مشعل ونصرالله وجهان لعملة واحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعض ما جاء في خطبة امين عام حزب الله في مهرجان دعم المقاومة الذي جرت أعماله في بيروت مؤخراً لا يعدو كونه تحصيلاً حاصلاً: تأكيد على ثوابت ومبادئ وتوجهات، تعبئة تحريضية تشد من عصب من تراخى عصبه وتفيد في تمتين عصب من لم يتراخ اصلاً، وتذكير متكرر بأصل المشكلة ومكمن العقدة في ما يخص العلاقة مع العدو الإسرائيلي. وجاء في الخطبة نفسها ايضاً ما يمكن اعتباره استكمالاً لموقف سياسي، خصوصاً في ما يتعلق بالملاحظات القاسية التي أبداها الأمين العام حول الجدار الفولاذي الذي تبنيه السلطة المصرية على طول حدودها مع قطاع غزة.
كثيرون أيضاً رأوا في لهجة السيد نصرالله تصعيداً واضحاً يختلف اختلافاً بيناً عما جاء على لسان شريكه في أزمان التصعيد، الرجل الأول في حركة "حماس" خالد مشعل. القائد الحمساوي تنكب في هذا المؤتمر جانب المداخلة المرنة. واطلق مواقف يمكن التأسيس عليها من كل جانب، سواء في ما يخص العلاقة الحمساوية مع الحكومة المصرية او في ما يخص علاقات "حماس" العربية عموماً وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية وسوريا، وأخيراً والأهم في ما يتعلق بعلاقة "حماس" المتوترة بحركة "فتح" التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
البعض ارجع هذا الاختلاف في النبرة بين الرجلين إلى الاختلاف الذي اصاب المرجعيات التي يواليها كلا الرجلين. فمشعل أعلن من الرياض ان مرجعيته عربية صرف، وان حركته لا تريد ولا تهدف إلى استبدال الدور المصري - العربي بدور آخر، مع أنها ترحب بأي دور مساعد، وان العلاقة مع إيران هي علاقة بين طرف يناضل لتحقيق أهدافه في الاستقلال والتحرر من قبضة احتلال غاشم، ودولة تدعم بالمال والعتاد هذا الطرف. لا أكثر ولا أقل. من جهته لا يكف السيد حسن نصرالله عن التصريح بأن مرجعه الأول والأهم هو الولي الفقيه، وان حزبه إنما يقاتل تحت رايته. والحق ان ما كان يجمع بين الرجلين في التاريخ القريب ويجعل خطابيهما متشابهين في النبرة والموقف، لم يكن غير العلاقة المميزة التي تربط كلا منهما بالإدارة السورية. إذ لطالما قيل ان حزب الله يخدم سيدين: سوريا وإيران، ولم يكن خافياً على احد ان دمشق تستضيف قيادة حركة "حماس": في السياسة وفي التحرك. وتالياً لم يكن لقادة هذا الحركة قدرة على مخاصمة التوجه السوري والاعتراض عليه من دون ان يؤثر ذلك على حرية حركة هؤلاء.
حزب الله من ناحيته، يملك هامشاً أكبر في التحرك، على المستويات كافة، فهو حزب يملك ثقلاً معنوياً هائلاً يحول دون محاولة اي طرف، حتى لو كان طرفاً اساسياً في الحل والربط الشرق اوسطيين، باستهدافه على نحو مباشر. ثم أن الحزب يعمل وينشط في لبنان، حيث لم يعد في وسع الإدارة السورية ان تستهدفه بضغط مباشر. والحال، ليس ثمة ما يمنع الحزب من الميلان نحو جهة من الجهتين اللتين كان يخدمهما إذا ما برز خلاف في التوجه بين الجهتين.
