أصداء

حروب إيران الطائفية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

استخدام الفتن والحروب الطائفية سياسة إيرانية قديمة افتعلتها الحركة الشعوبية الفارسية في العهود السابقة جاعلة من المذهبية عنصر التزام حزبي لتحقيق غايتها. و عند قيام الدولة الصفوية ( 1148هـ 905 هـ ) التي بُنيت على أساس مزج القومية بالمذهبية، كشفت تلك الحركة الشعوبية عن نواياها الحقيقة بوضوح فكما هو معلوم ان الدولة الصفوية التي تبنت التشيع الإثني عشري مذهبا رسميا لها، قد قامت على إبادة أهل السنة الذين كانوا يشكلون السواد الأعظم لبلاد فارس حيث لم يكن وجودا حقيقيا للمذهب الشيعي الاثنى عشري في تلك البلاد آنذاك و إذا كان من شيعة في بعض المناطق الشمالية والشرقية لإيران فهم من الشيعة الزيدية و الشيعة الإسماعيلية من جماعة الحسن الصبّاح (الحشاشون). وتذكر الروايات الإيرانية أن إسماعيل الصفوي عندما استولى على مدينة تبريز واجه صعوبة بالحصول على مؤذناً واحداً يلفظ كلمة " اشهد أن عليا ولي الله " حيث لم يسبق لتلك المدينة التركية اللغة وسنية المذهب ان تعرفت على مثل هذه الجملة من قبل.


وعلى الرغم من عدم معرفة السبب الحقيقي الذي دفع بالصفويين لتغير لقب جدهم صفي الدين الأردبيلي من شيخ إلى " سيد " و ربط نسبهم بالإمام السابع للشيعة ( موسى بن جعفر) وتبنيهم المذهب الإثني عشري ليصبح مذهبا رسميا لدولتهم، إلا أن بعض المؤرخون الإيرانيون لا يترددون في الربط بين رغبة الكنيسة الشرقية التي كانت تسعى جاهدة آنذاك لفتح جبهة في الشرق لإضعاف الإمبراطورية العثمانية و أشغالها عن التقدم نحو الغرب من جهة، وبين العلاقة العائلية التي كانت تربط تلك الكنيسة بالأسرة الصفوية من جهة أخرى، حيث كانت والدة الشاه إسماعيل الصفوي أرمينية تنحدر من أحد أسر بلاط الملكي الروماني. كما ربط بعض هؤلاء المؤرخون بين قيام الدولة الصفوية و ظهور الحركة اللوثرية البروستانتية في أوروبا، ولهذا السبب يعللون اعتماد الصفويين على علماء شيعة لبنان لكونهم كانوا على تماس ومقربة من المسيحيين و الأفكار المسيحية دون غيرهم من مشايخ الشيعة الآخرين وعلى الأخص مشايخ الشيعة في العراق الذين لم تكن لهم حظوة لدى الدولة الصفوية.


