أصداء

الشعب الايراني بين ثورة الكاسيت وثورة الموبايل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مازلت اذكر الطريقة التي عزل بها منتظري بعد ان تم توجيه التهم الجاهزة لشقيق صهره الهاشمي الذي اعدم بتهمة الخيانة ( ضد انقلاب ) اي ضد الثورة الاسلامية مع مجموعة من طلبة الحوزة العلمية في قم وطهران!!.

كان اية الله السيد الخميني معزولا في حسينية جماران شمال طهران وقتها، لكن بعض المقربين من اتباعه كمسؤول مكتبه الشيخ ( توسلي) ( الذي تم عزله فيما بعد ) انبأه بما حدث لمنتظري فخرج السيد الخميني بخطبة عبر الاذاعة والتلفزيون لام فيها القادة والمسؤولين واتهمهم بتحريف الثورة وحب الدنيا، لكنهم كانوا قد دبروا امرهم واتفقوا على عزل منتظري ووضعه تحت الاقامة الجبرية في قم بعد ان تم تنفيذ الاعدام بشقيق صهره وبعض من مريديه بحجة انهم كانوا يحملون السكاكين ضد الثورة ! ( يمكن مراجعة اعترافات هاشمي التي بثتها القناة الاولى في التلفزيون الايراني وقتها )!.
ولاادري ان كانت اسرار نجاح الثورة الايرانية قد دفنت مع وفاة اية الله منتظري الذي كان ينفذ توصيات وتعليمات وفتاوى اية الله الخميني طيلة السنوات التي سبقت نجاح الثورة في عام 1979 عبر الاشرطة الصوتية ( كاسيتات ) ام ان منتظري نقل اسرار الثورة الى مريديه ومحبيه وطلبته (في مرحلة البحث الخارج ) خصوصا المقربين منه؟.

لان كثيرا من الذين كانوا يخرجون مع منتظري في الشارع الايراني في تظاهرات اسقطت الشاه ونظامه حسب توصيات الخميني بكاسيتات صوتية ( استمعت للبعض منها في اذاعة طهران )،كثير منهم وقفوا على التل او تنصلوا عن منتظري دون تردد بعد ان تم عزله بطريقة مشينة رغم انه كان نائبا للامام الخميني لسنوات بل كان القائد الميداني للثورة الاسلامية داخل ايران بينما كان السيد الخميني يقودها من الخارج!!.

نعم تذكرت اعترافات الهاشمي شقيق صهر منتظري وانا اشاهد اعترافات رجال ثورة الموبايل هذه الايام التي انتشرت اكثر من انتشار ثورة الكاسيت، وهم انفسهم كانوا بشكل او باخر ابناء ثورة الكاسيت واتباع خط الامام ( الخميني ) لكنهم يواجهون تهما هذه الايام باعتبارهم ( ضد انقلاب ) وهو مصطلح بل تهمة قد تودي بصاحبها الى الاعدام او المؤبد !، وهي نفس التهمة التي وجهت لهاشمي رغم انه كان قائدا ل (نهضتهاي ازادي بخش ) اي حركات التحرر في العالم.

