أصداء

حينما يجب عليك قول شيء

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ربما جاز القول بأن للشرعية ركيزتان متلازمتان بقوة،، القانون والاخلاق فلا القانون لوحده يمنح الافعال شرعيتها و لا الاخلاق لوحدها قادرة على ان تقيم للشرعية كيانها فثمة افعال لا شرعية لها حتى و ان اجازها القانون.
حرصت ان يكون هذا التمهيد الموجز مدخلا لما اردت الكتابة فيه:
اولا:
( يدعو رئيس الجمهورية مجلس النواب للانعقاد بمرسوم جمهورى خلال خمسة عشر يوما من تأريخ المصادقة على نتائج الانتخابات العامة و تعقد الجلسة برئاسة اكبر الاعضاء سنا لانتخاب رئيس المجلس و نائبيه و لا يجوز التمديد اكثر من المدة المذكورة انفا ).
نص دستورى واضح و صريح و لا يجوز التعسف فى تفسيره ؛ غير ان النخب المشاركة فى العملية السياسية ان بصورة مباشرة او بغيرها قد تعسفت فيما لا يجوز التعسف فيه و لم تصن شرعية النص و اخلاقية تنفيذه ثم ان اغلب تلك النخب هى دينية و اسلامية التوجه و بذلك فهى تدرك جيدا معانى الكلمات فى اللغة العربية و تلم بعلم المنطق و النحو و القياس.

ماذا تعنى كلمة { خلال } الواردة فى النص الدستورى اعلاه؟
انها تعنى بين هذا و ذاك؟ انها تعنى و فى معرض النص المذكور :بعد البدء و قبيل الانتهاء و تحديدا فهى تعنى فى الفسحة الزمنية الممتدة من بدء اليوم الاول و تنتهى فى اليوم الخامس عشر و بهذا يكون من { حسن السياسة و الحكمة والتصرف } ان يكون فى منتصف تلك المدة فالاسلام يقول خير الامور اوسطها و بخاصة اذا لم يكن قد حدث طارىء ليحول دونه.

نعم يمكن لرئيس الجمهورية ان يدعو مجلس النواب للانعقاد إن فى اليوم الاول او فى اليوم الخامس عشر فالدستور يجيز ذلك غير ان الاجراء سيفتقر لركن اساسى يتمثل فى جانبه الاعتبارى فهو صادر من رئيس للجمهورية و قد قلنا من قبل ان ليس كل ما يجيزه القانون هو شرعى بمعناه الاخلاقى و ليس القانوني.
غير ان دعوة الرئيس قد جاءت فى اليوم الاخير للمهلة المحددة، فلماذا حدث ذلك و فى وقت لم يكن قد حدث ما يمنع المجلس من الانعقاد فى منتصفه؟
هم جاءوا و كما يدعون لاصلاح مفاسد عهد ولى و ليس لافساد عهد تمنى الناس ان لا يطاله الفساد
ثم ان صاحب الدعوة هو رئيس للجمهورية و البلاد و ساهر على ضمان الالتزام بالدستور و هو خريج كلية الحقوق و يدرك جيدا ما تعنيه تلك القاعدة الفقهية التى لا تجيز التعسف فى استعمال الحق.

لنتابع:
قبيل انعقاد جلسة مجلس النواب حدد المشاركون فى العملية السياسية و كذلك الساهرون على سلامة مجراها هوية اكبر الاعضاء سنا لكى يترأس الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب فكان { حسن العلوى } وهو الان من اعضاء القائمة العراقية بمن تضم من الاعضاء.
غير ان الذى حدث كان بخلاف ما يجب ان يحدث،
كما ان الذى حدث انما قد حدث و باتفاق جميع الاطراف المشاركة فى العملية السياسية و بخاصة القائمة العراقية اذ اعلن اولئك ان فؤاد معصوم هو الذى سيرأس الجلسة الافتتاحية باعتباره رئيس السن الثانى و ذلك { بسبب وعكة صحية قد المت برئيس السن الاصلى حسن العلوى.
كان مفهوما اذن ان يترأس الجلسة فؤاد معصوم { اذا ما غاب عن الجلسة رئيس السن الدستورى حسن العلوى } فالثانى يحل اذا ما غاب الاول لاى سبب و لكن من غير المفهوم ان يحل الثانى و بحضور الاول.

كيف حدث ذلك و لماذا حدث؟
لم يغب حسن العلوى عن حضور جلسة الافتتاح و لا كانت به { وعكة صحية }فقد شوهد حاضرا مع الحاضرين و فى { صحة و عافية } يحسده عليها الكثير من حساده،يصافح حتى من لا يصافحه و يبتسم حتى لمن لا يبتسم له و كان غريبا ان يحدث ذلك فالحس الطبيعى ان تكون { الوعكة الصحية } سببا لغياب حسن العلوى عن الحضور مما يجيز لرئيس السن الثانى ان يترأس الجلسة بديلا عن الغائب.
و اذا لم يكن ذلك السيناريو معدا فى الخفاء فلماذا قبل به العلوى و لم يعترض عليه؟

