أصداء

أين اختفى حمودي الحارثي (عبوسي)؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كان قد عاد الى بغداد قبل نحو عام، الفنان العراقي حمودي الحارثي بعد غربة طويلة،عاد لكي يحافظ على ذاكرته التي حاولت الغربة المريرة ان تأكلها، عاد لكي يبرد ذلك الحنين الذي يتعالى في نفسه شاهقا بعذابات كثيرة، عاد ليعيش على تلك الارض التي ولد عليها وابدع واشتهر وغادرها مكرها حزينا، عاد لكي يلتقي ناسه واصدقاءه ومعحبيه الحقيقيين ويستذكر اياما وامكنة ووجوها احبها واحبته، وقد وجدته سعيدا جدا بالعودة الى وطنه وعشت معه تلك اللهفة في ايامه الاولى في بغداد لا سيما بعد الحفاوة الشعبية الكبيرة التي قوبل بها، وكان اسمه الذي اشنهر به (عبوسي) يتردد بمحبة واضحة على الالسن التي تستذكر مقاطع من المسلسل الشهير له (تحت موس الحلاق) الذي مضت عليه نحو اربعة عقود !!، كما كنت قريبا منه وألتقيه ويسرني باحلامه البسيطة التي لا تعدو اكثر من الاستقرار في الوطن الذي فارقه طويلا ليعوّض ما فات او بعض ما فات، وان يعود ابناؤه ليجدوا الحضن الدافيء في بلدهم.


ولكن.. حمودي الحارثي الذي يحمل شهادة الدكتوراه من المعهد العالي للسينما في مصر، والذي يعد من المخرجين والممثلين المميزين في العراق وارتبط بالذاكرة الشعبية للناس على مدى سنوات طويلة، لم يجد مكانا له في العراق، لم يجد ما يمنحه الاستقرار، كان قد منح درجة وظيفية في وزارة الثقافة، لكنها كانت مجرد حبر على ورق، كان طوال المدة التي امضاها في بغداد يسكن في بيوت بنات شقيقاته وأجد اقاربه، لكنه كان لاجل عيون العراق يحتمل، كان يصر على ان ينتظر ويصبر، ولكن رحلاته المكوكية الى وزارة الثقافة لم يحصد منها غير اعجاب الجمهور هناك، لا اعجاب المسؤولين، فيما الامر الذي يأتي من اجله غارق في نوم عميق.


وتواصلا مع رغبة الاسرة في العودة من (المنفى) والاستقرار في بغداد، ألتحقت به زوجته المخرجة المسرحية المعروفة منتهى محمد رحيم، وكانت تتمنى ان تعود للعمل في دائرتها (دائرة السينما والمسرح) وتشارك زملاءها ابداعهم لا سيما انها تمتلك الخبرة المميزة في مسرح الطفل، ولكن اوراق اعادتها الى الوظيفة.. كما يبدو احترقت واصبحت احلامها رمادا، فلم يجد بعد ذلك حمودي الحارثي الا ان يشعر باليأس، مثلما شعرت به زوجته المخرجة، والا ان يحزنا على ما حدث، ومن ثم.. العودة الى.. من حيث جاءا، عادا الى الغربة مجددا، وفي حناياهما قلبان يتصببان وجعا وغربة.


ترى.. الا يستحق حمودي الحارثي ابن الـ (74) عاما ان يستقر في بلده؟، الا يستحق الرعاية والعناية والاهتمام قليلا واعادته الى الوظيفة وكذلك زوجته ؟ اما كان بالامكان احتضان الرجل وتقدير مسيرته وانقاذ ذاكرته من صقيع الغربة او نيران المنفى ؟ لم اجد اجابة سوى الرثاء للوجع الذي احسسته في داخل الحارثي وهو يتطلع الى افق الامل الذي اغلقت ابوابه، او وهو يغادر العراق بدون ان يقول له أحد (الله وياك عبوسي)!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
التأني خير
حباب -

انشاء الله ترجع ونرجع وترجع ايام الخير,الصبر طيب

عمي حمودي صير نايب
بو عبود -

عمي حمودي والله بعدك على نياتك من أهل قبل.. ياعمي جان العبها صح ورشح لمجلس النواب وشوف شلون ما تصير نايب وعلى الاقل كان ربحنا بالمجلس صوت شريف وساعة الساعة يضحكنا على نوابنا ونايباتناإذا كانوا يزايدون بحب الوطن وبيديهم السجاجين يقطعون بيه بس هم بعدنا بيها كلها اربع سنين وانشالله نشوفك بالمجلس والله ينطيك وينطينا العمر والصحة

الى الفنان حمودي الح
كريم خلف -

.لم اتصورك يامبدع العراق ومحب الشعب وفي كل هذا العبث الإلهي المنبعث من قلبك الطاهر ورغبتك المستمرة في زرع الحب والبسمة في قلوب الملايين من الناس البسطاء .قلوبنا ال خيون وضعوها في أضيق من غرف التعذيب .سفرات / بعثات / نقابات / في كل محفل /صدرية / مجلسية/ هاشمية / المهم الريادة .كلما اندلعت بسمة صدوها .أنت وحدك حي ياعبوسي

خلوّه مرتاح
بشـــار الخالـــد -

علرجال تريدون تخلوه بمجلس النزاح..خلوه مرتاح ,, فهو رغم استحقاقه لان يكون باي منصب عال يليق به كفنان للشعب كله .. الا اني لا ارغب ان يكون في صاله ضائعة مفاتيحها..!

الحقيقة
sama -

اريد ان اؤكد حقيقة شهادة حمودي الحارثي هوة ليس لدية دكتوراة ابدا وانما فقط من المعهد الفنون وانه لديه بيت كبير ملك مسحته 600 متر بالعامرية ويسكن كان فيه قبل ان يسافر الى هولندا وعندما اتى الى العراق في الفترة الاخيرة كان من اجل ان ياخذ التقاعد وفعلا حصل على التقاعد الذي اراده لذلك هو ليس مظلوما كما يدعي وزووجته متقاعدة ايضا من قبل 10 سنين او اكثر للعلم وشكرلا لايلاف اذا نشرت ولم تحذف كلامي لانه حقيقة مئة بالمئة

توضيح للحقيقة
نزار شهيد الفدعم -

اولا الفنان حمودي الحارثي لايملك شهادة دكتورا هو يحمل شهادة بكالوريوس أخراج سينمائي من المعهد العالي للسينما في القاهرة - اكاديمية الفنون ثانيا بحد علمي وبشهادة الاخ فائز جواد عاد لغرض الحصول على تقاعد وقد حصل على دعم من مجلس الوزراء ووزارة الثقافة لهذا الغرض وحقق مايصبو اليه من عودته ....

وا اسفاه
متابع عن قرب -

الحمد لله على كل مصاب ومكروه, واليوم نفجع برحيل واحد من اهم دعامات العراق الثقافيه والسبب بسيط لان (الدكتور حمودي الحارثي) ليست له علاقات مع المراجع الدينيه ولا يرتاب الحسينيات وليس له اصدقاء معممين ولم يكن يوما في ايران ولم يطبخ لو يلطم ولم... فمن الطبيعي ان لا يكون له مكان بالعراق الايراني الجديد. وا اسفاه خسر العراق كل طاقمه المثقف ولم يبقى فيه الا القليل القليل من المتنورين والمثقفين والمتعلمين. السلام عليم وطني العظيم وعلى شعبك وتاريخك. والمجد والرفعه (لعبوسي) ويام بغداد الحلوه