على مثل هذه التحليلات يحلو لبعض المراقبين قراءة التوجهات السورية الحالية، خصوصاً وهم يراقبون الحماسة السورية المنقطعة النظير في التبشير بدور تركي حاسم وراجح في المنطقة بل وفي العالم. ويكاد المرء يقع في الحيرة حين يلاحظ كم الكتابات والتحليلات التي استفاقت فجأة على عظمة تركيا ودورها الحاسم في المنطقة والعالم، في حين ان تركيا كانت على الدوام بالقرب منا ولم يولها أحد اهتماماً او يدعي أنها صاحبة دور مقرر في أزمة الشرق الأوسط مثلما يقال عن دورها اليوم.
الأرجح أن شيئاً من هذا كله لم يحصل فعلاً. لم يتغير الدور التركي، ولم تكتسب تركيا قوة هائلة بين ليلة وضحاها. وهذا أمر مفروغ منه. كذلك فإن الله لم يقذف نوراً في صدر قادة حركة "حماس" فجأة ليعتدلوا في ما يتعلق بصراعهم مع اخوتهم في "فتح"، فيصبح الرئيس عباس فجأة ممثل اساسي للشعب الفلسطينيي، بعدما كان بالنسبة للحركة جاسوساً أحياناً، ومفرطاً بالحقوق في اوقات كثيرة، ورئيساً غير شرعي في كل الأوقات. جل ما حصل ان إيران اليوم ترقص رقصتها الأخيرة، وبعدها ستجد نفسها أمام خيار من اثنين، إما المواجهة وإما الإذعان، بصرف النظر عن المدة الزمنية التي تستغرقها الرقصة.
اللاعب السوري الذي يجيد وراثة الأدوار منذ عبد الناصر إلى ميشيل عفلق وبعث العراق، وصولاً إلى فلسطين وحركة فتح التي رعت دمشق انقساماتها، إلى حزب الله وحركة أمل في لبنان وحركة حماس في فلسطين، هذا اللاعب يعرف ان المشهد الذي تؤديه إيران هو المشهد الاخير، لذلك هو يبحث عن بدائل يعيد تقديمها على خشبة المسرح، وقد تكون المسلسلات التركية المدبلجة باللهجة الشامية بداية الغيث السياسي الذي سينهمر فجأة على المشرق العربي برعاية سورية. حزب الله الذي اعلن مداخلة متصلبة في مهرجان المقاومة هو وجه العملة التي تسكها الإدارة السورية هذه الأيام، أما مداخلة مشعل المرنة فهي وجهها الآخر.
التعليقات
الى الكاتب
ادم /الجزائر -سلامي الحار الى سيد العرب وقاهر اسرائيل السد حسن نصر الله
nero
nero -مشعل ونصرالله وجهان لعملة واحدة لا تصرف فى هذا العالم كما نرى فقط العمله لبنان الدوله فلسطين الرئيس محمود عباس الدوله و هذا شغل عمله مثل حياه يتكلم فيها الموظف من بيئته متخلفه اجتماعيه و حياه عمله تصرف و تشترى الاستقرار لصاحبها كانت اغانى السيده العربيه اليسا و ايضا اغانى اصاله عمله تشترى و كاظم الساهر عمله تصرف و يشترى بها
انظروا ليده لا لسانه
سمير سمارة -لكن لا احد يتكلم عما اقترفه حسن نصرالله من جرائم طائفية وذبح على الهوية في بيروت في حوادث 7 أيار مايوهل تعلم انه ارسل جماعته ليقتلوا الطفل زياد غلاييني في منطقة رأس بيروت وهل تعلم انهم قتلوا لاسباب طائفية محض المهندس هيثم طبارة في منطقة رأس النبع هو ووالدته لا لسبب الا لأنه من مذهب أخر وهل تعلم ان جماعة نصرالله قتلوا طفلان بريئان كلاهما اسمه زياد في منطقة المصيطبةوغيره وغيره من القتل البارد الصامتولكنكم يا عرب تتغافلوا وتتجاهلوا اعماله وتسمعوا لاقواله وتطربوا لها متجاهلين حقوق اهل بيروت العروبة التي ترفض المد الفارسي والله على ما اقول شهيد
تعليق على 1
خالد عبدالله -اي سيد تقصد ؟تقصد سيد العرب هو صاحب ماضي لم ينمحي في برج البراجنة؟؟؟واي قاهر هذا...الذي دمر لبنان في 33 يوم؟؟فماذا انت ؟
نصرالله
سمارة -عنجد نصرالله احسن و اشرف زعيم عربي....انتصاره على العدو الصهيوني رفع راسنا....شكرا للمقاومه, بدونها ما كان في ارجع لضيعتي في القليعه...