و اليوم و قد مضى على ذلك الحدث قرابة سبعة شهور فما زلنا نسمع ب { فؤاد معصوم } رئيس السن الثانى لمجلس النواب المعطل و نرى رئيس السن الاصلى يغرد فى الفضائيات بما يحلو له و يطيب و دون ان يذكر شيئاعن تغييبه.
يتسائل الناس لماذا لا يعود العلوى ليترأس الجلسة و هو رئيس للسن و بصورة شرعية؟و كيف له و لقائمته العراقية ان يخفيا عن المواطنين حقيقة ما حدث و هم نواب منتحبون و يتسلمون رواتبا شهرية فلكية؟

لماذا لا تطالب القائمة العراقية { بحقها الدستورى }فى ترؤسها للجلسة الافتتاحية و هى التى اسكرها حقها الدستورى؟
لنتابع:
فى النص الدستورى اعلاه نجد ان عقد تلك الجلسة هو حصرا و تحديدا لانتخاب رئيس المجلس و نائبيه فالنص لا يذكر اية مهمة اخرى للمجلس فى تلك الجلسة.
و لطالما لم يتم انتخاب رئيس المجلس و نائبيه فى تلك الجلسة فكأن الجلسة لم تنعقد قانونا و ان التقى الاعضاء.
من البديهى ان مسألة المدد الزمنية و تمديدها انما هى لمعالجةحالات طارئة و استثنائية قد تشهدها البلاد و تتسبب فى عدم انعقاد المجلس او فى عدم اكمال البت فى جدول الاعمال و الطورىء حالات لا تتعلق بامزجة النواب و لا بمشاكلهم مع بعضهم لكى تتوقف مصالح المواطنين و تتضرر اعمالهم
فمنذ قرابة سبعة شهور و المجلس النيابى المنتحب معطل لا بسبب حالة طوارىء مشروعة و قد ترتب على ذلك ضمن ما ترتب لا دستورية الرئيس الحالى للجمهورية و كذلك نائبيه و مجلس الوزراء، فاين فقهاء القانون الدستورى واين المحكمة الاتحادية العليا؟ و اين رجال القضاء؟
لماذا لا يجتمع مجلس النواب.؟ اين هو التبرير الدستورى لتعطيله؟ من المسؤؤل عن هذا الخرق الدستورى؟الا توجد فى السلطة القائمة جهة مسؤؤلة لتعلن للمواطنين حقيقة ما يجرى و من هو المسؤل عن ما يجرى؟

هل يجوز للسيد رئيس الجمهورية ان يطالب الامم المتحدة بضرورة الاسراع بتشكيل مجلس الوزراء؟ و كما جاء ذلك فى خطابه هناك؟
هل واجهب البلاد حربا اقليمية او عالمية و كانت سببا لعدم انعقاد مجلس النواب و اكماله لواجباته الدستورية؟
هل اشتعلت الحرائق فى بغداد فهرب اهلها و كان ذلك سببا لعدم انعقاد مجلس النواب؟
هل دمرت الفيضانات و الاعاصير الكاسحة العاصمة و دستور عام 2005 لا يجيز انتقالها الى مدينة اخرى فكان ذلك سببا لعجز مجلس النواب عن قيامه بواجباته الدستورية؟
هل انتشر الطاعون فى بلدى فامات الناس فلم يعد ضروريا لمجلس النواب ان يكمل واجباته الدستورية؟
هل توقف اللصوص عن نهب ما تبقى فلم يعد مجديا للمجلس ان يجتمع؟
يدعى اصحاب القوائم ومن خلفهم بأن انعقاد مجلس النواب رهن باتفاقهم على توزيع المناصب الرئاسية و الوزارية و لطالما لم يتم ذلك فلا مبرر لاجتماع المجلس إ
و اذا ما اتفق اصحاب القوائم و اقروا { عهدهم الاعظم } فحين ذاك سيذهبون للمجلس ليبارك لهم و للناس { اتفاقهم الاعظم }
طيب......
من اباح لهم ذلك؟

و اذا كانت مفاوضاتهم و مداولاتهم تجرى كلها خارج اطار مجلس النواب، فما فائدة المجلس؟
و اذا كانوا يبحثون عن معالجات لمشاكلهم خارج شرعية مجلس النواب، فما فائدة المجلس؟
و لطالما كانوا قادرين عن ترقيع مشاكلهم خارج نطاق مجلس النواب فما هى حاجتهم للمجلس و لماذا صرفت الملايين و ما زالت رواتبا و مخصصات و مزايا و حمايات و جوازات سفر دبلوماسية الى الابد؟
ما وظيفة مجلس النواب اذن.ما اهمية مجلس النواب اذن.
هل هو حامل اختام الملكة؟
هل هو حامل اختام المختار؟
لا شأن لى بخلافات اعضاء المجلس المثارة فى العلن و غير المثارة فى السر فتلك من شؤؤن المختلفين غير انى اقول ما جدوى مجلس النواب اذن؟
هل نحن بحاجة لتبذير مليارات الدولارات لمجرد ان تمنح شرعية صورية للاحتلال؟ فى زمن الجاهلية و فى احدى الفتن العشائرية فقد كسرت ذراع { هبل } فجاءت قريش له ذراعا من ذهب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف