فضاء الرأي

ابن لادن و نضال التغيرات المناخية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا يختلف العقلاء الحريصون على سمعة العرب والمسلمين على حقيقة حجم الأذى الذي ألحقه ابن لادن بالعالمين العربي والإسلامي منذ تأسيسه تنظيمه الإرهابي "القاعدة" الذي أصبح فيما بعد ملاذا لكل الإرهابيين من مختلف الأقطار والبقاع، مولدا بشكل مستمر جماعات إرهابية تحت مسميات في الغالب إسلامية، تمويها على إرهابها وجرائمها وقرصنتها بحثا عن الملايين من الدولارات. والمؤسف المثير لضحك يقترب من البكاء أن هناك من ينظّر لهذه الجرائم الإرهابية على أنها "مقاومة". وليت من يتبنون هذه المقاومة يجيبون على أسئلة تطرحها الملايين من العرب والمسلمين ومنها:
أولا: أية مقاومة في جرائم الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001 الإرهابية التي راح ضحيتها ألاف من الأبرياء بينهم مئات العرب والمسلمين، ولمزيد من التضليل أطلق عليها "غزوة نيويورك" ويحتفل سنويا بذكرى هذه الجريمة؟
ثانيا: أية مقاومة في هذا القتل اليومي العشوائي في بغداد والمدن العراقية، حيث يقتل في كل عملية إرهابية العشرات والمئات ولا تسلم المساجد والحسينيات من هذا الإرهاب المجرم.
ثالثا:أية مقاومة في عمليات القرصنة على السواحل الصومالية حيث خطف السفن التجارية، ثم الإفراج عنها مقابل الملايين من الدولارات؟ أم أن هذه الملايين يستخدمونها فيما بعد لنشر الدعوة الإسلامية انسجاما مع الأسماء التضليلية التي يستخدمونها بصبغات إسلامية؟
رابعا: أية مقاومة في هذا الإجرام الذي يحصد يوميا المئات من المواطنين الأفغان دون ذنب ارتكبوه، وفقط لأنهم موجودون هدفا سهلا لهذا الإرهاب؟
خامسا: أية مقاومة في تفجيرات باكستان الإرهابية التي كان نتيجة آخرها قتل ما يزيد على مائة شاب في ملعب لكرة القدم؟
وتطول أسئلة هذه القائمة التي يسكت عليها دعاة المقاومة ومدّعي الدين أيضا، فلم نسمع إدانة من واحد منهم لهذا الإجرام، لأنهم مشغولون بتطورات "إرضاع الكبير"، و"تحريم الموسيقى وتبادل الزهور"، و "تحريم الجلوس على الكراسي والأرائك ". ويتركون الإرهابيين أمثال ابن لادن وتلميذه الظواهري يعيثون فسادا وتخريبا وتشويها لسمعة العرب والمسلمين.

وأخيرا النضال من أجل التغيرات المناخية
رصدت في مقالة لي بعنوان ( من يداوي هذا المريض المدعو أيمن الظواهري؟ ) بتاريخ الرابع عشر من مارس 2007، المجالات والموضوعات التي أفتى فيها من يقدمه منظرو المقاومة على أنه الرجل الثاني في القاعدة، وأسندت أقواله التي أفتى حولها بما فيها انتقاده الشديد لحزب الله وحركة حماس، وردود الحركة العنيفة عليه من خالد مشعل شخصيا وأسامة حمدان ممثل الحركة في لبنان. و أخيرا كي يبقى الإرهابي المعلم أسامة بن لادن تحت الأضواء من مخابئه في تورا بورا وكهوف أفغانستان وباكستان، بدأ النضال من أجل:

التغيرات المناخية في العالم
وهذه ليست مزحة أو نكتة بايخة ولكنها موضوع تسجيله الصوتي الأخير الذي بثته قناة الجزيرة منذ أيام قليلة، حيث ثار الإرهابي غضبا على الدول الكبرى التي تتحمل مسؤولية التغيرات المناخية وما ينتج عنها من مخاطر تطال كافة دول العالم من تصحر وجفاف وسيول وأعاصير. ويحمل كذلك الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش مسؤولية عدم التصديق على اتفاقية كيوتو إرضاء للشركات الكبرى.

