربية هي من الدكتاتوريات التي تمسك بجميع مفاصل حياةالمواطن العربي وتعد عليه انقاسه.لن ينال المواطن المصري حقه بالسكوت او الخنوع..هذا نظام اذل المصريين منذ مايسمى بثورة يوليو التي زعموا انها من اجل المواطن المصري وعزته فاذا هي تتحول الى غول يغتال ما تبقى لهذا المواطن المسحوق والمغلوب على امره.التغيير لن يكون من السماء ..على الشغب ان ينتزع حقه وكفاكم صراخا واستغاثه والا ستظلون تصرخون الى ابد الابدين.