الصفويون وبعد أن فرضوا مذهبهم بقوة السيف في بلاد فارس، سعوا إلى توسيع دائرة سلطانهم و نشر مذهبهم إلى خارج الحدود وبدؤوا بغزو أفغانستان و بخارى و سمرقند مرتكبين مجازر دامية، ثم بعد ذلك توجهوا إلى الغرب واحتلوا بغداد وحفروا قبر الإمام أبي حنيفة ثم توجهوا جنوبا واحتلوا الأحواز و أطاحوا بدولة المشعشعين. وبقيت حروبهم على أهل السنة مستمرة حتى غزى الأفغان بقيادة " محمود الأفغاني " مدينة اصفهان عاصمة الصفويين واحتلها وهد ملكهم. و رغم اندحار الأسرة الصفوية و تولي الأسرة ألافشارية زمام الملك في بلاد فارس إلا أن الحرب على الفكر و المذهب السني لم تتوقف من قبل تلك الدولة وكانت الحروب المتواصلة مع الدولة العثمانية تمثل أحد أوجه الحرب الطائفية. ولو استثنينا فترة حكم نادر الشاه الافشاري (1160- 1148 هـ ) التي شهدت ما يشبه الهدنة مع أهل السنة فان الأنظمة التي أعقبت الدولة الأفشارية قد واصلت نهج الصفويين وان كان ذلك بطرق و وسائل مختلفة. ولم يكن النظام البهلوي ( 1979- 1926م ) العلماني مستثنى من الأنظمة الصفوية و ألافشارية و القاجارية التي قادة الحروب الطائفية،فقد كان النظام البهلوي قد دعم وبشكل كبير حوزة قم و النجف أيام مرجعيات البروجردي ومحسن الحكيم و الخوئي الذين سعوا الى التمدد عبر بناء المؤسسات في مصر و الهند ولبنان وغيرها من الدول الأخرى حيث كانت تعمل على نشر الفكر الطائفي الصفوي كما ان عمل بعض تلك المؤسسات يتخذ وسيلة لجمع المعلومات الاستخباراتية لصالح نظام الشاه،كما هو الحال في الوقت الحالي حيث تقوم اغلب هذه المؤسسات بالتجسس لصالح النظام الإيراني أو تنفيذ مخططاته في نشر الفتن و خلق النزاعات بين أبناء البلد الواحد. وتأكيدا لذلك فمن طريف ما ينقله أحد وكلاء مرجعية حوزة النجف في مصر فترة السبعينيات وهو السيد " طالب الرفاعي " المقيم في أمريكا حاليا، ( وهو الذي صلى على جنازة الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي الذي مات و دفن في القاهرة عام 1980 )، انه وحين كان في زيارة لآية الله محسن الحكيم في النجف سأله صهر الحكيم و مدير مكتبه " إبراهيم اليزدي الطبطبائي" قائلا له، يا سيد طالب أين وصلت في نشر مذهبنا في مصر، هل جعلت المصريون يلعنون عمر بن الخطاب؟.


و مع انتصار الثورة الإيرانية وقيام نظام ما يسمى بالجمهورية الإسلامية، فقد أصبحت سياسة تصدير التشيع الصفوي جزء من إستراتيجية نظام الملالي لخلق الفتن الطائفية و شق صفوف المجتمعات العربية و الإسلامية متخذا من شعار التقريب بين المذاهب وسيلة للتغطية على أهدافه الحقيقية التي تضمر العداء والكراهية لأتباع المذاهب الإسلامية.
وبهذا الخصوص يقول زعيم أهل السنة في إيران " و الذين ينتمون إلى أقوام وشعوب مختلفة " الشيخ عبد الحميد مرادزهي " إن أهل السنة يمثلون 25 في المئة من ساكن إيران أي 18 مليون شخص وهؤلاء الملايين لا يوجد بينهم وزير أو محافظ واحد، كما لا يوجد سني واحد من بين أعضاء هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، و منذ 27 عاما ونحن نطالب بالترخيص لبناء مسجد لأهل السنة في العاصمة طهران و لكن الحكومة ترفض الموافقة على هذا الطلب ". علما أن الدستور الإيراني الذي وضع على أسس طائفية حرم المواطن السني من تبوئ منصب رئاسة الجمهورية وجعل هذا المنصب محصور بأتباع المذهب الشيعي فقط.


وعن الازدواجية التي يظهرها النظام الإيراني في ادعائه بالعمل على التقريب بين المذاهب الإسلامية يقول الشيخ عبد الحميد، إن مسؤولي مجمع تقريب المذاهب يسافرون إلى أماكن عديدة في العالم من اجل التبليغ لمشروعهم ولكن مع الأسف أن هذا المجمع لا يعمل في الداخل كما يظهره في الخارج وهذا الأمر يثير لدينا التساؤل حيث نحن في الداخل لدينا مشاكل عديدة تواجه هذا المشروع فلماذا لا يسعون الى حلها اولا؟. مؤكداً أن رفع معاناة أهل السنة في إيران أهم بكثير من رفع شعارات التقريب والوحدة التي ليس لها واقعا على ظهر الأرض في الداخل الايراني.


