أصداء

ثورة المفتاح

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الأذكى هو من يستطيع اختيار الوتر المناسب ليعزف اللحن المناسب، والشارع العربي هو أسهل الشوارع انقياداً لأن لحنه سهل ومحفوظ، و الوتر معروف، عواطفه. وفوق ذلك الشعوب العربية تتحرك بنظرية المراكب الشراعية، فتتجه حيثما توجهها رياح الحملات الإعلامية. وللأسف الشديد حين أتأمل قضايانا المصيرية أجدنا قد أجهزنا عليها بأيدينا بغباءٍ شديد لا نُحسد عليه، و بطريقة يعجز حتى أعداؤنا عن المضي لتنفيذها وتحقيقها بأنفسهم، نصمم أذكى الحملات الإعلامية لندمر أنفسنا بأنفسنا، لا لندمر أعداءنا. سأضرب لذلك مثالاً واحداً : قضية فلسطين، عفواً التي كانت قضية فلسطين، وحين أقول كانت فلأنها لم يبق منها شيئاً والفضل يعود إلينا.


كانت فلسطين وإلى وقت قريب الشغل الشاغل لكل عربي ومسلم، وبسبب السياسة و أطماعها ولعبة كراسي الحكم أٌختزلت القضية في الضفة والقطاع ثم انقسمت لتصبح مملكتين ثم انكمشت لتصبح قضية غزة، و في مثل هذا اليوم من عام مضى انكمشت أكثر لتصبح قضية معبر و الآن تطور الأمر لتُختزل القضية وتتقزم لتصبح قضية أنفاق، و أخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي تنكمش فيه أكثر لتصبح قضية مفتاح بوابة المعبر وتخرج المظاهرات من الخليج إلى المحيط من أجل المفتاح.


أيام كانت القضية قضية فلسطين كانت إسرائيل العدو المشترك للعرب، و كانت ثورات الشعوب وسخطها منصباً عليها، أما الآن فلا وجود لإسرائيل في ساحة الخصومة والعداء لأنها أُستبدلت بمصر بينما جلست هي مرتاحة هانئة تتابع وتدير الموقف بسعادة و فرح من مقاعد المتفرجين..


أسمع و أتابع كغيري مشكلة الجدار الفولاذي بين مصر والقطاع..أسمع عن الحشود التي ستحشد ثورةً عليه، لكن تدور في نفسي تساؤلات عدة أود مشاركتها مع القارئ :
إذا كانت الأنفاق تؤدي هذا الدور الجليل فلماذا أنكرتها حماس العام الماضي و هيجت الرأي العام العربي وحرضته ضد مصر بحجة أنها تساعد في خنق غزة في حملة ضارية لم تُنظم لها مثيل ضد إسرائيل نفسها؟ و بمعنى آخر أتساءل عن الهدف و المستفيد؟ ولماذا سربت إسرائيل الخبر بنفسها وما الفائدة التي ستجنيها؟ ثم أعود و أتساءل أين إسرائيل الآن و في الآونة الأخيرة من حملاتٍ إعلامية، عربية ظاهراً، مخطط لها بدقة ضد مصر إيرانياً و إسرائيلياً؟


إذا كان هناك تعاون بين مصر و إسرائيل لمصلحة إسرائيل كما يدعي البعض تلميحاً و تصريحاً، فلماذا تخرج أخبار هذا التعاون دائماً من إسرائيل؟ أليس من مصلحة إسرائيل حماية مصالحها التي تحميها مصر كما يدعون؟ و إذا كانت ديموقراطية إسرائيل تفشي أسرار هذا التعاون، فلماذا غابت هذه الديموقراطية عن إفشاء أسرار قطر و مورتانيا مع إسرائيل؟


السؤال الأهم : ماذا تريد حماس من تهييج الرأي العام ضد مصر بداعي وبدون داعي؟ ولماذا هذا الإصرار على قطع علاقتها بمصر؟ لماذا لا تتحد مع باقي الفصائل لتوفر عذابات هذا الشعب المنكوب؟ لماذا تصر على المضي قدماً في طريق إيران و هي بالتجربة تخلت عنها في أحلك الظروف و ساقتها إلى فخ دفع الغزاويون ثمنه دماءاً وحصاراً وتضييقاً في الأرزاق؟ لماذا إيران ولم يجن منها العالم الإسلامي سوى زرع القلاقل و حصد الفتن و إراقة الدماء، ولمن فقد التمييز فلينظر إلى العراق و إلى الحدود السعودية اليمنية؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاعلام التافة
ناصرالدين -

يا حضرة الكاتب انت قاعد تلمع وتقول على مصر ما تقول وتزيد وتحرك فى المشاعر العربية نحن العرب نتحرك مع الاعلام لانه الوسيلة الوحيدة لمعرفة الخبر ولن الناس اليومين دول لم يعود نفس الناس .الناس تقرى وتعرف الصح من الخطى وبعد ماعادش فاضل عند العرب الا المشاعر الى مخليا الرؤساء فى بعض الاحيان يطلعون رجال عندك موقف قدام غربان الغرب،،، يا عزيز الجدار لو صحيح يعنى نهاية مبارك قريبة جدا جدا لانه فات شورون فى مصالحة هو حكومتة التعبانة لانهم ليهم كثير فى الحكم وكل متورط ومتواطى مع الغرب ...... فيجب تغيرهم حتى ترجع كرامة وحب وحقيقة مصر الحبيبة.....

كرامة مصر
جمال ابوالخير -

اخي ناصر الدين - لابد أن تعلم أن مصر لم تستمد يوما من الأيام كرامتها من القضية الفلسطينية ، وان كنا نعتز بالدفاع ومناصرة القضية الفلسطينة قلبا وقاليا وعملا وفعلا على مر العصور - ومن الخطأ أن تختزل مواقف مصر المشرفة على مر العصور والتي لا تزال شاهد عيان على الدعم الكامل من جميع أهل مصر في جدار من حق أي حكومة ان تحمي نفسها من أي طرف آخر قد ترى أنه يمثل خطرا أو تهديدا عليك - وهذا ياسيد ناصر الدين - أمن بلد وليس أمن شخصي لأحد - فأنت على مستواك الشخصي في بيتك - هل تستطيع أن تتركه مفتوحا أو بلا باب لمجرد أن تقيم في وطنك آمن حتى لو كان جارك هذا هو اخوك من أمك وأبوك - أشكر سيدي الكاتب أفهم تماما ما تعنيه من ثورة المفتاح سوف فعلا نصل ألى ذلك طالما أن هناك عقولا لا تدرك ما يدور حولها من أحداث ولا تستطيع ربط الحاضر بالماضي