وكذلك الأزمة المالية العالمية،
لم تسلم من تنظيرات ونضالات هذا الإرهابي، فهو يرى أن الدول الكبرى ذاتها هي المتسببة في الأزمة المالية العالمية بفعل سياسات المضاربة والاحتكار ورفع الأسعار، وموجها خطابه لمليارات سكان الكرة الأرضية، ومقدما حلول هذه الأزمة من خلال الاعتدال في الاستهلاك ومحاولة ابطاء عجلة الاقتصاد الأمريكي الذي يعتمد على استهلاك العالم لبضائعه. وهنا يتناسى هذا الجاهل أنه وإرهابيو قاعدته يستخدمون ويستهلكون المنتجات الأمريكية من سيارات ودواء وغذاء وانترنت وهوتميل واسطوانات لتسجيل نضالاتهم الانترنتية، فلماذا لا يتوقفون عن استخدام هذه المنتجات، ويعودون للنضال من على ظهور الجمال والخيول، ويكتبون بياناتهم على الجلود ويرسلونها لأتباعهم مع الحمام الزاجل إن تمكنوا من تدريبه.

القاعدة وكافة منتجاتها،
قوى ظلامية لا تعترف بالتطورات الحضارية، ولا تعرف طرق النضال الحقيقي التي ينبغي أن تتركز على عناصر تقدم الشعوب العربية والإسلامية من محو للأمية وترسيخ الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة ومحاربة الفساد، كي نلحق بالخطوة الأولى لركب التقدم، إذ أنه مما يبكي ويضحك أن تكون نسبة الأمية في الأقطار العربية حسب تقارير التنمية البشرية العربية لا تقل عن ستين بالمائة، وأنه لا توجد أية جامعة عربية ضمن قائمة أهم خمسمائة جامعة عالمية، أي أن كافة الجامعات العربية دون مستوى التقييمات العالمية، بينما من ضمن الجامعات العالمية ثلاثة جامعات في جنوب أفريقيا وستة جامعات إسرائيلية. أما ميزانيات البحث العلمي لدى كافة المؤسسات والبنوك وأصحاب المليارات العربية فتكاد لا تذكر ولا وجود لها، بينما رجال المليارات من النصارى والملحدين نسبة عالية من ثرواتهم للأعمال الخيرية والجامعات العملاقة. فمثلا جامعة ماك جيل الكندية التي ترتيبها هو السادس عشر بين أهم مائة جامعة في العالم، كانت قد أسست عام 1823 من كامل ثروة المليونير الكندي ماك جيل الذي أوصى بكامل ثروته لتأسيس جامعة عملاقة، فإذا بها تبلغ هذه الدرجة العالمية المتقدمة وتصل ميزانيتها عام 2009 إلى مليار دولار. فأين نحن وهذا الإرهاب الذي يقودنا للتخلف والظلامية كما فعلت وتحاول أن تفعل طالبان وشقيقاتها في أفغانستان وباكستان والعراق والصومال ودول أخرى؟.

أما التسجيل النضالي القادم
للإرهابي ابن لادن الذي لم يسلم مسقط رأسه المملكة العربية السعودية من إرهابه وجرائمه، فاؤكد لكم حسب مصادري القاعدية أنه سيكون تسجيلا صوتيا مرئيا عن زلزال هاييتي الأخير، يحلل فيه أسباب هذا الزلزال منتقدا المساعدات الأمريكية لهاييتي لأنها مساعدات ضخمة وضرورية ولكنها أخذت طابعا عسكريا دون أن يوضح للمضللين في عالمنا العربي والإسلامي كيف كان يمكن نقل هذه المساعدات و ألاف من رجال الأنقاذ والأمن دون مساعدة الجيش الأمريكي؟، فانتظروا هذا التسجيل خلال أيام قادمة لنضحك قليلا ونبكي كثيرا.
ahmad.164@live.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هيك وهيك
قاريء -

بالعكس هيك غرب بدو هيك ابن لادن

المصالح
محسن -

هل هو الذي أساء للإسلام أم هناك من يريد أن يسيء إلى الإسلام مستخدما هذه الدمية؟ ومن يثبت انه فعلا موجود؟

