فضاء الرأي

الكتابة في عصر الانترنت

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

-1-

غالبا ما نتساءل، عندما ننشر مقالا في إيلاف، من هو قارئي الافتراضي - الإيلافي هذا، إلى أي جيل، تيار، ينتمي، ماذا ينتظر مني حتى أكون في حسن ظنه، ما هو العنوان المناسب الذي يجذبه لفتح مقالي، أي موضوع قريب من قلبه وعقله، هل أغلبه أنثوي أم ذكري، وأية طريقة مثلى للتأثير فيه/ فيها، حتى أشعر أني ساهمت في التغيير الفكري والاجتماعي المنشود...
نريد من هذا السؤال أن يكون موضوع مقال بمناسبة التصميم الجديد

عصر الانترنت، هو عصر طوفان الكلمة المكتوبة والكلمة المقروءة.
لم تكثر الكلمة، ولم تنتشر كما كثُرت وانتشرت في هذا العصر.. عصر "النت". والانترنت ليست شبكة عنكبوتية لاصطياد الهوام، ولكنها شبكة بحرية ضخمة لاصطياد أطنان سردين الكلام، وأكثره فائدة وصحة.

-2-
جاءت "النت" في وقتها تماماً للكاتب المستعجل والقاريء النزق.. قاريء الـ (Take Away) وقاريء المطاعم الارستقراطية على السواء.
وهذا القارئ النزق، الذي فُتحت أمامه - وبنقرات معدودات - كافة أبواب المعرفة التي كانت مغلقة بمزاليج ضخمة وأبواب سميكة، أصبح قارئاً انتقائياً مدللاً، يختار الأسرع والأسهل في القراءة.

-3-
فكتبُ الكاتب ومقالاته، لم تعد المصدر الوحيد للمعرفة.
أصبحت لدى المتلقي مصادر مختلفة: التلفيزيون، والسينما، والمدونات، والفيس بوك.. الخ.
وكان المتلقي يسبح في "بانيو" الحمام، فأصبح الآن يسبح في محيط، لا آخر له.
فماذا على الكاتب أن يفعل حيال هذا العصر، ومستجداته؟

-4-
عليه أن يكون يسير العبارة، سهل القراءة.
وأنصح وزارات التربية والتعليم في العالم العربي - وما أنا بالناصح المخلص - أن تقرر تدريس كتب طه حسين جميعها، في كافة المراحل التعليمية من الابتدائية حتى الثانوية، لأنها مصدر مهم وسهل جداً من مصادر المعرفة. يفهمها الطالب الصغير، وأستاذ الجامعة.
وأنصح كافة المفكرين التنويريين العرب من محمد أركون إلى العفيف الأخضر، بإتباع "الأسلوب الحُسيني" لكي يصل خطابهم إلى العامة.
فلا يوجد - مثالاً لا حصراً - أجمل مما كتبه طه حسين عن الفلسفة والفلاسفة - ذلك المبحث المنفِّر لكثير منا - في كتابه الجميل المهضوم "قادة الفكر".

-5-
وسرُّ عظمة طه حسين في يُسرُ ولذة أسلوبه.
فالرجل لا يأتي بجديد، ولكنه يُمتعك، ويسرك، ويدفعك دفعاً إلى مواصلته.
فهو يردد جُمله كثيراً، ويستهلك كماً كبيراً من اللغة، كما قال الروائي الأردني الراحل غالب هلسا. ولكن في كل إعادة، يأتيك بمقام جديد من مقامات الكلام، كما تفعل أم كلثوم في أغانيها.

-6-
فلا تطيلوا أيها الكتاب (أنا أطلتُ الآن، وعارٌ عليَّ أن أُنهى عن خطأ وآتي بمثله!)
ولا تتقعروا أيها الكتاب.
ولا تسكبوا مقالاتكم على شاشة النت كسكب الماء على الأرض.
قسموا مقالاتكم إلى أجزاء، وعناوين فرعية، لسهولة القراءة، وسرعة الفهم والهضم.

-7-
أما أسئلة "إيلاف" لكتابها عن القارئ الإيلافي الافتراضي، وإلى أي جيل وتيار ينتمي، وأية المواضيع قريبة من عقله وقلبه.. الخ. فهي أسئلة موجهة إلى تحرير "إيلاف" الذي لديه العدادات والمعدات التي تؤهله للإجابة على كل هذه الأسئلة.
فالشجرة تطرح الثمر فقط، والمحللون وحدهم من يعرفون مركبات الثمر، وفوائده، وآكليه.
كل عام وأنتم جميعاً بخير، وسنة خير جديدة، و"إيلاف" جديدة متألقة كل يوم، وكل ليلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عزف منفرد وليس كتابة
حمزة المغربي -

مقال خفيف وراقص ورائع. عزف منفرد على العود وليست كتابة تقليدية مملة. يرغمنا النابلسي على قراءته ارغاماً ويسوقنا الى كتاباته سوقاً رغم اختلافنا معه بعض الأحيان في وجهات النظر. ولكن لا يهمه المحتجون والمخالفون لرأيه، ولا يسعى الى رضا المريدين والمصفقين. سعيه الوحيد قول الحقيقة دون خشية من سطوة وسباب وتهديد بعض القراء له.

