فضاء الرأي

يهود العراق: ذكريات وشجون (48)

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتمة لقاءات في مؤتمرات عقدت صيف 2009 في إنكلترا -3-


إفتتح مؤتمر كمبردج عن يهود الحضارة العربية المنعقد في 22 حزيران (يونيو) 2009، برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، أستاذان لامعان هما البروفيسور جريجور شوارْبْ والبروفيسور ياسر سليمان من جامعة كمبردج بانكلترا، اللذان استضافا المؤتمر واشرفا عليه. تحدث الأول في كلمته الموجزة الحبلى بالأفكار عن يهود البلاد العربية الذين اتخذوا بحكم مواطنتهم الطويلة اللغة العربية أداة للتعبير عن ثقافتهم وآدابهم خلال خمسة عشر قرنا في ظل الحضارة العربية. ولكننا اليوم نشهد اضمحلال الثقافة اليهودية العربية واندثارها كلغة تعبير ادبية وثقافية، سوى لدى القليل منهم من الذين لا يزالون يشعرون "بسريانها في عروقهم". وبعد مغادر أنور شاؤل ومير بصري العراق في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، اسدل الستار على حلم مشاركة اليهود في الثقافة العربية في الشرق الأوسط. ولذلك جاء هذا المؤتمر ليحاول القاء الضوء على احتضار الثقافة العربية بين اليهود الذين نزحوا من البلاد العربية الى إسرائيل حيث واصل القليل منهم الابداع فيها وترجمة الكتب العربية الى للغة العبرية وبالعكس، كما سيحاول هذا المؤتمر معرفة موقف الأدب العربي والأدب الفلسطيني خاصة من انفصال الثقافة اليهودية عن الحضارة العربية.
شارك في هذا المؤتمر الحافل كبار المتخصصين بالأدب العربي والقيت المحاضرات ودار النقاش خلال ثلاثة أيام، القيت فيه محاضرة عن "الأدباء اليهود النازحين من العراق والادباء العرب في اسرائيل" (أنظر الحلقة 47)، فقد عاصرت ادب يهود البلاد العربية عامة والعراق خاصة وحاولت ان ادلي بنتيجة ابحاثي عن أدب اللغة العربية الفصحى في العراق، هذا الأدب الذي بزغ في مطلع القرن العشرين في بغداد بنشاط المحامي سلمان شينه وأنور شاؤل في مجلة "المصباح" (1924-1927) وأنور شاؤل في مجلته الأسبوعية "الحاصد". (1929-1938) وأنا آمل ان تصدر جامعة كمبردج المحاضرات التي القيت في المؤتمر، في كتاب، ولذلك فساقصر حديثي هنا على معاصرتي لاحتضار أدب يهود العراق باللغة العربية الفصحى وكيف تندمج وتذوب لغات وثقافات الأقليات في ثقافة ولغة الأغلبية.
لا شك أن تعلق يهود البلاد العربية عامة ويهود العراق ومصر خاصة باللغة العربية راجع ليس لأن الدولتين كانتا تحت الحكم الأنكليزي، والأنكليز على نقيض الأفرنسيين لا يتدخلون في لغة وثقافة البلاد التي يستعمرونها، بل الى أن اللغة العربية الشاعرة كانت عندهم لغة الام ولغة الدولة في المدارس اليهودية. وهي لغة غنية ومن اغنى لغات العالم بمفرداتها ومرادفاتها ودقت صرفها ونحوها، حتى رأت العرب أن الله شرف هذه اللغة الفريدة بتنزيل القران، ولعل اللغة الصينية أغنى منها بالمفردات ْ ولكن لا توجد لغة في العالم تبلغ شأو اللغة العربية في رسم حروفها الفريدة في بابها والتي تشجع على التلاعب اللفظي بانواع البديع والمحسنات البلاغية كالجناس والطباق والمقابلة. لذلك تعلق العرب بلغتهم وفاخروا بها على الشعوب التي اخضعوها، واستطاعوا بواسطتها الشموخ على غيرهم من الاقوام الذين سبقوهم في ميدان الحضارة الفكرية والمادية، فاطلقوا على غير العرب كلمة "اعاجم" لعدم تمكنها من النطق بها النطق الصحيح. ثم فاض الفيض في العصر العباسي واخذ الشعراء وكتاب المقامات بعد ان تغلب التصوف الاسلامي على المنطق اليوناني والفلسفي في العالم الاسلامي، فعمدوا الى التجديد في فنون الشعر، لا عن طريق الفلسفة والحكمة والعلوم العقلية بل عن طريق الأدب والنظر الى شكل الكلمات والتلاعب الزخرفي بها، فنظموا في العصر الذي يطلقون عليه عصر الانحطاط، الابيات الشعرية مهتمين بالزخرف الذي يدل على براعة في الحفظ والترف الحضاري من جهة وعلى افلاس فكري من جهة أخرى، وقد بلغت المكاتبات السلطانية في العصر العباسي اوجها من الزخرف اللفظي، حتى ان الرسائل اصبحت قريبة الشبه بالقصيدة بحيث تشبه ديباجتها النسيب.
