أصداء

إعلان دمشق في ذكراه الخامسة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هل تحول الإعلان إلى حالة مناسباتية وبياناتية فقط؟
إعلان دمشق تجمع من تجمعات المعارضة الديمقراطية في سورية والتي لم تعد موجودة! أولا هذه حقيقة يجب البدء بها، حتى على صعيد الساحة الكردية في سورية، هنالك أحزاب تتنافس وتتصارع، ويبرز كل يوم جديد من المستقلين كأفراد، او كمجموعات عمل صغير وعارضة، سرعان ما تنتهي..ومع ذلك نلحظ في هذه الساحة، اهتماما شبابيا متزايدا...

سورية الآن مع هامش الحرية الفردية على المستوى الثقافي والسياسي البسيط وغير المقونن، والملغم أمنيا دون خطوط واضحة، تعيش حالة من الفقر المتزايد، وصل إلى ان تصبح شريحة الفقراء إلى أكثر من 40% وفق أكثرية التقديرات، بما فيها تقديرات بعض رموز السلطة..

الحقل السياسي في سورية حقلا اختصر بين ضابط أمن، وبين معارضة أصابها الكثير من الوهن، ولم تعد نشاطاتها، سهلة التعاطي معها أو سهل القيام بها، استطاع النظام العالمي ما بعد سقوط السوفييت، أن يرفع كل الأغطية عن النظم الديكتاتورية، وعن معارضتها أيضا، وهذا أمر يختلف عن أشكال تعاطي القوى العظمى مع الأنظمة الديكتاتورية هذه، لم تعد الديكتاتورية تتلطى خلف اشتراكيتها أو قداساتها الملكية والعائلية، وكذا الحال بالنسبة لمعارضتها، فالنضال" السلمي" أخرج هذه المعارضات من أنفاق العمل السري، وباتت مكشوفة تماما أمام النظم القامعة، حيث تعيد تجديد دمها، بأغطية قديمة جديدة.. ووفق معادلات سياسية قديمة جديدة سنأتي إليها، هذا الانكشاف للمعارضة والقمع الانتقائي المعلن في سورية، كان ولازال عاملا في تخوف شرائح اجتماعية عمرية وطبقية من الانخراط في العمل السياسي، وبذلك استفادت النظم بعض النظم من هذه النقلة من السري إلى العلني في العمل المعارض، فلا المعارضة قادرة على إخفاء نفسها وضعفها، ولا النظام بات الآن يخاف من قمعها أو يحسب له حسابا كبيرا...رغم الضعف.

كيف لا يمكننا الحديث عن إعلان دمشق في ذكرى تأسيسه الخامسة، ولازال بعض رموزه في المعتقل، لا يخفى على أحد أن هنالك ظاهرة في سورية تستحق الإشارة إليها، وهي الاعتقالات الانتقائية والتي تبدو غير مفهومة أحيانا وغير مقوننة وستبقى كذلك.. هل هي عنصر في استراتيجة السلوك الأمني للسلطة؟ هذه الإشارة تجعلنا بالمقابل نقول: ان ما يتم تداوله الآن بين الناشطين السياسيين، على مستوى الخطاب أو التنظيم، يشير إلى هامش الحرية الذي تحدثنا عنه..شريطة عدم الاقتراب من السيد الرئيس بشار الأسد، وهذه قضية تشير أيضا إلى أنه بات هنالك سلطة مختلفة نسبيا عما كان عليه الحال أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد، فالنظام السياسي الذي أنتجه الرئيس الراحل، أصبح الآن على صورة مختلفة، من حيث أنه ولمجموعة من العوامل، قد خلق مسافة ما غير واضحة تماما لكنها موجودة، بين النظام السياسي- الأمني وبين صورة الرئيس بشار الأسد في المجتمع وفي الخطاب السياسي، وهذا لا يعود إلى كون السيد الرئيس شابا، بل يعود إلى تراكم ممارسات النظام ككل وعلى كافة الصعد والتي عمرها الآن أربعة عقود..تراكمات القمع التي خلقت مواطنا جديدا ومتناسبا معها، وتراكمات الفساد التي خلقت شريحة مندمجة بالسلطة السياسية ونظامها الأمني، وتراكمات تمييزية على المستويات السياسية والدينية والاثتية والطائفية.. علاقات أقليمية أسست لها أيضا جملة من العوامل التي يطول الحديث عنها، ولكن أهمها هو" حالة اللاسلم واللاحرب مع إسرائيل" إضافة إلى ترك يد النظام السياسي- الأمني تسرح وتمرح على صعيد الساحتين اللبنانية والفلسطينية، والآن العراقية..وثمة أمر آخر أيضا هو التغير الذي فرضه انتهاء الحرب الباردة حيث ظهرت دول تقوم بإعادة إنتاج دورها إقليميا ودوليا..كلها عوامل ساعدت على استقرار النظام السياسي على صورته الحالية، لكن بالمقابل لازالت كل الدراسات المهتمة بالشأن السوري، تشير إلى أن النظام لازال نظاما ديكتاتوريا يجمع بين التطييف وبين الفساد والزبائنية على الصعيد الدولي...وهذا التقييم لا يمنع اختلاف أشكال التعاطي الدولي والإقليمي معه، وهذا أيضا ينطبق على التواجد المعارض السوري في داخل سورية وخارجها. والأهم في هذا السياق، أن هذه العوامل وغيرها، جعلت غالبية الحقل الإسلامي، على اختلاف تمثيلاته السياسية، خارج المعارضة الديمقراطية السورية، أقله عمليا وأمام الرأي العام السوري وغير السوري..وما نلمحه أحيانا من خطاب إسلامي معارض، فإما لشخصيات مستقلة، أو لتجمعات تغلف هذا الخطاب بتمني إصلاحي مناور، يفرضه من وجهة نظرهم" أن النظام ممانع ويقف بوجه إسرائيل وتسوياتها وبعض عدوانيتها في فلسطين ولبنان...
في ظل هذه الأجواء يراد لإعلان دمشق أن يعيد صياغة تواجده من جديد...كيف؟

