أصداء

المنبر والعنف الاجتماعي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتقدم ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع على كل المناسبات الدينية المحتفى بها لدى أتباع آل بيت النبوة بل إن الانتماء لقيمة الثورة الحسينية هي الطابع المميز لفكر الشيعة ككل وخاصة العراقيين منهم..والعراقيون أبدعوا بإحياء الذكرى الأليمة رغم توالي عداء السلطات الحكومية لهم ومنع إقامة الشعائر الحسينية على مر العصور.

وظل المجلس الحسيني والمنبر الحسيني من صميم تقاليد الشيعة خاصة في أيام شهر محرم الحرام والى العشرين من شهر صفر تبقى العاطفة الشيعية أسيرة المنبر الحسيني وقد جرت العادة لمرتقي المنبر على استذكار قصة استشهاد الإمام الحسين ع ثم التذكير بالرسالة النبوية ومباديء الإسلام ثم الختام بأبيات من الشعر تحكي الواقعة الأليمة.

اليوم وبعد الذي جرى في العراق من تغيرات سياسية دراماتيكية وظهور التشيع السياسي ومشاركته بالسلطة بشكل فعال..أين ذهب دور المنبر الحسيني وهل يمكن للمنبر الحسيني أن يساهم في بناء الدولة العراقية الحديثة ؟؟؟ اغلب السياسيين العراقيين في القائمة الفائزة في الانتخابات هم ممن مارس النضال خارج العراق من على ظهر المنبر الحسيني في الحسينيات المنتشرة في دول المنافي وهذا ليس عيبا بل انه من الفضائل التي لم يحسن اغلبهم استغلالها في حياتهم السياسية في داخل العراق.

فيما بعد إلا أن بناء المؤسسة في دولة محتلة تتقاذفها أمواج عنف متعدد المصادر لا يشبه إدارة حسينية في بلد من بلاد المنافي شتان مابين الأمرين!!


أتذكر كل هذا وأنا أتابع ألازمة التي اشتعلت هذه الأيام بين قراء المنبر الحسيني والسلطة ممثلة بالوقف الشيعي فما الذي يدفع السلطة وهي التي استخدمت المنبر ورموز المنبر جسرا للعبور إلى ماهي فيه من نعيم!! ما الذي يدفعها إلى التورط بهكذا أزمة وكيف يسمح قاري المنبر لنفسه بالتدخل بما تسميه السلطة السيادة القانونية على الأضرحة وخطباء الأضرحة المقدسة!!


الحقيقة إن المهم بالموضوع كله هو كيفية استخدام المنبر في عملية الإصلاح والتنمية والسلام الاجتماعي والسياسي وهي الأمور المهمة المطلوبة لبناء الدولة العراقية الآن كيف يساهم المنبر في تهدئة الناس وسط هذه الفتن العمياء وهذا موضوع على الجميع أن يفكر به ويضع له الخطط العلمية ولكي لاتمر ذكرى عاشوراء كما مرت مثيلاتها موسما للبكاء والحزن فقط على الجميع أن يجلس لوضع الخطط العلمية التربوية والاجتماعية لتسخير الامكانات التعبوية للمنبر في بناء حياة أفضل للجميع وهذا هو عينه ما استشهد لأجله الإمام الحسين ع..الم يكن يطلب الإصلاح في المجتمع العراقي آنذاك؟؟

كيف ننتج مسيرة سلمية منظمة تحترم معتقدات الأخر المختلف عنا ؟؟كيف نحاور هذا الأخر في بناء المجتمع ولا نفكر في التصفية الجسدية كحل لأزماتنا وطمعنا ؟؟كيف نرفع شعارات الولاء للحسين في خدمة التنمية؟؟

هل يمكن للمنبر الحسيني أن يفرض على كل زائر للحسين أن يغرس شجرة في ارض العراق كل يوم عاشوراء ؟؟ تخيلوا معي شكل العراق بعد 4 أعوام من هذه الفكرة !! وهي مسألة ليست مكلفة قياسا بما ننفقه على المواكب وفي البيوت العراقية أيام عاشوراء؟؟ هل يمكن أن يفرض المنبر الحسيني على من يريد التطبير أن يتبرع بالدم لجرحى الانفجارات قبل موكب التطبير؟؟؟ هل يمكن للسلطة أن تقوم بحملات تنظيف لكل المؤسسات الفاسدة وتسميها حملة عاشوراء أن تستعين بالحسين وقيمه بالهجوم على الفساد في الأنفس والمؤسسات؟؟


هل يكون المنبر مخلصا لتاريخه مبتدأ التوبة إلى الله من كل قذارات حب المال والسلطة ومنارا للحب الإلهي الخالص ؟ من أدران الدنيويات الملطخة بالعنف؟


لم يتدخل الإمام زين العابدين ع وهو شاهد العيان على استشهاد الإمام ع في قيادة ثورة العنف التي اشتعلت في العراق بل اختار النصح والإرشاد والثورة للتغيير من خلال منبر العزاء الحسيني وهو الوسيلة الإعلامية ذاتها التي اختارتها زينب ع في إقامة مجالس العزاء والإرشاد في المدينة ثم في الشام مرتع السلطة الأموية آنذاك!


بينما قاتل المختار وإبراهيم الاشتر في الكوفة بمرجعية محمد ابن الحنفية وسيطروا على الكوفة وقتلوا الكثير ممن شاركوا في قتل الحسين ع بينما هم كذلك كان الإمام زين العابدين يرشد الناس إلى الحق والفضيلة ولم يعط مرجعية القتال..وهذا ثابت في كتب السيرة والتاريخ المعروفة لذن هناك إمكانية تاريخية لتحويل فعل العنف الرهيب المتمثل بحز رأس الإمام الحسين ع إلى ثورة للتنمية والإصلاح والحب الإلهي !!إذ لم يدفع الإمام دمه الطاهر وحياة آل بيته وأصحابه لأجل ثورة المختار بل لإحياء قيم الإسلام الطاهر قيم السلام الاجتماعي قيم الرسول العظيم محمد ص وليس قيم ردود الأفعال العنيفة والتشنج السياسي!!


أقول للكرام أرباب المنابر رفقا بأرواح الناس وقليلا من الحكمة قبل النطق بحرف لتثو يرهم فالناس منهم الهمج الرعاع الناعقين وراء كل ناعق على حد قول الإمام علي ع وليسوا بحاجة ألان للإثارة والتثوير خاصة وهم في أيام الحزن والرغبة في اخذ ثأر قتل إمامهم الذبيح رفقا بأعصاب الناس وبعقولهم ضعوا مصلحتهم وحاجتهم للعدالة الاجتماعية والخدمات قبل حاجتكم لقيادتهم والسيطرة عليهم!!


قيم الحسين ع تفرض على الجميع سلطة وخطباء وعلماء وقائمين على إدارة المؤسسات الدينية الجلوس لوضع خطط استغلال المناسبة لسعادة الناس وخيرهم وأمانهم فمثلما قضية حماية الزائر مهمة وأساسية أيضا احترام عقل الزائر وإنسانيته أكثر أهمية ومثل أيام الزيارة سائر الأيام الباقية لان الحسين ع استشهد من اجل الإنسانية..

Ankido650@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

المنبر مثل المال و الارض يملكها ملك الاملاك و يقوم بشغل لحسابه على الارض مجلس الامن الامم المتحده الهيئات الدوليه المربع الادارى و من فى منصب فقط يشغل المكان بقوانين هكذا تتقدم البلاد و العالم و هذا لان طبيعه الله الطاهرا لا تقبل الا الطاهر او النظيف من هنا اى شغل خطاء سوف يتحمل الانسان مسؤليته و يعيد تنظيف نفسه مثل ما حدث من القاعده المتطرفه العالم ينظف نفسها منها قبل التقدم اذا اى قابيل فى منصبه يرفض القوانين و يريد يعطل الناس الهيئات الدوليه لن تعطيه فرصه و هى تراقب شغلهم

رزق ومرتزقه
شيعي -

لدينا في العراق الاف من قراءالمنابر الحسينيه منهم ارباب منبر ومنهم مغتصبي المنبر ومنهم مرتزق ومنهم يرتزق ومنهم بوق دعائي ومنهم من يوزع حكم طائفيه وألخ. والسؤال ماذا سيفعل كل هؤلاء لو ذهب الناس لزراعة الاشجار او صار الناس يتفكرون بكل ابعاد فيما عمله الحسين (ع) او فيما دعى اليه ابنه زين العابدين (ع) من قيم الاسلام الحضاريه ؟ ثم هل تعتقد ان قراء المنابر سوف يتفرجوا على كل ما يحدث بفرح؟ ان هؤلاء ليس لهم اي مصلحه ان يلتزم الناس بالقيم الحميدة التي جاء من اجلها الاسلام ويبتعدو عن خزعبلات اعداء الاسلام .

