فضاء الرأي

العراق الثوري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل شهرين من موعد انتخاباته البرلمانية التي ستقام في شهر مارس القادم. يبدو المشهد السياسي ساخناً في العراق. تأتي انتخابات العراق اليوم والدول العربية يقال عنها أنها تتخذ مسارين: دول اعتدال، ودول ممانعة. أمّا العراق فعلى ما يبدو أنه يراد له مسلك ثالث وهو مسلك (القطيعة). لقد تضافرت العوامل التي سحبت العراق بعيداً عن العالم العربي. شدّة التقويض لبنية الدولة في عراق ما بعد الاحتلال، جلبت قوى معارضة سابقة ومتربصة ملأت الساحة السياسية العراقية. هذه القوى قدّمت بُعداً طائفيا واضحاً في الانتخابات السابقة. أيضاً، شتات مفكرين عرب، شعوب متجاورة بأمزجة رديئة، ومجموعات داخل العراق و خارجه تشحن احتراباً طائفياً وسياسياً لا ينتهي؛ كلها عوامل أرادت للعراق أن يتخذ مساراً مختلفاً ومتباعداً عن المسار العربي. هذا ما شوهد من إدارة العراق خلال السنوات الماضية. وسببٌ رئيس خلف ذلك كله، كان التوجه السياسي الذي استخدم المكوّن الطائفي في البلد. فذهب بالعراق بعيداً، وخلق به كياناً متنافراً (شبه ثوري) غير قابل للتواصل والتعاضد. وجعل منه صورة مصغرة ومماثلة للنموذج الإيراني المجاور، ومصبوغ بصبغته التي ألبست السياسة ثوب الثورة.

* * *
وضع الانتخابات القادمة سيكون أفضل من تلك السابقة، ولكن قليلاً. فقد خفت كثافة التأييد والتعلق بالمرجعيات الدينية، التي أفاد بعضها من الاحتقان الطائفي الشديد فيما قبل انتخابات العام 2005. وأيضاً خف التعلق بالزعامات العشائرية، والتي توزعت الآن عبر التكتلات الانتخابية. ومع ذلك فلدينا اليوم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي -سابقا المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي تأسس في طهران- وهو يتصدر أٌحد التحالفات التي لها أوفر الحظوظ في الانتخابات، بجانب ائتلاف دولة القانون. والنخب التي صنعت هذا الائتلاف الأخير قد قدّمت صورة مباشرة للقطيعة ولاستخدام المكوّن الطائفي سياسياً خلال السنوات الماضية. ويحكى اليوم أن هذا الائتلاف يصارع للخروج من إطار طائفيته الضيقة..!!

* * *
وعلى مدى قرن من الزمان، تلوّن العراق بألوان متعددة. فكان العراق المحتل، فالعراق الملكي، فالجمهوري، فالعسكري أو البعثي. وأبعد ما يريده العراق اليوم هو أن يكون عراقاً (ثورياً) محاكياً للنموذج السياسي الإيراني. لقد بدأ العراق في سنواته السابقة متفرداً ومنفرداً في نهجه السياسي، ومغترباً عن العالم العربي. صحيح أن العراق يصارع ظروفاً داخلية صعبة، ولكن جزءاً من حل هذه المشكلة لم يكن أن يتباعد العراق عن العرب، وأن يكتفي ساسته بإلقاء اللوم والتهم.. واحتراف القطيعة. ما يريده العراق اليوم هو أن يكون لديه إدارة سياسية ذات شخصية قوية، تعرف إلى أين تأخذه، وكيف تبني علاقات العراق وتموضعه، ومع العرب قبل غيرهم..!! ففي هذا العالم الحديث الذي نعيشه اليوم، نجد أن أكثر الصياغات السياسية وأحسنها قد تمت عن طريق مفاهيم التعاون والارتباط والتعاضد، فعبر ذلك يتم خلق جو من الهدوء والتنمية. وكثير من القوى والتشكلات السياسية في العالم قد حققت ما تريد عن طريق ذلك. ولا يوجد نظام كان أكثر ثوريةً وادعاءً وغباء من نموذج صدام، الذي جر الويلات على العراق وجعله في النهاية مكاناً ترتع فيه عصابات الشرق والغرب. لذا فآخر ما يريده العراق اليوم هو مقاربة مثل هذا النموذج، حتى وإن اختلفت التسميات واللبوس.