فبعد فشل تحقيق أهدافهم في تصدير ثورتهم عن طريق القوى العسكرية التي أفشلتها تجربة حرب الثمانية سنوات مع العراق، لجئ قادة النظام الإيراني ومرجعيات حوزاتهم الدينية، إلى سياسة اعتماد التفرقة الطائفية في البلدان العربية اعتمادا على جعل الحزب المذهبي وسيلة ليسهل عليهم عملية اختراق تلك البلدان ونشر الفتن الطائفية. و هذا ما تأكده حالة الاقتتال الطائفي التي مر بها العراق ويمر بها اليمن اليوم حيث يدور الاقتتال بين الحكومة و جماعة التمرد الحوثي الذين يتلقون أوامرهم من مرجعيات حوزة قم الإيرانية. كما أن هناك مجادلات واتهامات حادة تدور حاليا بين بعض المتشيعين ورجال دين ومثقفين في عددا من الساحات العربية حيث يعتبر الكثير من المراقبين أن ظاهرة المتشيعين الجدد إنما هي حركة سياسية تقف ورائها أيادي إيرانية.


بطبيعة الحال هذا ليس اعتراضا على الآخرين باعتناق ما يرونه مقنعا لهم من الناحية العقائدية و لكن الاعتراض هو دخول هؤلاء المتشيعون في لعبة النظام الإيراني الذي يسعى إلى تصدير أفكاره السياسية تحت عباءة نشر فكر التشيع فيما هو يقمع بقوة أهل السنة الإيرانيون ويهدم مساجدهم ويغلق مدارسهم و يعتقل ويعدم علمائهم، ويمارس نفس الأسلوب كذلك مع الشيعة العرب الأحوازيين حيث يحرمهم من ابسط حقوقهم القومية ويعتقل و يعدم أبناءهم بتهمة البعثية تارة والوهابية تارة أخرى لمجرد أنهم لا يقرون سياسته الشعوبية.
وهنا يظهر نفاق النظام الإيراني الداعي للتقريب بين المذاهب من جهة، و قمعه لأهل السنة الإيرانيون واستغلال بعض الشيعة والمتشيعين لأهداف سياسية تخدم مشروعه الطائفي الساعي لإثارة الفتن و تمزيق البلدان العربية، من جهة أخرى.


كاتب احوازي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

ا المصالح الشخصيه هى المصلحه العامه

nero
nero -

ا المصالح الشخصيه هى المصلحه العامه

و من البلية
احوازي -

انت اكبر تاجر صباح الموسوي و تتاجر بقضايا الإنسان الأحوازي تعرف تماما ان القضية الأحوازية ليست قضية طائفيةكل يوم تعيد هذه الإسطوانة ما عندك شيء جديد

و من البلية
احوازي -

انت اكبر تاجر صباح الموسوي و تتاجر بقضايا الإنسان الأحوازي تعرف تماما ان القضية الأحوازية ليست قضية طائفيةكل يوم تعيد هذه الإسطوانة ما عندك شيء جديد

انتم سبب التشيع
ســـــــــــــــلام -

السيد الموسوي كل هـمه تشويه مذهب اهل البيت لأيقاف التشيع ،وهذه طريقه خاطئه جداً ، بل مثل هذه الخطابات تلفت النظر للتحقيق بأسباب الخطاب وكمى يقال زاد الطين بله ، وكمى حصل الامر مع ابناء احد المشايخ الذي اصبح ابنه متشيعاً حيث سأله احد الناس كيف تشيعت قال الفضل يعود الى والدي هو الذي جعلني ابحث عن الحقيقه، هل تعلم ان نسبة كبيره من المتشيعين لفت نظرهم الخطابات الناريه ضد مذهب اهل البيت مما جعلهم يفتشون عن الحقيقه وكلهم من اصحاب الشهادات العليا؟ انا اقول اتركو الناس تختار ماتريد والا تكون (البطانه اغلى من الوجه) هل سمعتم بصاحب مطعم يجـبر زبائنه على مايطبخ؟ انتم لكم يد في التشيع من حيث تعلمون او لاتعلمون، الناس تبحث عن الامــان عن الســلام ، هل سمعتوا يوماً شيعياً فجر نفسه وقتل الابرياء؟؟؟ من هو المســؤل امام الله عن قتل الابرياء؟ اسـأل الله تـراجعوا انفسكم لمى يخدم الاسـلام. شكراً لمنبر ايلاف الحر