الى سمير سمارة
علي -ومن قتل طلاب الجامعة العربية ومن قنص على الناش من عين الرمانة والطريق الجديدة ان ما حصل في 7 ايار كان دفاع عن النفس ضد عصابات المستقبل والضحايا الذين سقطو سقطو بالخطاء وكانو على يد القوميين وليس حزب الله ولولا حزب الله كانت حصلت عمليات نهب وتصفية في بيروت لكن حزب الله حمى المحلات التجارية وبيوت الناس ثم تكلم عن مذبحة حلبا الوحشية التي قام بها تيار المستقبل ويكفي فخرا ان حزب الله قاوم اسرائيل والا من يقول انه دمر لبنان لم تدمر اسرائيل سوى مناطق حزب الله اي الشيعة فقط لم تقصف طربلس او جونية او بيروت او زحلة وباذن الله حزب الله منتصر دائما دائما
عملة اصلية
ابو احمد / ليبيا -نعم هما وجهان لعملة واحدة، عملة المقاومة والشرف والكرامة ، وهما لن يضعفا ولن يلينا ولن يتخاذلا. هذه العملة يا سيد عملة يصعب على امثالك اقتنائها او حتى الحفاظ عليها امانة عندكم. وهي بالتأكيد لا تصلح لشراء كوبان من الشاي للضيوف والغزاة. هذه العملة مصنوعة من طهر تراب الوطن ونقاء معدنه، بايدي مرابطي الثغور، مجبولة بدم الشهداء وصبر الارامل وتلمع تحت الشمس ببريق عيون الايتام. ياسيد انك قد اضفت الى قائمة المتخاذلين اسماً والى الاعداء حليفا. كفاكم وكفى.ليبيا
سلام كوردستاني
سلام -بلال خبيز وايهود باراك ايضا وجهان لعملة واحدة
تاج
ياجابر -يحق لمن ضحئ بفلذة كبده وقارع العدو في الداخل و الخارج ومن تحسب له الدوله اللقيطة الف الف حساب ولاتحسب لمن سواه اي اعتبار لابل حعلوا انفسهم حراس اذلاء لكيانه المجرم تارة وسيط غير نزيه لمصالحه لاتنطلي علي اي ساذج وتاره عرقلة المساعدات الانسانيه بحجة نكته سمجه هي امنه القومي ؟؟؟ وتاره حدار فولاذي ولم يتحفنا بالسبب واخرين يغدقون ملايين الحرام للتاثير علئ الانتخابات من اجل اوهام طائفية مريضة كعقولهم النتنه .تحيه لقائد العرب والمسلمين الحر الابي وجنوده وتحيه لرجال المقاومة بفلسطين . القافله تمشي والمرجفون لمزبله التاريخ فقد سبقهم من ادعئ حماية البوابة الشرقيه وتاليها لم يحمي شرفه وشرف من ينعقون لاجله.
سوء تقدير
hamsa -للاسف الكثير من المعلقين ربما يتابعون وكالات انباء تابعه,السيد حسن نصرالله الزعيم العربي الوحيد اللذي يده نظيفه من دماء العرب والعربي الوحيد الذي ارسل ابنه الى ميدان الحرب مع اسرائيل ولم يرسله الى كازينوهات فرنسا وأميركا وغيرهما .وما حصل في بيروت كان له ظروف خاصه;
صعب
سهى -بلال خبيز مقالاته لايمكن ان يمر عليها الواحد مرور الكرام. الا انه وبسبب مواربته وديبلوماسيته في هذه المقالة فانا لا اعتقد انه وصلني مااراد الكاتب قوله.