* * *
ويرى بعض المفكرين من الشيعة أن الثورة الإيرانية قد أحدثت نقلة واسعة في وعي الجماهير الشيعية. حيث نقلت هذه الجموع من الرفض والتضاد مع الواقع السائد ومع منطق الدولة، إلى إقامتها بطريقة ثورية وشاملة ومفاجئة. أي انتقل هذا المكون من الرفض التام للدولة الذي كان غالباً في تاريخه، إلى السيطرة التامة عليها. والإشكال أن هذا النموذج لم يقبل أن يكون مكوّناً ضمن المكوّنات الأخرى ومتجاوراً معها. لذا تحدث أحد الكتّاب الشيعة عن هذا الحدث الإيراني الذي أنتج هوّة سحيقة "حدثت بين الاستقالة من الواقع والتماهي فيه تماهياً كبيراً، معبراً عن نفسه في رفض شرعية الدولة الدنيوية غير الخاضعة لولاية المعصوم، إلى وجوب إقامة الدولة بطريقة ثورية حرمت الشيعة وتحديداً علمائهم من التنظير لفكر سياسي/ حقوقي/ دستوري، أي فكر خاص بوطن ودولة. فالانتقال الفجائي كان عاصفاً، ولذلك فإن ما نلاحظه طوال عقدين من الزمن هو مجموعة طروحات ثورية لدولة الفقيه... بكلمات أخرى لم يطور الشيعة مذّاك مفاهيم تتصل بمجالات التعايش، التعددية، التسامح، المواطنة، المشاركة، الموقف من الرأي الآخر، العلاقات المفترضة بين الحركات الثقافية والاجتماعية المختلفة في الدولة الواحدة" (فؤاد إبراهيم، الشيعة في السعودية، ص108). هكذا، نجد أن ذلك التوجه السياسي الحاد الذي حدث في إيران حين ولد المذهب مع الدولة في لحظة واحدة، يراد له أن يحدث مع عراق اليوم. حين يوحي بالتعددية، ولكن في العمق يكون التوجه حاداً لا يقبل بصيغة تجاوره. نموذج الثورة الإسلامية لم يكن نموذج مشاركة، بل هيمنة. على سبيل المثال، يعلم أفراد النخبة الحاكمة في إيران أن المكوّن الليبرالي هو بعد أصيل في جسد المجتمع الإيراني -نخبة وأفراد-، وقد حاولوا خلال ثلاثة عقود احتوائه وزَعم قبوله. ولكن شاهدنا مؤخرا كيف كانت ردّة الفعل حين حاول هذا الجسد الليبرالي تجاوز ما هو مُحَدد له سلفاً..!! أرجو أن يكون واضحاً أن هذا النقد هنا ليس للمذهب أو الطائفة، بل عن هذا التوجه والتخندق السياسي الذي هو سرقة واحتكار للشيعة في العراق، قبل أن يكون احتكاراً للشعب ككل. فالشيعة في العراق لهم مشاركتهم وإثرائهم واندماجهم السياسي المتعدد منذ بدايات تكوّن الدولة. وهم كيان واسع ومتنوع الملامح، وليس كمثل هذه المسارات السياسية الأحادية التي تقوم باستثماره.

* * *
قد يقول البعض أن الإدارة العراقية لن تكون صورة مصغرة عن، ولا توجهاً مماثلاً لتوجه السياسة الإيرانية، لأن أميركا موجودة في العراق. ولنا أن نسأل: ومن يقول أن هذا التوجه لا يتقاطع مع الرغبات الأميركية؟!! إضعاف العراق ومنعه من أن يكون قوة إقليمية في المنطقة هو هدف أثير ومعروف عن الحرب الأخيرة. والغرب لا يود أن يشاهد العراق يوماً وهو مثل تركيا أردوغان- يتحدث عن غزة مثلاً..!! ولذا فالسيطرة والتغلغل الإيراني في العراق قد تمت تحت أعين وتسهيلات أميركية. فلا توجد طريقة لإضعاف كيان ما أسهل من جعله يتخذ الدرب السياسي المؤدلج والغير واقعي. لقد تنفست السياسة العراقية النفَس الثوري الإيراني، وأول ملامح ذلك كان التباعد عن عروبة العراق، وعن تعاضده العربي. ويُستشف النفَس الثوري لأي نظام عبر حِدّة ومحدودية علاقاته الخارجية، وعبر كونه لا يقبل التجاور داخلياً مع كيانات أخرى. فكيف يمكن لحزب ديني سياسي أن يدرك ذلك وقد دخل السياسة عن طريق منطق تكتل طائفي..؟! هذا التوجه الرئيس في عراق اليوم قام بتعميم صبغته وسيادته، وبناء على ذلك تم شطب أسماء مهمة وفاعلة من المشاركة في الانتخابات، مع إحداث اندماجات وتوسعات حديثة في التكتلات السياسية. يبدو أنها ليست إلا لتقوية العصب الأساس الذي جُذبت إليه، مثل حزب الدعوة، والمجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري.

* * *
قبل قرن من الزمان. كان في إدارة العراق النخبة الشريفية السابقة، والتي التفت حول الملك فيصل مع بدايات تأسيس الدولة العراقية الحديثة. وهذه النخبة كان منها من أقام وتدرب في اسطنبول، وكان ولاءها عثمانياً. ولكن مع بداية الدولة العراقية الحديثة، انقلبت هذه النخبة على ولائها السابق، وجعلت الأولوية لولائها الوطني، وعرف عنها اهتمامها العروبي الذي جعلها تلتفت بقوة لتحقيق التعاضد العربي، ولبناء مصالح العراق وعلاقاته. فهل نخبة العراق السياسية اليوم، والتي منها من أٌقام في إيران وفتح مكاتبه فيها، ستبدّل ولائها وتلتفت للعراق الجديد ومصالحه وعلاقاته..؟!!

* * *
وفي ظروف مشابهة لظروف العراق اليوم. كانت تلك النخبة في العراق الملكي قد ورثت عراقاً بظروف صعبة. في ظل احتلال أجنبي، ووجود كيانات منقسمة لم تستوعب بعد فكرة الوطنية. وممتدحاً لجهود تلك الفترة، يقول المؤرخ العراقي مجيد خدوري في كتابه (العراق المستقل)(1) أن تطور العراق كان محتّماً ومضموناً، مقارنة بالمعايير الحاضرة في ذلك الوقت. فقد حاز العراق شكلاً حديثاً للدولة، تضمّن مشاركة شعبية واسعة في العملية السياسية، وكان التفاؤل والتعاضد يحفّ الدولة مع بداياتها، وكثير من كيانات الدولة توافقت على الملك فيصل وإدارته. وهو الذي كان واقعياً عملياً في علاقاته مع القوى داخل العراق وخارجه. الملك فيصل ومن بعده رئيس الوزراء نوري السعيد كانوا قد أدركوا جيداً أهمية الواقعية السياسية وعدم الانسحاب وراء نموذج مثالي وشعاراتي. يُنقل عن نوري قوله عن نفسه أنه واقعي يتمثل الظروف وبعيد عن المثالية، وهذا ما صدّقته أفعاله. نعم، كان لدى نوري سياسة استبدادية وأخطاء لا تغتفر في الداخل. ولكن نحن هنا في مقام الحديث عن قدرته البارعة على هندسة الحياة السياسية للعراق الحديث. ومن ذلك عقده للتحالفات والارتباطات الخارجية، والتي كان آخرها حلف بغداد الذي أُتهم بعده بالخيانة. وتذكر سعاد محمد صاحبة كتاب (نوري السعيد ودوره في السياسة العراقية) أن نوري كان قوياً في علاقاته مع بريطانيا وغيرها، ولكنه كان يصنع هذه العلاقات عن عقيدة، فقد كان يرى أن مصلحة العراق تُبنى على مثل تلك العلاقات. ويذكر مجيد خدوري في كتابه الآخر (عرب معاصرون) أن نوري كان "يتحلى بصفتين بارزتين: الشجاعة والاستقامة. إلا أنه لم يكن زعيماً شعبياً. وفي الوقت الذي كان فيه خطباء متقدون حماسة أمثال عبدالناصر وبورقيبة وغيرهما يثيرون الجماهير ويلهبونهم، كان نوري يحاول اللجوء إلى الحكمة والعقل بدلاً عن العواطف والانفعال."