وعندما راجعت ما كتبته من ذكريات، لاحظت انني اصبحت اعمد الى فن من فنون الادب العربي المتأخرة وهو ما كان يعرف بحل الشعر، أو حل المنظوم، اي ان الاديب كان يعمد الى المفرادات الشعرية في القصائد ويوظفها في النثر، وقد بدت مقدمتي لبعض ذكرياتي وخاصة رقم 47 كانها نسيب يسبق الموضوع الرئيسي ويمهد له، لما فيها من مفردات النسيب والغزل العباسي والموشح الاندلسي دون وعي مني. ولعل ما قمت به هو رد فعل لما ينشر في الصحف الالكترونية والمطبوعة العربية، وخاصة في الاسلوب الذي يتبعه بعض القراء في ردودهم وتعليقاتهم المليئة بالاخطاء الاملائية والنحوية على المقالات التي يدبجها يراع كبار أدباء اللغة العربية الفصحى، حتى ان المشرف على هذه الردود يعلق عليها احيانا بكلمة "غير مفهوم". وهكذا اصبح الحاسوب اليوم من اهم اسباب تدهور اللغة العربية وضرب "مفاخر الصنعة" التي اهتم بها العقاد والمازني، في مطلع القرن الماضي، "عرض الحائط"، ثم تلاهم طه حسين بأسلوبه الفصيح الفخم الذي يعكس نقرات عصا البصير في شق طريقه في الزحام، واعترضوا على اهمال البلاغة، واتهموا الكتاب المجددين بانهم "يدقون عنق البلاغة العربية"، فخر العرب، وقالوا إن اهم اسباب هذا الاهمال هو الصحافة الحديثة وآلات الطباعة التي تستعجل المحررين ولا تبقي لهم مجالا للتفكير بمفاخر الصنعة وروعة البلاغة العربية لأن في البيان سحرا حلالا.
ترى ماذا كانوا سيقولون اليوم عن اسلوب كتابة الانترنيت الهزيلة الجافة، اسلوب لا نجد فيه لجماليات اللغة من أثر، حتى الشعر العربي، ديوان العرب ومصدر فخرهم ومستودع تاريخهم وحكمتهم، لم يعد له تلك المكانة السامية، بل اصبح الوزن والقافية من مخلفات الماضي، حتى اننا نجد بعض المجلات تزهد في نشر الشعر العمودي، أي الشعر المنظوم المقفى، الذي يقسم البيت الى صدر وغجز يعكس توالي الليل والنهار، كأنهم يأنفون من سماع إيقاع خطوات الجمال والجياد في الفيافي،والطرقات، في زمن اختفت فيه الدواب ووقع اقدامها الرتيب الذي يقال انه املى على الشعراء أوزانهم العربية، واحتلت إيقاع َ خف الجمال وسنابك الخيل، عجلاتُ السيارات ومحركات الطائرات النفاثة التي لا نجد لها ايقاعا ونغما، بل ضوضاء وضجيجا.
ولكن ما هو سر تعلقنا نحن يهود العراق بهذه اللغة، أحقا لانها لغة شاعرية؟ لغة الأم التي تعلمناها في مدارس العراق وبرنامجها الادبي الذي شارك فيه كبار الادباء من مصر وسوريا ولبنان الى جانب فطاحل اللغة من العلماء العراقيين. ولكن ما ان بدأنا نشعر بالمساواة والفخر بمشاركتنا في الادب والثقافة في العراق، حتى جاءت القومية بتطرفها لتحل محل التسامح الديني، وضاعت جهود الملك فيصل في الوحدة الوطنية وذهبت ادراج الرياح قولته التي استعارها من سعد زغلول: "الدين لله والوطن للجميع".