اذن ابناء ثورة الكاسيت قبل وفي 1979 هم قادة ثورة الموبايل في 2009 وهم يعرفون الطريقة ويعرفون التهم الجاهزة والمحاكم الثورية فاستعدوا لكل شيء ولذلك يبدو من الصعب اسكاتهم او القضاء عليهم خصوصا مع وجود الملايين من الاتباع والمريدين الذي تصبوا اعينهم صوب الحرية والديمقراطية الحقيقية والتعددية ! ويريدون تطبيق الوعود الكبيرة التي استمعوا اليها في بداية الثورة كالحديث عن الكهرباء المجانية،وتحسين المستوى المعيشي والقضاء على البطالة وتقوية التومان الايراني وتطبيق العدالة الاجتماعية والحكم بالقران وخط ال البيت!!.
لكن ذلك لم يحدث بل ارتفعت اجور الخدمات الاساسية اضعافا مضاعفة وتفاقمت مشكلة البطالة وتردى الوضع الاقتصادي والمعيشي للفرد الايراني بينما ارتفع الدولار الاميركي من عشرة تومانات الى تسعمئة !!وبلغ التضخم في ايران اوجه في المنطقة. ولذلك تبدو تهمة (ضد انقلاب) التي يوجهها القضاء الايراني لقادة الثورة الخضراء (او ثورة الموبايل) تبدو غير كافية لايقاف تلك الثورة او لاقناع الواقفين على التل من الايرانيين!.
ويبدو من الصعب ايضا ان توقفهم تصريحات او فتاوى السيد علي خامنئي مرشد الثورة، ذلك لان غالبية الشباب الذين ينشدون التغيير في النظام الايراني لايقلدون السيد خامنئي بل يقلدون مراجع الدين ( الشيعة ) المعروفين، ولم يعرف او يتداول الشياع العام (وهو احد شروط التقليد ) مرجعية السيد خامنئي رغم قيادته للجمهورية الاسلامية في ايران.

وفي مثل هذه الظروف القاسية التي يمر بها الشعب الايراني يبدو ان حكومة الوحدة الوطنية هي الحل الامثل لاستقرار ايران في الوقت الحاضر على الاقل، وذلك من خلال اشراك قادة الثورة الخضراء في الحكم وتسليميهم بعض الوزارات المهمة وهي الخطوة (ربما) الوحيدة التي اثبتت الاحداث في ايران ان لامناص عنها وهي الخطوة التي ستثبت ان حكومة احمدي نجاد تريد مصلحة الشعب الايراني وتريد استقرار ايران والمنطقة.

mohamadeltai@alfayhaa.tv

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حكومة مشتركة
عراقي -

لم اكن اعلم ان علي خامني لايعد من المراجع عند الشيعة حتى قرات هذه المقالة ولم اكن اعلم ان هناك شروط للتقليد يجب اتباعها ربما لاني لست شيعيا لكنها مسالة تستحق الدراسة . لكني اؤيد الكاتب في مسالة حكومة مشتركة بين احمدي نجاد والمعارضة لتستقر ايران ويرتاح شعبها ،شكرا لايلاف وللكاتب

موبايل عرضه للفايروز
ســــــــــــــــلام -

شكراً للكاتب......في ايران لم تكن هناك تهم جاهزه توجه للخصم ،بل هناك ادله دامغه لأنتماء المعارضه لدوله خارجيه معاديه لائسقاط الجمهوريه الاسلاميه في ايران،وبأمكانك مراجعة كل الاحداث ،ومنها الحرب العراقيه الايرانيه والتي قادها صدام بالنيابه عن دول الغرب، وعندما فشلة الآله العسكريه، جاء الرهان على دعم المعارضه في الداخل ،وهذا هو الاخطر لو صح التعبير، لاكن المعارضه لسؤ حضها كانت غير مباليه بأموال الناس من حرق وتدمير واعتدائات,في الاحداث الاخيره ممى افقدها شرعيتها وعدم تعاطف الشارع الايراني معها، بل خرجة مضاهرات ضدها مطالبة الحكومه بمعاقبتها، فأذن الكاسيت لايتأثر بالعولمه مثل ما يتأثر الموبايل ،و الكاسيت لايستقبل الفايروز المرسله اليه،الموبايل يستقبل ويحرق حتى نفسه.(والمؤمن لايلدغ مرتين)

الزبد يذهب جفاءا
أبوزياد -

حتى لا يضيع المنطق وسط جدل عقيم ، بعد ثلاثين سنة هل تحسنت حياة الانسان الايراني أم لا ؟ ، إن كان تحسنت فالثورة ناجحة و إن تردت فالثورة فاشلة ، ما أرصده أن الوضع الاقتصادي و الامني و الاجتماعي و السياسي مترد حتى النخاع في ايران ، و لذا فالثورة بصيغتها الحالية فاشلة.