أصداء

محكوم بالاعدام ينادي «يا للمسلمين»

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ان الاحداث الاخيرة في ايران هزّت حكم الملالي وهزّت العالم ايضاً. شعب انتفض فجأة ليقول لا لنظام متطرف توسعي متغطرس متعطش للدماء. نظام لايعرف اي حلّ لمشاكله سوى اللجوء الى مزيد من الارهاب والقمع الوحشي. فبعد انتفاضة "عاشوراء" شعر خامنئي واركان نظامه بالسقوط. لكن بدل ان يعلن، كما فعل الشاه، انه قد سمع صوت الثورة الايرانية الجديدة، فقام باستنفاركل مالديه من قوات القمع ومن ابواق الدعايات، خاصة في منابر صلاة الجمعة، ليهدد ابناء الشعب بان ماكنة "المحاكم الثورية" ستبدأ عملها، وان هذه المحاكم ستصدر احكامها بالاعدام. وذلك بناءا على ان كل من شارك في المظاهرات فهو "مفسد في الارض" و"محارب"، فيجب اعدامه.

علاوة على ذلك شهر نظام ولاية الفقيه سيفه لكل من له اية علاقة بالمقاومة الايرانية وبمجاهدي خلق، واعلن على لسان الرجل الثاني في السلطة القضائية، الملا ابراهيم رئيسي، بان منظمة مجاهدي خلق تعد "منظمة محاربة" في تركيبها الكامل. فكل من يعمل في هذا اطار هذه المنظمة ايا كان نشاطه وعلاقته فهو محارب يجب اعدامه.

نعم مرة اخرى وفي الاشهر الاخيرة من حياته لجأ نظام الملالي الى تصعيد القمع بغية انقاذ النظام، لكن يبدو ان السيل قد بلغ الزبي، هذه المحاولات لن تجدي وستتحول الى زيت تصب على نار الانتفاضة.

لكنني اريد ان اكتب في هذا المقال عن شخص يمكننا ان نقدمه بانه عاني اكثر مما عاني نلسون ماندلا في السجون. انه يدعي علي صارمي، سجين سياسي يبلغ من االعمر 62 عاما، قابع في الوقت الحالي في سجن جوهردشت الرهيب- والواقع في مدينة كرج، غربي طهران العاصمة. انه كان في السجن لمدة 23 عاما. يمكن ان نقول ان سنوات سجنه كان اقل قليلا من سنوات سجن ماندلا لكننا اذا قارننا صنوف التعذيب والمعاناة التي تحملها هذا الرجل فلا شك انه عانى اكثر مما عاني ماندلا طوال سنوات سجنه.

نعم انه قضى 23 عاما من عمره في سجون الشاه و الملالي. وآخر مرة تم إعتقاله في صيف عام 2007 بتهمة المشارکة في مراسيم الذکرى التاسعة عشر للمجزرة الجماعية لثلاثين ألف سجين سياسي معتقل.

لكن في يوم الثلاثاء 29 كانون الأول / ديسمبر، اي قبل اربعة ايام، ابلغه جلاوزة السجن، ومن دون وجود أي مستمسك قضائي، بانه محکوم بالإعدام، وسيتم اعدامه قريبا.

ولاشك ان السبب وراء هذا الاعدام هو بث الرعب في قلوب السجناء السياسيين وفي قلوب ابناء الشعب المنتفض. لانهم يعرفون ان اشخاص من قبيل علي صارمي يعدون رمزا للمقاومة والمثابرة في النضال.

انه قد سجن في عهد الشاه لفترة طويلة بسبب تعاطفه مع مجاهدي خلق. وبعد مجيء نظام الملالي ايضا سجن لاول مرة لمدة 14 عاما. فكان من بين السجناء الذين شهدوا اكبر مجزرة للسجناء السياسيين في تاريخ ايران، اي اعدام ثلاثين الف من مجاهدي خلق في صيف عام 1988. العملية التي ادت الي ابعاد منتظري من خلافة خميني، لانه عارض هذه الاعدامات وكتب عدة رسائل الي خميني والي اللجنة المكلفة لتنفيذ هذه الاعدامات.

وبعد ذلك تم اعتقال علي صارمي عام 2003 لانه زار مدينة اشرف في العراق بهدف زيارة ابنه الموجود في هذه المدينة. وبعد قضاء اكثر من عامين في السجن تم افراجه، لكنه اعتقل مرة اخرى قبل عامين ونصف عام، اي في شهر تموز من عام 2007، بسبب مشاركته في اجتماع عوائل السجناء السياسيين الذين تم تصفيتهم في المجزرة الكبري عام 1988.