شعرت بعد الهجرة من العراق بظمأ طاغ لقراءة الكتب العربية، ولم تشف مني الغليل الكتب القليلة التي حملتها معها والدتي واعدنا قراءتها حتى بليت أوراقها. سألت الاصدقاء، أين يمكن الحصول على كتب باللغة العربية؟ فقيل لي، في مكتبة السمهوري في يافا قرب العجمي. شعرت بالسرور لهذا النبأ، وما أن وصلتني المبالغ التي دفعتها لي جريدة "اليوم" التي كان يحررها المستشرق ميخائيل اساف و يقوم بتحرير زاوية الادب فيها الشاعر مراد ميخائيل، ومجلة "حقيقة الامر" الاسبوعية التي كان يحررها الاستاذ الياهو اغاسي من مواليد بغداد والاستاذ توفيق شموش من مواليد حلب، عن مقطوعات الشعر المنثور التي نشرتها، حتى بادرت في يوم 14/8/1952 الى السفر من تل ابيب الى يافا حيث كان يسكن ابن خالي شاؤل بار-حاييم مدير الاذاعة الاسرائيلية باللغة العربية في بيت كبير يحتل صالونه پيانو هائل الحجم بجناحه الجبارة كجناح العنقاء الاسحم. سألت ابن خالي، من اين هذا البيان، هل هو من أملاك العرب الغائبين، قال لا اشتريته من صديق يمبلغ زهيد، إذ لم آخذ معي آلة العود التي كنت اهواها في هروبي من حبل المشنقة في العراق، فعزفت على البيان. وفي اسرائيل اليوم يعوض عن الفن الشرقي الذي لم يبق له ذلك السحر القديم، بين الأبناء والاجفاد، بفن غربي تعوضا لما خسرناه، ولكن اين جس أوتار المثالث والمثاني وأنغامها الباكية الجزينة من جس مفاتح البيان الباردة وإن كانت من العاج، ونغمها العسكري الاستعماري.
دخلت مكتبة السمهوري بلباس الجيش بعد تجنيدي، فإذا بشيخ قد أرخى لحيته البضاء المهيبة، يرتدي دشداشة بيضاء وعرجين أبيض جالسا على حصير في منتصف قاعة المكتبة وقد قرب الكتاب الى عينيه ليسجل العنوان. كنت فرحا مستبشرا برفوف الكتب العربية. سألت الشيخ بدون لباقة وبلهفة، "عمي وين صاحب المكتبة؟"، إلتفت الشيخ ونظر الى مليا بلباسي العسكري ليرى من يستهين بمنظره، فاكفهر وجهه كمن ينظر الى جاب مقيت من جباة الضرائب، ولعله شعر بالاهانة لهذا السؤال "الغشيم" الذي لا يرى فيه شخصية تليق بصاحب مكتبة مشهورة، وقال باستخفاف متعمد "في مقعدي!". فوجئت بهذا الرد الفظ من كهل يفترض فيه الادب والوقار، قلت له، "يا شيخ شنو هل الحچي؟ مو عيب؟ جيت ااشتري منك كتب عربية". فغر فاه ونظر الي مليا وسأل بدهشة، "بدك كتب عربية؟ وشو يعمل جندي اسرائيلي بالكتب العربية اليوم في فلسطين المحتلة؟" أجبته، "أنا عراقي وأريد أقرا كتبْ عربية! أعاد النظر إلي بريبة مرة أخرى، وإذا به ينفجر باكيا: "أخيرا بعث لي الله من يشتري الكتب العربية، اشو طلع لي جندي إسرائيلي. والله يا عمي، ما بقى قيمة للكتب العربية، ضاعت اللغة العربية بهل البلد، هذه اللغة المباركة التي انزل الله عزّ وجلّ بها القرآن الكريم، هذه اللغة التي وسعت جميع العلوم والحضارات، لم يعد يقرأها أحد، ولم يعد يشتري كتبها أحد. لا يوجد من يشتري كتبا عربية اليوم، كلهم هربوا من يافا بالسفن والزوارق في الحرب السوداء الى لبنان وغزة. تقول انت عراقي؟ كنا نقول لقواد جيشكم، "ولكم هجموا على اليهود!!"، فكانوا يجيبون ببرود "ماكو أوامر، ما كو أوامر" وبين أكو وماكو راحت فلسطين يا ناس، راحت فلسطين!"، قالها وهو يصفق يدا بيد في يأس أليم، وهو يبكي ويعصر عينيه ثم يكفكف دموعه. وقفت مرتبكا، أنظر بحيرة الى هذا الشيخ الذي فقد كل شيء بين ليلة وضحاها، مثلي إنا الذي تركت كل شئء ورائي حاملا حقيبة من الصفيح اشتريتها من "سوق الصفافير" الذي راج سوقه في ايام الهجرة، فكرت كيف اواسيه، كلانا ضحية لصراع دموي مريع بين الدول الاستعمارية ومطامعها، وبين من يقول بالعودة الى الديار المقدسة بحق إلهي ووعد صريح، وبين من يقول بان هذه الارض فتحت عنوة وهي وقف اسلامي لا يمكن ان يباع أو يشترى، فقد حق الجهاد وحق الفدا، ويجب طرد الغزاة الذين جاءوا من اطراف المعمورة، بصليل السيوف بعد ان جاوزوا المدى في اطماعهم بسلب الارض وتدنيسها. قلت له بصوت مواس وانا شاب في مقتبل العمر لشيخ في ارذل العمر اصبح اهله لاجئين في خيام المعسكرات في اراضي الدول