أصداء

المرأة شذرة لامعة في فكر العراقي خالد عيسى طه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الانتصار للمرأة في مقالات الاستاذ خالد عيسى طه والدفاع عنها هو شذرة لامعة احاول ان التقطها واتطلع الى جمالية الاسلوب وطراوة التعبير المستخدم فيها والمكرس لمجتمع تحترم فيه المرأة وتنال حقوقها معززة ً ومكرّمة.

خالد عيسى أديب اتسم بالقدرة على ايصال الأفكار لا بطريقة المسلمات الجاهزة ولكن بالمناقشة واسلوب المونولوج الداخلي غير المباشر. قلمٌ حرٌ قيم المرأة وحنوها الدؤوب على كل مناحي الحياة فقال فيها قولا حقيقيا ورصينا، انها الام التي كرست " شبابها لأولادها، وهي زوجة الأسير التي بقيت تنتظر عودة الغائب وقد أحنت ظهرها على اطفالها.... المرأة العراقية هي التي شغلت المستشفيات والمدارس والمصانع عندما كان الرجال على الجبهات في حروب خاضها النظام وهي المرأة التي تحملت وطأة.... الحصار وخففت من اعبائه عن كاهل الرجل وكذلك الظرف العصيب الذي يعيشه كل افراد المجتمع العراقي ويضاعف ثقله على المرأة العراقية ".

ان لغة الخطاب التي تسود مقالة الاديب خالد عيسى طه تميل الى المباشرة الجزلة التي تنجز بكثافة وببساطة مهمة الايصال الى القارىء ماتريد الفكرة ان تقوله مع تحريض اقناعي انسيابي قل نظيره: قال في معرض العتاب او التبرم: " لقد نسي الاسلاميون في العراق هذه الصورة يقصد صورة المرأة العراقية ووضعوا مقاييس للمرأة لاتخدمهم هم ايضا على المدى القريب والبعيد، خصوصا ان نسبة النساء العراقيات تصل الى 63% من المجتمع العراقي والوصول الى السلطة سيكون في يوم ما من خلال هذه النسبة العالية وهذا ينطبق على كل من يريد العمل في العراق السياسي.

ان خالد عيسى طه هنا ينطلق من خاصتين الاولى قراءة الواقع الاحصائي الذي يحترمه هو ويضعه العلم في الاعتبار في ان الرقم 63% هنا له ثقله في التصويت من اجل تحرر المرأة وقوانين حقوق الانسان في التساوي، والخاصة الثانية ان استاذنا الكاتب يعول على مؤسسات الفكر الديموقراطي ويعول على حراكها المستقبلي من اجل نصرة الحقوق وليس من اجل اعادة شكل من اشكال الديكتاتورية والآمرية وجبروت الكثير من الرجال المهيمنين على ارادة المرأة والمتعسفين بها شر تعسف.

يقول هذا الأديب المتمكن وباسلوب سلس ومهذب وتفاوضي ! " تساؤل يطرح نفسه: اليس الاهم ان يكون الاسلاميون عونا لمليون امرأة ارملة عراقية...؟؟ اذ ترمل مئة امرأة يوميا حسب احصاءات الامم المتحدة ارامل خلفهن ما متوسطه اربعة ملايين يتيم، أليست الفضيلة في مساعدة زوجة المعوق التي في احيان كثيرة هي المعيل للاسرة ام ان الفضيلة فرض النقاب على المرأة في بعض المدن وليس الفضيلة في اعانة امهات وزوجات آلاف المعتقلين في السجون العراقية والامريكية....؟!، انظروا الى هذا الجانب فهو اهم واكثر نفعا لكل الاطراف.... فجراح العراقيين لايضمده متر من القماش لحجاب الشعر... وطلاء الاظافر الاحمر لن يحقن دماء العراقيين... "

انه ينحو باللآئمة على الاسلاميين المتطرفين الذين تكون اغلى امانيهم استنساخ التجارب الدينية على حساب وطنهم، فيتشبهون باساليب اسلمة المجتمع قسريا وهذا يتنافى مع حقوق الافراد وحريتهم المغتالة والمتهمة دائما وابدا على انها خروج على القالب والنهج والتقليد. يقول: " انتم ونحن لسنا في السعودية او في ايران....ولانريدكم ان تختلفوا في كل شيء وتتفقوا فقط على ممارساتكم تجاه المرأة كماكانت طالبان." نريد العراق بلدا للكل تصان فيه حرية وكرامة الفرد وهذا الشيء كفيل ايضا باحترام الدين الاسلامي اما الممارسات التي يقوم بها الدين السياسي فهي لاتخدم بقدر ماتضر وعلى المديين القريب والبعيد."

ان النضال على جبهتي ارساء الديموقرطية وحرية المرأة هما نقطتان مركزيتان للعمل في الجبهة السياسية والثقافية وهما محطتا صراع سيخسر فيهما لامحالة دعاة الفكر الماضوي المتخلف غير المواكب لطبيعة الحياة وطرائق تطورها واختلاف اساليبها وتعدد رؤاها ومنجزها فيما هو متنوع وغرائبي ومتجدد في العلم في الفكر في الشكل في المحتوى ! انه عالم عاصف لايعرف التمسطر والحدود الابدية والقواعد الفولاذية والسواتر المذهبية الكونكريتية وتلغيم النفوس على بعضها البعض دينا وحضارة واجناسا واعراقا ! لقد ولى زمان الدعوات الطائفية والحزبوية والاقليموية والقومانية والتطرف الديني وسجن واحقار المرأة نصف الناس وام الحياة، ان العالم ذاهب الى ازاحة هذه الديناصورات عن طريق الحضارة والحياة المعاصرة الجانحة للحرية. ان شعبا لايدرك ان الديموقرطية السياسية وتحرر المرأة هو دربُه ومنجزه وحلبة صراعه اليومي يبقى مراوحا في عادات رثة واساليب منفلوطية وسجعية كلّ وملّ منها حتى الببغاء!!!!

ازكى واطيب الذكرى لمن قال كلمة جميلة بحق الام والاخت والزوجة والبنت والحبيبة، واعنى الاديب الراحل خالد عيسى طه، محبتنا لذكراه وعهد منا ان نسير على خطى عراقنا الحبيب وهو يمضي لامحالة الى التضامن والسلام الاجتماعي في نصرة بناته وابنائه جميعا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أين هو الفكر ؟
سعيد احمد -

لو كتب كاتب المقالة عن المرأة في فكر سارتر او نيتشه أو شكسبير او أفلاطون ... كنا نتقبل منه هذا الطرح ، أما ان يكون الحديث عن شخص ليس معروفا حتى على النطاق المحلي العراقي وكذلك لاتوجد له نتاجات فكرية وادبية متميزة ومشهورة ... وهو مجرد محامي يكتب مقالات في مواقع الانترنت حاله حال ملايين الناس ... فأعتقد يصبح الكلام عنه دعاية شخصية مفضوحة تدخل ضمن كتابات الاخوانيات والمجاملة السمجةالمثيرة للسخرية !!