أصداء

الحرب الأهلية في العراق خيار الطائفيين.. المحطة القادمة؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يعد من العبقرية و لا الإلهام أبدا إمكانية التنبؤ بمستقبل الحالة السياسية القائمة في العراق؟ فالطريق اليوم في ظل المتاهات السلطوية لأحزاب السلطة الطائفية، والتخبطات الإدارية العويصة، والفشل المريع في إدارة الصراع الوطني والداخلي ليس لها من نهاية سوى ذلك الخيار الخائب المعبر أصدق تعبير عن هوية الفشل المقيم وهو خيار الحرب ألأهلية الذي بات اليوم ليس خيارا تهديديا يلوح به البعض فقط، بل أنه قد دخل في خانة الخيارات الستراتيجية التي تم أعداد و تهيئة المسرح العراقي لها منذ الإحتلال الأمريكي عام 2003 وحيث تحول الحلم الديمقراطي في العراق لإنتكاسة حقيقية ولكابوس لا يهدد العراقيين ووحدتهم الوطنية و مشروعهم الوطني فقط بل يهدد دول الجوار الخليجية و العربية، فتقسيم العراق أضحى من عزم الأمور، وهذا الخيار الذي تم الحديث العلني عنه منذ عام 1980 تحديدا دخل اليوم مرحلة التنفيذ الفعلية بعد الفشل السلطوي الكبير و فشل الإدارة الأميركية المقصود و بسبق الإصرار و الترصد في مساعدة العراقيين على الوصول لبر ألأمان بعد أن سلم الأمريكان العراق بقضه وقضيضه و كل ملفاته الستراتيجية الخطيرة للنظام الإيراني ليصول و يجول و يعين الحكومات و يبني المدارس أيضا!!و يمارس كل أشكال العربدة السياسية و العسكرية حتى أضحى العراق من سد بوجه الأطماع الإيرانية لجيب صغير من جيوب جبة الولي الإيراني الفقيه، فيما تحول سياسيوه الذين ( إنتخبهم ) الشعب لوكلاء صغار لدى النظام الإيراني يلتمسون منه المباركة و العون و النصرة و إصدار الفرمانات التعيينية الخاصة.

فالصورة الهشة المريضة القائمة في العراق اليوم و طبيعة الحشود و التكتلات الطائفية و محاولات الإستقواء بدول الإقليم، و تعبئة ألأوضاع الداخلية و التعنت في فرض المطالب و محاولات بعض الأطراف العراقية الداخلية كالجبهة الكردية مثلا إستغلال حالة الفوضى القائمة لتحقيق أطماعها و مآربها في السيطرة الكاملة على كركوك و تكوين الحدود النهائية لجمهورية كردستان الجنوبية جميعها شروط متكاملة تؤذن بفتح جبهة حرب أهلية طاحنة ستغير الحدود و ستنهي للأبد شكل العراق الذي عرفناه منذ عام 1921 و ستظهر خرائط جديدة و معالم أخرى لا علاقة لها أبدا بطبيعة الصورة السائدة حاليا، لقد قلناها لأكثر من مليون مرة بأن الأحزاب الدينية و الطائفية هي قنابل موقوتة لتكسيح الأوضاع وهي أحزاب لا يرتجى من ورائها أي خير بل أن كل معالم الشرور و خبائث السياسة تظهر من تحت طيات شعاراتها التدليسية المغلفة بأساطير الدجل الموروث؟

وهاهو حزب الدعوة الإسلامية بقيادة نوري المالكي قد بدأ موسم التنزيلات الكبرى على سيادة و إستقلال و مستقبل العراق، فالمالكي وحزبه قد قطع شوطا بعيدا جدا في إعداد الساحة الداخلية للحرب الأهلية القادمة من خلال فتح صفحات التعاون مع التيار الصدري الذي يمتلك أكبر خزين ستراتيجي من بعض القادمين أصلا من المؤسسات البعثية السابقة كالجيش الشعبي أو فدائيي صدام أو بقية التشكيلات الأمنية و الإستخبارية، وهذا التيار بات اليوم أشبه بالذراع الأمني للنظام الإيراني في العراق بعد أن هيمن الإيرانيون على قيادته مثل بكاظم الحائري المنظر الفكري لذلك التيار و المقيم أيضا في ( قم ).

فالإفراج و العفو عن المسجونين من اتباع التيار الصدري ليس سوى خطوة نهائية في حفل إعلان الحرب الأهلية ميدانيا وهي حرب قائمة فعليا و لكنها بالتقسيط المريح، فالقتل على الهوية الطائفية هو سمة الوضع ألأمني في العراق و الإغتيالات الغامضة بكواتم الصوت تشتد و تيرتها، كما أن الإنفجارات المشبوهة ضد الأهداف المدنية و الأسواق الشعبية كما حصل في البصرة مؤخرا أصبحت حديث الشارع العراقي بعد المعرفة اليقينية بوقوف أهل الميليشيات الطائفية خلفها وخصوصا العصابات الصدرية التي تنتحل أسماء و مسميات تمويهية عديدة و تحركها قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني التي إستباحت العراق و إجتاحته بقوافل الإرهاب والمخدرات والقضايا الأخرى التي نعرف و تعرفون!!