العربية الشقيقة التي آوتهم، وأنا لاجئ في خيام نصبت على عجل قرب بيارات البرتقال الحزين التي تركوها تنعى أهلها، محاطة باسوار الصبار، أنام على حشية من الاعشاب اليابسة، وسرير حديدي وغطاء من بطانيات مخلفات الجيش البريطاني الغادر المغادر. بحثت عن فكرة منطقية لمواساته في النكبة التي حلت بكلينا، ولكن كل فكرة تدلي بها في هذا الموقف الحرج، عن التاريخ والوعد الإلهي والفتوحات، وعن نكبة يهود أوروبا، والمطامع الأوربية تبدو واهية كخيوط العنكبوت. كل ما تستطيع فعله في هذا الموقف، هو الرجوع الى ما حفظته الذاكرة عن حكمة الآباء والاجداد عندما يفشل العقل في تحليل المصائب والنوازل، فلم اتمالك ان أقول له مواسيا نفسي ومواساته: "يا عمي، هذا قضاء الله وقدره، ولا راد لقضاء الله!" كفّ عن البكاء فجأة وجعل يتأمل فيما قلته، وقال بخشوع. "نعم، نعم! صدقت يا عمي، هذا عقاب الله لنا على تركنا اركان ديننا ولحقانا بركب حضارة الكفار".دفعت له ثمن الكتب واكثر لاطيب خاطره، بقلب كسير على ما حل بي من حيف وألم انتزاع الجذور، وبه في مأساة البقاء في وطنك غريبا.
ما زلت محتفظا بهذه الكتب الأولى بحرص المتمسك ببقايا جذوره التي استأصلتها الأحداث ولم تستطع الحد من تعلقي باللغة العربية، تسعدني قراءتها وتهفو الروح الى الكتابة بها، ولكن ابنائي وأبناء الجيل التالي لا يتكلمون العربية ولا يقرأونها، ويظرون إلى الصراع الدموي الديني والطائفي في البلاد العربية بدهشة ولا يفهمون معنى هذه الأحداث والقتل والمفخخات وهدم المساجد، ويتساءلون كيف استطعنا الصمود في مثل هذه الأجواء في البلاد العربية؟؟
بقيت اللغة العربية اليهودية الدارجة محصورة في التجمعات الشرقية في مدن اسرائيل وغالبا بين طبقة العمال والفقراء الذين يشاركون العرب في تجارتهم واعمالهم. أما المثقفون العرب من خريجي الجامعات الإسرائيلية فيتكمون اللغة العبرية بصورة اصح من اليهود الغربيين، ويخلطون كلامهم بمصطلحات عبرية تتعلق بدوائر الرفاه الاجتماعي والصحي التي يتمتعون بها، وينقل اليهود منهم التعابير العربية الفلسطينية التي تتسلل بسرعة الى اللغة العبرية الدارجة، ولم يستطع مجمع اللغة العبرية صد تيار الحياة العملية المتدفق.
والعرب في اسرائيل لا يرغبون في قراءة أدب يهود من العراق، أدب الذكريات عن وطن موجود- مفقود لفظهم، ولا سيما أن معظم الكتاب النازحين من العراق رحلوا عن هذه الحياة الفانية الى الباقية، والبقية في حياتنا وحياتكم. فأدب يهود الشرق هو ادب يجتر الماضي، أما عرب اسرائيل فمشغولون بهمومهم اليومية والسياسية، فهم ضحية الصراع اليهودي العربي، اقلية في أرض ولدوا فيها، محاطين ببحر من الدول والشعوب العربية التي ينتمون اليها دينا وقومية، ومن جهة اخرى، يعيشون في دولة ديمقراطية تحاكم رئيس الدولة ورئيس الوزراء إذا خرقوا القانون، تتيح لهم حرية الفكر والتعبير والعبادة، متمزقين بين الولاء للعرب وبين الولاء للدولة التي تقدم لهم رفاه المجتمعات الغربية، ولم يعد بينهم وبين اليهود النازحين من الدول العربية خاصة، ومواليد البلاد من اليهود عامة، سوى حفنة من المثقفين والسياسيين ممن يتعاطفون معهم ومع تمزقهم القومي، ويحاولون دمجهم فيها عبثا، والعربي في اسرائيل يحتج قائلا، كيف تريدني أن أقف لنشيد وطني إسرائيلي لا يعبر عن آمالنا، وكيف نحتفل بعيد استقلال وقعت فيه نكبتنا؟ أما أبناء اليهود النازحين من البلاد العربية فيقولون، كيف يمكن العيش في دولة يقتل فيها المواطنون بعضهم بعضا، استشرى فيها الفساد ويجبرون الأقليات على الفرار من ديارهم للحفاظ على حياتهم وشرفهم وللحصول على لقمة عيش كريمة خارج وطنهم؟