بحسب حبيب تومي
حسن -

في هذه السنة كانت اعياد الميلاد قد تزامت مع إحياء الشيعة لذكرى مقتل الإمام الحسين، فاحترمت الكنائس المسيحية هذه المناسبة لتلغي معظم الأحتفالات والأقتصار على الأحتفال الديني لاسيما في المناطق التي يشكل فيها شعبنا الكلداني اقلية دينية ومحافظة البصرة واحدة من الأمثلة ، إن هذا الموقف هو احترام مشاعر الأخرين من اخوانهم المسلمين لا سيما الشيعة منهم ، لكن هل عامل المسلمون اخوانهم المسيحيين نفس المعاملة ؟ إن الواقع الأليم الماثل امامنا من قتل وتشريد وتفجير الكنائس الى آخره لا يمكن ان نضعها في مستوى واحد .

بحسب حبيب تومي2
حسن -

(( تفيد المعلومات الواردة من برطلة، بأن مجاميع كبيرة من الشيعة الشبك، الذين يقطنون القرى المجاورة، قاموا صباح اليوم، أولى أيام عيد الميلاد المجيد، بتنظيم مظاهرة مفاجئة حاشدة في شوارع برطلة، رافقتها أداء مراسيم عاشوراء، وسط البلدة المسيحية.)) ويضيف(( هذا وقد وصل الى برطلة عضو مجلس محافظة نينوى عن الشبك قصي عباس الذي شارك مع المتظاهرين في اداء قسم من شعائر المظاهرة، ووصف شهود عيان ان قصي قد طمئن الشباب المتظاهرين بقوله انه سيعمل على استراد الحق لهم بالقانون)) .إن عضو مجلس محافظة نينوى ينبغي ان يكون عامل خير ويرشد شعبه الى افضلية التعايش والتسامح وليس صب الزيت على النار . جملة تساؤلات : لماذا ينبغي ان تجرى مراسيم العاشوراء في برطلة ؟ ما علاقة هذه المدينة بهذه المناسبة ؟ ولماذا يجب ان تعلق لافتات هذه المناسبة في برطلة ؟ إن كان الشيعة يلطمون في هذه المناسبة فليس مطلوباً من الجميع ان يقوموا بهذه الشعيرة ، كل دين وكل مذهب لهم شعائرهم وليس مطلوباً من غيرهم ان يساهم في هذه الشعائر ، وإذا اراد اهل برطلة ان يعلقوا لافتة معينة ، لكن ان يتم ذلك دون ان تفرض عليهم بالقوة . ما علاقة الناس الآخرين بهذه المناسبة ؟ لماذا يجبر اهل برطلة وغيرهم على شئ لا يخصهم ؟إنكم ايها السادة ببساطة مطلوب منكم ان تحترموا للناس خصوصياتهم الدينية والقومية والمذهبية ، إن النخبة المثقفة في الشبك مطلوب منهم ان يثقفوا شعبهم الطيب على ضرورة التعايش مع الآخر ، والتعايش مع الآخر لا يعني ان يكون هذا الآخر خاضعاً لك ، وهذا الآخر هو المسيحي والأزيدي والمندائي ..

بحسب حبيب تومي3
حسن -

على العقلاء في المنطقة والتي يعيش عليها خليط سكاني متداخل ومتنوع من العرب والأكراد والتركمان والشبك والآشوريين والكلدانيين والسريان والأرمن والمندائيين والأزيدية والتركمان .. وغيرهم ، عليهم العمل جميعاً لاجتثاث جذور الكراهية والحقد والعنصرية الدينية والمذهبية والقومية ، وقبل كل ذلك نبذ سياسة الأستعلاء والهيمنة بحجة الأكثرية ، فينبغي التأسيس لسياسة التعايش الأخوي وبمنطق المواطنة العراقية وباننا شعب عراقي واحد تجمعنا الهوية الوطنية العراقية ولنا تاريخ مشترك ومصير واحد ونحن جميعاً مواطنون من الدرجة الأولى ، ولا يوجد من هو مواطن من الدرجة الثانية او الثالثة .. وإننا قد تعايشنا لالاف السنين على هذه الارض المباركة . وينبغي قبل كل شئ احترام معتقد الآخر ودينه وخصوصيته واحترام مشاعره وكما هو عليه وليس كما نريده، هذا هو مبدأ قبول الآخر .