لمصلحة من الإصرار على نقل أشرف ومحاصرته؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صرح السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي يوم 16 ديسمبر الماضي في تصريحات صحفية: أن ".. القرار هو إخراجهم [و يقصد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية] من العراق ولن نسمح أن يبقى هؤلاء في العراق وسنتخذ إجراءات ضرورية عند استنفاد الفرص وعملية نقلهم إلى نقرة السلمان هي خطوة على طريق إخراجهم ولان وجودهم في مدينة اشرف في محافظة ديالى له مخاطر كبيرة نتيجة علاقاتهم التاريخية مع بعض المجموعات في المنطقة والقوى السياسية ولاسيما بقايا النظام السابق والقاعدة منهم..".
وقبل هذه التصريحات شنت حملة من قبل بعض السلطات في الحكومة العراقية حول قرار هذه الحكومة بنقل سكان أشرف يوم 15 ديسمبر الماضي. وهذا في الوقت الذي أثار فيه قرار النقل ألقسري لسكان أشرف موجة من الاستنكار والاستهجان لدى المجتمع الدولي حيث أكدت منظمة العفو الدولية هي الأخرى وبشدة عن كون هذا العمل محظورًا.
والجميع يعرف أن نقل وتهجير سكان مخيم أشرف عمل غير قانوني تمامًا وانتهاك صارخ لمبادئ حقوق الإنسان الدولية وسوف يؤدي ذلك إلى وقوع كارثة إنسانية. ويؤكد ذوي الاختصاص من المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وأبرز الحقوقيين الدوليين هم الآخرون يؤكدون كون هذه العملية غير قانونية.
وأخيرًا دعا الناطق باسم الحكومة العراقية وبعد عام من فرض حصار صحفي على أشرف إضافة للحصار الجائر الأوسع المفروض عليها، دعا المراسلين والصحفيين إلى إعداد صور وأفلام وتقارير عن أولئك الذين لا يريدون البقاء في أشرف ويريدون استجابة دعوة اللجنة العراقية لمغادرة أشرف. وكانت دعوة اللجنة تنص على أن عدداً كافياً من الحافلات اللازمة لنقل سكان أشرف جاهز.. ولكن سكان أشرف أعلنوا مرات كثيرة بأنهم بقوا في أشرف بمحض إرادتهم الحرة حيث أعلن عن ذلك كل منهم على انفراد خلال مقابلات خاصة وانفرادية أجراها معهم خارج أشرف مسئولو وزارة حقوق الإنسان العراقية وبحضور قادة أمريكيين لمدة 19 يومًا. ولكن السلطات العراقية كانت تصر دومًا على النقل.
وأخيرًا جاء يوم الثلاثاء الموعود 15 من ديسمبر. ووصلت إلى أشرف 37 عجلة للشرطة وعدد من السلطات العراقية أعضاء في اللجنة العراقية للقمع المسماة بلجنة إغلاق أشرف، ودخل مع القافلة إلى أشرف قرابة 50 مراسلاً وصحفياً ومصوراً ومصوراً تلفزيونياً.. و لم يكن هناك أي منع أو معارضة لدخول الشرطة إلى أشرف بل كانت جميع الأبواب والمقرات مفتوحة لزيارة الشرطة والسلطات العراقية والصحفيين.
المشاهد التي ظهرت في قنوات التلفزة العربية والعالمية لم تكن عملية نقل بقدر ما كانت فضيحة للحكومة العراقية. وقامت السلطات العراقية في إجراء مهين لم يواجه أي رد فعل من قبل المقيمين في أشرف بسبب علو طبعهم فقط ولا غير، (قامت) بنشر كميات كبيرة من المنشورات في شوارع أشرف ومقراته المختلفة كما أعلنت عن طريق مكبرات الصوت "أن الحكومة العراقية مصممة في قرارها لنقل سكان المخيم إلى مكان آخر" و"أن الأفراد المتطوعين بإمكانهم تقديم أنفسهم إلى مركز الشرطة أو أي من الدوريات". والأمر المهين الآخر كانت دعوة الحكومة العراقية بانهزام وانهيار لمجاهدي خلق المقيمين في أشرف حيث وردت في هذه الأوراق أسماء عدد من السفهاء والعملاء المنهارين غادر بعضهم أشرف قبل ثلاث سنوات وأصبحوا مجندين لوزارة مخابرات الملالي. كما تم في هذه المنشورات إطلاق وعود لمجاهدي أشرف وبشكل سخيف في هذه المنشورات بأنه إذا غادروا أشرف يمكنهم "العيش العادي في بلدان أوربية أو إيران كمواطنين" مثلما فعل هؤلاء الأفراد.
