بوش يبحث عن عمل لا عن ممول إنقلاب

بوش يزور الکويت و يبحث هناك عن عمل، خبر مثير و ملفت للنظر تناقلته وسائل الاعلام العربية بطريقة يغلب عليها التهکم و"التشفي"، وکأن لسان حالها يقول أنظروا ماحل بهذا الرجل من بعد الاخطاء الفادحة التي ارتکبها!

بوش، رئيس أقوى و أعظم دولة في العالم، يبحث عن عمل، لايهم أين سيکون العمل، في الکويت او أي مکان آخر، المهم انه يبحث عن عمل وهذا مربط الفرس في ذلك الخبر الذي أراح کوامن الکثير من وسائل الاعلام العربية و دفعها لنقل الخبر بصورة مغلفة و مبطنة بروح التشفي و التهکم، لکن، تغافلت او تجاهلت وسائل الاعلام تلك"المسيرة معظمها" بعدا مهما آخرا من أبعاد هذا الخبر الذي لو کان"لاسامح الله وقدر"لرئيس عربي لصاغت حوله الروايات و الاساطير و هولت من أمره بحيث کانت الشعوب العربية(قبل الرٶساء العرب)، ستبادر لحملة تبرعات إستثنائية لهذا الرئيس"الشهم الابي" الذي يبحث عن عمل وليس يسعى ليکون طفيليا او إتکاليا على غيره.

بوش، الرئيس المثير للجدل و الذي تمکن من إسقاط واحدة من أقوى و اسوأ النظم الدکتاتورية في المنطقة و العالم، زار الکويت تحت الاضواء و عن علم و دراية العالم کله وليس في الخفاء و السر کما يفعل اولئك الذين يزورون (تل أبيب) و مدن اسرائيليـة أخرى للإصطياف و التجمم في حين ان وسائل الاعلام في بلدانهم تصبح و تمسي على کراهية و معاداة اسرائيل. بوش زار الکويت کعاطل ولم يخجل او يشعر بالعار من جراء ذلك، حيث أن النظام السياسي الذي ترعرع و شب عليه لم يربيه على الخجل من جراء البحث عن عمل حتى لو کان رئيسا سابقا، وهناك في الولايات المتحدة الامريکية العديد من الرٶساء السابقين في حين أن بلداننا"بإستثناء العراق و لبنان و الرئيس عبدالرحمن سوار الذهب"، لايوجد فيها رئيس سابق ترك الخدمة لإنتهاء ولايته وانما يوجد رٶساء سابقون ينعمون بالحياة لأنهم نجحوا بإعجوبة في الفرار من الانقلابيين او ظروف إستثانئية و شاذة، وطبعا لم يسمع أي منا عن واحد من هٶلاء الرٶساء قد طرق يوما بابا معينا للبحث عن عمل وانما جميعهم يطرقون أبوابا"للنفوذ"و تمويل مشروع"إنقلاب" للعودة المجددة لکرسي الرئاسة العتيد!

أبنة رئيس عربي سابق تزوجت قبل أکثر من عام، وقد کان حفل زواجها باذخا بصورة اسطورية ولفت أنظار الکثير من الاوساط السياسية و الاعلامية، لکنها جميعها مرت عليه مرور الکرام ولاأدري السبب الکامن وراء ذلك ومن يدري قد يکون من باب(أنصر أخاك ظالما او مظلوما) او قد يکون له ثمة علاقة بالحديث الشريف(أرحموا عزيز قوم ذل)، ولم تتجشم واحدة من کل وسائل الاعلام العربية الکثيرة جدا بالتساٶل و الاستفسار من الرئيس العربي السابق: من أين لك هذه الاموال وانت خارج السلطة؟ والسٶال الذي يطرح نفسه هنا: أيهما أفضل بوش الباحث عن العمل أم صاحبنا هذا؟