(التتمة في الحلقة القادمة، رقم 49)

كتبت هذه الذكريات لتنشر في مجلة "إيلاف"،
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف،
لا يجوز نشر هذه الذكريات بأية صورة كانت بدون اتفاقية وإذن خطي من المؤلف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من كل قلبي!
حلا -

أتمنى لك سيد شموئيل موريه من كل قلبي ان تعود الى بلدك العراق فالمكان الذي تعيش فيه اليوم له صاحب بفضلك هو ربما مشرد في أصقاع هذه الأرض لا نريد منكم شيئا فقط اتركوا وطننا فلسطين وعودوا الى بلادكم والله يحميكم

من كل قلبي!
حلا -

أتمنى لك سيد شموئيل موريه من كل قلبي ان تعود الى بلدك العراق فالمكان الذي تعيش فيه اليوم له صاحب بفضلك هو ربما مشرد في أصقاع هذه الأرض لا نريد منكم شيئا فقط اتركوا وطننا فلسطين وعودوا الى بلادكم والله يحميكم

salam
camil -

قول الحقيقة من المقدسات والشخص الصادق يرى الامور على حقيقتهاولا ينكرللاخر حقوقه الاخوة العرب يبيدون كل من يقول الحقيقة ان استطاعوويجعلون الظالم مظلوما والعكس لا اظن انكم ستنشرون رائي على كل حال شكرا لكم لأنكم منبر مميز وطبعا قصدي ليس كل العرب او غيرهم بكل الشعوب يوجد اناس يحبون كل الشعوب ويوجد من يرى كل العالم اشرار وضده

salam
camil -

قول الحقيقة من المقدسات والشخص الصادق يرى الامور على حقيقتهاولا ينكرللاخر حقوقه الاخوة العرب يبيدون كل من يقول الحقيقة ان استطاعوويجعلون الظالم مظلوما والعكس لا اظن انكم ستنشرون رائي على كل حال شكرا لكم لأنكم منبر مميز وطبعا قصدي ليس كل العرب او غيرهم بكل الشعوب يوجد اناس يحبون كل الشعوب ويوجد من يرى كل العالم اشرار وضده

اسفي عليهم
ليث -

اسف دائم لما يحصل من تهجير لليهود وبعده للمسيح في العراق. اطالب الحكومات العراقية الجديدة ان تاخذ موقف شريف تجاه المواطنين العراقيين اليهود الذين اجبروا بطرق مختلفة على ترك العراق. انا مسلم واشعر بالالم على اليهود العراقيين الذين لازال بعضهم يتكلم باللهجة العراقية في مقاهي لندن وامريكا.لقد تركو بيوتهم واموالهم ونحن يجب ان نتحلى بالمسؤؤلية الشعبية لنطالب بعودتهم واحتضانهم ولتكون المواطنة اساس بناء الوطن

اسفي عليهم
ليث -

اسف دائم لما يحصل من تهجير لليهود وبعده للمسيح في العراق. اطالب الحكومات العراقية الجديدة ان تاخذ موقف شريف تجاه المواطنين العراقيين اليهود الذين اجبروا بطرق مختلفة على ترك العراق. انا مسلم واشعر بالالم على اليهود العراقيين الذين لازال بعضهم يتكلم باللهجة العراقية في مقاهي لندن وامريكا.لقد تركو بيوتهم واموالهم ونحن يجب ان نتحلى بالمسؤؤلية الشعبية لنطالب بعودتهم واحتضانهم ولتكون المواطنة اساس بناء الوطن

رائع لولا الأخطاء
عادل الحداد -

أسعدتني كثيراً عودتك للكتأبة ، فأنا من المتابعين لهذه الذكريات من فترة طويلة ، ولكن عتبي على إيلاف هو عدم مراجعة المقال قبل نشره لتصحيح بعض الأخطاء الطبعية ليتكمل جمال المقال ، شكراً دكتور وأطال الرب عمرك .