إن انفضاض بعض القوى وبعض الشخصيات المستقلة عن الإعلان أمر كان متوقعا، وكنت قد أشرت إليه في مقالي العام الماضي عندما تحدثت عن الذكرى الرابعة لإعلان دمشق، وكي لا نبقى في التعميمات، نقول التالي: إن إعلان دمشق في الداخل الآن يتمحور حول الرفاق في حزبي الشعب والعمال الثوري وبعض الأحزاب الكردية إضافة إلى قلة من المستقلين، تضاف حركة العدالة والبناء في الخارج، وكثر من المستقلين الذين لا يشاركوا بنشاطاته لكنهم يعتبرون أنفسهم جزء من الإعلان...المثقفون السوريون الآن أغلبهم خارج كل هذا الجو الإعلاني، رغم أن أسماء منهم كان لها مشاركة فعلية في تأسيس الإعلان..

لكن هذا لا يمنع أن الإعلان هو التجمع الوحيد المعارض الآن، بغض النظر عن درجة فاعليته، أقصد كتجمع يضم طيفا من الآراء والأحزاب الصغيرة، فهل مطلوب إعادة صياغته بشكل جديد ومضمون خطابي مختلف؟ ام المطلوب البحث عن تأسيسات جديدة، بناء على قراءة جديدة للمستجدات على الصعيد السوري داخليا وخارجيا؟ أم جعله إطار عمل لقيام حوار وطني بناء وشامل، كما أشارت إلى ذلك دعوة أمانته العامة بمناسبة ذكراه الخامسة؟ أم يتحول إلى تجمع مدني للنضال المطلبي والحقوقي كما تشير بعض الآراء الناقدة؟ هل أكسبت تجربة الإعلان دروسا جديدة للمعارضة السورية؟ إن نقد المجتمع وظواهر التخلف فيه، لا يغني عن نقد السلطة أبدا، كما أن الاهتمام بالجانب المعيشي والاقتصادي للمواطن السوري، يجب ألا تحجب أهدافا سياسية عامة، يجب ان تكون معلنة بشكل دائم..