وتناقل مسئولي اللجنة والقوات العراقية وبرفقتهم الصحفيون والمراسلون تناقلوا من مقر إلى مقر آخر داخل أشرف وتحدثوا مع العديد من سكان أشرف وطلبوا منهم مغادرة أشرف والإقامة في فنادق ذات نجوم في بغداد. ولكن وخلافاً لتوقعاتهم والدعوات المتكررة فلم يأبه حتى شخص واحد من عناصر مجاهدي خلق المقيمين في أشرف لهذه المسرحيات وبالتالي عادت الحافلات الصغيرة التي جلبوها لنقل سكان أشرف خالية.
والآن وبعد معارضة المقيمين في أشرف لنقلهم والتي شاهدها عشرات المراسلين نرجع إلى تصريحات السيد رئيس وزراء العراقي التي أطلقت بيوم واحد فقط بعد الإجراءات التي ذكرناه.
لماذا لازال يصر على قرار طرد مجاهدي خلق من العراق. ولما يصر أنه "لن يسمح أن يبقى هؤلاء في العراق"؟ وما هو قصده وراء "اتخاذ إجراءات ضرورية عند استنفاذ الفرص"؟ هل هي إجراءات تشبه سابقتها كجريمة ضد الإنسانية تلك التي ارتكبتها القوات العراقية و هو القائد العام لها في يومي 27 و28 يوليو الماضي وتركت وراءها 11 قتيلاً و500 جريح من ضمنهم 130 مصابين بالنقص في الجوارح؟ واخذ 36 شخصًا كرهائن لفترة 72يومًا بالرغم من أن المحاكم العراقية قد أصدرت ولثلاثة مرات قرارات ببراءتهم وإطلاق سراحهم وعدم مجرميتهم وتعرضوا خلال هذه الفترة لشتي ممارسات التعذيب والأذى ولم يطلق سراحهم إلا بعد أن كانوا في إضراب عن الطعام طيلة تلك الفترة وتحول إضرابهم إلى إضراب تام عن الطعام والشراب لمدة 7 أيام وبضغوط دولية هائلة ومواقف الشرفاء في العالم؟
وفي حين أعلن المقيمون في أشرف بأنهم قرروا البقاء في أشرف طوعًا إلا أن تتهيأ إمكانية رحيلهم إلى إحدى البلدان الأوربية، هل إصرار المالكي لنقلهم ليس قسرا و خلافًا لرغبة هؤلاء، أليس ذلك بـ جريمة؟ وهل سيتم ذلك الإجراء إلى مجزرة أخرى جديدة وأسئلة كثيرة محرجة؟
وفيما يتعلق بالإجراءات والتهم التي تنسب إلى مجاهدي خلق كذبًا، لماذا لا يطرح المالكي هذه التهم في محكمة صالحة أوربية ولماذا لم يلجئوا للقضاء منذ سنين مادامت لديهم تلك الادعاءات؟
ليس هناك أي شك بأن النظام الإيراني يريد أن يزيل معارضته وبديله الشرعي وهو في مواجهة لانتفاضة شعبية عارمة والتي ستؤدي إلى سقوطه لا محاله. فهل تنفيذ هذه الإعمال لصالح نظام طهران ولو أن السيد المالكي يدعي بأنه لا ينفذ الإملاءات الإيرانية، لكن هذه الإجراءات تأتي متطابقةً تمامًا على طلبات النظام في طهران ولا مصلحة للعراق فيها؟ ومن يستفيد من منع دخول المواد الأولية الأساسية ومن ضمنها الوقود إلى أشرف ومحاصرته؟
