فضاء الرأي

الإنتخابات الأردنية على الأبواب: النزاهة مسؤولية من؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تجري بعد أيام قليلة في التاسع من نوفمبر القادم الإنتخابات البرلمانية الأردنية لإختيار البرلمان السادس عشر في مسيرة الحياة النيابية الأردنية التي شهدت أول مجلس نواب في أكتوبر 1947 برئاسة هاشم خير. والملاحظ أنّ أكثر من مجلس نيابي منذ ذلك العام كان يتمّ حلّه قبل إنتهاء مدته بقرار ملكي، كما تمّ مع المجلس الخامس عشر الذي حلّه الملك عبد الله الثاني في الرابع والعشرين من نوفمبر 2009، وسط ارتياح شعبي عارم بهذا القرار بسبب ضعف هذا المجلس وأدائه السيء. وهاهي انتخابات المجلس السادس عشر تأتي بعد عام تقريبا من حلّ سلفه النيابي الذي واجهت انتخاباته انتقادات حادة وشديدة مشككة في مصداقيتها ونزاهتها، وربما كانت تلك الحملة من أسباب الإرادة الملكية بحله، مع وعد طالما كرّره الملك بضمان انتخابات جديدة نزيهة وذات مصداقية عالية.

انتخابات برلمانية ومقاطعة إسلامية جزئية

يستطيع المراقب المحايد أن يسجّل من الآن أنّ من صفات هذه الدورة الجديدة من الإنتخابات هي مقاطعة الحركة الإسلامية الأردنية ( الإخوان المسلمون ) لها بسبب تحفظهم على قانون الصوت الواحد الذي ستجري الإنتخابات بناءا عليه، رغم أنهم شاركوا في انتخابات عام 2007 التي جرت على أساسه، وأوصلت 18 نائبا منهم لقبة البرلمان. وأقول مقاطعة جزئية، لأن هناك عدد من أعضاء الحركة الإسلامية قرروا عدم الإلتزام بقرار المقاطعة وخوض الإنتخابات، ومنهم حسب ما نشرته وسائل الإعلام الأردنية المحامية سهام بني مصطفى (محافظة جرش) التي عبّرت بجرأة عن قرارها قائلة" إنه لم يأت من باب مخالفة قرار الحزب، وإنما لإيمانها بضرورة المشاركة" وعن احتمال فصلها من حزب جبهة العمل الإسلامي بسبب مشاركتها، قالت " سأحترم القرار مهما كان مؤكدة أنها ستمضي في قرارها خوض الإنتخابات"؟ وهناك من الإسلاميين من سيشارك مثل الدكتور أحمد القضاة و سليمان السعد (نائب سابق عن الحركة الإسلامية)، وتقول بعض وسائل الإعلام الأردنية أنّ عدد أعضاء الحركة الإسلامية الذين سيخوضوا الإنتخابات تحديا لقرار المقاطعة ربما يصل إلى سبعة أعضاء. وإن حصل ذلك فسوف يكون بداية أزمة داخلية جديدة في حزب جبهة العمل الإسلامي، خاصة أنّ حمزة منصور أمين عام الحزب، أعلن صراحة أنّ قيادة الحزب ستدرس مخالفة أي عضو لقرار المقاطعة، لإتخاذ القرار المناسب بحقه.

تحفظات ومشاركة..قرار إيجابي

لم تكن الحركة الإسلامية وحدها صاحبة التحفظات على قانون الصوت الواحد الذي ستجري على أساسه الإنتخابات القادمة، ورغم ذلك فإن قرارها بالمقاطعة لم يحظ بتأييد كافة الجهات والأحزاب التي أبدت التحفظات نفسها، فمن بين 14 حزبا مرخصا سوف يشارك 11 حزبا في الانتخابات، لأن هناك منطق موضوعي، وهو أنّ تطوير أية قوانين انتخابية لا يكون بالمقاطعة بل بالمشاركة ثم الإستمرار من خلال البرلمان الجديد في السعي لتطويرات إيجابية للقانون الإنتخابي، خاصة أنه من النادر وجود قانون انتخابي في العالم لا يوجد عليه بعض التحفظات من جهات أو أحزاب.
من هذا المنطلق، كان قرار الحزب الشيوعي الأردني حكيما وبناءا، عندما شدّد على تحفظاته على قانون الإنتخابات المعمول به، ولكنه سيشارك في هذه الإنتخابات، وحسب بيان اللجنة المركزية للحزب ف " إنّ المشاركة في الانتخابات لا يمكن أن تكون محكومة فقط بالوصول الى المجلس النيابي، على أهمية ذلك ومشروعيته، بل تعني وربما تستهدف في المقام الأول، إظهار التصميم على الاستفادة من الظروف والمناخات التي توفرها الانتخابات، والتي لا تتوفر في ظل ظروف إخرى لخوض غمار الصراع السياسي مع التحالف الطبقي الحاكم وبرنامجه وسياساته، وتكثيف الجهود لبناء التحالف الشعبي البديل، ونشر برنامجه السياسي بين أوسع الشرائح الشعبية، والعمل على تعبئة الجماهير وتنظيمها على قاعدة هذا البرنامج البديل". هذه هي النظرة الإيجابية في ظل توفر الأجواء الديمقراطية، المشاركة من أجل تطوير هذه الأجواء لتصبح ديمقراطية حقيقية، نزيهة شريفة بعيدا عن أي تلاعب يجعلها ديمقراطية ديكورية فقط.