وفشل أحزاب السلطة و التهالك على الهيمنة على السلطة قد أدى بقادة تلك الأحزاب لولوج لعبة خطيرة للغاية تتمثل في مداراة المطالبة الإنتهازية لقادة الأحزاب الكردية في حسم ملف الصراع على هوية مدينة كركوك المتنازع عليها قوميا بين الأكراد والعرب و التركمان، فحزب الدعوة وشركاه لم يعد يرى مانعا من تسليم المدينة للجبهة الكردية وبما يعني ميدانيا إشعال حرب أهلية في كركوك ستكون طاحنة و تشعل معها العراق!!

المشهد العراقي في ظل الفشل إنتحاري و إنفجاري، وهو مشهد سيفجر المنطقة برمتها مالم يتم السيطرة عليه.. الحرب ألهلية القادمة في العراق هي النهاية الحتمية لفشل الطائفيين الذين عاثوا في الأرض فسادا...

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بالروح بالدم
اهريمان -

يقصد الکاتب ان الشيعة غير موءهلين للحکم ،والاکراد لا يستحقون حقوقهم.اي کرکوک للذين قاموا بتعريبها بالقوة والا متی کان في کرکوک عربا،والحکم يکون للذين دمروا العراق واتوا بالقاعدة والمفخخات والذين هم ادوات بيد دولة جارة،ويا محلی النصر بعون الله‌

قرة عينك
احمد البصري -

الحرب الاهلية قرة عينك وعين الكويت

تالي وياك انت
عبد طيطو -

فال الله ولا فالك ياداود, مثل البومه بس تريد خرابه وتلطم بيها!! بيش طالبنا بعد ذاك الضيم والمرار تريد العراق تصير بيه حرب طائفيه, ناقصين بلاوي

Divide
Rizgar -

العراق ليس له هوية قومية أو تقليد التعددية السياسية. في العراق فصائل عرقية ودينية فقد اضطرالعيش معا بالقوة الغاشمة, الحكم الاستبدادي على العيش معا, وبالتالي تقسيم العراق اليوم هو افضل من الغد, أي دولة عنصرية نجا للتاريخ. , فلا أحد يشعر آسف بالنسبة للعراق, فلماذا نرى آسف على تقسيم العراق??

Great News
Narina -

عبرت الأصابع للا ترى هذه الدولة العنصرية والبدائية أي أكثر على الخريطة.يبحث forwardfor والانفجار الكبير في المنطقة ، مثل الأوروبية حول الانفجار الكبير قبل 30 عاما.. . ....

تأييد
قاسم جرخ ومحيسن ط... -

أي والله يا داود البصري بيش طالبنه ها دورة حرب أهلية!!

...............
عبودالبصري -

يعني المالكي والصدر والحكيم وكل الاحزاب الشيعية عملاء وخونة والاكراد انفصالين فقط الهاشمي وربعه هم الشرفاء شنو هاي يعني مقالتك مو طائفية ينعي لو سني من الاقليه السنية يحكم العراق لو نصير عملاء بالله شنو.....

داود البعثي !
ازاد -

ها هو يظهر على حقيقة داود البصري هذا كلآم البعثيين واسلوبهم لتخديع الناس والضحك عليهم تقول للقارئء ان حزب البعث وما اتانا من عصابات القاعدة وما يفعلة العصابات السنية الطائفية وبجميع مسمياتها والتي يتجاوز العشرات من التنظيمات الأرهابية هم الأفضل وهم من يجب ان يحكم البلد بعد ان هزم رمزهم وبطلهم ابو الحفرة,ولماذا تدعوا الى حرب طائفية ثانية هذة المرة بين الكرد والعرب الم يكفيكم ما فعلة بكم الزرقاوي عندما ضحك على عقول بعض الناس القريبين من تفكيرك هذا!!! الم يحين الوقت للتحرير من الفكر الشوفيني والعنصري اما مازال هناك من يدفع باالدولآرات ولم لآ نحن نعرف من يدفع للبعثيين ومن يمولهم باالسلآح والأنتحاريين ولآاستبعد ان كنت احد هؤلآء المستفيدين ايظاً.

قول الحق
عراقي -

السيد البصري كثير من الكلام الذي تفضلت به صحيح ولكن للأمانه التاريخيه يجب ان تكون صادق ، الذي بدأ الحرب الاهليه وأشعلها هم القاعده والميلشيات السنيه وكان تحرك جيش المهدي والقتل على الهويه رد فعل،الكل يعرف ماذا حصل في البدايه في اللطيفيه وطريق سوريا والاردن ثم في النهايه تفجيرات سامراء التي كانت الفتيل للحريق الكبير الذي حصل، الاخوه السنه ارتكبوا ولازالوا خطأ كبير بدفاعهم عن نظام أجرامي فيه كل السيئات، هذا لا يعني اني أبرأ الشيعه من أخطاء كثيره ولكن في نفس الوقت لا يجب لومهم بشكل كامل لعلاقتهم مع ايران ، أعطني دوله عربيه واحده تعامل الشيعه بدون حقد وكراهيه والعراقيين الشيعه في الخليج خير مثال، ماذا تريد منهم ان يعملوا؟