أصداء

حقوق الإنسان الضائعة في إيران

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لكل ثورة أو نظام حكم في العالم وعبر التاريخ نشاط مضاد يتصرف بصورة نسبية بين العمل السلمي أو العدائي بحسب الدوافع والمحفزات التي تحدد شكل العلاقة السلبية بين المعارضة والنظام الحاكم، غير أنه أيا كانت درجة العداء فإن ذلك يفرض قيودا أخلاقية خاصة على النظام الحاكم في تعامله مع أي نشاط معارض وعدم دفعه للعمل المسلح أو العسكري ضد مؤسسات الحكم والدولة، وحين يحدث ذلك فإن الخلل ليس بالضرورة في التوجهات العدائية للنشاط المعارض بقدر ما هو في السلوك السياسي السلبي لنظام الحكم الذي يمتلك السلطة ومساحات واسعة من المناورات والتنازلات التي يمكن أن يقدمها من أجل سلامة واستقرار الأوطان.

ولكن الملاحظة أن أي نظام ثوري يحمل في باطنه روحا عدائية وإقصائية للآخر المعارض ولا يحسن التعامل المرن مع المعارضة، فتتحول الثورة الى ديكتاتورية والنظام الى شمولية والدولة الى بوليسية يكون لأجهزة المخابرات فيها الكلمة العليا، وذلك ما يضعف السلوك السياسي للنظام الحاكم ويخرب عليه أي توجهات لامتصاص الغضب الشعبي حين يخطئ ويمارس تعسفا أمنيا في ملاحقا أي مشتبهين أو معارضين، فيذهب الأمن السياسي والاجتماعي مع الريح ويصبح الجميع تحت سلطان القهر والطغيان لأنه حينها لا يمكن تأسيس الدولة على أركان حقوق الإنسان ومبادئ الحريات السياسية والعامة التي تحفظ للمجتمع وأفراده كرامتهم وتحقق لهم أمنهم وأمانهم.

ما يدعوني لذلك هو وضع منظمة مجاهدي خلق التي تتمركز في معسكر أشرف في الأراضي العراقية، وإني وإن لم أكن مؤمنة بأي نشاط عدائي ضد الدول أو الأنظمة الحاكمة، إلا أن الممارسة السلبية وغير الأخلاقية للثورة الإيرانية مع هذه المعارضة تفرض تساؤلات حول جدوى العمل المحموم على محوها وعدم الاعتراف بحقوقها في المعارضة دون مراعاة لأي حقوق إنسانية ودينية في التعامل مع الآخر المضاد، فهذه المنظمة موجودة منذ عقود من الزمن وتمارس نشاطها بقوة دون أن تضعف أو تتراجع عن حقوقها في الإعلان عن مطالبها، وذلك أدعى للغة حوار حقيقية، إذ أنه طالما تتعرض إيران لعداءات صريحة من قوى إقليمية ودولية فإن فكرة محو المنظمة تظل عبثا لا ينتهي الى استقرار، وبدلا من الإرهاق العسكري والأمني الذي تتسبب فيه فإنه حري بطهران أن تبحث عن حلول غير عنترية، لأن حروب العصابات ضد الجيوش النظامية لم تنته في التاريخ أو الواقع المعاصر الى هزيمتها رغم أنها تبدو الطرف الأضعف، ولذلك فالاحتفاظ بالمنظمة في الخط العدائي يستنزف أي قدرات أخلاقية وأمنية وعسكرية للقضاء عليها.

سوء السلوك السياسي في التعامل مع مجاهدي خلق يفرز مظالم وانتهاكات متعاظمة لحقوق الإنسان ضد المنتمين للمنظمة والمتعاطفين معها، وذلك طبيعي في سياق سوء سياسة النظام الإيراني مع كثير من الملفات التي يتعامل معها وتتضخم بالفشل والأخطاء، وبالنظر لوضع المنظمة على الصعيد الدولي فإنها تحظى بدعم حقيقي خاصة بعد سعي الاتحاد الأوروبي لرفع اسمها من لائحة المنظمات الإرهابية، ولذلك فمن الذكاء التعاطي بجدية مع تحدي المنظمة بدلا من العسف الذي تمارسه الدولة الإيرانية بحقها وهي التي لديها حقوق بوصفها منظمة إيرانية وإن كانت تقيم خارج الأراضي الإيرانية في معسكر أشرف الذي يكشف عن وجه غير إنساني بالنظر الى ممارسات المخابرات الإيرانية فيه، وذلك ما يمثل دليل إدانة حقوقي قوي لسوء السياسة الإيرانية وفشلها المنهجي في التعاطي مع المعارضة بصورة أخلاقية من صميم مبادئ الثورة المعلنة والتي تؤكد اضطرابا مزمنا في فهم الحركة السياسية سواء بالداخل الإيراني أو حوله.

تحتاج الممارسة السياسية الى البعد الأخلاقي خاصة إذا ما كان نظام الحكم يرفع شعارات أخلاقية وإنسانية، وتضاده وتناقضه في النظرية والتطبيق يؤكد خللا في الإدارة، فالمظالم والانتهاكات التي تتعرض لها المعارضة الإيرانية عموما ومجاهدي خلق خاصة تكشف عن خلل أخلاقي عميق في الممارسة السياسية التي تعتبر وصمة عار في جبين الثورة التي فقدت خطها البياني الذي نزل الى أسفل وضاع في الهاوية، وعندما تأخذ العزة بالإثم أي نظام حكم في تعاطيه مع معارضيه على النموذج الإيراني فإنه حتما ينتقل من فشل الى آخر، ويقدم أسوأ نماذج إهدار الحقوق الإنسانية والكرامة، وإن لم يلتفت العالم لأوضاع حقوق الإنسان الإيرانية قريبا بسبب الإنشغال بالبرنامج النووي فمن المؤكد أن ذلك مما يعمل على إضعاف الثورة والنظام ويجعله نهشا لأي حراك داخلي لأنه يكون حينها هيأ نفسه للإنهيار بصورة دراماتيكية وتلقائية لأن مسيرة الزمن لا يمكن أن تبقى على حالها عندما يكون هناك خلل ما، وكل نظام حكم يعتمد على الأمن والمخابرات في بقائه في الحكم فإنه يقترب ولا شك أكثر من السقوط، حينها يفقد أي دعم أو سند شعبي، ساعتها ينتظر فقط رصاصة الرحمة.

إعلامية سعودية*

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غريبة ياسكينة...
علي -

بسم اللهكان حريا بالاعلامية السعودية ان تكتب عن ضياع حقوقها هي شخصيا في بلادها بدلا ان تكتب عن منظمة تقتل وتفجر لاتفرق بين صغير او كبير...!!ياترى هل تستطيع سكينة السفر لوحدها او تقود سيارتها من منزلها الى عملها...؟؟؟ هناك مثل نردده كثيرا في السعودية ; مع الخيل ياشقرا; فالسيدة الفاضلة تحاول مجاراة الكتاب الاخرين وترى في ايران والعراق ولبنان ارضية خصبة ليبدع قلمها وتنتشر كلماتها في الافق الواسع....اتمنى ان تركز الاقلام السعودية على الواقع السعودي ولا نرحل بافكارنا وأقلامنا لنكتب عن بلدان بعيدة عنا الالاف الاميال فالاقربون اولى بالمعروف....!!!يايليت سكينة كتبت مقالا بنفس القوة عن ضياع حقوق المرأة الضائعة في عكاظ ...فلم يسمحوا للمرأة ان تعتلي صهوة المسرح مما سبب حرجا كبيرا للضيوف من خارج بلادي العزيزة...!!! تحياتي للمشخص

غريب ياعلي
سعودي -

وكان حريا بك أيضا ياعلي أن تذهب للمواضيع التي تتطرق لبلادك وتناقش قضاياها بدلا عن الدفاع عن إيران!!! فكيف تلوم المشخص وأنت تفعل مثلها؟؟!! لا فرق بينكما، هي انتقدت دولة أخرى وأنت دافعت عن دولة أخرى، إذا أنتما متعادلان!.

حيادية
sala -

علي لم يصطف مع إيران ولا عن منظمة مجاهدي خلق. فهو قال; منظمة تقتل وتفجر ولا تفرق بين صغير وكبير;. بالمناسبة، مقال الكاتبة سكينةأعجبني، وردّ علي أعجبني، لأنّ الرأيين صحيحان. لا داعي للتهجم على أحدهما..

انظمة شعارات كاذبة
سعيد -

كل الانظمة الثورية الانقلابية خصوصا في ايران وسوريا هي انظمة شعارات ووجودها مرهون ببقاء هذه الشعارات قائمة في نفوس المشاهدين! واكذب شعار ممكن ان يحصل في العالم هو شعار ما يسمى بالمقاومة

لا تبخسوا الناس
عبدالله -

هل تعرف كاتبة المقال عن جرائم القتل وسفك الدماء البريئة التي قامت بها هذه المنظمة الإرهابية باعتراف القوى الغربية في إيران والعراق؟ يوجد الآن معرض في العراق يبين صورا متعددة لجرائم هذه المنظمة داخل العراق ومساعدتها نظام صدام المقبور في قمع الشعب العراقي. فهل هذه المنظمة الإرهابية تستحق من الكاتبة الدفاع عنها. لماذا لم تتحدث الكاتبة عن حقوق الإنسان في الداخل الإيراني وترى أن المعارضين للحكومة القائمة لديهم كامل الحرية في التعبير عن آرائهم وانتقاد المسئولين بما لا يوجد نظير له في الدول الأخرى التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان. قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ;ولا تبخسوا الناس أشياءهم; وقال أيضا ;ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد; الشعب الإيراني والعراقي مظلومين من قبل هذه المنظمة، فلتنظر الكاتبة لنفسها موقعا يؤيد الظالم أو المظلوم