نزاهة الإنتخابات: مسؤولية من؟

أكدّ الملك عبد الله الثاني مرارا على ضرورة نزاهة الإنتخابات كي تكون تعبيرا حقيقيا عن إرادة الناخب الأردني، وأعقبه العديد من المسؤولين الحكوميين مؤكدين على هذه النقطة، كان آخرهم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية نايف القاضي الذي أكّد في لقاء له مع الفعاليات الرسمية والشعبية و النسائية والشبابية في محافظة عجلون قبل أيام قليلة " أنّ الحكومة ستقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، ولن يكون هناك أي تمييز أو إقتراب من أي مرشح بصرف النظر عن أصولهم ومعتقداتهم وانتماءتهم مهما كانت الظروف والأحوال".

ولكن هل يمكن مراقبة نزاهة الحكومة واثباتها؟

نعم لأن التزوير كالكذب عمره قصير، فقد انتهت مدة التسجيل وتثبيت الدوائر الإنتخابية يوم الخميس الثاني والعشرين من يوليو الماضي، وبدأت وزارة الداخلية في الأول من أغسطس بعرض جداول الناخبين في جميع الدوائر الإنتخابية ( 45 دائرة)، وفتح باب الاعتراض عليها، وكان عدد الاعتراضات قياسيا بالآلآف، وبعد النظر فيها من المحاكم والجهات المختصة، أخذت القوائم الانتخابية صفة النهائية في السادس من أكتوبر الحالي. أمّا مراقبة الإنتخابات يوم التاسع من نوفمبر القادم، فهي مسؤولية المرشحين والناخبين، لأن كل مرشح له مندوب أو ممثل أمام كل صندوق انتخابي، يستطيع مراقبة درجة الشفافية والنزاهة؟ وكذلك هناك المركز الوطني لحقوق الإنسان برئاسة الأكاديمي المعروف الدكتور عدنان بدران، وقد شكّل المركز منذ بداية مراحل الدورة الانتخابية فريقا وطنيا لمتابعتها ومراقبتها بعد التشاور مع حوالي 60 من مؤسسات المجتمع المدني من مختلف المحافظات الأردنية، وقد قام الفريق بدور ملحوظ حيث أبلغ عن العديد من المخالفات والسلبيات، وينتظر الجميع من المرشحين والناخبين دور هذا الفريق الوطني في مراقبة نزيهة شفّافة. لذلك فإن أي تزوير أو تدخل رسمي في سير العملية الانتخابية من السهل كشفه وتوثيقه.

إذن من أين يأتي التزوير والتضليل؟

إنه مما يمكن تسميته عادات الانتخابات وتقاليدها في المجتمع الأردني، أي الناخب والمرشح معا، لأنهما في كافة المحافظات لا يلتزمان بالشفافية والمصداقية، وبالتالي فمعظم التزوير يأتي من تحالفهما غير القانوني. وكأمثلة على دور الناخب والمرشح في عدم الوصول للحد الأقصى من النزاهة والشفافية، نذكر ما يلي:

أولا: سيادة مفهوم العشيرة والقبيلة الضيق، الذي يقبل بإختيار مرشح عن العشيرة وليس عن الوطن بكامله، وإذا كان بعض المرشحين يحوزون رضا العشيرة، فربما لا تتوفر فيهم الكفاءة اللازمة على مستوى الوطن بكامله. وبالتالي فإن فشل هذا المرشح في البرلمان المسؤول عنه هو الناخب الذي اختاره وصوّت له. والدليل على ذلك أن الصحافة الأردنية نشرت عن خلافات بين بعض العشائر لعدم اتفاقها على مرشح محدد من أبناء العشيرة.