وبعد ما سمع الرجل بان النظام يريد ان يعدمه كتب رسالة مفتوحة من داخل السجن الي جميع ابناء الشعب والي جميع اهل العالم. لاشك اول من يهمه هذه الرسالة هم اهله واحبته ورفاق نضاله في مجاهدي خلق ومن ثم جميع ابناء الشعب الايراني المنتفض، وبعد ذلك هو رجل مسلم مجاهد يقول "يا للمسلمين" فمن لم يجبه فليس بمسلم. وهنا اود ان اذكر نص هذه الرسالة التي فيها ما يكفي من فهم الواقع الايراني والعلاقة بين ابناء هذا الشعب التواق للحرية والديمقراطية والاسلام الديمقراطي المتسامح وبين نظام لم يقدم من الاسلام سوى الحقد والكراهية والعنف والاعدام والتعذيب والارهاب والرعب. وفي ما يلي نص رسالة علي صارمي من السجن:


بسم الله الرحمن الرحيم

فجر الأمل الذي ظل معتكفًا في خيمة الغيب

قل له اطلع علينا لان نهاية الليل الأسود قد اقترب


تزامنا مع تصاعد إنتفاضة شعبنا في ايران من أجل الحرية و خلاص وطننا من نير الإستبداد، يبادر النظام إلى إعتقال وحتى إعدام عدد من الناس الأبرياء لخلق أجواء من الرعب و الخوف في نفوس الشعب و طلائعه الفتية حتى يتمکن بهذه الطريقة من التصدي والوقوف بوجه غضب الشعب و إحتجاجاته. ولنفس السبب ومع صدور حکم الإعدام بحقي الذي تم ابلاغي به يوم أمس يمكن ان يكون انطلاقة مشروع لمجزرة كبيرة. خاصة و ان هذه العملية تتم في ظروف بحيث أنني، وحتى في إطار القضاء و المقررات القانونية للنظام ذاته، لم أرتکب أي جريمة غير حضور عادي قبل عامين ونصف في مقبرة خاوران وفي مراسيم تلاوة الفاتحة على أرواح السجناء الذين تم القضاء عليهم في المجزرة الجماعية المعروفة.

ولاشك إن الحکم الصادر بحقي يفقد إي أساس قانوني، ويريدون من خلال إعدامي إرعاب الناس و شباب هذا الوطن و يجعلونهم يتوجسون خوفا من المطالبة بحقوقهم، ولذلك في هذه الأيام التي تتعلق بسيدنا الحسين عليه السلام، فأجد من المناسب مرة أخرى وعن لسان قائد الأحرار أبي الشهداء أنادي لهؤلاء: إن کان دين محمد و حرية وطني لايستقيمان الا من خلال إراقة دمي و دماء أمثالي فخذيني يا حبال المشنقة.

ليس دمي قطعا بأفضل من دماء rdquo;ندا سلطانيrdquo; و نظيراتها و بقية الشبان الذين يوميا تراق دمائهم على ارصفة الشوارع. ولاتراق هذه الدماء الا في سبيل الحق و الجرأة و الإقدام وفي شهر محرم وبيد أشقى الناس.

وفي النهاية، اوجه أنظار کل العالم و جميع المدافعين عن حقوق الإنسان إلى ان النظام الايراني، وعلى أسلوب زياد بن ابيه، يبتغي من وراء سحبي وسحب من هم على شاکلتي او بعض من الشبان والسجناء إلى أعواد المشانق، ومن خلال عرض اجسادنا ان يلقي الخوف والرعب في قلوب الجميع.

هذا ماأعلنه وبوقاحة في التلفزيون المدعي العام للنظام في طهران، ورئيس مجلس الشورى لاريجاني و بعض من المسؤولين المجرمين للنظام لإرعاب الشعب. لکن ليس هناك من شك بأن هکذا أحکام و تهديدات ليس بمقدورها أن تتسبب في أدنى تأثير على إستعداداتي أنا و کافة المواطنين من أجل ولادة إيران حرة.

وبصفتي اب قضى قرابة 23 عامًا من عمره في السجون من أجل حرية هذا الوطن في ظل النظام السابق والنظام الحالي، فإنني أعلن للاريجاني وبقية المجرمين مايلي:

لو كان لابد من العيش هكذا نزيهًا

فأكون انا غير نزيه تماما ان لم أشيد من ايماني وكالجبل

صرحًا خالدًا من ذكراي على التراب الفاني

والسلام

علي صارمي - السجين السياسي- سجن كوهردشت

31 كانون الأول / ديسمبر 2009

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لك المجد والخلود
a.sammad -

الف مليون تحيه لك ولشرفاء ايران بكل طوائفهم وقومياتهم , وليل الظالمين دائما قصير وارادة الشعوب لابد ان تنتصر , العار لنظام الملاتى ولكل الصامتين على هذا الارهاب الفاشى.... لك الخلود يا صارمى ,,, والتاريخ لن ينساك ولكن اللعنه ستلاحق الفاشية الاسلامية في ايران.