* * *
في سيرته، يعرض رئيس الوزراء العراقي الراحل توفيق السويدي صورة لجنود الانقلاب في 58 وهم يدوسون على صور للعائلة المالكة. وفي مقابلها يضع صورة (مناقضة) لجنود انقلاب آخر بعد ذلك بفترة وهم يدوسون على صور لقائد الانقلاب الأول عبدالكريم قاسم. ويعلق السويدي "إنها سنّة الانقلابات فيا ليتهم يتعقّلون." كل ما يحتاجه العراق اليوم هو أن يكون هادئاً هدوءاً يحرضه على التنمية والإنجاز. الخلاصة هنا أن هناك أنفاس ثورية قد خطفت العراق قبل نصف قرن من الزمان، وذهبت به بعيداً في نفق مظلم. لذا فالحذر اليوم أن ينسحب العراق في أنفاس ثورية أخرى تأتيه عبر لبوسٍ مُبهمة. فللنخب المتسيّدة طرقها الخفية، وأساليبها المتعددة، التي تجعلها تذهب بعيداً قبل أن يتنبّه لها الناس. لذا راقبوهم جيداً. راقبوا أهل الشعارات.. راقبوا من (يسرق الجماهير).
Azizf303@gmail.com

(1) Khadurri، Majid. 1960. The Independent Iraq. p، 30.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فات الفوت ..
سرور .. -

بعد خراب مالطة الذي ساهمنا فيه .. بدينا نقول للعراق كيف يرقع ديرته .. اولا الشيعة لن يصغوا ابدا الى نصيحة من عالم السنة .. حتى لو مزجتها بماء العروبة ومداد الاسلام .. فلديهم اجندتهم الخاصة بالعراق .. ولسان حالهم يقول .. انسوا العراق خلاص باح .. فكروا في اللي جاي بعده ..

الاختصار اجمل
احمد القعيطي -

مقاله جميله ولكن ماافقد جمالها هو عدم الاختصار نحن في عصر السرعه مع تحياتي للكاتب

Only one solution
Rizgar -

Divid Iraq to three Emirets ,like Dubai,Bahrain,and Shriqa is the solution, Divid Iraq today better than tomorrow, just compare Iraq with Emirets ,prosperity of people first.

اية عروبة تلك
احمد الفراتي -

نريد تعريفا واضحا للعروبه فنحن في العراق قد راينا من عروبتكم الويلات الايكفي عارا لعروبتكم هذه قتلكم المليون عراقي لا لشئ الا انه يخالفكم في المذهب . ان عروبتكم هي عروبة طائفيه علما اننا في العراق وخاصة الشيعه انقة اصولا عربيا من غيرنا من العرب والمستعربيين ولكن عروبتنا عروبة مكارم الاخلاق عروبة محمد وعلي والحسين بل عروبة حاتم الطائي وعروة ابن الورد الذين كانوا يفعلون مكارم الاخلاق فاين هي عروبتكم الاخلاقيه اننا بصراحة لانجدها ولانجدكم الا اعداء لنا لذلك قررنا ان ننسى هذا المفهوم اي عروبتكم فاتركوا وشاننا ان كانت لديكم كرامه فالعراق اليوم امة لوحده متعدد القوميات والطوائف والاديان عراق ديمقراطي فيه صندوق الاقتراع هو الحكم وهذا ما اقض مضاجعكم بعد ان كان العراق يحكم من قبل خمسة عشر بالمائه من سكانه وهم السنه العرب فالان كل ابناءه يشاركون في الحكم وهذا ما ازعجكم فاعلنتم الحرب علينا فتلتم المليون ولازلتم مستمرين بقتلنا افيوجد عداء سافر اكثر من ذلك

التفخيخ
حيدر -

مخالف لشروط النشر

من هو الذي دمر
rodan -

ماذا عن احزاب السنه هل هم ملائكه وماذا عن التفجيرات العربيه هل هي حب وسلام ومحاوله لكسب العراق الي حضن العروبه من دمر العراق الشيعه ام صدام السني شكرا ايلاف

العرب و العراق
شط العرب -

العرب هم من حارب العراق و ساهم بتدمير بنيته التحتية عام 1991 و العرب هم من حاصر العراق لعقد من الزمان بعد ذلك والعرب هم من أحتضن القوات التي أحتلت العراق عام 2003 فكل الأراضي و الممرات المائية و الجوية و القواعد التي أنطلق منها العدوان كانت عربية و العرب هم من بعثوا للعراقيين بقطعان القتلة و الأنتحاريين لقتل الأبرياء و زرع الفرقة الطائفية بأسم المقاومة الشريفة ..ولحد اليوم العرب هم من يحارب الحكومة العراقية و يدس السم الزعاف للشعب العراقي بدعمهم لأعداء الشعب و القتلة من أمثال الضاري و يونس الأحمد و غيرهم وعجبي للكتاب العرب الذين يتكلمون عن العراق الجديد الحر الديمقراطي الذي يبني تجربته بالدم الطاهر لأبنائه أنتم أيها العرب أحوج لنصح أنفسكم فالعراق يسير بثبات نحو الأمام و لاحاجة له بكم والعراقيون فهموا نفوسكم المريضة المشبعة بالطائفية و التكفير و الحقد الممزوج بالرعب من العراق و مستقبله المشرق .