طه حسين
جميل حسين المصري -

اقتراح تدريس كتب طه حسين في المراحل المختلفة اقتراح جميل ومفيد ولكن بعض الدول فيها مسؤولين في التربية والتعليم يعتبرون طه حسين ملحداً وصهيونياً وعميلاً للمخابرات الفرنسية، وهذا كذب وتلفيق بالطبع. وهم بذلك يعارضون إدراج كتبه في المناهج الدراسية. وهؤلاء هم ضد الحداثة والليبرالية التي دعا اليها كه حسين في كل كتبه. نأمل أن يتحقق اقتراح الكاتب.

الفرق
خوليو -

الفرق بين شخص مفكر علماني وبين آخر سلفي ديني ومن أي النوع هو في المقدرة على نقد الذات والضحك عليها، المفكر يراجع وينتقد ويبتسم ويقبل بالتغيير والآخر ينهزم بسرعة أمام كلمات قالوا له أنها مقدسة فهو دائماً عاجز عن فهم المقدس والغير مقدس، ويتهم غيره أيضاً بالعجز، السلفي مصادر معلوماته من النصوص الغامضة فتأتي كتاباته غامضة مملة ومتشردة كتشرد النص الأصلي الذي يبدأ بموضوع ويدخل مباشرة بموضوع آخر، يبدأ بأمر بالقسط بين اليتامى وينتقل للنكاح مباشرة،لذلك لايهتمون بتدريس النصوص الواضحة كنصوص طه حسين ويهمهم أن يبقى الانسان عائشاً في الضباب فيكتب مقالات ضبابية والمحصول ثقافة ضبابية عاقرة.

شكسبير واينشتاين
عبود -

عزيزي الكاتب ،نعم فلنقراء طه حسين ونجيب محفوظ وفيكتور هوجو وتولستوي ولكن ماذا عن الفيزياء والكيمياء والرياضيات وباقي العلوم .انا اعتقد بآن العرب قادرون على انتاج مليون شكسبير ولكنهم عاجزون عن انتاج ربع اينشتاين .

السهولة والصعوبة
سامي طلبة -

مشكلة معظم الكتاب العرب أنهم يكتبون لأنفسهم بلغة صعبة وكأنهم يترجمون. وهم في الواقع يترجمون. أن تكون سهل القراءة هنا تكمن الصعوبة. ولكن السهولة في أن تكون صعب القراءة. فقد كانت الصعوبة في البدء ثم استطاعت فئة قليلة كطه حسين أن تبتدع الكتابة السهلة القراءة. والفرق بين طه حسين والعقاد مثلاً كالفرق بين صعود الجبل والسير في السهل الرحب.

السهولة والصعوبة
سامي طلبة -

مشكلة معظم الكتاب العرب أنهم يكتبون لأنفسهم بلغة صعبة وكأنهم يترجمون. وهم في الواقع يترجمون. أن تكون سهل القراءة هنا تكمن الصعوبة. ولكن السهولة في أن تكون صعب القراءة. فقد كانت الصعوبة في البدء ثم استطاعت فئة قليلة كطه حسين أن تبتدع الكتابة السهلة القراءة. والفرق بين طه حسين والعقاد مثلاً كالفرق بين صعود الجبل والسير في السهل الرحب.

توضيح الفكره هو المه
احمد الجعافرة -

اعتقد ان ما تكلم به كاتبنا الفذ شاكر النابلسي حول اتباع الاسلوب السهل والبسيط لغويا من اجل توضيح الافكار لهو وجهة نظر صحيحه كل الصحه ذالك ان كثير من الافكار التي يتقدم بها عضماء المفكرين العرب حول زاقعنا العربي تضيع تلك الافكار بين الترميز والتوريه وغيرها من الحواجز التي تقف حاجزا يعترض فهم كثير مما يريد المفكرين العرب ؛ومن هنا فاني اميل الى الرأي القائل بأن توضيح الفكره بـي لهجة كانت افضل من الاصرار على فصاحتها دون قدرة المتلقي على فهمها

توضيح الفكره هو المه
احمد الجعافرة -

اعتقد ان ما تكلم به كاتبنا الفذ شاكر النابلسي حول اتباع الاسلوب السهل والبسيط لغويا من اجل توضيح الافكار لهو وجهة نظر صحيحه كل الصحه ذالك ان كثير من الافكار التي يتقدم بها عضماء المفكرين العرب حول زاقعنا العربي تضيع تلك الافكار بين الترميز والتوريه وغيرها من الحواجز التي تقف حاجزا يعترض فهم كثير مما يريد المفكرين العرب ؛ومن هنا فاني اميل الى الرأي القائل بأن توضيح الفكره بـي لهجة كانت افضل من الاصرار على فصاحتها دون قدرة المتلقي على فهمها

دعوة للتعلم الالكترو
سلطان عدوان -

اراها ايضا دعوة لكل وزراء التعليم العالي فى الوطن العربي بالاهتمام والتطوير للمناهج الاكاديمية فى الجامعات والاعتماد على التعلم الالكترونى وعدم الانجرار وراء التعلم التقليدى الذى - ربما ان يندثر مع التطور التكنولوجى الهائل - يبعث بالملل للباحث والمتعلم .مقال مميز

دعوة للتعلم الالكترو
سلطان عدوان -

اراها ايضا دعوة لكل وزراء التعليم العالي فى الوطن العربي بالاهتمام والتطوير للمناهج الاكاديمية فى الجامعات والاعتماد على التعلم الالكترونى وعدم الانجرار وراء التعلم التقليدى الذى - ربما ان يندثر مع التطور التكنولوجى الهائل - يبعث بالملل للباحث والمتعلم .مقال مميز