ثانيا: يكثر الحديث عن شراء الأصوات بمعنى أنّ مرشحا ما يدفع مالا لناخب ما، كي يصوّت له، وبالتالي من الممكن وصول هذا المرشح لقبة البرلمان عن طريق ماله، وليس كل ذي مال كفؤ ونزيه لتمثيل الشعب. من المسؤول عن هذه الحالة؟ إنه المرشح الذي قبل أن يقدم رشوة، والناخب الذي باع ضميره مقابل تلك الرشوة. إذن فالمال السياسي ليست مسؤولة عنه الحكومة بل المرشح والناخب معا.

ثالثا: ينتج عما سبق من ممارسات غياب البرامج الواضحة لغالبية المرشحين، لأنهم يعرفون مسبقا أنهم إن نجحوا فسيكون ذلك من خلال أصوات العشيرة أو اصوات مشتراة، وبالتالي فلماذا يفكرون في تقديم برامج انتخابية، ثم يسعون لتطبيقها من خلال البرلمان، لضمان كسب ثقة الناخب كي يصوّت لهم في الدورة القادمة. إن تزوير الحكومة وعدم نزاهتها يمكن كشفه واثباته، أمّا هذه الظواهر والممارسات العشائرية والفردية فهي ما لا يمكن وقفه إلا بإرادة المرشح والناخب، وبالتالي فهما المسؤولان بنسبة عالية عن نزاهة الانتخابات أو عدمها.

مفارقة مضحكة مبكية

هذه المفارقة هي أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، قامت بجهود وحملات عديدة لمقاطعة الانتخابات، ونظّمت العديد من الفعاليات لدرجة إطلاق بالونات ملونة في سماء عمّان تدعو وتهتف للمقاطعة، بينما جماعة الإخوان المسلمين في مصر، قامت بنفس الجهود وأكثر للدعاية لمرشحيها المشاركين في الانتخابات المصرية، وملأت لافتاتهم الشوارع والحارات رغم أنهم ليس مرخصا لهم كحزب رسمي، وقد وصل حماسهم للمشاركة في الانتخابات أنّ عضو الجماعة وأستاذ علوم الحديث بجامعة الأزهر د.عبد الرحمن البر، كما أورد موقع إسلام أون لاين، اعتبر المشاركة "نوع من الجهاد الأكبر وفريضة الوقت"، واصفاً الداعين لمقاطعة الانتخابات أو التخلف عن واجب المشاركة فيها بأنهم "آثمين". فهل يمكن شرعا تطبيق هذا الرأي القريب من الفتوى على المقاطعين من جماعة اإخوان المسلمين الأردنية؟. والله أعلم.
ahmad.164@live.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المرشح والناخب
سالم الهنداوي -

نعم إن نسبة عالية من نزاهة الانتخابات تقع على كاهل المرشح والناخب، بدليل تقرير إيلاف المنشور حاليا حول مائة وخمسين ألف صوت مهاجر، أي نقلها أصحابها والمرشحون لدوائر أخرى. فلماذا ينقل الناخب اسمه لدائرة أخرى، من المؤكد ليصوت لمرشح من عشيرته أو لمرشح دفع له مالا رشوة. إذن نزاهة المرشح وصدق الناخب يحققان نسبة عالية من نزاهة الإنتخابات ومصداقيتها.