دعوة لضمير الإنسانية
محمد سالم العلي -

صرخة السجين المناضل البطل من غياهب سجون ولاية الفقيه والتي عالجها الدكتور زاهدي في مقاله أن تكون مدوية للضمائر الأنسانية المتحضرة, تمثل صرخة المناضلين الذين منذ 30 عاما عبروا بمشانق الإعدام وصليات الرصاصات منذ مطلع الثمانينات ومن ذروة المجازر الجماعية لـ 30 ألف سجين مجاهد ومناضل عام 1988, انها صرخة خاصة للعالمين العربي والإسلامي بالوقوف إلى جانب الشعب الإيراني المنتفض ضد الطغاة الحاكمين في رقاب هذا الشعب, وعلى جميع المنظمات والجمعيات الإسلاميةوالعربية ان ترفع صوتها اولا لإدانة حكم الإعدام بحق السجين السياسي على صارمي وثانيا ممارسة الضغط على حكوماتهم بمطالبة النظام الإيراني من التخلي عن إعدامه والغاء الحكم الصادر بحقه جورًا وظلمًا

نداء انساني
رضا -

شكرا للكاتب لنقله هذه الرسالة الانسانية المؤلمة والمؤثرة من ضحية حكم الملالي ومناشدته لانقاذ حياة السجناء السياسيين خاصة معتقلي الانتفاضة الاخيرة في ايران حيث وتوعد حكام ايران باعدامهم باتهام التعاون مع المنافقين (مجاهدي خلق) اوالتواطوءمعهم او تكرار الشعارات التي يروجها المنافقون حسب قولهم.

Iranian Government
Salem -

Welcome to Islamic Republic of Iran.were the peace and justice is well served.Sorry i mean killing , ,

يا للمسلمين
محمد فاضل الشاوي -

لاشك ان الفاشية الدينيه المتربعة علي مقدرات الشعب الايراني في مأزق وطريقاٌ مسدود و كما قال الاما علي (ع) اصبح نظام الملالي المتعطش للدماء كالغريق يتشبث بكل حشيش. ان الطريقة البائسة الحقود التي تعامل بها أساطين النظام الإيراني مع الحدث الجلل بعيدا عن مكارم الأخلاق و عن أبسط القيم الإسلامية التي يتمشدق بها النظام الكهنوتي المتفرعن الذي لا يملك من وسيلة أو اسلوب للحوار سوى القمع و التطرف في إبداء القمع و المبالغة المفرطة في سفك الدماء، وجميع هذه المؤشرات الواضحة تشير بصراحة لحقيقة ستراتيجية يبدو أنها كانت غائبة بالكامل عن عقلية النظام الإيراني وهي إن الإنهيار الحقيقي و المفاجيء بات اليوم قاب قوسين أو أدنى لتنتهي إمبراطورية الأحلام و الأوهام و الخداع و ليستلم الشعب الايراني البطل زمام المبادرة, و كما دعت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل للمقاومة الإيرانية الي وحدة عمل جميع القوي من اجل استقاط ديكتاتورية الملالي وقالت” ان نظام الملالي سيسقط ضمن 12 شهراً اذا بقيت القوى الأجنبية محايدة في الأزمة” و ”.إنه يتعين دعم الموجة الأخيرة من الاحتجاجات بإجراءات اقتصادية من قبل الحكومات الغربية.و حان الوقت لفرض عقوبات حازمة وشاملة. وأضافت: لابد من انتهاج سياسة حازمة لقطع العلاقات الاقتصادية والسياسية بسبب خروج الشعب الإيراني للشوارع. يجب تقديم العون لهم. يتعين على الولايات المتحدة وأوروبا التحرك.”و اريد اضيف علي هذا الكلام بأن علي الدول العربية و الاسلامية التحرك لتقديم العون للشعب الايراني البطل حتي كما قال البطل السجين” فجر الأمل الذي ظل معتكفًا في خيمة الغيب قل له اطلع علينا لان نهاية الليل الأسود قد اقترب”

صبرا جميلا
عراقي صريح -

هذة هية افعال السادة مافرق هذة المناضل عن نلسون مانديلا لايوجد فرق ولاكن اقول لة اصبر يابطل أنت وامثالك المجاهدين الابطال الذي قارعتم نظام الملالي المستبد ستزيحونة بصبركم وتحملكم هذة النظام العنجهي انتهى وقتة وسنزاح عن صدركم وعن صدور كل العالم أجمع فمنذ تاسيس هذة النظام الحاقد على يد .....خميني والعالم الاسلامي مشوش ومتفرق بسبب السموم التي يبثها هذة النظام وستنزاح العمائم الايرانية من العراق الصابر أنشاء اللة وسنتخلص من السستاني ومن لف لفة من الحاقدين العنصرين الذين دمرو العراق بفتاويهم الرنانة العنصرية.أرجو النشر