برأينا المستفيد الوحيد هو النظام الحاكم في إيران. وخصوصا في ظروف يقبل فيها المالكي على انتخابات نيابية ليست لصالحه مطلقا حتى في حسابات سياسية بسيطة وعادية ليستمر في محاصرة أشرف ولو ليوم واحد، لم يبقى لنا إلا أن نقول أن النظام الإيراني اشترط تأييده وتأييد التيارات التابعة له في العراق للمالكي على استمرار محاصرة أشرف وقمع سكانه من قبل حكومة المالكي. وهل رضخ المالكي لهذه الشروط وتلك القيود والاملاءات؟
باحث وكاتب
mayousof2005@gmail.com
التعليقات
قرار مخالف للقانون
دنيا عبدالله -إن قرار الحكومة العراقية بنقل سكان مخيم أشرف الي مناطق نائية هو قرار مخالف للقانون وظالم ومدان ومرفوض من قبل معظم الشعب العراقي وجميع القوى والشخصيات الوطنية العراقية. وللأسف ترضخ الحكومة العراقية إلى مطالب وضغوطات نظام الملالي لإرتكاب مجزرة بحق مجاهدي خلق كشرط لدعم نوري المالكي في الإنتخابات العراقية المزمع إجراءها في شهر أذار القادم منتهكًا بذلك تعهداتها والتزاماتها وجميع القوانين الدولية لحقوق الانسان والقيم الإسلامية.
ادانة دولية
اميد ـ باريس -كان من الطبيعي جدًا أن يدين المجتمع الدولي والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان بشدة هذا القرار حيث دعت الحكومة العراقية بمراعاة إتفاقيات جنيف والإلتزام بها. ومن هذه الحملات الدولية طالب أكثر من 130 اعضاء الكونغرس الامريكي واكثر من 2170 من رؤساء البلديات للمدن الفرنسية طالبوا الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة بمنع النقل القسري لسكان أشرف كما طالبوا الحكومة العراقية بتنفيذ قرار البرلمان الاوربي الصادر في 24 أبريل 2009.
دعم العراقيين
شامل ـ طالب عراقي -و أدت الحملات الدولية دورًا مؤثرًا في منع وقوع كارثة إنسانية في أشرف بجانب دعم أغلبية الشعب العراقي وجميع القوى السياسية الوطنية والديموقراطية العراقية خارجة عن هيمنة الملالي الحاكمين في إيران ومنع تكرار الكارثة الانسانية فضلاً عن صمود اعضاء مجاهدي خلق الإيرانية المقيمين في أشرف لصون حقوقهم. وعلى سبيل المثال أكدت العفو الدولية في بيان لها إنه لا يجوز أن تقوم الحكومة العراقية بنقل سكان أشرف حيث يعرض حياتهم للخطر.
افراد محميين
حامد حسيني -سبق أن صادق البرلمان الاوربي على قرار يؤكد على الموقع القانوني لسكان أشرف كأفراد محميين ضمن إتفاقية جنيف الرابعة وطالب رئيس الوزراء العراقي لضمان عدم إتخاذ اي خطوة تعرض السكان للخطر وعلى الحكومة العراقية ان تتعامل معهم وفق إتفاقيات جنيف. كما انتقد اوائل الشهر الحالي أعضاء الكونغرس الامريكي بشدة مسايرة الإدارة الامريكة حيال تعامل حكومة المالكي قائلين: باننا لم ندفع باموال وحيات الجنود لتصبح الحكومة العراقية بقبضة النظام الإيراني، كما إنهم قدموا مشروع قرار يحمل توقيع أكثر من 136 من أعضاء الكونغرس يدعو الحكومة العراقية بإلتزام بتعهداتها للولايات المتحدة الأميركية لضمان سلامة سكان أشرف.