رؤية مبهمة للواقع
د.آدم -

لم تكن بتحليلك هذا ياخي عبد العزيز محايدا للوضع العراقي الجديد ولم تستطع ان تتجاوز عن منطق منطقتك الاقليمية والعربية وهذا مايواخذ عليه كتابنا العرب وللاسف الشديد ؟؟ وربط التحول الجديد بالعراق بانضمامه لايران انما ينم عن نظرة طائفية عنصرية مازال العرب منغمسين بها

الى المعلق رقم4
صادق أحمد -

لقد مللنا إسطوانتك المشروخة ياهذا.هانحن العراقيون قد أصبحنا يهود التاريخ بفعل المد الفاشي القومي والمد الفاشي الديني ، الذي حول الانسان العراقي الى شخصية ماسوخية تتخبط في بؤسها المادي والروحي. وها أنت الآن تطبل وتزمر لأشباح الجحيم في بغداد العباسية، هؤلاء هم أعداء الحياة والفن والمرأة...عد الى ذاتك ولتكن بوقاً للأغراب ياهذا.

والله‌ کذابون
ماهر -

اولا انا سنی عراقی و اقسم بالله‌ علی هذاثانیا شعرت من خلال ما جری و یجری للعراق ان السنة فی العراق لن یرضو الا بالسلطة لانفسهم وان کان ذلك من خلال الارهاب القاعدی او من خلال البعث الغیر الصامد او بای طریقة اخری و‌هذا لن یحدث ثانیة الا فی حالة واحدة و هی انقسام العراق وابشرکم بقرب الانقسام هذا انشاالله‌ لاننا العراقیین لم ولن نستفید من العراق السابق ولا الحالی ولم نری الا دماء تجری وارواح تزهق لا لشئ سوی لان البعض یرید العراق درعا له من اوهام ننسجها من خیالنا.

حكومة احتلال
سعيد اللامي -

الآن بدأ الوجه الآخر للجريمة التي بدأت بتدمير العراق، وارتكاب المجازر بحق أبنائه، وتصفية قياداته الوطنية، وتشريد الملايين من أرضهم.. الآن بدأ يعطي ثماره للغزاة. والآن، يفتتح فصل جديد في المعركة من اجل الحرية. فالنفط العراقي لم يعد عراقيا. لقد أصبح ملكا رسميا للشركات الأجنبية. والآن بدأ التحدي الحقيقي لتقرير مستقبل العراق. فأما أن يفرض الغزاة إرادتهم، وأما أن يقف العراقيون لهم بالمرصاد. لقد بدأت حكومة المليشيات الطائفية باحزابها الايرانيه الشيعيه الحاقده بتوزيع عقود النفط على الشركات الأجنبية، على نحو يبدو وكأنه لهاث محموم من اجل تقاسم الحصص في العراق، بين لصوص صغار وأسيادهم من اللصوص الكبار. والعملاء يسابقون الزمن للانتهاء من أبرز المهمات التي أوكلها الإحتلال اليهم: جعل ثروة الشعب العراقي عرضة لنهب مكشوف ومعلن هو الأكبر في التاريخ. فقد انتهت معظم العقود التي تم توقيعها مع شركات من قبيل بي.بي وشل وسي.أن.بي.سي وغيرها الى انها تركت للعراق حصة لا تتجاوز 25% من عائداته النفطية مقابل حصول تلك الشركات على 75% منها. وفي البدء زعمت حكومة عملاء الاحتلال انها بحاجة الى تطوير حقول نفط جديدة وان الصيغة تقوم على تقاسم حصص الانتاج مقابل استثمارات تجلبها تلك الشركات، إلا ان الحقيقة التي اتضحت أخيرا هي ان شركات النفط اختارت الإستيلاء على اكبر حقول النفط العراقية وأكثرها انتاجا واوسعها احتياطات. ولكي تمضي الصفقات، مع بعض الحلويات، فقد طلبت حكومة الماجورين علاوات، دفعتها الشركات النفطية، بينما الكل يظن انها تستطيع الضحك بها على ذقون الناس.