رائع لولا الأخطاء
عادل الحداد -

أسعدتني كثيراً عودتك للكتأبة ، فأنا من المتابعين لهذه الذكريات من فترة طويلة ، ولكن عتبي على إيلاف هو عدم مراجعة المقال قبل نشره لتصحيح بعض الأخطاء الطبعية ليتكمل جمال المقال ، شكراً دكتور وأطال الرب عمرك .

دلال حنينكم
هارون الرشيد -

ومن دلال حنينكم للعراق تحريض الامريكان على قتل ابنائه وتدميره.خوش حنين .

دلال حنينكم
هارون الرشيد -

ومن دلال حنينكم للعراق تحريض الامريكان على قتل ابنائه وتدميره.خوش حنين .

سلام الی كوردستان
بشير صبري بوتاني -

يا استاذ شموئیل مورية المحترم! في حالة عدم قبول الحكومة العراقية زيارتكم للعراق، فمن السهولة بان تسافروا الی وطنكم الثاني وهو اقليم كوردستان. لذا أتمنى لكم من كل قلبي بان تزوروا اربیل وشقلاوة و... وذلك لان اخوانكم الاكراد مازالوا ينتظروكم...

سلام الی كوردستان
بشير صبري بوتاني -

يا استاذ شموئیل مورية المحترم! في حالة عدم قبول الحكومة العراقية زيارتكم للعراق، فمن السهولة بان تسافروا الی وطنكم الثاني وهو اقليم كوردستان. لذا أتمنى لكم من كل قلبي بان تزوروا اربیل وشقلاوة و... وذلك لان اخوانكم الاكراد مازالوا ينتظروكم...

ما ترد
جويهل الكردي -

بلا حنين بلا بطيخ الشام ماكو الك غير اسرائيل وما تتركها

ما ترد
جويهل الكردي -

بلا حنين بلا بطيخ الشام ماكو الك غير اسرائيل وما تتركها

bravo
dr.majid -

merci sir and bravo to publish these memories..y are brave man and neutral and generous...we like you our brothers iraqy jews....iraqy doctor suffer like you from homesickness in europe

bravo
dr.majid -

merci sir and bravo to publish these memories..y are brave man and neutral and generous...we like you our brothers iraqy jews....iraqy doctor suffer like you from homesickness in europe

مرحبا بكم في عراقكم
عراقي شيعي -

نرحب بالدكتور سامي موريه نحن شيعة العراق في مزارات لاخوه اليهود العراقيين في الكفل وفي العزير وفي منطقة ابو دو دو ونتمنى عليهم زيارة بلدهم الديمقراطي العراق الجديد بقيادة الاخ المالكي الذي لا يظلم عنده احد.نتمنى النشر

مرحبا بكم في عراقكم
عراقي شيعي -

نرحب بالدكتور سامي موريه نحن شيعة العراق في مزارات لاخوه اليهود العراقيين في الكفل وفي العزير وفي منطقة ابو دو دو ونتمنى عليهم زيارة بلدهم الديمقراطي العراق الجديد بقيادة الاخ المالكي الذي لا يظلم عنده احد.نتمنى النشر

الى الكاتب
عجيب عيسى -

يهود العراق الان هم اسرائيليون ولو العراقيين بيهم خير خلي يسووا العراق وطن افضل

الى الكاتب
عجيب عيسى -

يهود العراق الان هم اسرائيليون ولو العراقيين بيهم خير خلي يسووا العراق وطن افضل

welcome home
Kurdi -

to number 7 : you are not Kurdish , simply because , we the KURDS welcome back all the people who made iraq a place to never be forgotten, and the Iraqi Jew''s are the best of all , love you Kaka Sami

welcome home
Kurdi -

to number 7 : you are not Kurdish , simply because , we the KURDS welcome back all the people who made iraq a place to never be forgotten, and the Iraqi Jew''s are the best of all , love you Kaka Sami

على ضفاف بابل
لولوة ثاني- الامارات -

( شعرت بعد الهجرة من العراق بظمأ طاغ لقراءة الكتب العربية ) .. أتصور كم هو موجع يا دكتور موريه هذا الحنين وأحترمه ! .. بمجرد قراءتي لأحاسيسك الفياضة استرجعت ذكريات الدكتور بطل رواية (على ضفاف بابل) للكاتب العراقي المميز خالد القشطيني ، دمت متميزا والى الأمام .