لا يوجد حركة معارضة بدأت كبيرة وذات جماهيرية، في أي بلد كان..وسورية ليست استثناء، وضعف المعارضة هو نقد صحيح، ولكنه ليس إدانة لها أبدا، بل هو مؤشر لا يحتمل اللبس على طبيعة النظام الذي تتعامل معه هذه المعارضة، هذه بداهة يجب ان تكون حاضرة ومفسرة ولكنها غير مبررة..لهذا يمكن للواقع الآن أن يبقي الحفاظ على صيغة الإعلان أمرا مطلوبا، ومطلوب الدفاع عن استمرارها...في الواقع من جهتي ليس لدي اجوبة على هذه التساؤلات، ولكنني اهتم باستمرار الحركة الديمقراطية..والمطالب الديمقراطية المتمحورة حول: إلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري التي تنص على قيادة البعث للدولة والمجتمع، وإجراء انتخابات تنافسية تفضي إلى تداول السلطة بمشاركة الجميع، يمكن أن تفضي إلى نجاح السيد الرئيس بشار الأسد فيها، وإلغاء المادة الثالثة من الدستور التي تنص على ديانة رئيس الجمهورية، إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية وسن قانون للأحزاب...هذا على المستوى السياسي العام...والأهم هو كيف يمكننا أن نشد جيل الشباب السوري إلى العمل السياسي، أو ربما الأهم كيف نتفهم نحن كمعارضة كهلة واقع الشباب السوري؟ ونتمنى للأمانة العامة للإعلان التوفيق بمسعاها...

وملاحظة أخيرة: الساحة تستوعب كل أشكال الحركة، فلا داعي للجوء إلى لغة الإقصاء والتخوين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
علامة إرهابية مسجلة
معاوية -

سوريا لم يعد اسمها سوريا بعد إستيلاء حافظ أسد على الحكم ، فالاسم المعلن هو دولة أسد النصيري وأولاده وشركاه للإرهاب الدولي ليمتد، تم مؤخرا بيع 51 % من الأسهم لايران ليصبح القرار ايراني. بعد أن كان في عهد الأب الرئيس نصيري، والجيش نصيري، والأمن نصيري، والقضاء نصيري، وهكذا دواليك منسحبا على كافة قطاعات الدولة حتى وصل الى المعارضة التي منحت العلامة المسجلة والإسم من السجل النصيري وسجلت تحت اسم رفعت أسد - غسان المفلح وأولادهم ، معارضة محدودة مغفلة . أما الآن فقد حصل دمج إرهابي وأصبح كل شيء في دولة أسد سابقاَ، وسوريا أسبقاً ، تحت اسم الدولة النصيرية الصفوية للإرهاب الدولي . لها فروع في جميع أنحاء العالم مع خدمة توصيل المفخخات للمنازل وأشهر زبائنها العراق ولبنان واليمن والتوسعة جارية على قدم وساق بفضل العم سام ونتنياهو وساركوزي.

علامة إرهابية مسجلة
معاوية -

سوريا لم يعد اسمها سوريا بعد إستيلاء حافظ أسد على الحكم ، فالاسم المعلن هو دولة أسد النصيري وأولاده وشركاه للإرهاب الدولي ليمتد، تم مؤخرا بيع 51 % من الأسهم لايران ليصبح القرار ايراني. بعد أن كان في عهد الأب الرئيس نصيري، والجيش نصيري، والأمن نصيري، والقضاء نصيري، وهكذا دواليك منسحبا على كافة قطاعات الدولة حتى وصل الى المعارضة التي منحت العلامة المسجلة والإسم من السجل النصيري وسجلت تحت اسم رفعت أسد - غسان المفلح وأولادهم ، معارضة محدودة مغفلة . أما الآن فقد حصل دمج إرهابي وأصبح كل شيء في دولة أسد سابقاَ، وسوريا أسبقاً ، تحت اسم الدولة النصيرية الصفوية للإرهاب الدولي . لها فروع في جميع أنحاء العالم مع خدمة توصيل المفخخات للمنازل وأشهر زبائنها العراق ولبنان واليمن والتوسعة جارية على قدم وساق بفضل العم سام ونتنياهو وساركوزي.

سوريا الاسد
فارس -

و على صدوركم باقون كالحديد...

سوريا الاسد
فارس -

و على صدوركم باقون كالحديد...

