التخلص من المحكمة الدولية... ام من لبنان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يستحيل الخروج عن الوفاق الوطني في لبنان. المحكمة الدولية التي تنظر في جرائم، سبقت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وفي الجريمة نفسها وما تلاها من جرائم استهدفت اشرف اللبنانيين المؤمنين بالعروبة الحقيقية، جزء لا يتجزأ من الوفاق الوطني. امّا السعي الى التخلص من المحكمة عن طريق افتعال قضية شهود الزور ومذكرات التوقيف المضحكة- المبكية الصادرة عن القضاء السوري، فأنّه يمثل جزءا لا يتجزأ من محاولة انقلابية، لم تستكمل فصولها بعد، تستهدف تحويل لبنان الى رأس حربة للمحور الايراني- السوري لا اكثر، بل التخلص من لبنان نفسه. يمكن وصف مذكرات التوقيف بانّها افضل تعبير عن الازمة العميقة التي يعاني منها النظام السوري الذي لا يدرك ان عليه التعاطي بطريقة مختلفة مع المحكمة الدولية، في حال كان يعتقد فعلا ان لا علاقة له بالجرائم التي تعرض لها لبنان، على راسها جريمة اغتيال رفيق الحريري... وانه على استعداد للتعاطي مع مؤسسات الدولة اللبنانية بدل انتظار اي فرصة للانقضاض عليها. ربما تكمن مشكلة النظام السوري في انه لم يستوعب ان الماضي قد مضى وان عليه الانتهاء من عقدة لبنان والانصراف الى معالجة الوضع الداخلي السوري بدل الهرب منه الى الخارج...
ابعد من مذكرات التوقيف السورية التي لا تقدم ولا تؤخر، يبدو مطلوبا ان يستخدم لبنان في لعبة ايرانية، اكثر مما هي سورية، لا علاقة له بها من قريب او بعيد تقوم على المتاجرة به وبشعبه وبالاستقرار الداخلي من اجل ان يقول النظام الايراني ان لديه اوراقا يلعبها في المواجهة الدائرة بينه وبين المجتمع الدولي. من هذا المنطلق، نجد ذلك الاصرار لدى "حزب الله" على التخلص من المحكمة الدولية، نظرا الى ان نجاحه في ذلك يوفر له الهيمنة على لبنان، كما يوفر لكل من شاء، حمل رخصة تسمح له بمتابعة الاغتيالات والتفجيرات من دون حسيب او رقيب من اي نوع كان...
كلما مرّ يوم تزداد اهمية الوجود الايراني في لبنان بالنسبة الى طهران. والمشكلة الحقيقية لـ"حزب الله" تكمن في انه حتى لو شاء ان يأخذ في الاعتبار التوازنات الداخلية اللبنانية، نظرا الى ان عناصره لبنانية، فانه مضطر الى وضع مصلحة النظام في ايران فوق كل مصلحة اخرى، بما في ذلك مصلحة ابناء الطائفة الشيعية الكريمة في لبنان، وهي طائفة تضم من دون ادنى شك خيرة اللبنانيين الشرفاء الذين يتصدون بصدورهم العارية لسلاح الحزب الايراني وتوابعه ولمحاولات اثارة الغرائز المذهبية التي لا تخدم سوى اسرائيل.