موضوعية النقد
خالد بن الدلم -

عندما نقرأ مقالة قد نوافق الكاتب في كل ماكتب أو بعض ماكتب أو نختلف معه في كل ماكتب ، فالذي يريد التعليق لابد أن يكون لديه إضافة جديدةسواء وافق الكاتب أو عارضه ، وقد رأيت أن الذين عارضوا لم يقابلوا الحجج والسرد التاريخي الذي ذكره الكاتب إلا باتهام النوايا ومحاولة تغطية الشمس بأيديهم ...مشكلتنا أننا عندما نقرأ أننا نفتقد الحيادية ونفتقد الموضوعية ولا نقول كلمة الحق التي نراها في ثنايا الكلام .. لماذا المكابره والغطرسة والتعالي ؟ ولكل من اعترض : هل كل الكلام الذي ذكره الكاتب باطل ؟ حتما ستقول : لا ، إذن في اعتراضك بين واكتب ولو نقطة واحدة تتفق مع الكاتب فيها واذكر ماشئت مما تختلف فيه معه ... لقد عزفنا على أوتار الخلاف بيننا سنين عديدة فماذا كانت النتيجة ؟ الكاتب قام_ مشكورا _ بكتابة مقالة بعيدة كل البعد عن الشحن الطائفي والسياسي ورغم ذلك يحلق البعض ويعلق بعيداً عن جوهر الموضوع .. وكأن الكاتب هو الذي قصف بغداد...أو أرسل جيوشاً من المؤدلجين للتخريب والتفجير ..فأين العدل والإنصاف والموضوعية ...وختاماً ستبقي العراق في قلوبنا .. وسيظل أهل العراق أهلنا ..نحن منهم وهم منا ..

رد
د.سعد القطبي -

أخي الكاتب أن الطائفية لم تظهر بعد تحرير العراق سنة 2003 بل أن البعث وكل القومجية الذين حكموا العراق بعد سنة 63 في أنقلابهم المشؤوم هم الذين أججوا الطائفية والعنصرية بين العراقيين ومانعانيه ألأن هو نتاج تمييزهم الطائفي الحقير وأضرب لكل مثلا واحدا وهو أن جميع الزمالات الدراسية الحكومية أي الذين يرسلون الى الخارج لنيل الشهادات العليا منذ سنة 63 مقتصرة على فئة معينة فقط وهؤلاء يتم دفع تكاليف دراستهم وتكاليف سكنهم في الخارج مع راتب جيد لهم وهم في الخارج وراتب جيد لعوائلهم في العراق من خزينة الدولة العراقية وكذلك أنت أهملت الجهل والتخلف والفقر الهائل الذي تركه صدام والذي أستغلته العمائم لصالحها والتي سببت أنتخاب برلمان يعمل ضد مصالح الشعب العراقي وهذا مالم يحدث في أي دولة في العالم ولقد عاش العراق في ايام الحكم الملكي أجمل أيامه ولم يعرف العراقيين الطائفية ولاالعنصرية ولحد ألأن ورغم محاولات البعث لأثارة الفتنة الطائفية وبأسناد من حكومتي سورية وأيران لآيزالون العراقيون يحتقرون الطائفية والعنصرية والحمد لله وأنا عملت في الرمادي لمدة سنتين وكنت أعتقد واهما أن أهل الرمادي بعثيون ويحبون صدام ولكني وجدتهم يكرهون صدام بالضبط كما يكرهه أهل الجنوب وقد كتب في دستور العراق ألأول أيام الملكية أن العراق دولة مستقلة ذات سيادة أي لم يذكر أن العراق عربي أو غير عربي وأسئلك ماأهمية أن يكون العراق عربي أو يكون العراق هندي ألأهم أن يكون العراق ذو أقتصاد قوي يتمتع فيه الشعب بالرفاه وعند ذلك يتمنى أي أنسان في العالم أن يحصل على فيزا الى العراق .