انتم سبب التشيع
ســـــــــــــــلام -

السيد الموسوي كل هـمه تشويه مذهب اهل البيت لأيقاف التشيع ،وهذه طريقه خاطئه جداً ، بل مثل هذه الخطابات تلفت النظر للتحقيق بأسباب الخطاب وكمى يقال زاد الطين بله ، وكمى حصل الامر مع ابناء احد المشايخ الذي اصبح ابنه متشيعاً حيث سأله احد الناس كيف تشيعت قال الفضل يعود الى والدي هو الذي جعلني ابحث عن الحقيقه، هل تعلم ان نسبة كبيره من المتشيعين لفت نظرهم الخطابات الناريه ضد مذهب اهل البيت مما جعلهم يفتشون عن الحقيقه وكلهم من اصحاب الشهادات العليا؟ انا اقول اتركو الناس تختار ماتريد والا تكون (البطانه اغلى من الوجه) هل سمعتم بصاحب مطعم يجـبر زبائنه على مايطبخ؟ انتم لكم يد في التشيع من حيث تعلمون او لاتعلمون، الناس تبحث عن الامــان عن الســلام ، هل سمعتوا يوماً شيعياً فجر نفسه وقتل الابرياء؟؟؟ من هو المســؤل امام الله عن قتل الابرياء؟ اسـأل الله تـراجعوا انفسكم لمى يخدم الاسـلام. شكراً لمنبر ايلاف الحر

النظام الإيراني
bably -

ابدء بشكر الكاتب للسرد التاريخي الموثوق اصلا لكن للاسف لا يقراء من امه العرب وغيرهم اما بعد فلم ولن يفهم ايران او حكامها ومنظريها اكثر من ابناء الرافدين لان التاريخ كله يشهد لنا بكل كلمه نطقناها بحقهم مع احترامنا لفارس التاريخيه كامه ومنافسه لنا في ذلك (الحضارة) لكن عامه الناس لا تفهم وخاصه من غير ابناء الرافدين يصعب عليهم فهم ايران وينجرون وراء اهواء وشعارات فارغه فكيف نبرر الوحدة الاسلاميه وطهران ممنوعه من مسجد واحد لمسلمين موحدين وكيف نأتمن لها وهي ليل نهار تحوك وتتامر وتحتل اراضٍ لجيراهنا فكيف نبرر مسانده حزب ما ضد كل ابناء الامة وكيف وهم صنفو الموطنين بحسب اهوائهم ايران قصم ظهرها المد القومي والان هي تغتاله وايران تنتقم من العالم كله وتركب الدين كواسطة بدون كجل وبشكل مفضوح لتتمم كل ما ببال اجدادهم منذ مئات السنين فهل للناس ان تصحى

المعلق اللااحوازي
ابن كوردستان -

انت لست باحوازي فلا تحاول ان تشوش على مقالة السيد الموسوي الذي فضح فيه ملالي قم وطهران وجرائمهم بحق شعوب ايران من العرب والكرد والبلوج وحتى الفرس.. بارك الله في الكاتب والاعلامي البارز صباح الموسوي

معكم قلبا وقالبا
سمير سمارة -

السيد صباح الموسوي وانت الكاتب الموسوعي وناقل الأحداث بدقة معتمدا على عمق التجربة والملاحظات التاريخية.لقد شعرنا معك بعمق الوجع لأخواننا في الأحواز حيث يتغلغل المد الهمايوني المتعصب للنظام الأيراني الذي لا يعرف شيء عن الرحمة والتسامح مع باقي المذاهب والطوائف لكن والله اعلم فأن نهاية هذا الظلم والتشدد في المكر والأنانية وقمع الأخر لن يستمر طويلا ;لأن التاريخ يدور ولن يبقى لأي ظالم مهما عتى وتجبر استمرارية بل السقوط المريع بالقريب العاجل

شکر و تقدیر
علی الاحوازی -

اشکر اخی المناضل صباح الموسوی عاشت المقاومه العربیه