عزيزي غسان أفندي !
رافد جزراوي -

عزيزي غسان أفندي لا تعزب نفسك بأوهام حراك المعارضه ( المدافعه عن النظام بأغلبها ) فهي مشغوله بتراكيبها المعقدمه والمتصادمه دومآ مع مطالب ألأكراد ( بالحصول على إعتراف من قوى المعارضه بأن ألأكراد ( القادمين من تركيه منهم ) يعيشون على أرض أجدادهم ( القادمون من شمال غرب بلاد الفرس ؟ ) فأي حراط كان خلال ألعشر أعوام الماضيه تشل حركته وتوضع أمامه ألصخور الكرديه لمنع تقدمه وتوحيد مطالبه الوطنيه ؟( وكأن ألأكراد متعاونين مع النظام لمنع العمل المعارضي ؟ ) إن لم تتفق وجوه المعارضيه مع القوى الكرديه على تحديد مطالبها ( ضمن الحقوق الوطنيه ومساواتها مع المطالب الوطنيه ألأخرى ) ليتسنى لها العمل الوطني بمطالب واقعيه ( وليس كرديه فقط ) وإلا ترك الوطن لشركة ألأسد ألأهلييه (حيث خلال ألأربعون سنه الماضيه تعود الشعب على كيفيه التعامل مع ( الشركه ألأهلييه ) وحراسها المخلصين ؟ وكفى إستخدام الإصطلاحات المهينه ( المزهبيه,قوميه أو دينيه ) المحطمه للتعايش ؟

عزيزي غسان أفندي !
رافد جزراوي -

عزيزي غسان أفندي لا تعزب نفسك بأوهام حراك المعارضه ( المدافعه عن النظام بأغلبها ) فهي مشغوله بتراكيبها المعقدمه والمتصادمه دومآ مع مطالب ألأكراد ( بالحصول على إعتراف من قوى المعارضه بأن ألأكراد ( القادمين من تركيه منهم ) يعيشون على أرض أجدادهم ( القادمون من شمال غرب بلاد الفرس ؟ ) فأي حراط كان خلال ألعشر أعوام الماضيه تشل حركته وتوضع أمامه ألصخور الكرديه لمنع تقدمه وتوحيد مطالبه الوطنيه ؟( وكأن ألأكراد متعاونين مع النظام لمنع العمل المعارضي ؟ ) إن لم تتفق وجوه المعارضيه مع القوى الكرديه على تحديد مطالبها ( ضمن الحقوق الوطنيه ومساواتها مع المطالب الوطنيه ألأخرى ) ليتسنى لها العمل الوطني بمطالب واقعيه ( وليس كرديه فقط ) وإلا ترك الوطن لشركة ألأسد ألأهلييه (حيث خلال ألأربعون سنه الماضيه تعود الشعب على كيفيه التعامل مع ( الشركه ألأهلييه ) وحراسها المخلصين ؟ وكفى إستخدام الإصطلاحات المهينه ( المزهبيه,قوميه أو دينيه ) المحطمه للتعايش ؟

لوموا أنفسكم
محمد -

لوموا انفسكم... فقد قرفتونا بانقساماتكم التي استفاد منها النظام... درجة قرفنا من النظام تكاد تستوي مع درجة قرفنا من المعارضة الى حد اننا لم نعد نرى في سوريا وطنا بل شبه وطن وشبه حلم ونصف امل

لوموا أنفسكم
محمد -

لوموا انفسكم... فقد قرفتونا بانقساماتكم التي استفاد منها النظام... درجة قرفنا من النظام تكاد تستوي مع درجة قرفنا من المعارضة الى حد اننا لم نعد نرى في سوريا وطنا بل شبه وطن وشبه حلم ونصف امل

لا لعائلة الأسد
محمد السوري -

مع كل إشراقة شمس...مع كل غروبمع كل آهات الثكالىمع كل أنات المغيب أحبابهم وراء القضبان أو تحت الارض أو وراء الحدود.مع كل خفقة قلب خائف,ونظرة طفل محروم وحيرة أب لا يعرف كيف يتدبر قوت أولاده ومداواة أمراضهم,مع كل سؤال ليس له جواب سوى من المسؤول؟لن نتراجع عن تحميل أل الأسد وخدمهم كل مصائب شعبنا وبلدنا,ولن نتوانى عن فضح جرائمهم وسياساتهم واستهتارهم بكرامة شعبنا واستباحة ثرواته وسلب إرادته,يا كل الحاملين هذا اللواء يجب مواصلة الطريقورفع الصوت عاليا في كل المحافل والمنابر مع العلم بصعوبة المهمة ومخاطرها,إن المجرم يلعب على جميع المستويات ويراهن على قدرة المعارضة في الإستمرار والتوسع لتشمل جميع أطياف الشعب السوري,لنوحد أهدافنا المرحلية في المطالبة بحرية الأحزاب والمطبوعات وإلغاء قانون الطوارئ واستقلال القضاءومن ثم تغيير الدستور فيما يخص الحزب القائد للدولة والمجتمع .