على ضفاف بابل
لولوة ثاني- الامارات -

( شعرت بعد الهجرة من العراق بظمأ طاغ لقراءة الكتب العربية ) .. أتصور كم هو موجع يا دكتور موريه هذا الحنين وأحترمه ! .. بمجرد قراءتي لأحاسيسك الفياضة استرجعت ذكريات الدكتور بطل رواية (على ضفاف بابل) للكاتب العراقي المميز خالد القشطيني ، دمت متميزا والى الأمام .

شكرا لايلاف..
د.درويش الخالدي -

شكرا لايلاف مجددا على نشر ذكريات الاستاذ العراقي موريه وانا من المتابعين لمقالات وذكريات الاستاذ واوجه تحيتي للاستاذ سامي على كل ما كتب ولا اعرف لماذا اشعر بالاسى وحرقة في القلب كلما اقرأ له هل لانني انا عراقي؟ ام مغترب مثله في بلاد الغربه وبعيدا عن عراقي؟ نعم ايها الاستاذ كلنا مبعدون بسبب السياسات المتعجرفه السابقه والعقول المتخلفه. ولكن الخير قادم بأذنه تعالى وسيكون المستقبل لنا وانا واثق من كلامي فمن خلال قراءتي لبعض المعلقين الكرام اشعر بالفرح وذلك بفتح بيوتهم لكم انتم اليهود. وانا بدوري اتمنى ان ترجعوا الى بلدكم العراق وذلك لانكم اولاد عمومتنا قبل كل شيء والذي يجمعنا اكبر من الذي يفرقنا. وتحيتي لك ولكل الاحبة اليهود العراقيين في المهجر.

شكرا لايلاف..
د.درويش الخالدي -

شكرا لايلاف مجددا على نشر ذكريات الاستاذ العراقي موريه وانا من المتابعين لمقالات وذكريات الاستاذ واوجه تحيتي للاستاذ سامي على كل ما كتب ولا اعرف لماذا اشعر بالاسى وحرقة في القلب كلما اقرأ له هل لانني انا عراقي؟ ام مغترب مثله في بلاد الغربه وبعيدا عن عراقي؟ نعم ايها الاستاذ كلنا مبعدون بسبب السياسات المتعجرفه السابقه والعقول المتخلفه. ولكن الخير قادم بأذنه تعالى وسيكون المستقبل لنا وانا واثق من كلامي فمن خلال قراءتي لبعض المعلقين الكرام اشعر بالفرح وذلك بفتح بيوتهم لكم انتم اليهود. وانا بدوري اتمنى ان ترجعوا الى بلدكم العراق وذلك لانكم اولاد عمومتنا قبل كل شيء والذي يجمعنا اكبر من الذي يفرقنا. وتحيتي لك ولكل الاحبة اليهود العراقيين في المهجر.

Iraqi Jewish
Salem -

I think it was Iraqis biggest mistake to let the Jewish go.Unfertunetley Iraqis did not learn a lesson and they are doing it now with Christians and tomorrow with a good Muslims and then say to Iraq good buy.Because there was never any prosecution. same People or ideology they did it and they are doing it a gain

Iraqi Jewish
Salem -

I think it was Iraqis biggest mistake to let the Jewish go.Unfertunetley Iraqis did not learn a lesson and they are doing it now with Christians and tomorrow with a good Muslims and then say to Iraq good buy.Because there was never any prosecution. same People or ideology they did it and they are doing it a gain