ثمة من سيقول ان لا مصلحة للحزب في اثارة الغرائز المذهبية. الجواب ان ذلك كان يمكن ان يكون صحيحا لو كان "حزب الله" يمتلك حرية قراره من جهة ولو كانت ايران تتوقف عند هذا الاعتبار، الذي يصب في مصلحة دولة عنصرية اسمها اسرائيل، من جهة اخرى. لو كانت ايران مهتمة بتفادي اثارة الغرائز، لما فعلت ما فعلته في العراق عبر ميليشيات الاحزاب المذهبية التابعة لها. ما شهدناه في العراق، حيث خاضت ايران الحرب الى جانب الاميركيين من دون اي نوع من العقد، يتكرر للاسف الشديد في لبنان. ما يحصل في لبنان، خصوصا عن طريق السعي الى الغاء المحكمة الدولية، تطور في غاية الخطورة نظرا الى انه يتبين يوميا ان المطلوب في نهاية المطاف وضع اليد على لبنان. مطلوب استخدام الجرائم التي استهدفت اشرف اللبنانيين والعرب، من رفيق الحريري وباسل فليحان الى اللواء فرنسوا الحاج والنقيب سامر حنا مرورا بسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار امين الجميل وانطوان غانم والرائد وسام عيد، والشهداء الاحياء مروان حماده والياس المر ومي شدياق والرائد سمير شحاده، كي يفهم اللبنانيون اخيرا ان بلدههم غير قابل للحياة ولا يمكن الا ان يكون تحت الوصاية. اكثر من ذلك، عليهم ان يستوعبوا، استنادا الى الحسابات الايرانية، ان لبنان انتقل من خلال اغتيال رفيق الحريري والاحداث التي تلته من الوصاية السورية الى الوصاية الايرانية مع بعض المراعاة من طهران لدمشق.
لن يأتي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان قريبا سوى من اجل تثبيت المعادلة الجديدة القائمة على فكرة ان الوطن الصغير بات جزءا من الامبراطورية الفارسية وان وضعه لا يختلف في شيء عن وضع مناطق عراقية معينة، وان الفشل الايراني في غزة، بسبب الوضع الجغرافي المختلف للقطاع، عوضه نجاح "حزب الله" في ترويض اللبنانيين مستخدما سلاحه غير الشرعي الموجه الى اشرف الناس من كل الطوائف والمذاهب، وقدرته على التوسع على كل الجبهات بفضل الامكانات المالية الكبيرة التي يمتلكها، فضلا عن شراء ادوات من كل الطوائف والمذاهب والمشارب. تسمح له تلك الامكانات المالية بربط البقع الامنية التي يسيطر عليها ببعضها البعض عبر شراء الاراضي في مناطق معينة على حساب المسيحيين والدروز تحديدا...
هل ينجح المشروع الايراني في لبنان بفضل "حزب الله" وادواته المعروفة من مستوى النائب ميشال عون الذي يتباكى على لبنان في حين انه يفعل كل شيء من اجل تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية وتهجير اكبر عدد ممكن من المسيحيين من ارضهم؟ الجواب بكل بساطة ان ليس امام اللبنانيين سوى الصمود. المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي اقرها مجلس الامن، بموجب قرار اتخذ تحت الفصل السابع، رمز من رموز المقاومة اللبنانية.
ما قد يساعد لبنان على الصمود، خصوصا في وجه الفتنة الطائفية والمذهبية التي تشجع عليها التصرفات الايرانية في لبنان، ان الوطن الصغير عرف دائما وفي احلك الظروف المحافظة على توازن ما. ربما كان افضل من لخص ذلك رئيس مجلس الوزراء السابق نجيب ميقاتي الذي قال في خطاب القاه قبل ايام :"من الخطأ الجسيم الاعتقاد ان فريقا لبنانيا واحدا قادر على امتلاك القرار في لبنان، لانّ الاحداث اثبتت انه عندما سعى فريق الى الاستئثار او الهيمنة او التسلط، كانت النتيجة صدامات ومواجهات وحروب اهلية هزم فيها المسلمون والمسيحيون على حد سواء... وكان الخاسر الاكبر لبنان". ولكن هل لدى "حزب الله" ومن هم خلفه مشكلة في ان يكون الخاسر لبنان؟
من المفيد تذكير "حزب الله" وعبره ايران ان لبنان ليس لقمة سائغة وان هناك توازنات داخلية لا يمكن الاستخفاف بها وان التهويل على اللبنانيين والتهديد بزعزعة السلم الاهلي لن يؤثرا على ارادة المقاومة مهما بلغ عدد الصواريخ الموجهة الى القرى والمدن اللبنانية ومهما زاد عدد عناصر ميليشيا الحزب الايراني في بيروت وحتى في طرابلس ومهما بلغت بذاءة ميشال عون ومن على شاكلته وبعض نواب "حزب الله". تظل ارادة الصمود والمقاومة اقوى. فلبنان، عن طريق تمسكه بالمحكمة الدولية، لا يدافع عن نفسه فحسب، بل يدافع ايضا عن فلسطين والبحرين واليمن وكل الشرفاء من العرب وكل دول المنطقة، خصوصا في منطقة الخليج المهددة بالفتنة المذهبية ذات المصدر المعروف جدا وجيّدا...
التعليقات
البحوث السياسيه ممل
nero -لا و الاصح علينا الاول التخلص من عملاء بني صهيون....يا خير ما انتجه لبنان من وطنيين و مثقفين...هههههههخيرالله خيرالله يحفظك لسعد لبنان و حزب الله...مقالاتك تحف للسوربون و المتاحف المصريه
كانك عايش بكوكب تاني
جورج خيرالله -نعم نريد للبنانك هذا ان يلغى من الوجود وحتى لو جاء العالم كله او ماتسموه المجتمع الدولي ومجلس الامن لانهم هم من اوجده / سايكس بيكو/ ولم يوجده كرمال عيونك، هم صنعوه لتمزيق سورية ولذلك سنفعل اي شيء كي نزيله من الوحود
قليلا من العقل
علي حيدر -مايحيرني في امر هذا الحزب العجيب انه يريد مصلحة لبنان واللبنانيين ، لماذا اذن لايخضع لنفس الشروط التي يخضع اليها الجميع .. ليتحول الى حزب سيلسي مسالم بدون اسلحة وليترك للدولة ان تقرر يشؤون لبنان ومستقبله ضمن اللعبة الديموقراطية، وهو لديه وزراء في الحكومة ونواب في المجلس النيابي، ليس هناك اي معنى لوجود سلاحه في ايدي مقاتليه وجميع اللبانيين مرعوبين من هذا السلاح.
من قلة الخيل
عبد الكريم الحسني -اعتدت ان اقرا ايلاف في اليوم مرتين عندما فتح عيني وقبل ان اغمضها واقرا لبعض الكتاب فيها لا لللاطلاع ولا لشيئ من المعرفه فقط لارى واتلمس روحيةالكتاب او ما يسمون انفسهم نخبه لاعرف اين نحن لانهم روح الامه وبنات مستقبلها حيث يستطيع الانسان ان يستشعر المستقبل من خلاال كتاباتهم وارائهم والواقع عدنا لشفا الحفرة فنحن باتعس حاله اليوم . فبعضهم والعياذ بالله ينفث شررا اين اولائك الذين كانت تمتزج دموعهم بحبرهم وتسكب ارواحهم باقلامهم على هذه الامه.فهل فهم منصف شئ من هذه المقاله ارحم حالك نحن نريد مفكرين يعيدوا بناءالثقه لامهرجين
السد المنيع
جمال سعيد معروف -ياحبذا لو رجع السيد خير الله بذاكرته الى ماقبل اغتيال رفيق الحريري وتذكر التدخل السافر من قبل الدول فرنسا واميركا وقسم من الصهاينة المستعربين في شؤون لبنان الداخلية, رفيق الحريري وقتها رفض هذه القرارات التي تمس هيبةالبلاد في سيادتها وستقلالها وأعاد انتخاب الرئيس لحود لثقته وايمانه بانه يستطيع حماية لبنان من شرك المتأمرين عليه, الهدف المرسوم في ذلك الحين التخلص من كل أشكال المقاومة وحماية الكيان الصهيوني وتفتيت المنطقة الى دويلات صغيرة يستطيع الكيان الصهيوني من خلال هذا المخطط التخلص والى الأبد من أثار جريمة احتلال فلسطين وحقوق الشعب العربي الفلسطيني بعودته الى ارضه وسترجاع حقوقه المشروعة والمتمثلة بقرارات الشرعية الدولية رفض رفيق الحريري الإمتثال لهذه التعليمات كلفته حياته اغتيال الحريري خطوة مدروسة من أصحاب القرار 1559 والمحكمة الدولية خطوة اخرى تستعملها نفس الدوائر لتنفيذ نفس الأهداف المرسومة وهى حماية الكيان الصهيوني والتخلص من تبعات القضية الفلسطينية , تلاحم الشعب والجيش والمقاومة الذي اسس له الرئيس لحود