أصداء

الثقافة حرام في العراق والسرقة حلال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


نقلت صحيفة الصباح الجديد البغدادية خبرا غاية في الخطورة عن مصدر في وزارة الثقافة في حكومة اقليم كردستان، هذا الخبر يمكن تلخيصه " بان ادارة مهرجان بابل ابلغوا الطرف الثقافي الكردي بعدم موافقة مجلس المحافظة على مشاركة فرق فنية في المهرجان !! " مجلس محافظة بابل لم ينفي هذا الخبر بل خرج احدهم على قناة فضائية ليبشرنا بان " الشرع والتقاليد العراقية والاسلامية لها حدود واصول لايمكن تجاوزها وكل ماعدا ذلك هي مجرد دعايات مغرضة !!" وحقيقة الامر جدا افرحني هذا التصريح " الفنطازي " ومصدر فرحي ان عضو مجلس المحافظة يتكلم عن الحلال والحرام بطريقته الخاصة ومسالة الحلال والحرام في العراق في واقع الامر بحاجة ماسة في عراق اليوم الى المراجعة والى المكاشفة العلنية دون لف او دوران، فاذا كانت الدبكة الكردية حرام فهل رواتب وامتيازات اعضاء مجالس المحافظة حلال في ظل عوز كبير يضرب المواطن العراقي !!؟ واذا كان جوبي الغربية حرام في مهرجان بابل فهل من الحلال ان تحرم محافظة بابل من حصتها القانونية والانسانية من ثروات البلد في ظل سكوت وتهاون صارخ من قبل مجلس المحافظة !!؟ واذا كانت الخشابة البصراوية حرام في مهرجان بابل فهل من الحلال ترك اثار اعظم واعرق حضارية انسانية في بابل بؤرة للنهب والسرقة والتخريب والتهريب حتى يومنا هذا !!؟ واذا كان طور المحمداوي حرام في مهرجان بابل فهل الحلال تعين اقرباء المسؤولين واهمال الكفاءات الحقيقية !!؟ واذا كان شعر سوق الشيوخ ودارميه المميز حرام في مهرجان بابل فهل انتشار الرشوة والمحسوبية حلال !!؟.

وفي مفارقة اخرى من مفارقات حرام " الافندية " اعلنت ممثلة عراقية مرموقة اثناء شهر رمضان المنصرم ومن برنامج فضاء الحرية من قناة الفيحاء الفضائية ان اثنين من زملائها الممثلين " اعلنوا اعتزالهم الفن والتمثيل لان احد رجال الدين افتى لهم بان اجورهم غير حلال جراء التمثيل!!".

مثل هكذا نماذج تحريم و التي تحاول ان تسود في عراق اليوم تعطي اشارات غاية في الخطورة يجب عدم اغفالها او عدم تدقيقها وفحصها ومتابعتها والاسباب كثيرة ومتعددة لكن قد يكون أهمها اولا الحفاظ على صورة الدين والاسلام نفسه قبل غيره وحمايته من سلاطين التحريم الذين يحاولون جعل الدين سلطة وسيف مسلط على رقاب الناس وامنياتهم وطموحاتهم وهواياتهم التي لاتتقاطع مع الدين الاسلامي الحنيف، وثانيا من الضروري تحجيم هولاء سلاطين التحريم ومقاومة افكارهم الظلامية الكئيبة المضرة بالدين والانسان على حد سواء. لذلك بصراحة ضعف موقف وردود افعال وسائل الاعلام العراقية ومراكز الثقافة العراقية اضافة الى وزراة الثقافة العراقية، هذا الموقف الضعيف لايقل خطورة عن موقف المنع نفسه لان التفسير الواقعي لمثل هذا الصمت المخيب للامال يشير الى حالة من الخوف والتردد تعاني منها معظم الاوساط الاعلامية والفنية والثقافية في عراق اليوم ومصدر هذا الخوف يتلخص من الرعب الواضح من التصادم مع افندية التحريم وفي واقع الامر ان هولاء الافندية لايمثلون المرجعية الدينية في العراق لكنهم مجرد مدعين بهذا التمثيل المزيف من خلال اطلاق اللحى ومسك " المسبحة او السبحة " وترديد بعض المفردات الدينية المتداولة.

العراق ومنذ تاريخه الاول في الحضارة الانسانية كان وسيبقى منجم للتصدير وسلسلة ذهبية من الابداع الديني والاسلامي والحضاري والفني والثقافي وكسر هذه القاعدة التاريخية في العراق سيؤدي الى خلل عظيم في تركيبة البلد الاجتماعية والفكرية وسيؤدي الى تراجع خطير في مكانة البلد وفي تفاعل طبقاته المختلفة، ذلك لايمكن مجرد التصور ان تسود ثقافة واحدة دون غيرها وحتى الاحزاب الاسلامية الموجودة في البلد في واقع الامر هذه الاحزاب مجتمعة لاتملك قواعد شعبية تصل الى خمسة بالمائة !! اما من يحاجج بنتائج الانتخابات فهذا موضوع اخر له غلافه وجوهره الذي يبتعد بشكل مطلق عن الثقافة وعن توجه الاحزاب الاسلامية في العراق شيعية او سنية عربية او كردية !!