قضاء الدهر
علي ـ كندا -وما أشبه اليوم بالأمس وما أشبه من ظلموا مجاهدي خلق و ظلموا سكان أشرف عناصر مجاهدي خلق ولا زالوا مصرين على ظلمهم وانتهاك حقوقهم ويا للمصادفة وعدل قضاء الدهر حيث أن من كلف بالدفاع عن سكان أشرف وكالة عن عوائل هؤلاء هو صديق حميم للرئيس التشيلي الراحل سلفادور اليندي وأوكل للدفاع عن اشرف ليعمر طريق الأمل والفتح الكبير المطلق الذي تكلم عنه الرئيس سلفادور اليندي .، وهذا المحامي الموكل للدفاع أشرف هو الدكتور خوان غارسيه الخبير الحقوقي الدولي البارز الذي كان المستشار السياسي للرئيس اليندي وكان معه حتى اللحظات الأخيرة من حياة الأخير في قصر الرئاسة.. ويا لعدل قضاء الدهر أيضًا أن المحكمة التي تنظر في هذه قضية اشرف في اسبانيا هي المحكمة المركزية في إسبانيا أي نفس البلد الذي أصدرت فيه المحكمة حكمًا باسترداد بينوشيه ومحاكمته. نفس البلد ونفس المحكمة ونفس الأجواء ..
قرار المحكمة الاسبان
حسن ـ بغداد -بناء على قرار المحكمة المركزية في إسبانيا فان الشكوى المقدمة حول أحداث 28 و 29 تموز 2009 في مخيم أشرف تشمل جريمة ضد المجتمع الدولي وجريمة حرب بالإضافة إلى جريمة قتل بحق 11 شخصاً و480 جريمة إلحاق أذى خطير بالجسم و36 جريمة اعتقال غير شرعي وتعذيب وكذلك إلحاق خسائر جنائية أخرى تتعلق كلها بانتهاكات لاتفاقية جنيف الرابعة في 12 آب 1949 حول حماية الأشخاص المدنيين في زمن الحرب. اتفاقيات جنيف المقبولة لدى اسبانيا والعراق حيث وقعت الحكومة العراقية في 8 حزيران 1977 البرتوكول الأول للاتفاقية. وبموجب قرار المحكمة: فان الحقائق الواردة في بيانات الادعاء هي أنه وفي الساعة الثالثة من يوم 28 تموز 2009 وكذلك في يوم 29 تموز شن حوالي 2000 من قوات فيلق 9 بدر وقوة «العقرب» الخاصة في بغداد والفوجين الثاني والثالث للشرطة وقوات مكافحة الشغب شنت عملية متعمدة ومخططة لها مسبقاً بقيادة اللواء ألشمري ومجهزة بعجلات همفي وجرافات وأسلحة نارية وفؤوس وهراوات معدنية وخشبية وسلاسل وغاز الفلفل وغازات مسيلة للدموع ورمانات صوتية وخراطيم مياه وعجلات متفرقة أخرى تم استخدام في الهجوم على سكان أشرف العزل وأطلقوا عيارات نارية عشوائية على المحميين بموجب اتفاقية جنيف وقتلوا 11 شخصاً منهم و اعتقلوا 36 آخرين..واستند قاضي التحقيقات إلى المبدأ العالمي للملاحقة القضائية للجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب بموجب الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي وهذا نابع عن السير القضائي في المحكمة العليا الاسبانية.
مصير هتلر
اشواق داود ـ امارات -لم يبقى لدى آمرو هذه الجرائم الذين هم في إيران ألان أي أفق للبقاء في الحكم ، ومنفذوها في العراق يعرفون هذا جيدًا. والقضاء واقع عليهم كغيرهم وإليهم أخيرًا او قريبا.. ولن يكن مصير من هاجم أشرف أفضل من مصير هتلر وموسوليني و قد يفلح من يستعجل وينقذ نفسه في أقرب وقت ممكن ويخسر من يربط مثيره بنظام طهران.