تكفير
خوليو -

المقالة تحكي الحقيقة بكاملها،و لكن ما لم يصدر فتوى من مرجع اسلامي معتمد(الأزهر أو من السعودية أو من إيران بشقه الشيعي) بتكفير قيادة القاعدة بشكل صريح وعلني ومذاع بواسطة كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، ووضع جائزة عالية لرأس ابن لادن ورأس كل قيادات القاعدة، فلن يقتنع أحداً يقرأ ويكتب ويفهم ما يقرأ، بأن ابن لادن لايطبق الاسلام وجوهره، أين هي هذه الفتوى؟

احتلال وخطف اطفال
اسامة -

امريكا ليست جمعية خيرية ، ولكنها تتحرك وفق مصالحها وفي غمرة زلزال هايتي خشيت من تدخل دولة عظمى او حتى دولة مجاورة في الجزيرة المنكوبة فارسلت قواتها الى هناك ، بالمناسبة ثبت ان كنيسة امريكية ضبط قساوسة وراهبات فيها يسرقون اطفال هايتي ياسلام على المحبة والرحمة يا اتباع المسيحية ؟!

ارهاب مسالم
علي بن سعد -

لماذا العجب --انه الافلاس الارهابي من بن لادن والظواهري--ممكن يفجروا طبقه الاوزن--- هل هو مؤشر على نهايه قتل الابرياء؟؟؟؟؟؟

with number 5
ali -

يقول المثل العربي ---وكل اناء بما فيه ينضح ماذا يتوقع الواحد من فكر متخلف ورجعي غير هذا اؤيد النظام العلماني الانساني الذي يحترم القانون ويعدل بين الجميع --واحسن الانظمه تبني فكر العلماني الاشتراكي لانه يحث على التحرر والتمدن والحداثه--وليس فكر القرون الوسطى

ولدينا ايضا.
عمر -

شكرا للاستاذ احمد ابو مطر ولكن لاتنسى يا استاذ نحن ايضا قمنا ببناء عدة الجامعات في الباكستان والافغانستان والعراق والصومال وجامعة قيد الانجاز في اليمن ومن ضمنهم عدة الكليات وبادارة العمداء ابن لادن ودكتور ضواهري ولدينا الالاف من الطلبة العلم فمثلا لدينا كلية الحربية لتفجير المدارس والملاعب في الافغانستان و كلية الشريعة في الانتحار والحور العين في الباكستان وكلية الهندسة لتفخيخ وذبح البشر في العراق وفي الصومال كلية البحرية للخطف والقرصنة اما في اليمن وهي الكلية بفرعيه الجويةوالطاقة النووية للخطف والتفجير الجوي وللانتاج المبيدات البشرية .

الارهاب المسيحي
الفارس -

بالطبع لا مقارنة بين الارهاب الامريكي والصهيوني والغربي عموما فهذا ارهاب قائم على خلفية توراتية انجلية تلمودية والمسيحيون المتصهينون يقودون العالم نحو الخراب تحت دعاوى كاذبة انانية عن ان قيام اسرائيل شرط لعودة مسيحهم الكذوب ،وعنفنا فامريكا بعد الحرب العالمية الثانية قتلت عشرة ملايين انسان اخرهم في العراق وافغانستان وقلبت عشرون نظاما منتخبا او مرضي عنها شعبيا واشعلت ثمانون حربا بين صغيرة وكبيرة ومارست البلطجة السياسية والعسكرية وامدت الصهاينة بافتك الاسلحة التي شوت وتشوي اجساد اطفالنا ونساءنا وشيوخنا عجيب هذا المنطق هل دم ضحايانا ماء ودم الامريكان والصهاينة دماء مقدسة ؟!لا بأس ان يشعر الغربيون بشيءمما نشعر عند فقد احبتنا عندما يفقدون احبتهم ، اما ما يحصل في العراق افغانستان والصومال واليمن فهو عبارة عن انتقام عشائري على خلفية ثارية لا علاقة لها بالاسلام ، اما حكاية البيئة فان الجشعون من الصناعيين والرأسماليين رفضوا في مقررات قمة الارض وقمة المناخ وارهابهم اليوم يطاول مليار انسان برسم الجوع والموت في العقدالقادم ارجو ان يكف اليساريون العرب الانتهازيون اللبراليون اليوم ؟!! عن الدفاع عن الامبريالية الغربية وربيبتهاا لصهيونية

sham
rasheed aslamer -

الخزيء والعار الى القتله الارهابيين وافكارهم الظلاميه