الثوره تأكل ابناءها
ibrahim -

الثورات لاتستطيع ان تعيش بلاعدو وهمي والادله لاتعد من الثوره البلشفيه الى النازيه الى الثوار العرب والثوره الايرانيه التي اختلقت لها شيطاننا وهنالك القاعده وحزب الله وقس على ذلكاما من يطالب الكاتبه ان ينصب اهتمامها على الداخل فليس المطلوب من كل كاتب ان يكون له راي بكل جانب وهذا تجني على الكاتب في توجهه وقف اهواء القراء

الثوره تأكل ابناءها
ibrahim -

الثورات لاتستطيع ان تعيش بلاعدو وهمي والادله لاتعد من الثوره البلشفيه الى النازيه الى الثوار العرب والثوره الايرانيه التي اختلقت لها شيطاننا وهنالك القاعده وحزب الله وقس على ذلكاما من يطالب الكاتبه ان ينصب اهتمامها على الداخل فليس المطلوب من كل كاتب ان يكون له راي بكل جانب وهذا تجني على الكاتب في توجهه وقف اهواء القراء

مظلومية
احمد -

يا بنت عبدالنبي المظلومية طالت كل شرائح الشعب الايراني وليس فقط مجاهدي خلق حتى علماء الدين الكبار.

مظلومية
احمد -

يا بنت عبدالنبي المظلومية طالت كل شرائح الشعب الايراني وليس فقط مجاهدي خلق حتى علماء الدين الكبار.

انها اخت عبد النبي
صالح العوامي -

اوجه لكي سؤالا: هل يا اختي كتبتي عن مايجري عليكم في منطقة القطيف والأحساء؟ هل يوجد مديرة مدرسة او وكيلة مدرسة شيعية في اي من المدارس الحكومية. هل رئيس بلدية القطيف من اهلها؟ هل يوجد عسكري او جندي في شرطة القطيف من اهلها؟ هل يوجد اي مدير ادراة حكومية في القطيف من اهلها؟ حتى مدير مصلحة المجاري من غير اهلها. اختي الكريمة انا لست من محبي الملالي سواء في ايران او غيرها لكن من الأولى ان تطالبي بحقوقك المسلوبة. ولمعلومك انه غير مصرح بتأسيس مدرسة اهلية للبنات حتى تاريخ هذا اليوم والسبب اخواننا الوهابية غير راضين عن فتح اي مدرسة اهلية للبنات في القطيف. واختنا الكريمة تتحدث عن مجاهدي خلق وبعض من اهل القطيف يتظاهر مع اخواننا في فلسطين مطالبا الحكومة بالمطالبة بحقوقهم. والله شي مضحك ومخجل للغاية. كنت اتمنى ان تضعي نفس الصورة في المقال كما وضعتيها في المقال تنتقدي فيها الثورة الأيرانية. شوفي لك موضوع آخر تتسلي فيه احسن لك.

انها اخت عبد النبي
صالح العوامي -

اوجه لكي سؤالا: هل يا اختي كتبتي عن مايجري عليكم في منطقة القطيف والأحساء؟ هل يوجد مديرة مدرسة او وكيلة مدرسة شيعية في اي من المدارس الحكومية. هل رئيس بلدية القطيف من اهلها؟ هل يوجد عسكري او جندي في شرطة القطيف من اهلها؟ هل يوجد اي مدير ادراة حكومية في القطيف من اهلها؟ حتى مدير مصلحة المجاري من غير اهلها. اختي الكريمة انا لست من محبي الملالي سواء في ايران او غيرها لكن من الأولى ان تطالبي بحقوقك المسلوبة. ولمعلومك انه غير مصرح بتأسيس مدرسة اهلية للبنات حتى تاريخ هذا اليوم والسبب اخواننا الوهابية غير راضين عن فتح اي مدرسة اهلية للبنات في القطيف. واختنا الكريمة تتحدث عن مجاهدي خلق وبعض من اهل القطيف يتظاهر مع اخواننا في فلسطين مطالبا الحكومة بالمطالبة بحقوقهم. والله شي مضحك ومخجل للغاية. كنت اتمنى ان تضعي نفس الصورة في المقال كما وضعتيها في المقال تنتقدي فيها الثورة الأيرانية. شوفي لك موضوع آخر تتسلي فيه احسن لك.

يا إبنتة المملكة
سالم أحمد سالم -

الى الامام ياسكينة فقافلتكي سائرهسدد الله قلمكوجعلني وجعلكي من المهتدين

يا إبنتة المملكة
سالم أحمد سالم -

الى الامام ياسكينة فقافلتكي سائرهسدد الله قلمكوجعلني وجعلكي من المهتدين