يا مئة اهلين بالعكيد
ابو الوليد موصل عراق -

عزيزي شموئيل انا من المتابعين لمقالاتك وانتظرها بشغف وحقا عندما اقرئ ذكرياتك تدمع عيني وانشاءالله تعود الى وطنك العراق باقرب فرصة ويتم تعينك بجامعات العراق وقبل ذلك اريد ان احكي لك على اليهود في الموصل انا كنت ساكن في منطقة اسمها سوق اليهود الى قبل بضع سنوات انتقلت الى مكان ثاني في الموصل ولازلت اسكن الموصل كان لي اصدقاء من الصاغة كبار في السن وكنت دائما اسئلهم عن اليهود واستفسر عنهم هل كانو ناس جيدين ام سيئين وهل كانو خبثاء مثلمى يصور لنا البعض وهكذا فكانو يحدثونني عنهم بامانة للتاريخ يقولو كانو اؤناس جيدين جدا وثقافتهم ثقافة عربية واسلامية كانو ياتون الى الفاتحات اذ توفى احد من المسلمين ويذهبون الى المشافئ لزيارة المرضى من جيرانهم المسلمين وكانوا عائلة واحدة هم والمسلمين ويقول محدثي ان اليهود كانو يمزحو فيمى بينهم ويقولو ( حسقيل اشقال قلبك من طقت الطقاقة ) وعلوك اعلى من ربعك )( ونزلوك بسغداب العتمي ) وكانو شاطرين جدا في التجارة يقول جائني جاري يهودي وكان يعمل صائغ للذهب وقال لي اعطني 600 فلس يقول اعطيته المبلغ يقول ذهب اليهودي الى سوق باب السراي وجلب معه صندوق ووضعه عندي قلت له ما هذا الصندوق قال انها مواس حلاقة اشتريتها وانت شريك معي قلت له لا لا انا ليس لي علاقة ولن اكون شريك قال لي خسارتك علي يقول بعد شهران جاء وقال اعطني الصندوق فاعطيته وذهب الى السوق ومن ثم عاد واعطاني 3 دنانير في ذلك الوقت كانت كثيرة قال هذا ربحك من الصندوق يقول فرحت فرحا لا يصدق وشكرته وقال لي وهو يضحك اذا طابلك عود اي اذا عجبك الوضع راجعني يقول فضحكنا وسكت محدثي قليلا وبحصرة قال والله كانوا اليهود خير وبركة علوى ترجع تلك الايام واشكر ايلاف لسعة صدرها

يا مئة اهلين بالعكيد
ابو الوليد موصل عراق -

عزيزي شموئيل انا من المتابعين لمقالاتك وانتظرها بشغف وحقا عندما اقرئ ذكرياتك تدمع عيني وانشاءالله تعود الى وطنك العراق باقرب فرصة ويتم تعينك بجامعات العراق وقبل ذلك اريد ان احكي لك على اليهود في الموصل انا كنت ساكن في منطقة اسمها سوق اليهود الى قبل بضع سنوات انتقلت الى مكان ثاني في الموصل ولازلت اسكن الموصل كان لي اصدقاء من الصاغة كبار في السن وكنت دائما اسئلهم عن اليهود واستفسر عنهم هل كانو ناس جيدين ام سيئين وهل كانو خبثاء مثلمى يصور لنا البعض وهكذا فكانو يحدثونني عنهم بامانة للتاريخ يقولو كانو اؤناس جيدين جدا وثقافتهم ثقافة عربية واسلامية كانو ياتون الى الفاتحات اذ توفى احد من المسلمين ويذهبون الى المشافئ لزيارة المرضى من جيرانهم المسلمين وكانوا عائلة واحدة هم والمسلمين ويقول محدثي ان اليهود كانو يمزحو فيمى بينهم ويقولو ( حسقيل اشقال قلبك من طقت الطقاقة ) وعلوك اعلى من ربعك )( ونزلوك بسغداب العتمي ) وكانو شاطرين جدا في التجارة يقول جائني جاري يهودي وكان يعمل صائغ للذهب وقال لي اعطني 600 فلس يقول اعطيته المبلغ يقول ذهب اليهودي الى سوق باب السراي وجلب معه صندوق ووضعه عندي قلت له ما هذا الصندوق قال انها مواس حلاقة اشتريتها وانت شريك معي قلت له لا لا انا ليس لي علاقة ولن اكون شريك قال لي خسارتك علي يقول بعد شهران جاء وقال اعطني الصندوق فاعطيته وذهب الى السوق ومن ثم عاد واعطاني 3 دنانير في ذلك الوقت كانت كثيرة قال هذا ربحك من الصندوق يقول فرحت فرحا لا يصدق وشكرته وقال لي وهو يضحك اذا طابلك عود اي اذا عجبك الوضع راجعني يقول فضحكنا وسكت محدثي قليلا وبحصرة قال والله كانوا اليهود خير وبركة علوى ترجع تلك الايام واشكر ايلاف لسعة صدرها

Arabic -Jews
magic -

No doubt Arabic Jews had a big impact on the Arab civilization in education, economy and social life. I had a Jewish friend from Iraq in Palestine I met after the six 67 War, we had a long educational and lovely conversation about the old history and religion. I wish the peace process from both Israel and Palestine would be like that and forgot our differences and getting along. Its up to the intellectuals to do that.

الى رقم 11
جويهل الكردي -

انا مو كردي وما قلت اني كردي ولكن عائلتي الكردي تاني شى انتم الاكراد عملتو العراق ما ينتسى هدي صحيحه لانه الواحد بطل يقدر يمشي بالشارع بامان في العراق انتو وياكم الامريكان ا