رأي شجاع
فالح حتاملة -

ضمن نفس السياق، رأي صريح وصحيح لغاندي أبو شرار: تمتاز ثقافة الإنتخابات في الأردن بمّيزات فريدة من نوعها ، لعل من أهمها ترويج الشعارات الوطنية و انتشار مآدب المناسف و تداول شراء أصوات الناخبين إلى جانب الميول إلى القبلية و العشائرية لإختيار المرشح مع ظهور فئة من المرشحين الباحثين عن مطامع من وراء المجلس النيابي ،و لا عجب أن يخرج في النهاية مجلس نواب تجزم الغالبية باعتباره ظلاً ساكناً تنمو في ظلاله الديمقراطية الوليدة مترعرعة بهواء فاسد و رطوبة عالية ،و العجب أن الأصوات تتعالى في نهاية كل دورة و حدث برلماني بالقول أن الحكومة لا تريد برلماناً قوياً و لا تريد للديمقراطية الوليدة أن تنمو و تترعرع في جو صحي , متناسين أن ثقافة الانتخابات السائدة بين جموع المواطنين هي من أوجدت مجلس النواب و انه في الحقيقة مرآة للمجتمع و يعكس رغبته .فالمسألة هنا ليست توجيه الاتهام إلى ذات المجلس و تحميله سبب الفشل بقدر ما هو فشل شخص النائب أو المرشح الذي أتى به الناخب من خلال ثقافة الانتخابات الموروثة في عقله الباطني و لو قدر استبدال المرشح آو النائب بأخر لكان الأسوأ منه أو الشبيه به جزما .فالمتتبع لبرامج مرشحي مجلس النواب الانتخابية يلحظ الطابع الإنشائي الذي يغلب على البرنامج الانتخابي خاصتهم و استمرار أغلب المرشحين في إتباع سياسة المراوغة المشروخة من أجل إستمالة طرفي المقص ; الناخب و الحكومة ; و ذلك من خلال تبني الشعارات التي تمجد الأردن حجراً و شعباً , علماً أن الأردن لا يحتاج إلى من ينادي بوحدة شعبه لوحدته في الأساس حتى و إن وجدت بعض الترسبات العنصرية فهي آخذة إلى الاضمحلال و الإختفاء مع مرور الزمن . و لا يحتاج الأردن إلى تبني المرشحين لمطالب بعض البرامج الحكومية المكلفة التي تمس هم المواطن الأردني ،لأن الحكومة بجميع أجهزتها و إمكانياتها تعمل على هذه البرامج و تواجه صعوبة في تعميم بعضها كبرنامج التامين الصحي و المقعد الجامعي لكل مواطن .إلى ذلك نجد بعض البرامج الانتخابية التي تنادي برفض التوطين و حق الفلسطينيين في العودة و هذا و إن كان ايجابياً إلا انه من الثوابت الوطنية التي لا تحتاج إلى تكرار في كل مناسبة و يعتبر حشوا لا فائدة منه في البرنامج الانتخابي كون المواطن الأردني لن يفكر في هذا الموضوع ابتداءً قبل تأمين لقمة العيش الكريم .ما يحتاجه الأردن و المواطن الأردني في أ

بئس مفاهيم العشيرة
أردني رمثاوي -

أنا أردني وإبن عشيرة معروفة، ورغم ذلك أقول بصوت عال...بئس مفاهيم وتقاليد العشيرة خاصة السلبية التي تشيع الفوضى وتجاوز القانون، وتجعل الأردن حسب قول غوار الطوشة...حارة كل من إيدو إللو...لا للتعدي على القانون بإسم العشيرة وتقاليدها...لا للجاهات...لا للإجلاء...لا للعطوات..فليطبق القانون فقط على كل متعدي على الأمن والقانون..وتخيلوا كيف سيصبح وطننا الأردن....وعندئذ لن ننتخب إلا المرشح الصالح للوطن وليس للعشيرة.

خوش انتخابات
سامح المهندس -

كثيرة هي الطرائف التي سجلتها الحملات الإنتخابية التي يشهدها الأردن حالياً أبرزها الزوجة التي تنافس زوجها في الدائرة الإنتخابية والشقيق الذي ينافس شقيقه ايضاً في الدائرة نفسها.وانضم إلى هذه الطرائف سائق التاكسي عماد محمد سعيد العتيبي الذي يخوض الإنتخابات النيابية التي ستجري في التاسع من الشهر المقبل، عن الدائرة الاولى في محافظة الزرقاء& ; شرق عمان ويدير حملته الإنتخابية من خلف مقود سيارة الأجرة التي يعمل عليها.وقال العتيبي ليونايتد برس إنترناشونال احمل هموم الطبقة الكادحة ولا تعنيني الشعارات الرنانة التي عجزت عن ملامسه هموم الناس ومشاكلهم وأضاف انه يحمل معاناة ما يزيد عن 100 الف سائق تاكسي في مختلف محافظات الأردن .والعتيبي أب لاربعة أولاد وحاصل على شهادة الثانوية العامة، يعمل سائقا منذ عام 1990 ، وتنتشر صوره الدعائية على اعمدة الكهرباء والجسور في مدينة الزرقاء حيث تزاحم صور المرشحين الاخرين من السياسيين ورجال الأعمال ووجهاء العشائر . وأوضح ان ما رصده لحملته الإنتخابية هو مبلغ 1500 دينار 2000 دولار أمريكي& ;، وهو كل ما جمعه من عمله كسائق تاكسي حيث لايملك المال الكافي لإفتتاح مقر إنتخابي . وتابع متحدثا عن حملته الإنتخابية & ; ساعدني عملي كسائق تاكسي على الحديث مع الناس مباشرة حيث اقوم بالدعاية لنفسي بين زبائني أثناء توصيلهم بسيارتي& ;،مؤكدا ان طريقته هذه تلاقي ناجحا حيث تلقى وعودا من المئات بإنتخابه. وعن إحتمالات نجاحه في الإنتخابات قلل العتيبي & ; كل شيء بيد الله سواء النجاح او الخسارة ولكن ان حالفني الحظ فان اول ما ساقوم به هو المطالبة بعودة وزارة التموين للحد من ارتفاع الاسعار, فهذه الوزارة ضرورية لنا ..نحن الطبقة المعدومة لتحافظ على سعر ابسط المواد الغذائية& ; .