أثبت فعاليته في حماية البلاد وتحرير الأرض اميركا والسفير فلتمان صرح بانه صرف نصف مليار دولار للدعاية ضد هذه المقاومة مازالت سياسةالدول الراعية للقرار 1559 تبحث عن سبل جديدة لتحقيق أهدافهاوالمحكمة الدولية جزء من مسار مرسوم بعيد عن الهدف الذي وجدت من اجله هذه المحكمة وهى أداة بيد من كان وراء انشائهاوشاهدنا قراراتها المغرضة والمسيسة المبنيه على الكذب والتلفيق ألأعراب المتصهيونين يستغلون دماء الشهيد رفيق الحريري ويتهمون كل من يقف امام مخططاتهم الخبيثة لكن تلاحم الشعب والجيش والمقاومة كفيل بالقضاء على هذه المخططات المكشوفة
كفاك حقدا
مأمون أورفلي -أقول للسيد خير الله أنه كفاك حقدا على سوريا التي قدمت الشهداء وأخطأت في كثير من الامور بحق اللبنانيين ولكنها خرجت من عهد طويل ولم تعد تتدخل في أمور اللبنانيين . فاتركها بحالها وكفاك ظلما . ومن ثم أقول لك ما دمتم أيها اللبنانيون تملكون كل هذا الاحساس الوطني والشجاعة والتصميم وهذا الوعي السياسي فلما لا تحلون مشاكلكم بأنفسكم . دائما تلومون الغير على مشاكلكم وتخبطكم السياسي والطائفي
مقال حقيقي
علي -مقال حقيقي والحقيقة تجرح. لذلك لا يستطيع احد الرد على المقال وما ورد فيه، بل يتحول الهجوم على الكاتب!
ارحمهم يا الله
بسم الله -ماشاء الله يا خيرالله....انت ما عندك في راسك سوى حزب الله.....
حنين للماضي
Adam -الكثير منا يعلم بأن حسن نصرالله كان بائع خضار و الشغل ليس عيبا. العمل في السياسة و افتاء الفتاوة لها اربابها و حين وجد نفسه قد اخطأ و لمرات عديدة, انزل ازلامه للشارع يزرعون بدل الخضار فتنة و خرابا حتى علىالناس الذين احتضنوه بالماضي و كانوا من زبائنه.الان اصبح تاجر سلاح و بترويج الرعب عند خصومه كما يسميهن هو, يدفعهم الى شراء الاسلحة و باسعار السوق السوداء.أن اختبائه تحت الارض غير ملائم لبيع الخضار.
Adam
الخوري شربل اعلامي -ادم هو زوج حواء...الا ان ادم اخطاء هو زوجته عندما اكثر من كلامه و عندما احترامه لقوانين ..و كانت معاقبته نزول ادام الى الارض و عزابه لكثرة جعجعته و قلة ذوقه....اما انت يا ادم القوات لا تسمي من حرر بلدك من انطوان العميل و من الصهيوني الغادر ببائع اسلحه......و العميل يبيع فلافل في تل ابيب ..و كما قلت انت البيع مش عيب..لكن ان تقفز من جنرال الى بيع البقلاوة و الفلافل في تل ابيب ؟ ...مشكله فيها نظر با ادمي
الخوري شربل اعلامي
Adam -من طريقة كتابتك المقلوبة, اعرف بانك فارسي. بالعربية تكتب ( الاعلامي شربل الخوري) ثانيا أن ادم اخطا فجل من لا يخطيء, و لولى خطأه هذا, لما وجد امثالك على كوننا الحالي. اما من سيتاح له العودة لجنة الفردوس, سؤال عليك التفكير به مليا. اما بالنسبة للعميل لحد, فانا على ثقة بأنك تعلم من كان ينتمي تحت لوائه من غير المسيحيين. قل لي الان هل تبيع انت السجاد العجمي؟.