ان العراق بلد متعدد الثقافات ويجب ان تكون حرية الاختيار مضمونة و واضحة في هذا الجانب وهو بلد غالبية شعبه مسلم وملتزم وهو الاقدر على الاطلاق على الحفاظ على هذ التوازن بين القيم الروحية والثوابث الاسلامية من جانب وتعدد الثقافات وتنوعها من جانب اخر، لذلك مسالة الوصاية من " افندية الدين " هي وصاية مرفوضة تماما ويجب ان تقاوم بكل الاتجاهات كما يجب ان يعرف كل مسؤول عراقي ابتدأ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان وحتى اصغر موظف في الحكومة ان واقع التعدد الثقافي هو سيد الموقف مع ضمان حرية الاختيار طالما لاتتقاطع مع ثوابت الدين والانسان، ومن لايقبل بهذا الواقع العراقي التاريخي العتيد عليه ان يترك منصبه الرسمي ويجلس في منزله... وان يلتفت ذات اليمين وذات اليسار على جدران منزله واثاث بيته هل فعلا هي حلال ضمن المفاهيم الاسلامية الحقيقية وفي ظل حرمان وعوز وفقر تعاني منه ملايين العوائل العراقية !!؟... اما غير ذلك فهي بضاعة كاسدة سوف تبور وتستهلك وتتراجع امام الفكر والثقافة والفن العراقي الاصيل والمميز.

md-alwadi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اغبياء
نزيه -

مجلس محافظة بابل ماشاء الله عليهم ملتزمون بالدين حرفيا.بعضهم جاء من عند احبابهم ايران ومعه شهادة فارسية معترف بها دوليا والذي يقرأها يرى انه شهادة محو الامية.اعلى نسبه جرائم تحدث في بابل حسب احصاءات شرطة ومحاكم بابل.زنى المحارم واللواط تجارة المخدرات وتعاطيها سرقة الآثار والاستحياذ على مقدرات وقوت الناس.كل من لبس العمامة ولبس خواتم بعدد اصابع اليدين اصبح مؤهلا كي يطبق الدين.اي دين..الدين الاعوج الذي جلبوه من اخوالهم المجوس ...

In Iraq
bu ibrahim -

لابد من السعي الكبير من اجل انشاء حكم ذاتي للمسيحيين تحافظوا على الهويه والامور الخاصه بكم-يمكن اقامته بين كردستان الاقليم والموصل كما يمكن ضم الاقليات مثل الايزيدين والمندائيين والشبك الى منطقه الحكم الذاتي حيث ان الجميع هم اصحاب البلاد الاصليين-لن يقف معكم احد في العراق لابد ان تسعون وبقوه لتحقيق هذا العمل الذي يكون رائعا ومنتجا وحضاريا

عيب
karam -

شكرا استاذ محمد على هذا المقال الرائع ولعل اثارتك هذا الموضوع ستساعد الاوساط الثقافيه على التحرك الموحد والقوي لايقاف هذه الاعتداءات على الحريات التي يقوم بها نفر مدع ويتظاهر بالتدين وبالتاكيد ان العقده ليست بمجلس محافظة بابل بل في العراقيين الذين خلصهم الله من دكتاتورية العائله فاختارو هم بانفسهم دكتاتورية الثيوقراط ممن حاولوا جلب ثقافة وافده وغريبه عن العراقيين

In Iraq
bu ibrahim -

لابد من السعي الكبير من اجل انشاء حكم ذاتي للمسيحيين تحافظوا على الهويه والامور الخاصه بكم-يمكن اقامته بين كردستان الاقليم والموصل كما يمكن ضم الاقليات مثل الايزيدين والمندائيين والشبك الى منطقه الحكم الذاتي حيث ان الجميع هم اصحاب البلاد الاصليين-لن يقف معكم احد في العراق لابد ان تسعون وبقوه لتحقيق هذا العمل الذي يكون رائعا ومنتجا وحضاريا

قليل ما هم
عراقي جريح -

حسنا فعل الكاتب حين ذكر بالنص((((ومن لايقبل بهذا الواقع العراقي التاريخي العتيد عليه ان يترك منصبه الرسمي ويجلس في منزله... وان يلتفت ذات اليمين وذات اليسار على جدران منزله واثاث بيته هل فعلا هي حلال ضمن المفاهيم الاسلامية الحقيقية وفي ظل حرمان وعوز وفقر تعاني منه ملايين العوائل العراقية !!)))وسياسه السرقه المنظمه وغير المنظمه صارت جزءا من العهد الجديد وبذلك اصبحت ثقافه جديده وهذه (الثقافه)اسأل عنها ابتدأ من رئيس الجمهوريه مرورا برئيس الوزراء ومستشاريه الاربعين(علي بابا والاربعون مستشار) والساده الوزراء والمدراء العامون وانتهاء بالموظفين

قليل ما هم
عراقي جريح -

حسنا فعل الكاتب حين ذكر بالنص((((ومن لايقبل بهذا الواقع العراقي التاريخي العتيد عليه ان يترك منصبه الرسمي ويجلس في منزله... وان يلتفت ذات اليمين وذات اليسار على جدران منزله واثاث بيته هل فعلا هي حلال ضمن المفاهيم الاسلامية الحقيقية وفي ظل حرمان وعوز وفقر تعاني منه ملايين العوائل العراقية !!)))وسياسه السرقه المنظمه وغير المنظمه صارت جزءا من العهد الجديد وبذلك اصبحت ثقافه جديده وهذه (الثقافه)اسأل عنها ابتدأ من رئيس الجمهوريه مرورا برئيس الوزراء ومستشاريه الاربعين(علي بابا والاربعون مستشار) والساده الوزراء والمدراء العامون وانتهاء بالموظفين

مع الاسف
هناء -

بعد عشرة سنين من الانقلاب والحكومة الاسلامية الايرانية سئل احد الثوار ما الفرق بني الوضع الان وماكانت ايران قبل عشرة سنين فرد عليه سابقا كان الكثير يصلون في بيوتهم و المساجد و الحسينيات شبه فارغة كان الرجل يقوم بالموبيقات في ملاهي وبارات وخمرة اما الان فصار يصلي فقط ايام الجمعة وفي اي مكان فيه تجمع ليرى العالم انه يصلي اما الموبيقات اصبحت تمارس في البيوت وامام الاولاد./// العراق كان الذي يصلي يضحكون علي و هو متاخر ولا شيء اسمه حرام ممكن عيب ولكن ليس حرام. الان اصبحوا يسمون لكل شيء لايمشي مع مصالحهم فهو حرام بمعنى ادفع اشوي وسترى كم هو حلال اي اذا خصصوا نسبة من الايرادات لمجلس المحافضة سيروا كم سطر سيكتب لفوائد هذا المهرجان. كما فعلت ايران لان وزير الثقافة نسيب احمدي نجاد فسمحوا بعزف الموسيقى و رقصوا البنات وكلها لمصلحة الجيب الخاص عفوا لمصلحة الثقافة. /// غضب الله علينا لم يكون بلا سبب.

Haram in Babil
Salem Yousef -

I cant imagine what i readWhat happened to Iraqis?They are drunk with ReligionYes drunk and i mean it.

الشعب عايز كده
شلال مهدي الجبوري -

يا اخي الشعب عايز كده والا كيف انتخبوا هذا المجلس الاسلامي او مايسمى بالمجلس البلدي.طيب الناخبين ماكانوا يعرفونهم اسلامين متعصبين معاديين للقيم الحضارية ومعاديين للفن والغناء والقيم الجمالية والانسانية ،وانتخبوهم من خلال استغلال مشاعرهم الدينية والطائفية.اكيد هم عارفينهم انهم سيكونون ضد القيم الحضارية.هم يريدونهم يمارسون ضرب الزنجيل والقامة واللطم والبكاء والنحيب بدل الغناء والطرب وزجهم بالملايين في المناسبات الدينية كل اسبوع ليمارسوا هذه الطقوس بدل الفن الذي اسموه بالخلاعة والانحلال.ثم اتسائل معك اخي الكاتب هل تعتقد ان الملايين التي انتخبتهم هم مع رايك؟انا واثق ان الاكثرية الساحقة من الذين انتخبوهم يتفقون مع قرار المجلس بالغاء المهرجان الغنائي ودليلي على ذلك خروج الملايين لاحياء المناسبات الدينية تلبية لنداء رجال الدين الذين يدعمون اعضاء المجالس من خلال الفتاوي .اخي الكاتب نحن الذين ندعوا لاحترام الفن والغناء والقيم الانسانية والحضارية قلة قليلة اليوم ونغرد خارج السرب. الشعب العراقي مغيب وغارق في النوم العميق ولايعرف ان يفرق بين الاسود والابيض

Haram in Babil
Salem Yousef -

I cant imagine what i readWhat happened to Iraqis?They are drunk with ReligionYes drunk and i mean it.

الفن حرام؟
سوسن علي -

يحزني ويأسفني ان يصل العراق اليوم الى هذا المستوى. واني كطفلة كنت في الخمسينات بالفعل كان العراق من البلدان التي يفتخر بها من ناحية الثقافة والفن حتى رجال الدين كانوا يختلفون من وجهة نظرهم الى العلم والحرية تختلف عنها اليوم التي تعود الى العصور الوسطى ووضع العراق بكل مأسيئه اليوم لازم نشكر مستر بوش الفضل الكبير له لتخلفنا

الفن حرام؟
سوسن علي -

يحزني ويأسفني ان يصل العراق اليوم الى هذا المستوى. واني كطفلة كنت في الخمسينات بالفعل كان العراق من البلدان التي يفتخر بها من ناحية الثقافة والفن حتى رجال الدين كانوا يختلفون من وجهة نظرهم الى العلم والحرية تختلف عنها اليوم التي تعود الى العصور الوسطى ووضع العراق بكل مأسيئه اليوم لازم نشكر مستر بوش الفضل الكبير له لتخلفنا