تنويه
أبو فرات الشوبكي -

للتنويه أول مجلس تشريعي في الاردن يعود تاريخه إلى 1928، وكان ذلك في عهد الإمارة.. أما في عهد المملكة فالمجلس الأول هو مجلس 1947

رأي باتر
مفلح الطراونة -

نقترح على وزارة التنمية السياسية وفي سياق تصريحاتها المنتقدة لتقرير مؤسسة ;فريدوم هاوس; الذي صنف الأردن دولة غير حرة، واعتبارها بأن التقرير لم يراع ;الخصوصية الأردنية; في معاييره البحثية، نقترح أن تقدم الوزارة لفريدوم هاوس وكافة منظمات حقوق الإنسان في العالم ورقة مرجعية واضحة تحدد ماهية الخصوصية الأردنية وكيف يمكن أن تقاس رقميا وما هي المؤشرات العلمية الدالة عليها وكيف يمكن أن ترتبط مع الميثاق العالمي لحقوق الإنسان حتى يتم استخدامها من قبل المنظمات الدولية التي ترتكب الخطأ العلمي الفادح في تقييم كافة دول العالم بناء على مرجعية واحدة مستندة إلى المعايير الدولية. هذا الأمر قد يكون مفيدا لكافة دول العالم حيث يمكن بعد ذلك تقديم أوراق مرجعية أخرى حول الخصوصية البرازيلية والكوستاريكية والموزمبيقية والسويسرية والصينية والهندية وغيرها من الخصوصيات التي تدخل فورا في مؤشرات حقوق الإنسان العالمية. وحتى يحدث ذلك، يمكن أن تستفيد وزارة التنمية السياسية وكافة مؤسسات الدولة من نتائج وتوصيات تقرير حقوق الإنسان في الأردن 2009 والذي أصدره مؤخرا المركز الوطني لحقوق الإنسان والذي اثبت مرة أخرى مدى التزام المركز بمبادئ ومعايير حقوق الإنسان والاستقلالية البحثية من خلال تقديمه لعرض منصف وشجاع وواقعي وغير مجامل لواقع حقوق الإنسان في الأردن مع مراعاة الخصوصية الأردنية بما أن هذا المركز موجود داخل الأردن ويعي تماما السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي الداخلي.ربما يركز الإعلام دائما على الحقوق السياسية والمدنية ولكن يقدم المركز أيضا عرضا تفصيليا مهما للحقوق الاقتصادية والتنموية والثقافية التي تشكل جزءا اساسيا من منظومة حقوق الإنسان، ولكن الأهم من ذلك أن التقرير يضع أمام صناع الرأي في الأردن حقائق مزعجة وصريحة حول التهاون وعدم الجدية في التعامل مع توصيات التقارير السابقة وهذا مؤشر على عدم وجود جدية فعلية، توازي الخطاب الإعلامي حول حقوق الإنسان في الأردن.بلغ عدد التوصيات التي لم تتخذ الحكومة أي إجراء بصددها 249 توصية من أصل 289، أي ما نسبته (85.2%) من مجمل التوصيات بينما بلغ عدد التوصيات التي تم تنفيذها كلياً أو جزئياً (40) توصية، أي ما نسبته (14.8%) من مجمل التوصيات، وقد بلغ عدد التوصيات التي نفذت كلياً (11) توصية فقط، أي ما نسبته (3.8%) من مجمل التوصيات وهي نسبة متواضعة جداً. وما