ندعو لكم
مسلم عربي -

ليكن اللة معكم أنت ومن معك وينصركم على القوم الظالمين لم يسلم أحد من نظام ولاية الفقية أحد لا ايراني وعربي ولامسيحي ولا أحد أنشاء اللة نهايتهم قريبة على يد الآصلاحين ونرتاح من العمائم السوداء التي شوهت سمعة الدين الحنيف

ولاية الظالم
عراقي علماني -

الى كل المعلقين الشيعة الذي يوالون أيران ويمجدون ويعظمون نظام ولاية الفقية وخاصة شيعة العراق أقول لهم أنظرو هذة هية عدالة الفقية الآيرانية مع مواطنيهة ورأيتم بأم عينكم كيف يقمعون المتظاهرين ويضربوهم ويقتلوهم ويسجنوهم وأما أنظر كل العالم واقول لكم لاتنغرو بلعمائم الايرانية العجمية وأتقو اللة في بلدكم العراق وأرجعو الى صوابكم واتركو نظام ولاية الفقية الظالمة وتعلمو حب العراق فقط

الإنسانية خجلى
فاطمة - السعودية -

إن الإنسانية لتخجل من الواقع البشري الحالي، في السابق كان الظالم يغلبه الجهل ونزعة استبداد أما ظالم اليوم فقد خلق من الاستبداد علما بل وسخر له علوما.

nero
nero -

من أجل الحرية و خلاص وطننا من نير الإستبداد، يجب عدم الاستسلام الذى يذهب للجامعه يتصدم فى المصطلحات فيحضرها للحاره و يمثل انه عالم و يصنع القاعده المتطرفه هذه المصطلحات للحياه المهنيه و زوج طبيب من طبيبه لحياه مهنيه لان فى حياه اجتماعيه الزواج بالمستوى الاجتماعى فـ الطبيبه تتكلم قبل وظيفه طبيب او بعدها مع امها ابيها اخيها عادى و ليس بمصطلحات الطب و تحتاج زوج يفهم طب

ياللامريكان والصهاين
muhammadd -

فلينادي ياللامريكا والصهاينة لانهم احبابكم يدافعون عنكم ليل نهار ويقيمون المؤتمرات ويحاصرون الشعب الايراني من اجلكم فلستم بحاجة للمسلمين لانكم تويلتم اعدائهم

الجهل الكلي العربي
F@di -

لا لولايه الفقيه ...لا لاستعباد المراءة من الرجل المسلم و منعها من قيادة السيارات ...لا لاعدام شخص لبناني فقط لانه يقراء الفنجان او يشعوذ...لا للزواج من الاطفال او ضرب النساء لان اللرجل قوام عليها ,,,لا للديكتاتوريه العربيه في كل البلاد..لا لمحاصرة اهلنا في غزة ...لا لمنح الحريات في مصر لآلآلآلآلآ....عندنا في العالم العرب ما هب و دب من الجهل

احلى تعليق nero
أمير الظلام -

احلى واجمل تعليق كالعادة من نصيب نيرو........

نظام فاشل
Ana -

أي نظام مبني على اسس دينية, يكون حتما نظام فاشل وفي نفس الوقت نظام فاشي.لأن الدين في اغلب الأحيان يجرد الأنسان من انسانيته.والمتديين لا يعرفون شيئا غير الله ,ولا يعرف احدا أين هو الله

To Nero
Luay -

Your comments are funny!I think you are using translation tools.

ساعي البريد
حسام جبار -

أذا كان سجن جوهردشت رهيبا مثلما تقولون فكيف يكون فبه ساعي بريد اوصل اليكم رسالة سجين محكوم بالاعدام ؟؟؟

This is Islam!
Free Spirit -

Friends,This is Islam.Two faces of the same coin.Shia and Sunni are the same because it is the same intolerant extrmist religion.Do not fool yourself.

مرحى
ابن الناصريه -

هؤلاء الرجال من طينه خاصه هو فى الاسطورة والشجاعه صنو للبطل الاسطورى سفرقهرمانى الدى قضى فى يجون الشاه اكثر من ثلاثين سنه هؤلاء هم مفخرة الشعوب الايرانيه ومناضلى العالم الامميين هم الشموع التى تنير ظلام ايران الحالك وهم العزيمه التى تشد ازر المناضلين وفىالاحرار فى ايران