no thanks
mike -

اولاً تحية للكاتبعندما تتحدث عن عروبة العراق.العراق قدم اغلا مايملك علئ مدئ التاريخ لااريد ان اذكر كل شي لكن اذكر وباختصار العراق قدم خيرة شبابة خلال ثمانية اعوام استنفذ كل مايملك في خزينة لولا موقف العراق لاصبحت الجزيرة العربية مرتع لاغنام الفرس الذي تتهمون العراقي بهم كنا نقاتل وانتم تنامون في امان نقاتل وتسرقون النفط نقاتل دفاعاً عن العرب وانتم تتهموننا نحن ايرانين فرس وتشتمون العراقي لم نتخلئ عن عروبتنا لكن عروبتنا تخلت عنا ١٣ عام من الحصار الجائر صدام يذبح العالم جميعاً حاربنا وانتم في غفلة عنا انتم من ادخل الجيوش المحتلة من البر والبحر والجو واسقطوا الدكتاتور صدام وانتم من صفق دخلتوا المفخخات وقتلتو النساء والاطفال والشيوخ وتنادون مقاومة ضد المحتل من اين اتئ المحتل يا اخو يوسف كيف تريدون العراقيين يفتخرون بعروبتكم كيف تريدون ان اقول انا عربي ولا والف لا سبب دمار الشعب العراقي هو العروبة

الى المعلق رقم 14
متابع -

ولماذا كل هذا التشنج هنا. الكاتب يتحدث عن التوجه السياسي في البلد وليس عن العراقيين فلماذا اشعرك المقال بالغضب وما دخل العراقيين هنا . عروبة العراق امر مفروغ منه السؤال لماذا تتصرف السياسة بطريقة معاكسة

فقدوا الثقة في العرب
MOUSA -

أولا تحية للكاتب عبد العزيز الحيص, المتابع لمقالتكم و للكثير من تعليقات القراء (ربما عراقيين ) أن كل التفاعلات تاريخيا و حتى يومنا هذا أنتجت شعب معظمه يكره كل التدخلات باسم الدين و العروبة . هم بحق لم يجدوا فائدة من تدخلات أو حتى عدم تدخلات العرب , ليس هذا و حسب , انت لا تجد نقدا لاذعا ضد الأمريكان كما تجده من العراقيين ضد التدخل السلبي عربيا كان ام دينيا , لقد فقدوا الثقة في العرب و في السنة . فشل المنهج , و لن يدوم غير المعروف و الأحسان , و القراءة الجيدة لما يفيدهم و يواسي جراحهم , و هذا يحتاج الى سنوات طويلة لكسب ثقة العراقيين و قلوبهم . أرجوكم أصغوا اليهم. قد لا تنشرون مداخلتي, و لكن هذا لن يغير من الحقائق.

لاتتدخلوا بالعراق
احفاد البابليين -

هل من المعقول ان كاتب اجنبي ليس عراقي يقيم تاريخنا ؟؟؟ ثورات العراق معروفه على الكاتب ان لايتدخل بشؤن بلدنا في الخير او الشر لاننا لسنا منكم نحن اصحاب حضارة عريقه نحن بابليين ولسنا اعراب صحراويين وبطولاتنا منشوده ومعروفه من زمن السوميريين والبابليين على فكرة هل مرت عليك اسماء هذه الحضارات واين تقع ؟؟؟؟حاول ان توجه قلمك على معانات بلدك وهيئه الامر بالمنكر والنهي عن المعروف التي وصل الحد بها ان تمنع الشباب السعودي حتى الدخول الى المول ..ارفعوا ارهابكم واقلامكم عنا فنحن والله من غيركم رحمه

لاجل المعرفه
علي المدني -

عزيزي الكاتب أتمنى عليك قراءة كتاب حسن العلوي الشيعة والدولة القومية في العراق لتعرف بالادلة التمييز الطائفي منذ نشؤء الدولة العراقية الحديثة وقراءة كتاب التاثير التركي في المشروع العراقي للعلوي الذي يبين ان قادة التاسيس للدولة العراقية بقي ولائهم لتركيا وليس للعراق كما تدعي عزيزي وكل ذلك لاجل المعرفة وفقك الله؟

القراء يؤيدون الكاتب
محمد حسن -

بما قرأته من تعليق للبعض يبرهن صحة ما ذهب اليه الكاتب وهو محاولة سلخ العراق من بيئته ومجتمعه ورمي اللوم على العرب وليس على اميركا او ايران , كا فعل من قبل عبد الكريم قاسم حين تعاون مع الشيوعيين في سلخ العراق عن محيطه العربي والأسلامي ولهذا يحنون الى عهده المظلم .